عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| | رسالة على الرمال | |
على شاطئ البحر , بين حبيبات الرمال الساخنة , إلتقى بها , وقتهما يمر بسرعة , الصمت يغلف أرجاء المكان , يملئه الحنين يقتله الشوق , هي سنوات من عمره , رمت به في بحر الإنتظار , جلسا على صخرة وسط الرمال , صمت دار لدقائق , يده تقترب ببطء , تلاقت مع أصابعها , تشابكت , خفقت قلوبهم بشده , ألحان مشاعر ورقة أحاسيس لا يشعر بها غيرهم وبعض أصداف البحر المترامية هنا وهناك , جلسا بالقرب من بعضهما , ألتقت ظلال نفسيهما , تجردى من كل شيء , من ذاكرة البعد لسنوات , من دقائق لطالما كتبت على صفحات كتاب لا زال يحتفظ به في أدراج بيته الذي تركه مسرعا ً ما أن سمع جرس الهاتف , دفن نفسه بين ركام الأيام , جاء ليعيش اللحظة , جاء ليذيب نفسه بين دقائق اللقاء , جلستهما صافية تعكس حياة قادمة , يبددها صوت لملة الرمال بإيديهما لبناء بيت صغير يملئه الحب , تشهد عليه خيوط الشمس , ويشهد عليه البحر , ليطرق بنظره أليها ويبتسم , بددت صمت اللحظة, كلمة كتبت على الرمال " أنا أحبك " , لتنعكس على وجهها بسمة الشمس وألق الرمال , لتزيل مسرعة ما كتب بلمسة منها , والبحر ينظر بخجل " أنا أحبك أكثر" , وسط الرمال تبادلا الرسالة , يديهما ترتجف , قلوبهما تتراقص , تريد المبادلة بروح راضية , لترى الشمس ذائبة بين ألوان الأفق , البحر يملئه الخجل , يكبل أمواجه العارمة , الزاحف ببطء لتزيل رسالة كتب على رمال البحر , لتقطع لحظته , بكلمة منها , عدت لأعرف هل حبك لي مازل ينبض , هل عشقك لي حفظته الأيام , ليرد بصمت , ويتبعه بصمت , لتكسره ثلاث كلمات , بل أكثر وأكثر وأكثر , ليعلم في مكنون ذاته أن ساعة الرحيل بدأت نفضى عن جسديهما رمال البحر , وسارا بإتجاه اليابسة , تركا خلفهما رسالة في مكان , أستقرت في ذاكرتهم التي صنعت بأيام حبهما , أضيفت الى بقايا أطلال لبقايا رسائل مبعثرة هنا وهناك , ليأتي وقت الرحيل , ذهبت وهي تحمل بين طيات يومها ذرات من رمال , كانت الشاهدة على أن الحب لم ينتهي رغم سنين الفراق , ودعها ويده تنسل من بين أصابعها , فشوقه سيزداد كلمات أبتعدت , حنينه سيعود عندما تستقل الطائرة متجهة الى بيتها الأبدي , ليرى ذرة من الرمال سقطت خلفها , ليركض مسرعا ً ويلتقطها بيده , أخذت قلبه بعيدا ً يرافقها في رحلة أبدية , ليسير وسط الأشجار , سائرا ً بإتجاه زحمة البشر , متسلقا ً درج بيته , ليفتح باب وحدته , ويخرج الكتاب , ويترك صفحة اليوم بيضاء , لا يوجد فيها غير حبة رمل , وبقايا ذكرى لرسالة كتبت على الرمال | |
|
3/19/2012, 09:51 من طرف دكتورة.م انوار صفار