الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

نور , قصة قصيرة  %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

نور , قصة قصيرة  %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهندسة والفنون

 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل    دخولدخول        نور , قصة قصيرة  I_icon_mini_login  

 

 نور , قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عثمان محمد
نائب المديرة
نائب المديرة
عثمان محمد


الجدي
تاريخ التسجيل : 22/12/2011
العمر : 42
البلد /المدينة : فلسطين

بطاقة الشخصية
المجلة: 0

نور , قصة قصيرة  Empty
23032012
مُساهمةنور , قصة قصيرة

طريق طويل بدا لي عندما إجتزت بسيارتي أحد المنعطفات , أراقب من خلال مرأة سيارتي كل كائن يسكن في هذا الشارع , قط صغير يلعب بأحدى العلب الحديدية , أمراة تسير معها ثلاث ورود جاءت الى الحياة بفترات متقاربة تكاد تكون سنة واحدة فقط , أسير ببطء لأتملس وجوه المارة أقرأ حكايات من هنا وهناك , فوجوههم تكاد تعبر عن ما في داخلهم , ذلك يركض للبيت لرؤية أهله , وذلك واقف , يحمل بين يديه زهرة حمراء أكاد أجزم أنها لحبيبة ينتظرها منذ زمن , وتلك عائدة الى البيت فزوجها أقترب موعد عودته , في زاوية الشارع قبل إشارة المرور تقف نور بوجهها المبتسم تحمل بيدها سلة الزهور , يكاد جمال نور أبنة الثلاثة عشر سنوات يطغى على ما تحمله , هي وردة بيضاء تقف على ناصية الطريق , لا أعلم هل هو القدر جعل إشارة المرور تعطي الضوء لي للوقوف بجوارها, أو أني أدعوا الله لكي تتوقف الإشارة , لأتلمس وجهها وحكاية بدت لي قبل الحديث معها , لتأتي ببطء الى جوار نافذتي , وبصوت ناعم قرعت أذني به ورد سيدي لمن تحب , إبتسمت لها , ودون سابق إنذار أطفأت صوت المحرك , صوتها العذب الصادر من بين أنغامها الموسيقية جعلني لا أرغب بأي شيء غير سماع حديثها , وقلت لها أكملي أو رددي نفس العبارة , فقالت , ورد يا سيدي لمن تحب , لأبتسم مرة أخرى لها .
ما أسمك يا زهرة ؟
أسمي نور
كم شربتي من الحياة ؟
نور : ثلاثة عشرة عاما ً
لما تبعين الورد وأنتي وردة تختلف عن ما في سلتك ؟
نور : ورودي التي أحملها بين يدي قطفتها الأن , هي جديدة , أزرعها في حديقة منزلي , أرويها كل يوم , أما أنا سيدي وردة قطفت منذ أعوام , لا أعلم أي أرض قد أنبتتني , لا أعلم أي سماء قد شربت منها إلا قبل بضعة شهور , وجدت نفسي في حديقة ليست حديقتي , في مكان ليس مكاني لتقطع حديثها وتقول ورد يا سيدي لمن تحب .
أمهليني بالله عليكي , لا أريد وردك يا نور , أكملي ....
نور : لترد علي بقول لم أتوقعه أكمل وكل هذه السيارات قد أزعجتني بصوتها , أفتح الطريق سيدي , هناك من يريد أن يمر
إذن أركبي بجواري نور , سنذهب الى حديقتك
نور :وورودي يا سيدي ؟
ورودك هي من جذبتني , لا تخافي ستزهر من جديد
أدرت السيارة متوجها الى بيت نور , في الطريق صمت كل شيء , صوت موسيقى الفصول الأربعة حتى صوتي أنا .
من قطفك قبل الأوان , من جعل منكي زهرة متنقلة , هل هو قدرك أم أن الناس هم من صنعوه لكي ؟
نور : ببسمة , عرضت أن تذهب الى حديقتي , إنتظر قليلا ً , هناك ستعرف كل شيء . , لما لم تشتري وردي ؟
لن أكذب عليكي نور , الورود تشدني كثيرا ً , وخاصة التي أجدها قد ذبلت قبل الأوان , ورودك كانت شامخة , كانت بملمس جديد لم تمسها غير يدك , ما لفتني أنتي أيتها الزهرة البيضاء , تقفين شامخة رغم ما يوجد على أوراقك من قطرات مطر الحياة , وذبول لزهرك لامسته رياح الأيام .
نور : قد تكون أصبت , لكن, وأنا انظر الى عيونك , أرى حكايات كثيرة , أرى كلمات لم تخرج بعد , تكلم , لا زلت أنا في الثالثة عشر من عمري , وانت شبت قبل الأوان لم أرى شيئا ً بعد هكذا واضح من نظرتك المختفية .
لا تستعجلي نور , فالدنيا فيها مما تشاءين , فيها من الأمور التي تجلب السكينة للإنسان وفيها ما يجلب التعاسة له , لا أعلم هل هو القدر الذي يتلاعب بنا أم نحن من نصنع قدرنا , حكايتي بإختصار , أني ولدت على الحياة بأمل كبير , بأحلام حققت فيها ما أريد إلا رسم البسمة على وجهي , الحياة قاسية يا نور , قاسية جدا ً , من لا يأمنها سيعيش طول الدهر تعيس , فلعبة القدر لها وجهان , تراه يتلاعب فينا كقطعة النرد , ومن يقف أمام تياراته العاصفة سيكون بخير حال , أنا يا نور تيارات القدر عصفت بي كثيرا ً أذابتني كقطعة الثلج , قطرت قطرات الماء من جسدي في كل مكان , عشت أحلامي الطفولية على واقع ممزق , على أنياب تنهش في جسمي , لم أرد في هذه الحياة سوى الأمان , تارة تجد هذا يتلاعب بمشاعري بدافع الحب الذي لا يملكه أصلا ً وتارة أخرى تجد أحد ا ً يجعل مني سلم ليتسلقه وبعد أن يصل القمة , يركله برجله لأسقط على الأرض , تاركا ً في أعماق روحي خدشات من السقوط , كأني حجر , لا يكسر غير بمطرقة كبيرة , كم من الناس حفرت في جسدي عميقا ً , حفرت جروح لا زلت أذكرها وأبكي عليها , وما يؤلمني أكثر أني أجد من يقول لي إبتسم وسر بالحياة , أضحك وعش بالدنيا , كيف لي هذا وعلى جسدي خارطة من ألم وفي داخلي بمشاعري وأحاسيسي خارطة أخرى لكنها متشعبة اكثر بلدانها جروح وشوارعها آلم لا ينتهي , رغم هذا أضحك وأسير مبتسما ً , أرفع رأسي لأنظر أمامي , فلا زال هناك نقطة ضوء أراها من بعيد .
نور : وجهها شاحب , دمعتها على جفن العين , لا تكمل ....
لحظات من صمت فرضت علينا , لا تسمع غير صوت أنفاسهما , رغم أنها طفلة لكن في داخلي أنها أنثى بالغة تعلمت من الحياة كل شيء رغم ما فيها من تجاذبات بين الخير والشر , بين السقوط والنهوض , لتنتهي الرحلة القصيرة أمام بيت صغير يحيط به الأشجار , وحديقة أخذت ناظري أليها تملئها الورود بكل أشكاله , بكل ألوانه .
نور : تفضل سيدي ...
دخلت من البوابة الصغيرة المغطاه بأوراق خضراء , أسير ببطء نحو باب البيت , تتقدمني نور بعنفوان لم أرى له مثيل , بشموخ لم أعهده من طفلة بعد .
نور : جدتي , جدتي , لدينا ضيف
الجدة : أهلا وسهلا يا بني , تفضل .
دخلت من باب البيت , أراقب كل شيء فيه , أشياء صغيرة , لا تكاد ترى بالعين المجردة , طاولة هنا وتلفاز صغير هناك , شموع هنا , وورود قطفت حديثا ً ملقاه على الأرض يجتمع حولها , ثلاثة أطفال .
مساء الخير , الكل صامت لا يرد , كانه أول مرة يشاهدوا شخصا ً مثلهم , لا أعلم هل هو خجل , أم فعلا لم يمر عليهم أحد منذ زمن بعيد .
نور : لا تخافوا هو عابر سبيل وسيرحل بحاله , لا تخافوا , جاء ليتعرف علينا , أوقفه القدر أمامي وأحب التعرف على ذاتي وعلى المجتمع الصغير الذي أعيش فيه , ما لمسته انه إنسان , وليس وحش , ليكسر الصمت مرة واحدة ويبدأوا بالحديث
تريثوا لا تتكلموا , وجدت لنفسي ركن في البيت وجلست , لأراهم كلهم , الأن تكلموا .
مالك : مساء الخير سيدي , أخوهم الأكبر , شربت من الحياة عشر سنين
ملك : مساء الخير سيدي , البنت الأصغر شربت من الحياة 9 سنين
ملاك : مساء الخير سيدي , البنت الصغرى , لم تتكلم , صامتة , خجولة , تعلوها بسمة بريئة , تهمس بصوت يكاد يختفي بين طرقات مقصات الورود , لتقاطعها نور , شربت من الحياة ثلاث سنين .
ما لفت نظري أن أسماء الأولاد كلها متقاربة , وهو فكرة الأب إن يسميهم بأسماء متقاربة حتى لا يفرق بينهم في الحنان والعطف والمعاملة , إلا نور , فعلامات الإستغراب كان واضحة , حتى قاطعت أفكاري نور وقالت
نور : أعلم أستغرابك سيدي , لما إسمي مختلف ؟ فعلمت منها السبب
نور الأسماء لا تعنيني , لا أكترث بالإسماء , أريد أن أسمع الحكاية , هيا تكلمي .
أخذت نور بالنظر الى جدتها , كأنها تسألها هل أجيب , ووأنا أطاردها بنظراتي , وتبدأ نور بالكلام
سيدي , نحن أبناء لعبة القدر , " تبسمت " , بدأت تسرد الحكاية وأنا أستمع , كنا نعيش حياة بوجود الأب والأم , وكان أبي مدمنا ً على الكحول , كان يشرب كثيرا ً , كان عاملا ً في أحدى المؤسسات , يجمع الأوراق وينقلها بين المكاتب , وكان راتبه لا يقضي الحاجة دائما ً , كنا نشكر الله كثيرا ً على نعمه , رغم ذلك كان أبي " لتقطع حديث نور الطفلة ملاك , وتقوم راكضة إلي , وهي تردد بابا بابا بابا , كأنها زهرة عطشى للماء , لتحضنني وتجلس على رجلي وتضمني بصمت " وتكمل نور , وكانت أمي أمراة بسيطة الحال , يملئها العطف والحنان , مشاعرها لا توصف , روعتها لا أقدر على قولها لا زلت أشتاقها كثيرا ً , وقد حاولت جاهدة أن تمنع أبي من الشرب لكنها لم تستطع , وفي يوم من الأيام أقترح أبي أن يذهبا مع بعضهما الى السوق , وسط الزحام عرج أبي لشراء مشروبه الخاص , ودون إنتباه من أمي أخذ يشرب ويشرب حتى ذهب عقله , في طريق العودة كان أبي لا يملك من ذهنه شيء , ألتقى بمجموعة من الناس , ودون وعي أخذ يرمي بالشتائم والعبارات القبيحة عليهم , ليعترضوه , ويهرب منهم وتلحق به أمي لكي تعيده , لكن القدر كان أسرع منها , بأن قتل بواسطة سيارة عرجت على أمي أيضا ً , وقتلتها معه , من وقتها عشنا حياة من الضياع , حياة من المنفى , حياة من اليأس , الى أن أتت جدتي وأصطحبتنا معها الى هذا البيت وها نحن هنا نعيش .
نور أنتي تخفي نصف الحقيقة أكملي .....
نور تنظر الى الجدة مرة أخرى , وتشير لها بعينها أكملي ...
نور : حسنا ً , يا سيدي أنا خطيئة والدي , لا أقول أكثر , لم أكن أعيش معهم , لكن أبي قبل وفاته بالمشفى , تكلم مع جدتي وباح لها بالسر , فجاءت ألي في يوم من الأيام لتقول لي أني أبنة فلان مع اني سألت أمي كثيرا ً كانت تقول والدك مات وأنتي في داخلي , الى أن جاءت جدتي وعلمت أن والدي مات فعلا ً , ولكره أمي لي ولوالدي تخلت عني بسرعة دون أن تكترث لي وهي من أسمتني نور لهذا أسمي يختلف عن الباقي , كنت أريد أن أعيش حياة مليئة بالتفائل والعطاء , أريد أن أفعل المستحيل لتغيير حياتي , أجد نفسي الأن أسعى لأغير حياة أخوتي , فبراتب والدي الميت , أنشأت حديقة من ورود أسقيها من دمي وتعبي , أرويها كل يوم حتى تكبر , أقطفها أنا وأخوتي لأذهب وأبيعها على إشارة المرور وفي كل مكان أتواجد فيه , أنا يا سيدي , أصبحت أعيش لأروي حكايتي , وأعيش لأغير قصة هؤلاء الأطفال التي لم أعرفهم غير بوقت قريب , أنا يا سيدي أحمل في جعبتي حكاية أبي وأمي وزوجة أبي , أحمل حكاية أخوتي , حكاياتهم محزنة , مؤلمة جدا ً , أعرفت لماذا أبيع الورد الأن سيدي لتختم بقول " أتريد الورد لمن تحب يا سيدي ..........



عثمان محمد


عدل سابقا من قبل عثمان محمد في 3/24/2012, 16:13 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

نور , قصة قصيرة :: تعاليق

دكتورة.م انوار صفار
رد: نور , قصة قصيرة
مُساهمة 3/23/2012, 22:34 من طرف دكتورة.م انوار صفار
قصة رائعة جدا ,نور في الثالثة عشر من عمرها تتصرف و كانها امرأة بالغة
حقيقة جميلة جدا,لا اعلم هي من الخيال ام حقيقة على ارض الواقع
ولكنها جميلة حقا.سلم قلمك
ميسون احمد
رد: نور , قصة قصيرة
مُساهمة 3/24/2012, 12:46 من طرف ميسون احمد
ابدعت في الوصف

حورها بليغ وفيصح وكانها ولدت لتكون خطيبة مفوه لا بائعة ورد

جميلة جدا بارك الله فيك وفي فكرك وقلمك
 

نور , قصة قصيرة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» قصص قصيرة
» قصص قصيرة
» قصص قصيرة
» قصة قصيرة
» قصة قصيرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهندسة والفنون :: مدونات للاعضاء :: عثمان محمد-
انتقل الى: