بسم اللـه الرحمن الرحيم
{تعرف على انسانيتك}
السلام عليكم جميعا.
قبل كل شيء أحب الدخول في حديث انساني والذي لايختلف عليه اثنان في ذكر شاهد من شواهد الطبيعة الحية.لاجل ان تكون مفتاحا طيبا لكثير من المقالاة الانسانية والتي نحن اليوم بأمس وأشد الحاجة اليها في عصر لم يبقي لنا عذرا ولا حجة من مواكبة تطوراته المتسارعة جدا والتي لانكاد فيها من التواصل الانساني بسبب الكم الهائل من المتغيرات المتجددة يوما بعد يوم والتي جعلتنا نغفل بعض الشيء من تدارك امرنا بشأن تعرفنا على انسانيتنا ومن احداث تغيير في مجمل ما نتعامل به في مفردات حياتنا اليومية.وحتى نجعل من تلكم التطورات والمتغيرات المتسارعة في حياتنا العصرية معينا ومنفذا لنا في تأكيد شخصيتنا الانسانية ووجودنا الانساني وكيف لا ونحن اصحاب المباديء والرسالة الانسانية الحقة . ان جميع الشعوب وبالرغم من تطورها التكنولوجي الكبير لاتنفك يوما عن مبادئها الانسانيه التي آمنت بها من قبل وهم يفخرون ويعتزون بها من خلال جميع مناسباتهم حتى وان كانت تلك المباديء بسيطة في اسسها وقواعدها الايمانية.وخلاصة الكلام ان تكون لنا نظرة انسانية عميقة في معانيها متجددة في واقعها الحياتي سواء كان واقعا داخليا في انفسنا وعقولنا أو خارجيا في محيطنا الذي نتعامل فيه.ومن هذا المنطلق اود تبيان بعض المفاهيم الانسانيه ولكن بنظرة جديدة عسى ان تنال رضاكم وكرم احسانكم ولكل منا قناعته وحكمته في الحياة.
{ كلنا يعرف أن الشجرة المثمرة تعطي ثمرها لكل من أرادها وقصدها , حيث نأخذ منها ما تشتهي انفسنا من حلاوة ثمرها وطيب مذاقها وحيثما زاد طلبنا منها تكرمت علينا بعطاءها ولم تبخل به ابدا علينا , وهكذا هو حالها على الدوام وعندما يأخذها العمر وينال منها تضعف وتهرم أغصانها وينفذ ثمرها يوما بعد يوم ويقل عند ذلك قاصديها ومن كانوا يحبون ثمرها ويلتذون بحلاوة مذاقها. ولكن عطاءها مستمرا لاينقطع منها بل نراها تبذل كل ما عندها وحتى آخر رمق من حياتها وكيف ذاك؟ من منا ينكر أنه قد أكل من طيب ثمرهاوتفيأ بظلها وتدفأ بنار جذوعها وتوسد سريره من اغصانها.عظيمة تلك هي الشجرة فهي معطاءة في حياتها وفي مماتها ايضا.من هنا لابد لنا من وقفة انسانية متأملة من حال شجرة واحدة تريد منا سؤال انفسنا لعلنا ندرك معنى طالما غاب عن وجداننا .
1- هل أكلت الشجرة شيئا من ثمرها أم بذلته جميعا علينا؟
2- هل طلبت الشجرة شيئا منا قبل أن ناخذ من ثمرها؟
3- هل امتنعت الشجرة يوما بعطاءها وبخلت به علينا؟
4- فمن اين اذا تطلب الشجرة مرادها؟ جواب ذلك في المقالة الانسانية القادمة.
والتساؤلات كثيرة. وحتى نكون منصفين معها ومع انفسنا فأن أقل ما نذكر من خلقها:-
1- أنها تعطي من دون مقابل ومن دون سؤال.
2- عطاءها لاينقطع في حياتها ومماتها.
3- أفنت عمرها مضحية في خدمة غيرها.
4- رغم جشعنا واذيتنا واهمالنا لها لم نرها يوما تمتنع وتمن بعطاءها علينا.
5- هي وفية وكريمة بطبعها فخيرها مأمول وشرها مأمون.
تلكم كانت وما زالت هي الشجرة خير مثال ينبض بالكرم والعطاء والتضحية والوفاء حيث منها نأخذ العبرة والاعتبار ونسأل انفسنا مرارا ان من يملك هكذا خصال ماذا يمكننا ان نسميه؟ وماذا نسمي من يحمل هذا الخلق الرفيع ؟ ألا يجدر بنا ان نسميه خلقا انسانيا رفيع المستوى. ومن هنا لا نملك بأي حال من الاحوال أي عذر ولا حجة سوى التعرف على انسانيتنا من انسانية غيرنا من المخلوقات التي تحيط بنا.ان ما اسلفناه من الحديث انما هو غيض من فيض من سلسلة الاحاديث والمقالات الانسانية .وكما قيل في الحكمة أن أول الغيث قطرة فليكن غيث سماءنا مدرارا وهطوله زخارا وسيوله هدارا ومسيله أنهارا حتى نبحر في أديمه سلامة وأمانا بعون الله جل وعلا سبحانه. }