جسر شهارة المعلق..اعجوبه من عجائب الدنيا يعتبر جسر شهارة من الروائع الهندسية النادرة حيث تم تشييده في بدايات القرن السابع عشر وقيل القرن التاسع عشر، فوق غور يصل عمقه إلى أكثر من 9 أقدام ليربط بين شطري قرية من قرى مدينة شهارة واللذين يقعا على قمتين مختلفتين.
وقد بني الجسر على مستوى عالٍ من الدقة والمهارة والتصميم ليراعي الطبيعة الجبلية للمكان وليكون جزءاً منه، و قبل ولادة النظريات الحديثة التي تقوم على أساسها بناء الجسور المعلقة، التي تقول فحواها أن البناء بطريقة التقويس تكون أقوى تحملا وأطول ديمومة وزمانا.
فالتقويس على شكل عقد يجعل الجسر أقوى تحملا للأثقال وأكثر مرونة دون التأثر، إذ سبقت بذلك براعة اليمانيين النظريات العلمية الحديثة. إذ أن الجسور المعلقة في العالم تعتمد على نظرية التقويس التي تعطي الجسور شيئاً من المرونة ومقاومة الضغط.
كذلك في حال تعرض المكان لهزة أرضية مثلا، فإن تقوس العقد ذلك منحه شيئا من التمدد والارتداد السريعين،والعودة إلى الحالة الطبيعية دون تأثر، بعكس لو كان مسطحاً، ولم يكن بانيه يعلم يوم ذاك أن نظريات هندسية وحسابية ستولد بعده لتكون الأساس الذي يعتمد عليه في بناء الجسور، لو كان اليوم موجوداً ما وسعه إلا أن يتقدم لمقاضاة أصحاب النظريات تلك لانتزاع حقه في الملكية الفكرية، وأيضا لتقدم بعمله ذاك للدخول في موسوعة جينيس للأرقام.
وتتكون العقود الرأسية الأساسية للجسر من ثلاثة صفوف رأسية إلى الأعلى وحوالي عشرة صفوف أفقية متداخلة مع بعضها البعض كالتشبيك بين الأصابع، كما بني على حافتي الجسر من الأعلى شرفات مرتفعة تؤمن السائرين عليه من السقوط من جوانبه.
وقد أثبتت الأيام والتاريخ أن العقود المقوسة أطول عمراً وأكثر صمودا أمام الكوارث الطبيعية.
كما أن الجدران الجانبية للجسر أيضا أدمجت فيه العقود غير النافذة وتسمى “الصامتة” لتكون أكثر تحملا وأبقى للصمود أمام العوامل الطبيعية، بعكس لو لم تكن تلك العقود المقوسة موجودة لانهارت وتساقطت بسرعة.
ويبلغ طول الجسر إلى 20 متراً وعرضه 3 أمتار، حيث يقع الجسر على هوة أخدود عميق يطل عمقها إلى أكثر من 300 متر، وكانت الطريق بين الجبلين قبل بناء الجسر تستنزف الكثير من الوقت والجهد والتعب والإرهاق، حيث كان أهالي مدينة شهارة ينزلون إلى أسفل الأخدود الفاصل بين الجبلين ثم يعاودون الصعود إلى الجبل الآخر، وكان في هذا يستصعب نقل الماشية والبضائع بين الجبلين لشدة انحدار الأخدود وصعوبة الصعود في الجبال وقساوتها ومخاطرها، وجاء الجسر ليصل بين الجبلين ويمد شريان الحياة والتعايش بين الأهالي في الجبلين بكل سير وسهولة.
أما باني هذا الجسر الأعجوبة فيروي الناس ان اسمه الأسطى صالح، فهذا الاسم وإن كان فيه شيء من الإبهام، إلا أنه هو ما عرفه بعض الناس وتردد على ألسنتهم وأسماعهم.. وقد قيل انه لما انتهى من بناء هذا الجسر أصيب بانفصام الشخصية وكان يحاور نفسه كأنه يحاور شخصاً آخر نتيجة لعدم تصديقه انه هو الذي بنى الجسر، بينما يروي آخرون أن بانيه هو صلاح اليماني، وأعتقد أن يكون بين الإسمين تقارب قد يكون واحدا ولم يكن هناك تدقيق فقط في التسمية.
وقد تحول الجسر حديثاً إلى أهم المقاصد السياحية في مدينة شهارة يؤمه السائحون من كل بلاد العالم ومن الداخل أيضاً، ويزوره في العام حوالي 17000 سائح وسائحة.
وهو من أهم المعالم التاريخية والأثرية لمحافظة عمران بعد حصن ومدينة ثلا التاريخيين، الذي يربط
سلسلة جبالها المعروفة بجبال الأهنوم، نسبة الى القبائل التي تسكنها، والتي اشتهر منها جبلا شهارة الفيش والأمير اللذان يصل بينهما هذا الجسر الفريد. ويرتفع الجبلان لمسافة من 2800-3000 متر فوق سطح البحر، وتتربع مدينة شهارة على قمة الجبلين لتعانق بمبانيها العتيقة الغيوم مطلة على عدد من الوديان والقيعان الخضراء، ويميزها بالإضافة الى جسرها التاريخي ومناخها المعتدل طوال العام، وجود عدد من المعالم الأثرية والتاريخية.
تقع مدينة شهارة على بعد 140 كيلو متراً إلى الشمال الغربي من العاصمة صنعاء، والى الشمال من مدينة عمران عاصمة المحافظة حوالي 90 كيلو متراً. كما تتضمن جبال سيدران الشرقية والغربية وجبل المدان وجبل ذري وجبال القفلة وعيثان ثم جبال ظلمة وبني سوط وهي في الجنوب من السلسة ثم جبال الجميمة وبني جديلة. ويحد هذه السلسلة الجبلية من الشمال وادي الفقم النازل من العشية إلى وادي مور ومن الجنوب وغرب الوادي مور النازل من أخرف والبطنة وشرقاً سهل العصيمات وعذر. وتتربع مدينة شهارة على قمة رأس جبل شهارة معانقة بقصورها الشاهقة الغيوم ولها طرق محكمة بين الجبال لكل منها باب خاص بها ومن هذه الأبواب باب النصر وباب النحر وباب السرو وعلى كل باب حراس يقومون بحمايتها.
قالوا عن الجسر:
قال «مارتين اماتشر» من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن:
«في المقام الأول فإن لرؤية هذا الجسر وهذا المكان وهذه الجبال تأثيراً طاغياً علي للغاية، انا من سويسرا ولدينا أيضا جبال عالية ولكن ألا وقد رأيت هذا المكان هنا فانه لا يقارن مع أي شيء آخر رأيته في حياتي بصدق».
وبني الجسر للربط بين السكان في القرى النائية على جانبي الجبلين ولتيسير عملية نقل البضائع والأغذية بين القرى التي يسكن فيها الآن نحو ألفي مواطن.
وقالت «اليز فوس لنجينك» وهي خبيرة تعليم تعيش وتعمل في صنعاء:
«أقيم في اليمن منذ ثلاث سنوات ولكن هذا بالفعل أحد الأماكن التي اعتبرها الأكثر تأثيرا بين جميع الأماكن التي شاهدتها في اليمن. وأعني أن الصعود الى هنا بالفعل يستحق ذلك حتى دون الجسر باعتقادي انه مكان مؤثر وجدير بالزيارة للغاية بسبب الطريق الذي يلتوي صاعداً الى ما لا نهاية وهو شديد الانحدار في القرية وبمقدور المرء أن يرى الطريقة التي يعيش بها الناس في القرية في هذه المنطقة المرتفعة. وبعدها يمكنك مشاهدة الجسر. ولكن الجسر في الحقيقة يشعرني بالانبهار أكثر من أي شيء آخر».
لو ان الجسر في دولة اوروبيه كان قالوا هذا من عجائب الدنيا السبع