اليمن زاخرة بأصناف عدة من الفنون المعمارية الطينية
المهندس:ثابت سالم العزب
التقاه: عبد الرؤوف هزاع
العمارة الطينية في اليمن
* العمارة الطينية في الجمهورية اليمنية ماذا تمثل باستخدام مواد البناء المحلية؟
- ازدهرت في اليمن أصناف عديدة ومتنوعة من الفنون وكان الفن المعماري من أكثر تلك الفنون روعة وجمالاً، وله سمة متميزة على مستوى المنطقة، وقد عرفت اليمن أنواعاً متعددة من الفن المعماري الأصيل، الذي يستوعب الظروف البيئية والمناخية لكل منطقة جغرافية، جبلية مثل صنعاء وصعدة، تهامية سهلية مثل زبيد ولحج، صحراوية مثل وادي حضرموت، وعند دراسة تلك النماذج يتضح جلياً مدى قدرة الإنسان اليمني على تطويع عوامل الطبيعة وقهرها من خلال استخدام موادها الطبيعية لتلبية راحته، وقد أدرك البناء اليمني من خلال تجربته الطويلة أن الحجر والطين والجص والرخام والأخشاب والنورة مواد أساسية لبناء مسكن تتوفر فيه الراحة والقوة والأمان.
إن خبرة اليمنيين في مجال البناء بالطين بالأسلوب التقليدي تعد من أهم الخبرات العالمية نظراً للمخزون الثقافي والحضاري وتراكم الخبرات عبر القرون و باعتبار البيت الطيني نظاما تقليديا متكاملاً كونه مبنياً من مادة صحية ذات وفر عظيم للطاقة , تتميز بخواص فيزيائية, تجعل منه سكناً لائقا يتناسب مع طبيعة الإنسان وظروف بيئته. إن نسبة المباني الطينية في الجمهورية اليمنية تمثل 10.3 % أي 274992 منزلاً وتحتل محافظة حضرموت النسبة الأكبر بين محافظات الجمهورية حيث يصل عدد المباني الطينية فيها 69402 منزل.
كما تزخر اليمن بكنوز عجيبة من الموروث الثقافي والتراثي والأثري يمتد على طول وعرض البلاد اليمنية ولكن أبرزها فن العمارة - هذا الفن الذي يشخص أدق تفاصيل الحياة التاريخية ونقرأ في صدر صفحاته عصارة التجربة الإنسانية بكل تقنياتها المختلفة وشواهد المدن التاريخية قائمة, حية تنبض فيها الحياة العصرية, ساردة تفاصيل العصور دون وجل للأجيال القادمة معبرة للزائرين لها بقصص ترويها جدرانها الصامتة, وبلغة تفهمها كل الأمم, إنها لغة العمارة ولغة الحضارة وبصمات التاريخ الواضحة, بل تفاصيل الحياة, وعادات وتقاليد الأمم وأسلوب حياتهم, كما تحكي قوتهم وذوقهم وفكرهم, إنها كتاب مخلد يجب الحفاظ عليه وصيانته وتطوير محتواه لصناعة -تاريخ معماري أكثر استجابة لتطورات العصر ولكنه امتداد لذلك التاريخ وليس انقطاعاً عنه.
وتريم الحديثة شهدت تطوراً عمرانيا منذ القرن الثاني عشر، حيث شكلت الهجرة إلى سنغافورة(جاوه) في اندونيسيا والهند أعظم الأثر في تطور الحركة العمرانية بتريم، وكان لأثرياء تريم مثل: آل العيدروس، وآل بن سهل، آل الكاف، وغيرهم الدور الأكبر في تشييد القصور الفاخرة والمباني الكبيرة المبنية من الطين، وادخلوا طرازاً جديدة وفنا معماريا متطورا وخاصة الهندي منها والتي احتفظت بالكثير من الأشكال المعمارية والتشكيلات الزخرفية البديعة منها فلفظة (بنقلة) تستعمل كثيراً وهي كلمة هندية.
تتكون بيوت تريم من دورين إلى أربعة ادوار، وبها قصور كبيرة ذات أشكال ونقوش بديعة وملونة بألوان زاهية (آيات من القرآن الكريم أو أبيات من الشعر)، كما تحتوي على شماسة كبيرة للتهوية من الداخل وتعد بيوت تريم آية في الروعة الهندسية ومثالا للفن المعماري في كل وادي حضرموت، فالنوافذ والأبواب تنحت من الخشب الجيد القوي (الحمر)، وتكتب على الأبواب الآيات والنقوش وتطلى السقوف بألوان زاهية تبعا للأذواق. تبنى البيوت باللبن الطيني المخلوط بالتبن ثم تطلى بالنورة. ويقوم معالمة تريم في الوقت الراهن بترميم تلك القصور بكل اقتدار وثقة من المواد المحلية المستخدمة منذ قرون، فمن التربة والتبن تصنع تلك القصور الكبيرة بأياد حضرمية وخاصة من أبناء تريم ومهندسوها معالمة البناء الأوائل بل علماء البناء بالطين.
تجربة البناء الطيني
* كيف نحافظ على تجربة البناء المحلية بمادة الطين؟
- ربما لم نحتج إلى علماء في مواد البناء على الأقل في ظروف بلادنا الحالية بقدر احتياجنا إلى معلم لديه خبرة في مجال البناء بالطين، إن الحفاظ على معالمة اليوم وإعداد معالمة الغد يعتبر أساسا للحفاظ على تجربة البناء في بلادنا و معالمة تريم (مهندسيها الحقيقيين)، ونحن هنا لا نقلل من أهمية البحث العلمي وتحديد مواصفات الطين وخصائصه كون تجربة البناء هي الأساس العلمي الذي يجب الاستناد إليه عند إجراء تلك الأبحاث العلمية، حيث يمتاز عمال تريم بالإجادة في الفن المعماري والوصول بالفن المعماري اليمني إلى مرتبة مرموقة فيها من الإبداع والجمال ما يلفت، فجميع بيوت تريم من صنع وبناء معالمة وعمال حضارمة محليين وجميع ما بها من زخرفة وتلوين هو من صنع محلي منذ القرن التاسع الهجري.
إن الفن الحضرمي يتحدث عن نفسه، وأشهر المهندسين المعماريين عوض سليمان عفيف وإخوانه، فقد صمم أل عفيف كثيرا من المباني والمنارات والقباب، مثل منارة المحضار، وصمم المعلم/عمر يعمر اغلب بيوتات أثرياء تريم كقصر القبة وقصر عشة وغيرها.
منارة المحضار حاضرة لدينا اليوم، وقصور تريم ناظرة أمامنا في أبهى حللها، ولا ننسى معالمة تريم، وقد التقيت بكوكبة منهم، لايزالون في قوتهم التي تضاهي قوة الطين وجدرانه القائمة لقرون عديدة، في انتشاء وثقة يؤكدون قدرتهم على إعادة ترميم تلك القصور بما كانت عليه في الأصل، والى جانبهم مهندسون أشبال يتأبطون مساقط لتلك القصور وقد تم إسقاطها من الواقع لجدران القصور ومرسومة بالأوتوكاد، مما يعطي الثقة بأن رجالات تريم لا تزال تضع وزنا لتلك القصور، بل الأمل يحدونا في تطور أسلوب البناء بالطين من خلال استخدام تقنية البناء الحديثة، وإتباع أسلوب البحث العلمي في تطور خبرة البناء الطيني في وادي حضرموت.
نستطيع المحافظة على تجربة بلادنا في مجال صناعة وبناء البيوت من الطين على الأسس التالية:
1)دعم جمعيات حماية الموروث في الوادي وفي كل المدن التي تمارس البناء الطيني.
2)توفير مادة البناء من خلال تحديد محافر للطين في الجمهورية اليمنية لغرض تصنيع مواد البناء والبناء بالطين بالأساليب التقليدية (المحلية)، وفي بلادنا تجارب غنية ولكل منطقة خصائصها البنائية المتفردة.
3)تدريس مادة الطين كمادة بنائية هامة في المعاهد التقنية وكليات الهندسة في الجامعات اليمنية لخلق جيل من المهندسين يمتلكون الخبرة والمعرفة العلمية في تعاملهم مع الطين.
4)تأهيل المشرفين والبنائين في مجالات البناء الحالية والترميمات للمدن التاريخية وفي المدن والقرى التي لا تزال تمارس البناء بالطين من خلال عقد دورات تأهيلية من قبل الجهات ذات العلاقة على تطوير استخدامات الطين مثل: المراكز المعمارية الحكومية والأهلية لتشجيع الكوادر والمختصين على استيعاب هذه المادة البنائية.
أهمية الماء للطين
* ما مفهوم الطين ؟ وما أهمية الماء بالنسبة للطين؟
- إن التربة والماء يقومان بدورين أساسيين في الحياة‘ ولكي نصل بهما إلى طاقتهما الإنتاجية القصوى، فإنه يكون لزاماً علينا معرفة تركيبهما وخواصهما للوقوف على مميزاتهما وعيوبهما حتى نتمكن من تحديد أنسب الوسائل لاستغلالهما الاستغلال الأمثل لصالح البشرية . (د. أحمد فوزي يوسف أجهزة وطرق تحليل التربة والمياه جامعة الملك سعود 1999م.).
إن الطين أحد مكوناته الأساسية هو الماء، وبدون الماء لا يعود طيناً، حيث تتغير خواصه الكيميائية ويصبح مادة أخرى، ليس للطين صلة بها، ودعونا نركز على فهم واستيعاب مادة الطين - هذه المادة التي نتعامل معها كثيرا ونعرفها جيدا ولكننا نجهل جهلاً فضيعا هذه المادة، مم تتكون، وكيف تنشأ، وما تمثله بالنسبة للعلم الحديث، كون العالم اليوم دخل في علم نانو تكنولوجيا - ونانو معناه الرقائق الصغيرة جداً من الجسيمات الدقيقة، والطين يتصف بهذه الصفة، حيث تكون جسيماته أقل من عشر الميكرون، والميكرون واحد من الألف من الملمتر، فلذا يتم استخدام الطين في الدول الصناعية الكبرى في أكثر مجالات الصناعة تطوراً، إضافة إلى اعتبار الطين من أهم مواد البناء الصحية والمتناسبة مع جسم الإنسان وبيئته.
الطين - هو جزء من التراب ناعم من الحبيبات يتألف من دقائق متبلورة من سيليكات الألمنيوم المائية المتبلورة، كما يكون مختلطاً ببعض الشوائب مثل أكسيد الحديد والكالسيوم والمنجنيز والصوديوم والكبريت ويرمز كيميائيا: AL2O3.2SiO2.H2O ومن خواصه الطبيعية - اللزوجة عند إضافة الماء إليه، ويتكون الطين من رقائق دقيقة جداً ذات خاصية بلاستيكية عالية، والرمل يتكون من جزيئات كبيرة غير متلاحمة وله احتكاك داخلي عال، أما الغرين يكون وسطا بين الطين والرمل ويعتبر مادة رابطة لهما.
كما يعرف الطين بناء على الكود الروسي الحكومي ГОСТ9169 - 59 بأن المواد الطينية تعتبر مواد ناتجة عن تفتت الصخور، ويتكون أساسا من معادن طينية (كاؤلونيت، مونتومورلونيت، فلسبار وغيرها)، وبالمفاهيم التكنولوجية - الأطيان تسمى - أنواع الأطيان الصخرية وتتميز بالمرونة عند إضافة الماء اليها لتشكيل خليط مرن، تحتفظ بشكلها عند الجفاف، معطية قوة، متماسكة نوعاً ما بعد الجفاف. وبعد الحرق تزداد قوتها - معطية خصائص أحجار البناء.
إن استخدامات الطين الواسعة في بناء العمارات الطينية والمدن ذات الأسوار والأبراج والمساجد والمآذن وغيرها من المنشآت العمرانية تكتسب كل يوم أهمية خاصة ومزايا رائعة وخاصة في بناء المساكن، حيث استطاعت هذه المادة التكيف مع البيئة وتلبية خصائص المجتمع في عموم الأرض، يقول العالم الأوروبي كوانترو (Cointerux) عام 1790م من معهد العمارة بباريس (ليس هناك أرخص من المسكن الطيني - الطين الذي يضع كل المواد جانباً إنه الوحيد الذي يمكن البناء به في كل مكان وفي جميع البلاد إنه هبة الله لجميع الشعوب).
نشأة الطين
الطين يعتبر نتاجاً التفاعل المشترك مع الماء مثل الفلسبارR2OAl2O3.6SiO2 - وغيرها أيضاً مثل الرماد البركاني، وأنواع الصخور، ويحدث هذا خلال أعوام عديدة من تأثير العوامل الطبيعية (الهواء، الأمطار، الحرارة(أشعة الشمس)، الرياح وغيرها). يعد نتائج الرياح التي تنحت في الصخور، الطين من نوع الكاؤولين الذي يستقر في موقعه ويسمى بالنوع الأول، إما الذي ينتقل من المنشأ إلى موقع آخر يسمى الثانوي أو(المترسب).
كما تصنف التربة بحسب نسبة الغضار فيها: حيث تصنف إلى نوعين: التربة الدسمة والتربة النحيفة.
* ما هي الأكاسيد التي تتكون منها معادن الطين؟
- لم تعد الخصائص الفيزيائية والكيميائية لمادة الطين غير مهمة لمعرفة صلاحية وجودة الطين بل أضحت غاية في الاهمية سواء لمعرفة ذلك لغرض إنتاج الطوب الطيني أو استخدام التربة لعمليات البناء بالأساليب التنفيذية الأخرى كالطين المدكوك والطوب المضغوط وغيره بل تكمن الأهمية أيضا لمعرفة العناصر الكيميائية المكونة لتلك التربة ، وعموماً التربة الطبيعية عبارة عن أكاسيد - كما هو موضح فيما يلي :
حيث تشكل اكاسيد التربة على سطح الكرة الأرضية نسبة 96.5% منها:
(أكسيد السليكون (سيليكا) 60% (SiO2
( أكسيد الألمنيوم 15% AL2O3 )
(أكسيد الحديد 6% Fe2O3)
( أكسيد الكالسيوم ) 6 % CaO )
(أكسيد المغنيسيوم(منجنيز) 2.5 % MgO)
( أكسيد النترات(الصوديوم) 4 % Na2O)
( أكسيد كلور 3% O CL)
* ما هو التركيب الحبي للطين الصالح للبناء؟
- وعلى الرغم من أن التربة أكثر مواد البناء انتشاراً إلا أنه يصعب تعريفه بدقة نظراً لتنوع خواصه الفيزيائية والكيميائية في إطار الموقع الواحد واختلاف أغراض استخداماته، ومن نتائج التحاليل الكيميائية يتضح بأن المعادن المكونة للتربة تتكون بشكل رئيسي من الرمل: SiO2، والألمنيوم: AL2O3، والماء: H2O ويتبع لون الطين المركبات المعدنية المكونة له، وهي كمادة خام محلية تعتبر مادة أساسية لصناعة طوب الجدران منذ آلاف السنين.
وتنقسم التربة الطينية عموما بحسب تركيبها الحبي إلى:
- رمل ( Sand) 0.05 - 2.00 ) مم
- غضار Silt) 0.05 - 0.005) مم
- طين اقل من Clay) 0.005 مم.
من خلال عينات التربة في اليمن اتضح أن التربة تتكون من العديد من المعادن المختلفة، وفي هذه الحالة فانه من المؤكد أن التربة الطينية تنتمي إلى التربة المتحولة غير المكتملة النشأة .
كل العينات الطينية المدروسة تتصف بانها تتألف من مجموعة من المعادن المختلفة، ومن خلال نتائج موجات صوراشعة اكس فان عينات الطين تحتوي على (3,35 -كوارتز)، (3,21-3,23 - فلسبار) (3,043 - كالسيت)،2,87 - مغنسيت)، (14,730-15,369 - مونتومورلونيت)، (7,138 كاؤلونيت)، (10,02 - ميكا - مائية).
* لماذا البناء بالطين في وادي حضرموت تعتبر مهمة لابد منها؟
- لأهمية استخدام مادة الطين، في وادي حضرموت، وجب علينا أن نعرج على ظروف ومناخ الوادي، وتجربته المحلية النابضة بالفن والجمال- علما بان قصور تريم تعد مباني عصرية حديثة بكل المقاييس، نظرا لما ساد تلك القصور من مخططات حديثة، تأصلت فيها روح الحضارة، وتطعمت بتجارب بنائية متطورة.
وقوع وادي حضرموت، في هضبة متصلة، تشكل استواء مسطحا لها خصائصها الطبوغرافية المعقدة، وتركيباتها الجيولوجية الخاصة، ووجود مدن الوادي في هذا المنخفض، يعني وجود مناخات لها خصائصها المتفردة، أستطاع الإنسان الحضرمي بذكائه الخارق أن يصنع مأواه من الطين، هذه المادة البيئية المتوفرة محليا، والصالحة لجسم الإنسان، لتناسبها مع المناخ الحار والجاف - باعتبار الطين من المواد الأكثر عزلا حيث تكون نسبة التوصيل الحراري رديئة جدا ربما تصل إلى 18 - 20 %، من نسبة التوصيل لطوب البردين (ألبلك الخرساني). وعليه فإننا نستعرض بإيجاز ظروف مناخات الوادي.
مناخ الوادي مناخ مداري حار وجاف صيفا يميل إلى البرودة شتاء وهذا المناخ يسود إقليم جنوب غرب شبه الجزيرة العربية ففي الصيف تتجاوز درجة الحرارة 40 درجة مئوية مع رطوبة تتراوح ما بين 60-50 % .
لقد تم دراسة مادة الطين من تربة وادي حضرموت في مختبرات جامعة بلجراد الحكومية بعد دراسة متأنية للأسلوب التقليدي المتداول في الوادي، ومن خلال تقدير الكميات واختلاف فترات التخمر كانت النتيجة رفع قوة تحمل الطوبة الطينية التقليدية إلى حوالي خمسة أضعاف قوتها بالأسلوب التقليدي المتداول في تجربة حضرموت، ومن تحسين خواص الطوبة إلى تحسين خواص الجدار الطيني الحامل، كما يجب إجراء البحوث التطبيقية على تحسين مواصفات خلطات المونة في مجال بناء الجدران وتلييسها وطلائها، وبما يضمن تحسين كفاءة الصيانة وتمديد فتراتها المقررة بالطرق التقليدية المعتادة. يقول المهندس سالم رموضة: «إن التراث اليمني يدل على مدى نضوج المعماري اليمني في إيجاد تناغم وتناسق بين البيئة والإنسان، يجب أن يعتبر بمثابة مرتكز حي ودائم، وعلى أساس هذه النظرة الحية إلى التراث يصبح الماضي منطلقا وحافزا وداعما لكل محاولة للتجديد».
* ما أهمية اختيار مواد البناء المستخدمة في ظروف الوادي؟
- إن اختيار مواد البناء المناسبة وخاصة للجدران والسقوف مهم جدا لتوفير الوقاية من الحر والبرد، وضرورة تناسب تلك المواد وخصائصها الفيزيائية مع المناخ، ولاسيما تقديرات التوصيل الحراري والمقاومة الحرارية والإنفاذ الحراري وعاكسية الضوء، وخاصة مواد الجدران الخارجية، والتي تحدد المدة الزمنية لانتقال الحرارة إلى داخل المبنى وما يسمى بالتخلف الزمني. ولقد حرص المسلمون على اختيار مواد البناء المتوفرة في البيئة والملائمة في الوقت نفسه للمناخ الحار، خاصة ما كان منها ذا كفاءة عالية في العزل الحراري، وأهم تلك المواد هي:
1طوب اللبن - وهي الطوب الطيني المشكل في قوالب والمجفف تحت أشعة الشمس، وكذا دك الطين في قوالب، ويخلط الطين مع الماء وألياف نباتية مثل التبن، لتكوين خليط متجانس ومتماسك. ويتطلب هذا النوع من البناء وجود أساسات حجرية وحماية للجدران من الأمطار بواسطة الطلاء. ويعتبر الطين أفضل مادة بنائية طبيعية يمكنها توفير العزل الحراري للمبنى.
2.الآجر: يعد من أهم مواد البناء المستخدم في العمارة الإسلامية، وله تسميات عدة مثل الطوب الأحمر والطابوق وهناك الآجر البلدي المصنع محليا، كونه يحرق في قمائن فيتحول إلى مادة صلبة لا يتأثر بالماء.
3.الخشب: تعد الأخشاب من المواد النادرة في معظم أراضي العالم الإسلامي، وقد استخدم الخشب فقط للنوافذ والأبواب والتسقيف.
4.الجير والرمل والرماد التي تستخدم لغرض اللياسة والطلاء الخارجي لعزل الجدران الطينية عن المياه والطلاء الخارجي بالنورة لانعكاس وضوء الشمس عن المباني.