عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| | الإنسانية الضائعة | |
قالت : في عينيك كثير من التساءولات , كيف ؟ وأين ؟ ومن ؟ قلت : كل الماضي لا يؤهلني لأن أكون هنا . قالت : كل شيء على مايرام ,أبتسمت لي الحياة , بعدما أرتسم الحزن بفقدان والداي , أنت من رسمتها , رسمت لي لوحة من العطاء , لوحة من الأمل , ما لي لا أراه موجود بعينيك , أنت وحدك من يرسم الفرح , ما بك لا أراك اليوم لا ترسمه لنفسك , أنت لست أنت ! قلت : أتركيني , فلوحاتي أذابتها النار , أزالت عنها ألوانها , أسير وسط الناس , أخبئ دموعي خلف ستار العين أحبسها , لكنها تخنقني , تسحب روحي مني , أكاد أراها بأم العين معلقة على حبل إعدامها قبل أن تنزل , يحاكمها رمشي بدون أن يسأل لما سالت؟ وكيف ؟وهل ستكون معيلاً لنفسي على تهدئة الروح . قالت : لقد أرتسمت لي الحياة , حين ألتقيت بقلبك , وتيقنت أن قلب أنسان كتبه لي القدر , على دفاتر أيامي , وأعلن يوم ميلادي , هو بقوله وفعله مصدرا ً لراحة النفس المتعبة , تناغم مع مجرى حياتي بصدقه وتواضعه , كما يتناغم البحر والقمر , ويعلنان الحب والوفاء والصداقة , هو أشبه بقنديل أنار أحلامي , رحمني من كل متعال وجان, قلبه مأوى صاف ٍ أتسع لحلمي ورعى لي مستقبلي , هو المتنفس لعالمي الصغير , فهو القلب , قلب إنسان , لا أجد سوى قلبه يثبت أن الإنسان خلق بالفطرة , إنسان . , هل مللت ؟ , ألن تجد ؟ قلت : لا زلتي صغيرة لا تفهمين , أعلم أنك تسبقيني بسنوات رغم فارق العمر , لكن الحياة غابة كثرت فيها الخذ وهات , أعطني وخذ جرح يلازمك للأبد , أسعدني وسأخفي عنك أفراح حلمت بها , حياة يملئها قتل البشرية والإنسانية , حياة تراها تبدأ ببسمة وتنتهي بأحزان , لا تستعجلي , فالقلوب سيرها الله للإحسان , نحن من صنعنا قلوبنا , نحن من غرزنا بها القسوة , وزرعنا بها موت الحب وأستبدلناها بأعمال الشر التي لا تصدر إلا من الشيطان . قالت : أشعر بك , أرى دموعك تحبسها , لا تخف أنا سرك , أنا دفترك لا تخف أن أقول هذا ليس إنسان , لم أعرفه , هذا من دعم عنفواني وشموخي , وجعل مني إنسانة تحمل رسالة وهدفا ً , لقد بنى لي جداراً لا يهدم بيني وبين الأوغاد , لملم أوراقي وصنع منها كتبا ً أفتخر به في حياتي , وأعتز وأنافس به حتى بعد مماتي , متى أكبر لأكون القلب الإنساني الذي تبحث عنه قلت : لا تخافي , قلبك هو الوحيد الذي يعرفني , هو الوحيد الذي يلملمني , أعتذر لكي عن فترتي لأني أنزلت دمعتك وهي غالية علي , سامحيني يا أبنتي , فأنا لا أعشق الحزن في عينيك , وأخبرك أن لا تكوني مثلي , قد تتعب روحك طوال الحياة , كما تعبت أنا ولا زلت أتعب وأتعب ولن يرتاح القلب إلا بكي ومعكي عندما تكبرين , وأرى أحلامك , ليسعد قلبي المثقل بأحزان وهموم الحياة
| |
|
5/2/2012, 21:31 من طرف دكتورة.م انوار صفار