دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| | حرية مسلوبة(نداء الحرية) | |
اهداء لكل الاخوان والاخوات في فلسطين
بقلم :انوارصفار
حرية مسلوبة
نداء الحرية
انتبه مصطفى الى صوت طرقات ضعيفة على زجاج شباك غرفته المطل على الشارع , بينما كان صوت تساقط قطرات المطر الغزير يشد مسامعه , في البدء ظن انه واهم , لكن صوت الطرق على الشباك كان يسمع من جديد لذلك قرر فتح الشباك , وجد عصفورا صغيرا مكسور الجناح يضرب بجناحه على الشباك, أخذه بين يديه برقة و ادخله الى الغرفة ثم ذهب لجلب ما يضمد به جرحه مع قدح من الماء و القليل من فتات الخبز , سألته أمه مستغربة : - لمن هذا - للعصفور الصغير الذي استنجد بي .. - لحظة انتظر قليلا
عادت الأم و هي تحمل قفصا صغيرا , سألها بقلق واضح : - ما هذا يا أمي - كما ترى ... قفص للعصفور - لا .. مستحيل .. هذا عصفور فلسطيني , الا ترين انه استنجد بي ! لا اريد ان يحبس - سبحان الله .. لأول مرة اعرف ان هناك عصفور فلسطيني و آخر اسرائيلي , يا ولدي كن عاقلا .. ضع العصفور في القفص - محال ان افعل هذا , استنجد بي و هو حر طليق , وسيبقى طليقا يطير الى حيث يشاء في وطنه و في هذا البيت! لم يرق لها كلامه , كانت تشتكي كلما وجدت فضلات العصفور و بقايا طعامه مالظلم والطغيانرة هنا و هناك, كانت تدعو الله ان يشفى جراحه كي تتخلص منه , لكن العصفور كان يزداد أنسآ لهم , كما اعتاد مصطفى ان يترك شباك الغرفة مفتوحا كي لا يشعر الطائر انه سجين , و ليترك له حرية الاختيار في الطيران و مغادرة البيت اذا شاء ذلك .
ذات يوم , حلـّق العصفور بعيدا و لم يرجع, افتقده مصطفى جدا و تألم كثيرا لغيابه . لكن امه شعرت بالارتياح , ظل مصطفى ينظر الى الأفق منتظرا عودة صديقه الصغير , و كلما رأى عصفورا ظن انه صديقه المجهول , واصل البحث , لكن , دون جدوى , حتى ظن ان العصفور قد نسيه ذات يوم خرج مصطفى مع اصدقائه حاملين اكياس الحجارة ليجابهوا اليهود , لم يخبر امه بالأمر , اشتبكوا مع الصهاينة و رموهم بالحجارة حتى سببوا لهم أذى كبيرا بحيث هجمت عليهم قوات جيش الاحتلال و اعتقلته مع عدد من اصدقائه .
لم يكن مصطفى مهتما بالاعتقال , و لا لانقطاعه عن دراسته في الجامعة , و حتى لفقده عمله المسائي , انما كان قلقا على امه التي بقيت لوحدها , و هذا ما كان يقلقه خلال الايام الثلاثة التي قضاها في المعتقل , طلب من حرس السجن ان يخبروا امه بمكانه لكن دون جدوى, و بينما هو ينظر الى الاعلى حيث سقف الزنزانة المحتجز فيها مع رفاقه , و حيث يوجد الشباك العالي الذي يسمح بمرور أشعة النهار اليها , وجد عصفوره الصغير قد دخل من اعلى الشباك و حط على كتفه , لم يصدق الامر , امسك به و فرح كثيرا بمجيئه , ثم ومضت في عقله فكرة مجنونة , طلب من رفاقه المعتقلين ورقة ً و قلما , بحث الجميع عن قصاصة ورق و قلم حتى تدبروا له قصاصة صغيرة من الورق و شيء يستطيع ان يكتب به يشبه الفحم , كتب الى والدته ما يلي : - أمي الحبيبة , انا بخير , اعتقلتنا قوات الاحتلال , انا و رفاقي معتقلون في سجن إلـ .... صديقي العصفور الحر سوف يوصل رسالتي لك .. احبك أمي يا نبض فلسطين و أفديك بعمري ... طوى القصاصة الورقية على شكل لفافة صغيرة و ربطها بخيط رفيع على ساق صديقه العصفور الحر , و بينما كان يقبله قال له :
- لا تخيب ظني بك! ثم أطلقه و تركه يحلق الى الاعلى , خرج العصفور من الزنزانة و طار الى ان وصل الى بيت مصطفى , كان الشباك مفتوحا لان ام مصطفى كانت تنتظر عودة ابنها الغائب منذ عدة ايام دون ان تعلم شيئا عنه , لا تدري ما تفعل , اقتحم العصفور الغرفة و استقر على الطاولة امامها , صرخت الأم دون وعي منها :
- صغيري الحبيب , انت عصفور مصطفى , لكنه غير موجود الآن ...
كان العصفور يحرك ساقه التي تحمل الرسالة بشكل متواصل حتى انتبهت الأم الى قصاصة الورق المربوطة الى ساقه الرفيعة , فتحت القصاصة و قرأت ما كتب لها ابنها , بكت كثيرا , ثم ابتسمت , تناولت ورقة و قلما و كتبت لمصطفى رسالة ربطتها الى ساق العصفور و تركته يطير الى ان وصل الى مصطفى مرة اخرى , حين فتح مصطفى الرسالة , قرأ فيها الآتي - نعم يا ولدي , صديقك الحر الثائر , اقصد عصفورك ( البطل الفلسطيني) الذي يحب الحرية , سوف يبقى حرا اينما ذهب لقد أوصل رسالتك لي , و اعلم يا ولدي , كما وهبت الحرية لعصفور صغير , سوف يهبك الله الحرية ام البطل الحر مصطفى
عدل سابقا من قبل دكتورة.م انوار صفار في 12/1/2014, 21:12 عدل 6 مرات | |
|
5/16/2012, 17:12 من طرف عثمان محمد