عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| | لقاء عبر الزمن | |
كان يا مكان , في جديد الزمان , تعثرت خطواتي السائرة نحو المستقبل بأنثى تجلس في حديقة الأيام , تحتضن بجوار قلبها ثلاثة ورود , وردة سوداء تمتزج مع دموعها المختفية وراء عينيها اللامعة , تحتضنها بقوة تكاد تكسر بقبضة يدها أوراقها , هي تريد تمزيقها والسير بدونها , فملامح وجهها تدل على القوة , يملئها الشموخ , يسكنها الكبرياء وعزة النفس , لا تريد لذكرياتها التي كتبت على جنبات الزهرة أن تذيبها كالجليد عندما تلامسها أشعة الشمس الحارقة , أن لا تحرقها كورقة شعرت بدفء نار تسكن غابتها المليئة بأزهار طبيعية وأشجار خضراء تملئ ساحات حياتها صنعتها لها الحياة , أراقبها وهي تقبض عليها أنفاسها تريد أخذ روحها منها , تريد أن تقتل بيدها زهرتها السوداء وترمي بها عبر بوابات الزمن , لتعيش الأمل بإنقضاء الألم عن حياتها , وفي لحظة ما وأنا أراقبها , أعتلت وجهها بسمة خفيفة , لازالت تحتفظ بها , وألقت بالزهرة السوداء بجوار المقعد , بعد أن أخرجت منها روحها كأنها أخرجت آلمها منتفضة على مشاعرها التي كادت تجعلها تجهش بالبكاء . لتصمت قليلا ً وتنظر بنظرة حالمة الى وردة بيضاء كانت تمسك بها , أرى قلبها ينعكس عليها , رقيق كالثلج , دافئ كالربيع , حنون كالياسمين , ساحر ُ كسحر بشرتها , لامع كخصلات شعرها , يسكنه الصفاء كمجرى مياه نهر عذب ينبع من أنفاسها , لن أخجل لو قلت أن قلبها صنع من نقاء الطبيعة , أن روحها صنعت من سماء صافية , وأنفاسها صنعت من غروب هادئ , ومشاعرها تجلت من رذاذ المطر , ورقتها رسمت بعذوبة ألوان , فهي نقية , صافية , فوردتها البيضاء تعكس داخلها أذابتني وأنا أتمتع بمشاهدتها وهي تداعبها , وتحتضنها بكل جوارحها , تجعل منك إنسان ينبهر بها ويفتخر لمجرد روؤيتها , وبلحظة شرودي , جمعت وردتها البيضاء بوردة حمراء , حالمة بالحب , عاشقة للرومنسية , تتلاعب بالحروف وتذيبها على مخارج أنفاسها عندما تود الكلام , عندها أخرجت من حقيبتها قلم وورقة , وألقت بوردتيها على جانب المقعد , وأخذت تعزف عليه مقطوعة من قلبها , عيوني لا ترى الحروف , لكن قلبي يسمع أنفاسها وهي تعزف , أذني تتراقص على سلم ألحانها , تترامى الحروف على السطور كحبات البرد , تتسابق الكلمات بجوار بعضها كعقد صنع من لؤلؤ محار البحر , تزيد ورقتها بريقا ً كلما أنتقلت عبر السطور , بسمتها تزيد من سحرها , تعلوها بعض ضحكات من قلبها لتختبئ بين قصيدتها , تسعد كل من يقرأها وهي تسير ناشرة حروفها عبر الزمن , لتحمل ورقتها ووردتيها وتسير , تطاردها فراشات من كل لون , تتلاعب بخصلات شعرها نسمات خفيفة جاءت من بحر وجودها , وأبتعدت كثيرا ً كثيرا ً كثيراً , عن النظر , وأنا سألتزم الصمت وألملم نفسي من هذه اللحظة التي مرت دون نسيانها , ومع هذا ستصلها رسائل مع كل طير يزورها , مع كل نسمة تزور أنفاسها , مع كل قارورة ملقاة على شاطئ البحر فيها شوقي لهذه اللحظات , على أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل . | |
|
5/23/2012, 08:58 من طرف دكتورة.م انوار صفار