|
| رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة | |
|
+2دكتورة.م انوار صفار عثمان محمد 6 مشترك | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/18/2012, 18:07 | |
| مقدمة خاصة :- ما لبثت أن أنتهيت من خفايا الأحلام ومفاتيح الاحلام التي كانت جوهرة في الأدب الفلسطيني حتى أطلت علينا المبدعة خالدة غوشة برواية على جسد إمراة التي كانت شعلة من الكلمات والمفردات التي وافق عليها البعض وأختلف عليها البعض الأخر , الى أن أطلت خالدة برواية نرجس والقطار , وعندما أتصلت بي أحدى الصديقات لتقول لي أن الرواية ستنزل بالأسواق ولك نسخة منها حتى خرجت مسرعا ً لأجلبها منها وأبدا الرواية , وحين أمسكت الرواية وبدأت اقرأ كنت خائفا يا خالدة ان تطلي علي برواية كمثل رواية على جسد أمراة , ولا اخفي أني بدأت الرواية ودخلت في حالة من اللاشعور بالمحيط الذي يلفني , وجدت نفسي منصهرا في احداثها , أستمع الى نرجس التي اعتبرها وهمية لكني شعرت كثيرا أنها حقيقة تجول القطار كله تستمع الى رواية حياة كل شخص مسافر عليه , ولم اكن اتوقع اني بحاجة الى الهدوء , لذلك كنت اهرب الى الوحدة دائما , لاقرأ , فنرجس كانت تسيطر على مشاعري وجوارحي , فكثير من اللحظات شعرت بالحزن والفرح والالم والغضب , على شخصيات الرواية , فنرجس كانت تطعمني مأكولات بألوان ونكهات مختلفة , وتعرض الكاتبة لنا قصصا لشخصيات مختلفة حقيقة موجودة بيننا وتعيش معنا , وقد يظن البعض عندما يقرأون الرواية أن الشخصيات وهمية ولا تمت للواقع بصلة , لكن هذا خطأ جسيم هي حقيقة وما كان من خالدة إلا ان لمستهم بكتاباتها الأدبية , لتقول للمجتمع أنتبه وأستيقذ حتى يتدارك الجميع هذه المشكلات الصعبة والجسيمة التي تلف المجتمع , وما يوجد هنا بين سطور الرواية أن حياة كل شخص مليئة بالأسرار , قد لا يعلمها أقرب الناس له لكن خالدة بينتها سرا ً سرا ً , وبينت أن المجتمعات والبشرية جمعاء تخطئ , لسنا معصومين عن الخطأ كبشر , لكن الشخص الحقيقي هو من يعترف بالخطأ ويصحح مساره ويعود عنه لا أن يبقى مستفحلا ً في الخطأ . خالدة لقد أحسنتي وصف الانسانية في هذه القصة , وسردتي زمنا ً أصبحت فيه الانسانية عملة نادرة , وندر فيها الاحساس بالاخرين , وضعتي يدك على مواجع البشر , وحسراتهم , وكما قلتي كم من الناس ظلموا , وكم من الاحبة اصبحوا اعداء , وكم من الاعداء اصبحوا احبة , وكم أخ حفر لأخيه وقتله , وكم من ولد أساء لامه وأبيه , وكم وكم وكم وكم من المأسي الموجودة في هذا الكون يا خالدة, الى أن سردتي بكلماتك باقة الورود المختلفة التي قد تحملها بيديك لكنك لا تعرف المعنى الحقيقي وراء كل لون إلا إن زرت هذه الرواية , فرواية على جسد إمراة عرضت كمسلسل تلفزوني تابعت حلقاتها بشدة , وأنتي الأن تعرضين مسرحية لها مشاهدها التي كتبت بشخصية نرجس وأبطالها المجتمع بأسره ونحن من نتحكم في الاخراج وأسدال ستار المسرح , فمسرحيتك عجز وليم شكسبير عن أدارتها في مسرحية هاملت أو تاجر البندقية , وحتى عجر عن تمثيلها أكبر الفنانين , انتي تلاعبت بمشاعري بين الضحك والبكاء والحزن والألم , فمسرحيتك كاملة يا خالدة كاملة , لو قدر لها أن تصبح حقيقية وأدعوا الله أن تصبح كذلك , ستكون من المسرحيات المخلدة في التاريخ , أقول وبصدق لنرجس كنت كلما أفتتح المشهد أطرح عليكي السلام , وكلما أنهي المشهد أقول تصبحي على خير يا نرجس وخالدة , وأتقدم بالشكر للأستاذة خالدة على موافقتها لنشر الرواية , والتي ستنشر على أجزاء , وتعرض ضمن مسرحية رائعة , سنستمتع بمشاهدها . نبذة عن حياة الكاتبة خالدة غوشة :- الكاتبة خالدة غوشة هي ابنة القدس التي ولدت فيها العام 1973, وعاشت في أكنافها وعشقت تراب وهواء القدس منذ نعومة أظافرها وهي تؤمن ان الكتابة خير وسيلة للتعبير عن الذات فكانت تعبر عن غضبها وحزنها وفرحها بأن تمسك قلما ً , وتعودت ان يكون ذلك القلم احمر اللون لتخط على ورقة بيضاء ما يجول في خاطرها ولتعبر عما في داخلها لذا تراها هادئة الطباع طموحة جدا احبت الحياة رغم قسوتها , وكانت اول محاولة لها للتعبير عما في خاطرها من مشاعر الغضب التي اجتاحتها في اعقاب الانتفاضة الاولى , فعبرت عن شخطها على الاحتلال وعن تقديرها لتضحيات ابتاء فلسطين عامة واشبال القدس خاصة باول محاولة نثرية جادة عبر كتيب صغير الحجم بعنوان اوراق متناثرة وذلك عام 1990 , استمرت في حياتها وقد سرقتها مشاغل الدنيا وهمومها عن الامساك بقلمها لتخط به كلمات تختزنها في صدرها الى ان امسكت قلمها الاحمر ثانية في العام 2006 , لتخط اول كتبها والذي حمل عنوان خفايا الحياة , وكان ذلك الجزء الاول الذي عكست به تجربتها المريرة مع الحياة , ونظرا لرواجه في الوطن العربي وخارجه , فقد طبع منه طبعة ثانية في العام 2007 وثم طبعة ثالثة في العام 2008 , وقد شارك الكتاب على مستوى مدارس القدس ضمن مسابقة كتاب وقارئ .
وكونها تؤمن بالروحانيات وكونها تؤمن ان الأحلام التي تراودنا ونحن نيام ليست مجرد أضغاث أحلام بل لها ارتباط شديد بحياتنا اليومية , فقد امسكت في العام 2007 قلمها الاحمر للمرة الثالثة لتخط عبارات شكلت محاولتها الثالثة والجادة وهي مفاتيح الأحلام والذي اعتبرته الكاتبة الجزء الثاني من سلسلة خفايا الحياة , وقد تناولت في ذلك الكتاب مفهومهما للأحلام وكان بين التفسير وبين جدية الحلم , وانعكاسه على حياتنا اليومية , وتناولته بطريقة فلسفية مليئة بالروحانية .الكاتبة تنتقل الى كتابة الرواية :- في العام 2009 امسكت قلمها الاحمر للمرة الرابعة وكانت في محاولة اولى لتخط أول رواية أقتبستها عن قصة حقيقة لفتاة عربية التقت بها في أحدى الدول المغرب العربي , أظهرت خلالها الكاتبة ما تتعرض له الفتاة العربية من اضطهاد الرجل في مجتمعنا الشرقي الذكوري . وكانت تلك محاولة جادة , وجدت العديد من المقدرين لهذا العمل الذي عكس روح الاديبة وروح التوعية للفتاة العربية في ظل مجتمع لا زال يعتبر الفتاة مخلوقا ضعيفا يجب ان يبقى مهمشا . وقد تنوعت الصور الادبية في هذه الرواية والتشبيهات الجميلة وقد لاقت الرواية رواجا ً على المستوى المحلي والعربي والعربي و وقد اثارت تلك الرواية أنتقادات عديدة وصفها البعض بالجريئة وبعد نجاحها في العرض الروائي , لرواية على جسد أمراة وانتشارها الواسع وأعادة طباعتها لمرتين وبتشجيع من حولها ومن قراء أنها تمتلك العديد من المقومات لتكون روائية ناجحة اختارت انتاجها الجديد , ليكون روايات قصيرة في رواية واحدة , تهدف الى القول ان الحياة هي رواية واحدة فقد كتبت في العام 2011 نرجس والقطار والتي هي الان امرا واقعا بين يديكم . الاهداء :- بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه اجمعين في يوم من ايام الشتاء الطقس بارد , والجو مليء بالغيوم , امسكت قلمي كي اخط أهداء هذا الكتاب , بكل حكاياته , وقصصه , وبدات تجتاحني مشاعر من الحزن , لم اتوقع بانه سياتي يوم وتخونني مشاعري لمن اهدي هذه المسرحية الناتجة عن حياة بائسة , تاكدت انني لم افعل شيئا لهذه الحياة العابرة , جعلتني مشوشة الافكار , فتحت الصفحة البيضاء في كتابي. وكتبت هذا الاهداء الاول من نوعه والذي يختلف عن كتاباتي السابقة كم شخصاً من البشر ظلم ؟ وكم شخصاً غدر ؟كم من الأحبة أصبحوا أعداء؟ وكم من الأعداء أصبحوا أحبة ؟ كم شخصاً حفر لأخيه الأسى ؟ كم من شخصاً نسى أجمل الذكريات وأصبحت لديه رماد ؟ كم ولداً وبنتاً نسوا آبائهم وأمهاتهم وزادت المسافات بينهم ؟ كم شخصاً أصابته صحوة الضمير ؟ كم شخصاً أصابه العطف على الصغير واليتم ؟كم شخصاً ما زال يعطى الهيبة للكبير ؟ كم من القلوب تحجرت ؟ وكم من المشاعر ذبلت ؟ كم من الناس ، المصلحة على علاقاتهم سيطرت ؟ كم من الأخوة علاقتهم تبعثرت ؟ كم من الأصدقاء استيقظوا على غدر وكذبة ؟ كم شخصاً يعلم أنه مشوه من الداخل ؟ كم زوجاً وزوجة أكملوا حياتهم بالخيانة والكذب ؟ كم شخصاً حلل الأخطاء وارتكب المعاصي تحت غطاء الحلال ؟ لكل انسان يجد بامكانه الاجابة على اي من هذه الاسئلة اهدي هذا الكتاب . وما زلت انتظر من يبكيني ومن يفرحني ومن يقويني , ومن يحميني كي اكمل طريقي , وهذه الكلمات اهديها الى ابني الصغير الكبير ملاك . واقول انا قصة عجز ان يكتبها كاتب وانا جرح بصورة انسان , ونار انطفات من شدة البرودة , وهذه الكلمات اهديها لابني الكبير محمد احتياجي لك كاحتياج الطفل لامه فانت ظلالي لتنمو اشجاري , وشموع لتنير دروبي , وانت دوائي لكل ما اعياني , وهذه الكلمات أهديها الى صديقي الصدوق . نبض القلب لم يكفي لو كتبت فيه يا امي , ومهما خفق قلبي حبا لن يجزيك كنت دوما ً مثل البحر الذي يعانق موج الرمل والصخور , أهديك يا امي , الدعاء الدائم , لك بالرحمة والفردوس , الأعلى بأذن الله . وكل أبتعادي عنكم يا احبائي وصديقاتي , هو ظروف عاكستني , لم يكن لي فيها قرار , وطوبى لمن ختمت صداقتهم بالصدق , وحب في الله , دوما ً أذكر وصيتكم لي , بان القوة , ضد الضعف , والأبتسامة ضد الحزن , والعطاء ضد الفراغ , والتسامح ضد الحقد , الى صديقاتي أمنة معبد , وسناء ابو عصب , أهدي هذه الكلمات , من كل وجداني . كما اهدي هذا الكتاب الى الأخت وأجمل ام تقدر بعطائها , وهي مثلي الأعلى أختي علا واهداء نابع من القلب , الى أخي يوسف في الولايات المتحدة الذي كان وما يزال , دوما ً يساندني , بتحقيق أحلامي البسيطة . ليست الام من تحمل وتربي فقط , الام من تعطي وتعلم وتجعل الفرق بين الخطا والصواب واضح والعطاء هو حدث عظيم , لمن يحتاجه في بداية ربيع العمر , لو سمح لي لقرأت مجلدات الحب والامومة , لمن لم يكن باحشائي , سينبض قلبي باسمك يا ابنتي , واهدي هذه الكلمات , الى من كانت وما زالت ابنتي من القدر والحياة نانسي العلمي . ولا يفوتني , ان اقدم كل هذا الكتاب بمعانية الروحانية والجمالية للفنان الرائع والصديق وائل دويك , الذي اضاف جمالا الى هذه الرواية بلمساته ورسوماته , المعبرة واخراجه الفني , المتميز لصفحات هذا الكتاب , الذي هو بين ايدينا , ليصبح واقعا قد تحقق بعد ان كان حلما من احلامي واصل الشكر والتقدير والمودة الى الدكتورة سناء العطاري , على وقفتها الجادة , معي في هذه الرواية من اللغة والنص الافضل , فلا يسعني سوى ان تكون النسخة الاولى اليك وبامتنان . تقديم :- لست أدري من اين أبدا كلماتي هذه فقد انهيت منذ قليل من قراءة اخر قصة قصتها علي نرجس البطلة التي اختارتها الكاتبة خالدة غوشة لروايتها الجديدة نرجس والقطار . بالفعل أمسكت الرواية الثامنة صباحا ً من يوم الجمعة يوم عطلتي الأسبوعية لأبدأ بقراءتها . للأسف وفي حالة اللاشعور التي عشت فيها بهذه القصص قد شربت العديد من فناجين القهوة , وعلبة من السجائر وفي كل مرة أنتهي من قصة أجلس متأملا ً ما قرات فأجد نفسي أنني كنت أعيش لحظات حقيقية من واقع حياتنا اليومية . لم أشعر للحظة انني اقرا رواية بل كنت جالسا على مقعد في المقهى اتناول فنجان قهوة في رفقة نرجس , التي تمتلك في ذهنها عشرات القصص الواقعية والتي عايشتها خلال رحلة حياتها . ما ان انتهي من رواية حتى أسارع لاشعال سيجارة وتحضير فنجان قهوتي لأعود مسرعا الى ما سأستمع اليه من نرجس , وصدقا ما ان ابدا بقراءة القصة الجديدة حتى اجد نفسي منصهرا بالقصة ولا استطيع التوقف حتى اصل الى النهاية . لم اكن اتوقع كلما انتهي من قصة انني بحاجة الى لحظات راحة واسترخاء , فهناك كانت الكاتبة تسيطر على كل جوارحي ومشاعري , وكثيرة هي اللحظات التي احسست فيها بالغضب والأشمئزاز من ابطال بعض القصص وتخيلت نفسي اصرخ بوجه نرجس واقول لها كفى ... كفى ... توقفي قد تعبت من سماع قصصك . ولا انسى نفسي حين صرخت معجبا باسلوب عرض قصة المشوه , ولا انسى دموعي التي انسابت بلا شعور حين قرأ قصة الورقة الاخيرة , ولا انسى ابتسامتي وفرحة قلبي وصدق اعجابي ببطل قصة قلب انسان ناهيك عن مدى سخطي وحقدي على الانسانية المفقودة فينا , وعن بروز الشر فينا حين قرأت صراع الشياطين وكعادتها لا تغفل الكاتبة اظهار تعلقها بوطنها وحبها له , فهناك شعرت بالوطنية الموجودة فينا جميعا حين قرأ لن اسامحها هناك وفي تلك القصة أحسست انني امام كاتبة قادرة على التخيل والتشبيه المجازي , فحين قرات عنوان القصة لن اسامحها لم اشعر للحظة انها ستتحدث عن فلسطين , ولكن تلك هي خالدة غوشة حين تمسك قلمها الاحمر لتخط الكلمات مشكلة العبارات لتخرج كل ما في وجدانها . نعم وللمرة الرابعة أقول لكم تلك كاتبة مميزة بقلمها الذي يخط قصصا ليس لمجرد السرد بل بهدف الوصول بكم في كل قصة الى عبرة وحكمة ارادت ان تصل الى ذهنكم . انني متاكد في نهاية قراءتكم لصفحات هذه الرواية نرجس والقطار ستصلكم كل العبر والحكم كون الاسلوب كان سلسلا وسهلا ومباشر وخاضعا للمنطق وخاضعا للعقل , وهنا تكمن روعة كاتبتنا خالدة . دعوني انصحكم كما نصحكتكم في الرواية السابقة لا تتعجلوا الصفحات , لنبدأ من الصفحة الاولى الى الصفحة الاخيرة دون القفز عن الصفحات وانا واثق ان ما حصل معي سيحصل مع كل واحد منكم ستمسكون الرواية في الثامنة صباحا لتنهوا منها في الثانية ظهرا وقد اصابكم الحزن والفرح في الوقت نفسه . لكي نشعر بصدق كلمات ستقرؤونها جميعا لكي نشعر بصدق العبر والحكم التي ستصلنا من خلال هذه الرواية لا بد لكم ان تتمعنوا في امور عدة اختارتها الكاتبة بعناية شديدة و اولها عنوان الرواية والذي لم يات من فراغ , فقد اختارت نرجس بطلة للرواية وسردت كل الاحداث في رحلة من رحلات القطار , اما الاهداء فلا بد لكم ان تقرأوه بعناية شديدة فهناك ستشعرون بصدق الكلمات وقوة المشاعر وحقيقة الاهداف . وفي النهاية نرى وبصدق انها تختزن في ثناياها حكمة لا بد ان نعيها جميعا ً ولا يفوتني ان اوجه للكاتبة كل كلمات التقدير على هذه الرواية التي قدمتها لنا من واقع نحياه ونشعر به جمعيا ً على امل اللقاء في رواية قادمة .
مناف عباس
مقدمة :- تحسست قلمي وبي فيض من همسات الفؤاد تراني اقدم للكاتبة ام اقدم للكتاب ؟ ذات ليل موسر الظلمة تربصت برداء الكون أراقصه بمكنون قلبي وابث فيه شعاع عيوني ليرتد ألي مسربلا بما يروي ظمأ الروح . بريق يسطع من تجويف الرداء يضاجع روحا عصرتها آهات الأسى واذبلها شح الجوارح فاسدل ستار العيون واهز راسي فتتارجح كرات النور مذيلة بخيوط لؤلؤية لتسحرني خيطا بعد خيط في ذات الليلة أنبعث نور غريب السطوع نجمة تتوهج وتهتز لترسل خلفها من الخيوط المتلألئة ما عجز بصري عن السير في اثره واقتفاء انغامه . هناك كانت خالدة نجمة تنتحي لها كل النجوم .... لست أدري ان كان يليق بخالدة غوشة ان تلقب بالكاتبة او الروائية ! فماذا عساي ألقبها ! في زمن عز فيه وجود الانسان وندر فيه الأحساس بالاخر تشرق شمس خالدة وتطل من قريب جدا على مواجع البشر وحسراتهم أفلا نلقبها بالانسانية ذات الحس والاحساس البديع !؟ نراها في نرجس والقطار تسكب لنا كؤوس بنكهات وألوان متعددة ولا نجد مفرا من تذوق كل الكؤوس فتارة نبتهج , وتارة يعتصرنا الاسى وثالثة تفجر صمتنا وتذيب الحديد واخرى تخجلنا من انفسنا و..و....و.... فنانة ممزوجة دماؤها بذرات الحب والتواضع وصدق المشاعر , قامت بكتابة هذا الكنز لتصرخ في وجوهنا بصورها الفنية الرائعة وعباراتها البسيطة المعبرة قائلة أنقذوا الأنسان قبل أن يصبح مسخا ً مشوها وذا قلب حقود . تنتقل من قصة الى قصة والقطار يسير بنا كما يسير بشخوص قصصها المؤثرة وترافقنا نرجس بائعة الورود حتى نتمنى ان لا يقف القطار وان تستمر الرحلة الى مالانهاية وليت ذلك ممكنا ً في جزء من الكتاب وجدت الكاتبة الانسانة خالدة قد خرجت عن الأسلوب القصصي الذي اتبعته في بقية الكتاب واحالته الى اسلوب خطابي فحسبته ضعفا واتصلت بها تلفونيا ثم حدثتها عنه علها تعيد النظر فيه , قالت : وبجراتها المعتادة انا قصدت ذلك لانني اريد ان انبه الى الامور التي تحدثت عنها وان الفت الأنتباه لها لأهميتها . عدت قراتها من جديد وعرفت ماذا تقصد فقبلت بذلك على انه ليس ضعفا بل أجرؤ على تسميته تمردا على المألوف . ألا نحتاج ان نتمرد على كل اسلوب قديم فشل في الحديث عن قضايا بالغة الاهمية ألا نحتاج ان تعيد كل الحسابات ونستوضح كل اسباب الأخفاقات حين يكون الامر متعلقا بالوطن والانسان ومخرجات العصر الحديث ؟ نعم وألف نعم .
وائل دويك
مقدمة خاصة :- قبل ان اتعرف الى خالدة قبل حوالي العامين , كنت أعتقد انني المراة المشاكسة الوحيدة في المجتمع الذي لا يرضى ألا بالخضوع له والذي يرفض ان نرى الامور بمنظار مختلف والذي يكره الشفافية والوضوح ويتجنب الصدق والجراة . ولكن بعد ان تعرفت أليها اطماننت ان هناك غيري يشاكس هذا المجتمع ويقول له ان لك ان تخلع رداء الكذب والنفاق وعليك ان ترتدي ثوب الصدق والوفاء ايمانا منك به وليس للتجمل ومراءاة الناس وبالصدفة كان غيري هذا امرأة ايضا , امرأة افخر بها وبجرأتها وبصدقها وبعمق تحليلها ونظرتها للامور والاهم من كل ذلك قدرتها على فهم واستبصار النفوس البشرية . تعرض لنا خالدة في هذه القصص شخصيات مختلفة حقيقة موجودة بيننا وتعيش معنا وقد يقول البعض هذا خيال انها شخصيات اسطورية وهمية ولكنني اقول انها شخصيات واقعية واحداث حقيقية ولكنها لا تؤمن بوجودها لاننا نعيش في مجتمع يعشق تجميل الناس والأحداث حتى يبدو مجتمعنا مثاليا ونقيا وخاليا من كل اشوائب , وهو في الحقيقة عكس ذلك تماما ونحن نعلم انه اذا لم نعترف بوجود الخطا فلا يمكننا تصويبه . وحين تعرض خالدة الرائعة شخصيات قصصها بهذه الصورة الادبية الجميلة فهي تصرخ في وجه المجتمع والناس انا استيقظوا تنبهوا أدركوا انفسكم . في عرض هذه القصص القصيرة لجأت خالدة الى امر معروف في عدد من الثقافات البشرية وهو دلالة كل نوع من الورود والازهار على خصائص وصفات معينة في الشخص الذي يحبها أو يختارها . وهنا نرى ابطال قصص خالدة يختلفون بأختلاف أختياراتهم للورود والازهار وما تحمله من الوان ونرى نرجس بائعة الورود والتي يحار في امرها ركاب القطار وكما قالت يبوس بطلة قصة الأيدي الامينة انت القدر أم الحكمة ؟ أم ونيس في رحلتي هذه ؟ أما انا فأقول ان نرجس الانا الحقيقة لكل راكب في قطار الحياة والتي ترفض الكذب والمجاملة . وتضع أصبعها على الجرح وتجعل ركاب القطار يرون انفسهم على حقيقتها واحيانا توجههم وتقترح عليهم اعادة النظر في المحطات التي اختاروها في حياتهم . ما قرأته بين سطور هذه القصص ان في حياة كل كل منا اسرار كثيرة قد لا يعلمها أكثر الناس قربا منه وأن الانسان خطاء , وليس منا من لم يخطئ في حياته , ولكن علينا ان نتقبل الطبيعة البشرية وان مرحلة ما من حياتهم . واذا كنا في بعض ابطال القصص قد راينا الشر فهذا يؤكد وجود الخير في شخصيات اخرى وفي امكنة اخرى والانسان هو من يختار لنفسه الخير أو الشر , وأخيرا أنا واثقة انه سيكون لهذه القصص اثر في نفس ووجدان كل من يقرؤها كما اثرت في نفسي ووجداني . وأقول لخالدة غوشة انت رائعة ومميزة ولكتاباتك موقعا ص متميزا في الأدب الفلسطيني الذي نتمنى جميعا ً نهضته وازدهاره .
د. سناء عزالدين عطاري
كل الكلام الذي قيل لا يفي الرواية حقها , هي اعمق من هذا كقاع البحر المليء باللؤلؤ والمرجان وحدائق تبهر الزائر أليها , فمن سيمر على هذه الرواية ليفهم الكلمات بالمعنى الذي يدور بفكره , وبعض النقاشات الداخلية , سيصل الى قاع هذه الرواية . أترككم مع مشاهد الرواية , وأتمنى من كل شخص يمر هنا ان يترك بصمته عليها .
المشهد الأول :- قصة النرجس أوائل الربيع , ازهار الر بيع تنبض فيها حياة رائعة للغاية الشمس ليست ساطعة , صوت الغدير موسيقى ولكنها ليست بمقطوعة عادية بل سيمفونية قصيرة وتبدو طويلة صوت ضجيج من كل مكان اهو صوت الحياة ام صوت البشر ام صوت آلة حديدية لا من الممكن لا , انه صوت القطار انه امر مفروض وليس بخيار نرجس , الطبيعي لنرجس أن تصعد الى هذا القطار . تفقدت القطار بمقطوراته وشاهدت الكثير من محطاته ركزت , تبسمت , تذمرت , انهارت , فرحت , تراجعت , تقدمت , والشيء الوحيد الذي لم تسنح لها الفرصة لعمله هو اللعب واللهو!!!!!! قررت ان تبقى في هذا القطار واختارت ان تبيع الورد ولكن ارادت ان تبيع نوعين من الورد فقط الأول النرجس والثاني الجوري بألوانه الاحمر والأصفر والزهري والبرتقالي والازرق وهو لون نادر جدا واللون الاسود وهو لون نادر ايضا ولكن صنعه سهل . نرجس فتاة رقيقة في المضمون والشكل صاحبة بشرة قمحية ذات عينين عسليتين بلون العسل الحر تمتاز بسواد شعرها القاتم اللامع الطويل خصل شعرها من مقدمة جبينها دوما مسترسلة على عيونها ووجنتيها ليست طويلة القامة بل متوسطة , نحيفة الخصر أنيقة بثيابها البسيطة تلف حول رقبتها منديلا من الحرير باللون الأسود واحيانا الاحمر وتارة اخرى الأبيض مبتسمة دوما أبتسامها مليئة بالسخرية نظراتها دوما ً حالمة بجديد , مستعدة دوما ً لاي انقلاب من اي نوع كان خطواتها بطيئة وتوحي للجميع انها سريعة مستمعة ممتازة , بل ممكن ان تقول بارعة تجيد الحديث مع البشر قبل الحجر ترى دموعها حين تود الضحك من قلبها تبحث دوما ً عن الأستمرار ولكن اي استمرار !!!!!!!!!! بدات تبيع الورود في هذا القطار ونفذت كل الورود ألا ازهار النرجس . وبقيت كل ورود الجوري وبين الجوري تخبئ نرجس بعضا ً من النرجس . نرجس بائعة الورود ستقص علينا بعض القصص التي عرفتها في هذا القطار ولكل قصة حكاية ولكل حكاية رواية ولكل رواية بطل ولكل بطل طريق ومحطة يغادر فيها ولكل مغادرة يوجد محطة صعود مرة ثانية , ولكل صعود محطة سبب معروف أو مجهول وجميع الركاب يجهلون الطريق أو على الاقل المحطة المرجو الوصول أليها .
الى اللقاء في القصة الثانية ........
عدل سابقا من قبل عثمان محمد في 6/18/2012, 20:06 عدل 1 مرات | |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/18/2012, 19:49 | |
| من الرائع أن نجد من يسير بين الناس ليفهم أسرارهم , يدور في أكناف الحكايات ليفهم السبب , وهنا نرجس رسمت بطريقة رائعة , لنشتاق لها ولسماع حكاياتها ,فقد أشتقنا للحكواتي , ولسماع قصصه . | |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/18/2012, 21:51 | |
| مقدمة وقصة تبدو شيقة, اشكر الكاتبة خالدة التي وافقة على نشر القصة والاخ العزيز عثمان لطابعة القصة ,ولواني كنت اتمنى ان ينشر اول قصة كذلك ولكن سوف ننتظر مع اطيب التحيات | |
| | | جمال1982 مراقب عام
تاريخ التسجيل : 22/05/2010 العمر : 46
بطاقة الشخصية المجلة: 50
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/20/2012, 11:01 | |
| يسلمو على اجمل مانقلت لنا سيل قلمك دمت دوما بود | |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: المشهد الثاني , الأيدي الامينة 6/25/2012, 01:11 | |
| الجوري الازرق وهو لون السماء والوردة الزرقاء هي وردة خيالية صعبة المنال لندرتها وترمز هذه الوردة للامل في تحقيق المستحيل .يالها من أمراة جميلة هذه ليست من البشر كم هي جميلة سبحان الله الذي ابدع خلقها لكن ما الذي الم بها ؟ اهي عابسة ام ؟ آه , هذه دموع تنساب على وجنتيها من اسفل نظاراتها الشمسية تنظر من نافذة القطار تحرك أصابعها بطريقة ملتوية وكانها تغزل الصوف , لا , لا , لن اقترب منها وابيعها الورد , آه لا يمكنني ان اتقدم خطوة الى الامام ما دمت لا اقترب من هذه المراة ولا اعرف أي وردة ستختار هيا نرجس لا تخافي انت جريئة هيا اقتربي وقدمي لها النرجس لا تخيريها . امراة في اواخر الثلاثين من عمرها ترتدي ثياب الأثرياء ,مجوهرات رائعة بغاية الجمال والروعة تجلس وحدها وقاطرتها تخلو من الركاب , سيدتي هذا النرجس البري لا تجدين له مثيلا سيعجبك وهنا لاول مرة خبرة نرجس بالركاب تخونها . بأطراف اصابعها تشير لها ان تعيد هذه الوردة لمكانها وتقول هذا النوع من الورود ليس لامثالي ستجدين له من يشتريه اعطيني الجوري الازرق لو سمحت , ما اسمك يا فتاة ؟ نرجس سيدتي نرجس . أسم جميل . شكرا وانت جميلة جدا , ما اسمك ؟ يبوس , أتعلمين معنى اسمي ؟ نعم سيدتي اسم جميل وفي القلب مدفون وفي الروح يحيى وفي العين موجود ومن اليد مأخوذ. ماذا تبيعين الورد ام العلم ؟ هذا لطف منك سيدتي , الجوري الازرق من الجوري النادر جدا يرمز للخيال ولصعوبة المنال فلونه لون السماء وتحقيق المستحيل ليس بمستحيل ام ماذا ؟ فتاة ذكية . كم ثمن هذه الوردة ؟ ثمنه رحلة عمرك ما قبل الان وحتى نهاية رحلتك في هذا القطار مادمت انا في هذا القطار أعطيني رحيق هذا الجوري الذي بيدك ولا اريد ثمنه فرحيقها ما قبل يومك هذا هو علمي وفي محطاتي القادمة . انت القدر أم الحكمة ؟ ام ونيس رحلتي هذه ؟ ولايهم سأروي لك ما استطعت في هذه الرحلة . ولدت في عائلة من اربعة اشخاص اب وام واخوين , عائلة فقيرة جدا تحت مستوى خط الفقر والدي ووالدتي توفيا وانا في عمر السابعة , وبقيت بين ايدي اخوتي , يوم اقضيه في منزل هذا ويوم في منزل ذاك لم اكمل تعليمي , ولم لأكن لاذهب يوما الى التعليم , وهذا لسبب ضعف الحال المادي وهذا ليس امرا محزنا للغاية بالنسبة لي الفقر افضل من الغنى في حالات كثيرة تعذبت في منزل أخوي حتى صرخت جدران منازلهم من قوة ركلاتهم في بطني وظهري , وهذا بسبب غيرة نسائهم من جمالي الذي كان جمال نقمة على وليس جمال نعمة , لا اذكر انني كنت اقدر على اي اعتراض ولا ادري لم كل هذه القسوة علي لا اصدق انهما كانا اخواي ولكن اعلم انهما كانا كذلك للأسف الشديد . حين بلغت من العمر السادسة عشرة وفي ليلة ماطرة كان صوت الرعد كطائرات حربية تنذر بالموت حتما , شهر شباط , صوت القطط يخيفني وكانه يزفني لأقرب مقبرة , لكن , ما اخبرتك به ليس كل شيء كان العريس الذي سياخذ بيدي ويرحل معي الى مكان اقامته في الولايات المتحدة بغض النظر عن كونه جميلا ام لا , او غنيا او فقيرا , فهذا ليس بالامر الهام لي وافقت رغما عني فاخي وافق دون استشارتي بنفس اللحظة ولا شك ان نبيل العريس عرف ان اخي يريد الخلاص مني , تم الزفاف بطريقة عادية وعرس وذهب وفستان ابيض , ثم اقلعت الطائرة عن ارض الوطن والطفولة ..اربع سنوات مع نبيل الذي لم يكن يوما زوجا لي بل تاجرا يبيع جسدي لرجال الاعمال ويتاجر بي وبجمالي الذي قلت لك انه نقمة وليس نعمة لا اذكر انني مارست معه حقوق الزوجية سوى في اول اسبوع من الزواج اما باقي الوقت فلم يكن هناك وقت كاف لذلك ويفضل ان اقوم بعملي على اكمل وجه . كيف قبلتي بهذا ؟ ولم ؟ ان قاطعتي حديثي فلن تستنشقي رحيق الجوري الأزرق . اكملي . اعتذر لن اكرر هذا تغيرت , المكياج المجوهرات والمال والحرير والفرو انسوني انني انسانة رغم انني لم اكن ادرك انني انسانة منذ البداية , لا يهم كل هذا عرفت وتعلمت ان جسدي هو مصدر رزقي وقوتي بما انني اعرف الكثير من رجال الاعمال والسياسيين القادرين على تنفيذ رغباتي قمت بالتخلص من زوجي وعدت الى ارض الوطن من جديد بقوة المال وقوة الخبرة وقوة الكره لمن حولي وانشات مشروعا بسيطا كي اختبئ خلفه واوهم المجتمع واخوي اللذين لم يهتما بامري ويعتقدان انني ما زلت على ذمة نبيل بانني هنا كي ادير له هذا المشروع وانتظره حتى يعود وهذا الامر لا يعني لهم شيئا على الاطلاق ولكن لم يكفا عن طلب النقود مني حين الحاجة ولم أتردد في اعطائهما . مرت الأيام والأشهر وحياتي تشبه اوراق الشجر في الخريف المتساقطة واحدة تلو الاخرى وانا لا اعلم الى اين ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟ حتى جاء اليوم الجميل شعاع الشمس تساقط خصلات شعر الطفل ايهاب الذي لم يتجاوز من العمر اربع سنوات على شاطئ البحر بين الرمال وبيده كرة حمراء وكانه يحمل العالم باكمله بين يديه , تابعت خطواته وانا مليئة بالسعادة والمحبة لهذا الطفل حتى وصل ايدي اهله هم متدينون جدا , اقتربت واقتربت حتى داعبت خصلات شعره بكلمات ربنا يحفظه من العين وبالمقابل رايت عائلته الام والأب وله ايضا ثلاثة اخوة لكن من الواضح انه اصغرهم . تفضلي يا سيدة أتشربين العصير ؟ لا أدري لم أخذتني قدماي واقتربت وجلست معهم ودار حوار بيننا بين حديث ولهو مع الطفل ساعتين , لاول مرة بحياتي اشعر انني ابتسمت من قلبي وشعرت بمعنى الأسرة والطيبة واخذتني فرحتي الى ان اصبحت صديقة لهذه العائلة البسيطة من الطبقة المتوسطة ولم امانع في مساعدتي لهم على الأطلاق ولم يعلموا عني اي شيء سوى انني مطلقة وسيدة اعمال وانني كنت اعيش في الولايات المتحدة وكان اهتمامي بالحياة يزداد مع وجود هذه العائلة يوما بعد يوم , حتى جاء فصل الشتاء واخذتني الرياح في ليلة قضيتها خلف المدفاة بفكرة اعجبتني وراقت لي , وهي ان انجب طفلا اذا يجب ان اتزوج كيف ؟ من ؟ لا اريد طفلي بالحرام , بسيطة هناك سمير رجل وسيم جدا ويحبني وولكنه متزوج ووضعه الاجتماعي والسياسي لا يسمحان له بالزاوج ساحاول ان اجبره على الزواج مني زواجا عرفيا واهدده بانه لن يراني بعدها , وبين المد والجزر وافق سمير , وخرجنا لقضاء شهر العسل في انطاليا , ومكثنا هناك فترة لم تتجاوز الاسبوعين وحين عدت للوطن اخبرت العائلة المقربة مني بانني تزوجت لكن , لم افصح لهم عن اسم زوجي حفاظا عليه وايضا حفاظا على ما اخطط لفعله في المستقبل !!!!!!!!
بعد مرور ستة شهور من الزواج
لم تخن يبوس زوجها اطلاقا وجمدت كل استثماراتها المادية التاتجة عن تجارة الجسد , تم ما طمحت اليه , وهو انني حالم بطفل اختلقت كثيرا من المشاكل مع سمير كي ننفصل ولم اخبره انني حامل فقد اشترط على ان لا أحمل لقبول الزواج مني . وتم الانفصال واول مرة بدأت اخطط لحياتي يا نرجس , فقمت بزيارة العائلة التي احبها والملتزمة دينيا ً واخبرتهم بأنفصالي وان زوجي لا علم له بحملي وبرغبتي بالسفر للخارج كي انجب الطفل الذي يحيى في احشائي واخبرت الرجل الوقور وزوجته انني اريد أءتمنهم على ولدي كي يهتموا بشانه وسأقوم بتسديد كل مصاريفيه للنهاية فيرثني بعد موتي ولا اريد ان يعيش دون اب او ام ورحبوا بهذه الفكرة بشدة . سأقول لك لما اخترت هذه الطريق لقد فعلت ذلك لانني لست بالام الشريفة لاكون ام له حين يصبح شابا اما هذه العائلة فهي ملتزمة بالدين والاخلاق ولا اريد ان اخبره عن والده ايضا فوالده ليس بالأب الشريف , اردت لطفلي ان يعيش حياة شريفة كريمة وبهذا اكون ام ذات غاية في الحياة قبلها لم يكن لي اي رسالة او هدف حياتي لم يكن لها اي معنى . سافرت الى باريس وانجبت طفلة جميلة جدا اسميتها شمس وسلمتها للعائلة الشريفة وبهذا وضعت ابنتي بايد امينة وخاصة انها انثى , والانثى بمجتمعنا ليست كالذكر كبرت ابنتي وانا قريبة منها , لكن كانت تدعوني بخالتي وكل ما تحاجه اعطيها وألبي لها طلباتها لكن الاب والام اللذان يربينها كانا يحتجان على دلالي لها ويقولان هذا امر يفسد اخلاقها , وكنت اتقبل ما يقولان وفي يوم من الايام شاء القدر ان اقع في مشكلة مع احد رجال السياسة أجبرتني هذه المشكلة على السفر خارج البلاد لفترة طويلة , نعم اتعبني بعدي عني شمس , لكن كنت اعلم انها بأيدي امينة وبعد سفري بخمس سنوات شاء القدر ان يتوفى الأب والام في حادث لحافلة كانا يستقلانها , صعقني خبر وفاتهما وشعرت بالخوف الشديد على شمس لكن اخاها الأكبر رياض طمانني وقال هي برعايتي كانت تبلغ من العمر ستة عشر عاما وكنت ابعث لها من المال ما يكفي لها ولاخوانها , نعم كانوا بمثابة اخوانها وفي احد الأيام قمت بالاتصال وبعد الحديث مع رياض طلبت ان اكلم شمس هنا كانت الصدمة فشمس تعيش بمدرسة داخلية . وضعتها هناك وهذا امر مناسب لها لاننا جميعا هنا ذكور وانت تعرفين انها ليست اختنا وهي جميلة ونخاف من الخطيئة , أي خطيئة ؟ وكيف اخبرتموها بهذه الحقيقة المؤلمة ؟ لا تخافي هي لا تعلم انك امها قلنا لها انك لقيطة . بدات بالصراخ علية وما كان منه سوى اغلاق الهاتف في وجهي وكم حاولت الأتصال بعد ذلك , ولكنه لم يجب , وبعد اسابيع قليلة اكتتشفت انهم عادوا للمكوث في منزلهم , صارت حياتي اقسى من الصخر وقلبي اعمق من البحر في اختزان الحزن , لم تسمح لي القصة بالعودة للبلاد ألا بعد وفاة الرجل الذي رحلت من البلاد بسببه وعدت مرة ثانية الى البلاد وبحثت عن شمس في كل مكان وفي كل مدرسة داخلية لم اجد لها اي اثر فجميع المدارس الداخلية اكدوا لي ان فتاة بهذا الأسم والعمر لم تكن عندهم نعم فقدت الامل ومزقت الرسالة التي حسبت انني وجدت في هذه الحياة من أجلها والشيء الوحيد الذي بقي على حاله كما ترين أن جمالي مازال ينبض وكانت نهايتي للركوب في هذا القطار للعودة الى محطة لا اعلمها ولا ادرك معالمها كانت صدمتي الكبرى من الأيدي الامينة , التي أئتمنتها على ابنتي ورسمت لها حياتها , ويا ليتني لم ارسم لها حياتها وياليتني ربيتها فانا لا شك اشرف من تلك العائلة . يوما ما وانا في أحدى السهرات في فندق فخم حيث اقيم سهراتي المعتادة للعيش بين رجال المال والجاه اقترب من طاولتنا سمير زوجي السابق . كم غيرته السنين وما زال بمكانته وغروره ومعه فتاة جميلة تفوقني جمالا وانا في عمرها , تذكرت الماضي وانا بين يدي هذا وذاك وانا في سن الشابا وهم بعمر والدي ,فرحبت بهم وجلسوا على طاولتنا لكن قلبي كاد ان يقفز من مكانه حين عرفني على الفتاة وقال اسمها شمس , وكان هذه الفتاة لا تتجنب النظر الي وتبعد عينيها عني قمت من مكاني واخذت بيدها بقوة وسألتها وبنظرة من عيونها لمحت لي ان اسكت ولا اقول انني اعرفها , لم يكن مني سوى السكوت وقلبي مثل البركان يكاد ان ينفجر حتى خطرت لي فكرة وهم يتمازحون بالحديث عن اليورو والدولار واخذنا الأذن حتى نصلح زينتنا وذهبت انا وشمس لغرفة الفندق . سالتها لم هذا وما الذي اجبرك على سلوك هذه الطريق يا ابنتي ؟ اجابت وياليتها لم تجب , انا يا خالتي يبوس لقيطة لم اكن ابنتهم في الحقيقة وبعد وفاة ام رياض وابو رياض اخبرني رياض عن كل شيء وقال انهم وجدوني باب المنزل وطردني بعد ان قام بأغتصابي ورمي بي خارج المنزل , وهددني انني لو عدت الى المنزل أو شكوت عليه سيقتلني , ولم اجد سوى صديقتي في المدرسة والتي اخذتني الى أمراة يسكن عندها طالبات وكان علي ان اطيعها بكل شيء وهذا هو الطريق الذي امشي فيه فلا خيار اخر لي , وقبل فترة بسيطة من الزمن تعرفت على الرجل الذي جاء معي واسمه سمير هو طيب جدا وحنون عرف بقصتي واستاجر لي منزلا وتعهد بان يقوم بنفقاتي كلها والان اتعلم في معهد لغات كي اشق طريقي في المستقبل فلا اريد ان ابقى في هذا الحال فانا اعلم ان ما افعله حرام ولكن اود التوبة فانا اخاف من الله جدا فلا تكرهيني يا خالتي يبوس فانا مجبرة على هذا . ماذا اقول لها ؟ ستموت وانا ساموت ووالدها سيموت , ماهذا القدر اللعين هل جنيت عليها من حقدي على اخوتي هل ؟ وهل؟ والف هل؟ امسكت بذراعيها وتوسلت لها ان تترك سمير وانا سأتكفل بكل ما تحتاجه وسارحل بها الى خارج البلاد ولن نعود ابدا الى هذه الأرض وسأكون ام لها وسانسبها لي , وهذا طبعا ليس صعبا لان شهادة ميلادها باسمي , اقتنعت شمس بسهولة لقلبها الطاهر ولحقت بي الى السيارة خارج الفندق واجريت اتصالا مع سمير وطلبت منه ان يترك الفتاة وشانها وساتولى النفقة عليها لم يناقش كثيرا ولكن بالنهاية لبى لي طلبي سافرنا الى فلوريدا وعشنا هناك فترة سنتين اهتممت بشمس جدا وعاهدت ربي ان ابتعد عن الطريق الذي مشيت فيه طوال حياتي , وكان هذا بسبب شمس لانها كانت مليئة بالطيبة وعمل الخير والخوف من الله , وفي يوم قالت لي انها ستذهب لمقابلة صديق لها دعاها للعشاء وقالت لا تخافي يا امي طبعا هي تعلم انني نسبتها لي وتعيش كانها ابنتي , وفي الحقيقة هي ابنتي يبدوا انه يريد الزواج مني , وفعلا كان هذا الشاب مهذبا متعلما وتقدم لطلب شمس مني وقد كان ذو وضع مادي جيد وافقت عليه بعد موافقة شمس وفي تلك الليلة ذهبت لغرفة شمس اقتربت منها بكل لطف وحنان , وما اصعب التمثيل على فلذة الكبد بالتقرب والتودد له وكأنك ام له وهو لا يدرك الحقيقة بانك الأم الحقيقة وداعبت خصلات شعرها الطويل وقلت لا تخافي سنذهب في الصباح لطبيب هنا اعرفه حتى يتم زواجك دون اي مشكلة يا ابنتي , نظرت الي شمس وهي تبتسم ابتسامة نقية صافية وقالت لا يا امي , باسم خطيبي وسيكون زوجي لن اقبل ان ابدا حياتي معه بكذبة كهذه يكفي انني كذبت بانك أمي فانا اعترفت له بان شخصا ما تهجم علي في الماضي واخذ مني اغلى ما املك قبل ان ياتي ويصر على الزواج مني , فانا يا امي اريد حياة صادقة شريفة معه كي انجب أطفالا وأربيهم على الصدق . تعجبت لهذه الفتاة الصغيرة كيف لها هذه القوة لتضع نفسها بموقف خطير من الممكن ان يبعد عنها الذي احبته اذا هي حقا ليست ابنتي فلم تاخذ مني الضعف والجهل والخوف يا ترى هل جاءت بنا الظروف كي اتعلم منها كل هذا في وقت متاخر وهل التوبة تنفعني الان ؟ تزوجت شمس وبقيت في فلوردا , مع زوجها وقبل عودتي لهذا البلد قررت ان اخبرها بالحقيقة , ولكني خفت ان احطم حياتها مرة ثانية , وها انا اليوم كما ترين , احمل كل هذه الاسرار بنفسي ولا اعلم هل ادفنها معي ام اتخلص منها واسلك كل حقيقة لصاحبها , فالسر مثل الامانة . لكني لم افعل وانا هنا لا ادري , ما بوسعي فعله , واي رسالة علي ان اكملها , انتظار سكرات الموت ام الاستغفار , والتوبة والحقيقة , علمت الان لما لا احب النرجس , لانني ما احببت نفسي يوما فلو احببت نفسي لواجهت سمير بانني حامل , ولواجهت ابنتي بانني امها , والكثير والكثير , يمكنك الان يا نرجس ان تتكلمي بما شئت حتى لو اردت صفعي على وجهي , لن امنعك من هذا فانت من استنشق رحيق زهرتي , الزرقاء فهي المستحيل والمعقد والصعب . هل لك أن ترشديني اي محطة احتاج الى الوقوف فيها بل عليكي أن تسأليني أي محطة يجب ان تعودي اليها واسمعي ولا تقاطعيني قد ذبلت عيوني وانا ارمق شفتيك وهي تتكلم ويديك وهي تتحرك ولسانك وهو يتعثر ودموعك تملئها الحسرة والندم وجسدك وهو يعيقني عن فهمه وروحك التي رحلت عنك ولن تؤنسك يوما ُ, ونفسك التي لازمتك وهي تموت موتا سريرا , وضميرك الذي لم اجده بين محطات حياتك وقلبك الذي لم اسمع صوته يصرخ يا حسرتاه حين شاهدت أبنتك مع والدها يقيمان علاقة العشاق , من انت ؟ ولم انت ؟واي مستحيل ؟ واي ام انت من الامهات ؟واي امراة من النساء , واي سذاجة تحملينها في عقلك ؟ واي عقل لديك؟ هل انتي ما زلتي على قيد الحياة ؟ وهل تبحثين عن رسالة تؤدينها في رحلتك هذه ؟ لا والف لا , اسمحي لي ان اعود بك ومعك الى محطات ما قبل اليوم , وتري الغد وتحلمي ببعد غد فحمد لله اننا من التراب , وسنعود للتراب كي نطهر اجسادنا !!! وهل التراب يطهر أجسادنا ؟ نحن خلقنا من التراب وسنعود أليه , وهذه حكمة يجهلها الكثيرون , الانسان بطبعه , خطاء , ويتوب ويستغفر , فلله الحمد اننا من تراب وعائدون اليه , لكن يا نرجس جميع الانبياء من تراب وعادوا للتراب فهل هم يطهرون أجسادهم من الخطايا ؟ يا عزيزتي ان الله سبحانه وتعالى له ان يخص ما يشاء من عباده بما يشاء فأذا خص الأنبياء بتحريم أجسادهم على الأرض فلا غرابة في ذلك لما لهم لديه من الكرامة . ساقطع لكي تذكرة يا يبوس , لتعودي فيها لمحطة توصلك الى سمير فأنت لا تدرين ما يخبئه القدر لابنتك شمس , واخبرته انها ابنته , وهذا يكفي , فلا داع لتعلم بانه والدها ودعيها تعلم انك والدتها ايضا ودعي سرك يدفن معك , ولكن لا تدعيه يحرق معه ما يخفيه القدر عن ابنتك واحفادك فكري مرة واحدة بحياتك بعمق أكثر يا يبوس واعلمي ان الزمن هو دولاب لا تدرين ما يخبئه خلف النصف الآخر , لقد سننت لنفسك قانونا واحدا ولكنه كان قاسيا ً , فانت عانقت التعاسة من بداية زواجك فمهما حجبت الشمس عن عينيك بالظلام الذي رافقك وسكن ايام عمرك سيبقى شعاع الشمس يطرق نافذتك كل فجر جديد ليذكرك أنه مازال في العمر بقية تعني أنك قادرة على المشي قدما دون خوف من اشواك الجبال في الطرقات فهي لا تستبيح الا من كان دمه فاسدا وانت بعمرك هذا بنظري ما زلت تجهلين الكثير وهذا ليس ذنبك وحدك بل ذنب ماضي اهلك , وما ترتبت عليه ايامك , وسنوات عمرك الماضية فلا تديري وجهك للخلف , كثيرا بل انظري الى الامام ودعي روحك تعلو للسماء فهناك من هو الخبير بعباده , وبجهلهم بخطاياهم , فسمعت صوت من داخلك ينادي بانني لم اختر حياتك , ولكني لم اختر طوق نجاتي فيا رفيقتي سامحي ظنوني فيك فانا لست خبيرة بما في نفوس العباد وانا بريئة من قوم يحسبون ان الظن بسوء النوايا هو العفة والاخلاق , فمن يسمع انين النفوس لا يركز في نهيق الحمير لان الحياة علمتني ان ما اسمعه نصف المعقول , وما لا افهمه هو المعقول بعينه الى اللقاء في القصة التالية .......
عدل سابقا من قبل عثمان محمد في 6/25/2012, 01:16 عدل 1 مرات | |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/25/2012, 01:13 | |
| كانك تقولين لنا خالدة , عندما تختار رفقتك وأصحابك عليك بالتمهل قليلا ً فالعواطف هنا لا تلعب الدور الرئيسي في أختيار الأيدي الأمينة التي ستأتمن عندها أسرارك وأحلامك وامنياتك , مما لا شك فيه ان هذا النوع من العقاب تعانية عينات من فتيات المجتمع , من ضرب وتنكيل من قبل أخوانهن بعد وفاة رب الأسرة احدهما او كلاهما , وذلك بدافع غيرة الزوجة منها , كانها ستقاسمها اخوها ولا تعلم الزوجة أنها قاسمت مشاعره قبل وجودها بسنوات , رفيقة الطفولة , ورفيقة الشباب حتى الانفصال فهي سنة الحياة , صحيح هنا بينتي بعض المواقف الغير ذكورية لبعض الرجال , لكن أقول لكي بينتي بطريقة خفية حقد الانثى على الانثى عندما تفوقها جمالا وحتى ذكاء ً أحيانا ً , سردتي بطريقة حزينة واقع انثى عاشت قدرها بين أخوتها , وعاشت قدرها مع زوجها الذي باع جسدها , و قد لا اوافق على ما فعلته فهي لها مطلق الحرية , بان ترفض ما كان زوجها يفعلها بها لكنني أشعر بغربتها وخصوصا في بلد لا يعرف عادات ولا تقاليد وهي كانت وحيدة عندما تخلى عنها اخوتها بدافع التخلص منها فقط , والقسوة التي كانت تعانيه من زوجها , الى أن أقامة مملكتها وأصبحت سيدة أعمال , بطرق مشروعة وغير مشروعة , حتى جاء شعور كل انثى, شعور الامومة التي حلمت فيه يبوس وحصلت عليه لقدرها عندما ألتقت بالطفل على الشاطئ , الى ان حصلت عليها , وصدمتي كانت بالأيدي الامينة التي لم تحافظ على الامانة ,وعجبي الاكبر من الصفات الطيبة التي زرعتها العائلة بأبناءها ضاعت هباء ً منثورا ً عندما اغتصبوا الامانة وألقوا بها الى الشارع , بلا حول ولا قوة لها , الى ان وقعت ضحية الشارع المليء بالخارجين عن الاخلاق , ليكون قدر شمس قدر امها يبوس , وأقول صدقا ً عندما لا يجد الانسان مؤنس ً له بحياته ويشعر بالوحدة , سيلجئ الى طرق ملتوية لكي يعيش , لكي يكون موجود على هذه الأرض مع اني لا اخفيك سرا ً لا أوافق على هذه الطريقة فالموت أرحم. المميز في هذه القصة , رغم القسوة التي تعرضت له الأنثى في هذا المشهد إلا ان مشاعر العطف والحنان والطيبة موجودة فيها , لم تختفي , وان هذه النبتة برغم وجود بعض السيئات بحياتها إلا انها أخرجت فرع يحمل نفس الصفات , فصفات شمس طيبة نقية تخاف الله لو لا أنها لم تجد من ياخذ بيدها لتكون أفضل , حتى وجدته في أمها يبوس , وزوجها الذي كان مثالا للرجل الذي يقف بجوار الانثى مهما حصل , فهنا حلقتان للرجال السيئيين والرجال الطيبيين . لا يسعني إلا القول , رفقا ً بالقوارير , رفقا ً باخواتكم , فهن جزءا ً منكم , رفقا بالانثى فهي نصف المجتمع , ورفقا بالمجتمع حتى لا يكون مليء بهذه الحالات , وأدوا الامانات الى أصحابها , فان لم تحاسبوا بالدنيا هناك من سيحاسبكم بالاخرة , ستسألون يوما ً ماذا فعلتم ؟ ولا تعتمد على الغير في أداء دورك تجاه أمانتك أدوها بأنفسكم , فكما قلتي يبوس لو أنني ربيتها وأخبرتها بالحقيقة لما حصل لشمس ما حصل , لكانت صدمتها كبيرة بالبداية لكن بالنهاية ستكون سعيدة مع امها , لكن الان صدمتها ستكون مميتة , فالحقيقة أفضل من المرواغة أفضل من الكذب , حتى لو كانت حقيقة مرة , اوافقك يا نرجس بهذا المشهد , يمكن ان تخبر زوجها بالسر لكن إن اخبرت شمس انا متاكد انها ستموت من صدمتها بالمراة التي اعتبرتها ملاك , انها السبب في كل ما حصل لها , فكتمان السر أفضل ليموت مع يبوس.
المشهد أحزنني طوال العرض ورسم على وجهي أبتسامة خفيفة لكن تملئها الآلم لتلاعب القدر .
| |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/25/2012, 09:52 | |
| الحقيقة انا لا اعتقد المرأة اداة بيد الرجل.. كما صور كي يبعها زوجها كما يشاء وليست مهنة سيدة اعمال مهنة سهلة كي يدخلها كل من له المال فقط ..لذلك استغرب هذا,وكذلك لو هي تعلم ليست مؤهلة كي تكون ام لما اختارت ان تنجب ؟ وكذلك شاب كبر في عائلة طيبة ان يفعل شئ كهذا مع الفتاة التي كبرت في بيته..وتعتبر اخته؟؟ لا اعلم لما استغرب الاحداث جميعها شكرا للاخ عثمان لهذا المجهود وشكرا لخالدة غوشة
وسوف ننتظر الوردة القادمة | |
| | | الكاتبة خالدة غوشة عضو شرف
تاريخ التسجيل : 23/05/2012 العمر : 51 البلد /المدينة : فلسطين - القدس
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/25/2012, 23:51 | |
| مساء الخير للجميع
واحب ان اقدم تحياتي للدكتوره واقول لها يا عزيزتي لا تستغربي كل استغرابك في هذه الدنيا لا يستحق الاستغراب لان الانسان مليء بالتناقضات وليس شرطا ان تكون العائله تربي جيدا ويخرج منها من هو سيء وعودي الى سورة الكهف واسرارها حين قتل الغلام وكان السبب لان والديه صالحان ويرد الله ان يبدلها خير منه رحمه، فهذا دليل على ان التربيه ليست كافيه بان يكونون الاولاد صالحين وايضا اعذريني على تعليقك بان المال ليس كافي بان يعمل من المرأه سيدة اعمال ناجحه لان هذه المرأ بما ان القصه واقعيه ومن حياتنا كان لديها احلامها وذكائها وليس لانها تركت تعليمها بانها لا تملك القدره على ادارة مشاريع ديعيني اخبرك بان المال اذا اجتمع مع الطموح والذكاء والاداره يخلص امراه ناجحه بعملها وطبعا من الممكن ان اعذرك لكل استغرابك ولكن يا صديقتي انا من سمعت ومن رأت ومن شاهدت هذه القصص الواقعيه رغم اني جملتها بقدر ما استطيع الا اني رغبت بان اظهر واقع لا يحب مجتمعنا ان يظهره
وشكرا للاخ عثمان وانا هنا معكم كي اجيب واناقش على اي نقاش حول الروايه | |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/26/2012, 00:01 | |
| شكرا عزيزتي لردك الجميل وانا اعتقد. ممكن في نهاية الرواية ان نجتمع في الدردشة وليلتحق بنا كل من يحب ان يناقش الرواية ولتتفضلي انت برد على اي سؤال يطرح مع تحياتي | |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: صحوة ضمير 6/26/2012, 22:59 | |
| الوردة البنفسجية سر الجمال الساحر تتفوق على باقي الألوان بأعطاء شعور يغنى الروح وغموضها فهذا اللون يتطلب الحركة بحذر مع الأخر وهو جميل وفي ذات الوقت خطير سيف أعطيني البنفسج من فضلك نرجس : فقط وردة يا سيدي تكفي فهي الخوف وألم الاهات بل تملأ عينيك بغفلة النشوة وتغمرك بالفرح والانبساط , ألم تشعرك بانك ملكت الكون وبلغت المنى , ولكن يا سيدي ستصحو على عالم واقعي يلؤة الاحباط فالحب والعناء والعطاء والحرمان يمتزجون كرقصة جريئة تسلب الروح بروعتها الوجدان ابتسامتك تلك يا فتاة بريئة تكسر الصمت , وتقلب الحزن لأمل , اتمنى لو انها من الخيال, لدي رغبة شديدة في العيش بسلام وأي سلام ؟ ستحقق ذاتك ام تطرد الاوهام ؟ ام تحرر ضعفك من قفص الاتهام ؟ بكل اعذاري أعرف ان اماني صعبة المنال تحقيق ما تبتغيه ليس بمحال فصدى روحك هو اسطورة الحياة في هذا القطار برفقتك يا نرجس ساكسر كل القيود وأحطم كل البنود فانا احلم ان اهنا بعيشة الخلود فقد عشت حياتي بلا حدود ستقوى على خبايا نفسك؟ ألم أقل ان ابتسامتك كسرت الصمت وقلبت حزني وخوفي الى أمل , فانا لا اعلم اي محطة سانزل فيها وبأي يوم ساعود لهذه المحطة انا خائف انا نادم انا عاجز كل ما ذكرته من أحاسيس ستبقى مدفونة في نفسك والان عليك ان تحول الاحاسيس الى واقع وحكايات ألم تأت تلك الاحاسيس من الواقع الذي كان وشهدت على حدوثه نعم صحيح لكن من انت ؟ لتقتحمي خوفي وعجزي وندمي ؟ اليوم وحتى وصولك الى محطة ما ساكون انت وانا اوافق بان تكوني انا فهذا قمة في عبور اللاحدود تمنيت الأرتواء من كوثر حبها , كنت راغبا في شظايا لهيب عشقها حتى قتلني العطش ورغبت في قربها الى أن جاء أخي الكبير في وقت عطشي لها وقبل أن انطق بحرف اسمها اخبرنا انها هي من تتمنى ان تكون زوجة له شعرت بانني انهيت وكفنت أحلامي بقبضة الوهم فأقسمت بان جرحي سيبقى ينزف , حتى استرجعها !!!! , بعد أن أمتلا قلبي بالحقد والسواد هو أخي الكبير سائد موظف في شركة كبيرة قام باعالتنا بعد وفاة والدي, امي احبته دون حدود وجعلت منه الابن الذي يفهم ويقدر ويواصل ويمول ويامر ما علينا ألا نطيع اما ريم فكانت تسكن في نفس الحي فتاة مليئة بحب الحياة والتفاؤل والأبتسامة وحب الحياة وتعشق كل شيء جميل , الحياة بنظرها اغتنام كل الفرص وانا كنت احلم بانني ساقدم لها كل ما تتمناه ولم يكن زواج اخي منها قد اوقف حبي لها ولا سعيي لتحقيق رغباتها و اخذت ابحر بزورقي يمينا وشمالا وكثيرا ما تجاهلت وجود مشاعري وهي امام عيني لكن الرياح تعاكسني وتجبرني على التجديف نحوها وفي ليلة ماطرة من الليالي قرع جرس المنزل . الجار : ارجوكم زوجتي على وشك الانجاب والوقت متأخر هل يمكنكم أيصالنا للمستشفى ؟ أخي الكبير سائد بما انه الكبير سيقوم طبعا هو بعمل الخير هذا دوما ً يحب ان يكون السباق , رغم أن بامكانه الطلب مني ان اقوم بهذا العمل لكنه لم يفعل , لانه يريد ان يستحوذ على المديح وقبل المغادرة طلب مني ان اوصل ريم لمنزلها فهو ليس بعيدا عن منزلنا وما بوسعي قوله غير كلمة حاضر . ها انا اعد نفسي في السيارة لا ستقبالها ستجلس قربي وحدنا , الأشياء من حولي تخدعني تارة وتواسيني تارة أخرى ما ان صعدت الى السيارة وجلست بجانبي حتى شعرت بالعشق يغمرني ولا خوف في قلبي وشعرت انها لي وهي من حقي انا نعم وانا كم اتعبتني ألانا . أدرت أسطوانة للعندليب الاسمر حبك نار وكنت اتعمد ان اسمعها وهي بجانبي وما تمر لحظات على سماع الأغنية ألا وريم تمتلئ عيونها بالدموع وتجهش بالبكاء , بربك يا نرجس كيف لقلب يعشقها وروح تحيا فيها وعينين لا تريا سواها ويدين لا تحلمان سوى بلمسها كيف اكن لها كل هذه المشاعر ولا أقدر ان احضنها وانا اعلم ما فيها من حزن , ما كان بوسعي سوى أن أسألها ما بك يا ريم ؟ ما الذي حصل ؟ هل حصل شيء أزعجك ؟ هل تذكرت أمرا ألمك ؟ أسمعي جيدا ماذا أجابتني ريم أعلم ان هذا جنون والمستحيل واللامعقول يا سيف كيف لك ان تتمنى عودة حلم جميل ما عاد لك ؟ وتكتشف ان لا أحد بقلبك سواه وكل ليلة وانا في أحضان زوجي انادي عليه ولم يصل صوتي لقلبه , كيف لي وانا أصافح يدك أشعر بالحراة لم اشعرها بسرير زوجي , كل شيء حولي يتألم بصمت , لا تعجب لأنني دوما ً أضحك بصوت مرتفع هذا لانني أخفي حزن قلبي ووجهي , لم افكر بيوم من الايام ان يبكيني عبد الحليم لكن مر على زواجي سنتان وانا اعلم ان لا فرار من حلم قطع فؤادي وحب أشعل النار في حياتي اتعلم لماذا مر كل هذا الوقت وليس لدينا طفل ؟ اتعلم ؟ لانني لا اريد أن أنجب طفل من رجل لا أحبه , فانا لست قطة في المنزل كي يطعمني اخوك ويسقيني ويلهو معي وقت الفراغ انا تزوجته لانني فقدت الامل بمن أحببت وايضا تزوجت به كي يبقى حبيب روحي امام ناظري دوما ً وصلنا الى منزلهما عند انتهائها من الحديث اطفات السيارة والمصابيح واستدرت نحوها مع كل حالات الأستغراب والمفاجاة التي من المكن ان تصيب الانسان وسألتها ألا تخافين مما تفوهت ام انت لست بعقلك يا ريم ؟ سيف اعلم انك لن تقبل ما تفوهت به ولكن الأمر الذي دفع بي لقول هذا أنك تختلف عن الجميع بالنسبة لي ومعاملتك لي فيها كل الخير فلم أطلب شيء ألا لبيته حتى لو طلبت منك تحويل محطات التلفاز , دوما كنت رقيقا معي , وصمتك الدائم هو الذي شجعني على ان اعترف لك بما أشعر فانت ابن الحي وتعلم كيف كان حالي قبل زواجي من أخيك سائد لم تكن تفارقني الأبتسامة زواجي منه حطم أرق وأعذب ما في داخلي من حب , ويمكنك رميي خارج السيارة , ويمكنك ان تخبر سائد فلم يعد هذا يعني لي الكثير بعد موت حلمي وتكفينه ثم تشييعه الى مثواه الأخير , لكن قبل ان تقوم بأي أمر عليك ان تعرف من الذي أحببته بصمت ولم اتمنى سواه وحلمت أن يكون لي منه اطفال والكثير الكثير من الاحلام التي تلاشت . أتتوقعين يا نرجس انني رغبت بسماع أسم حبيبها ؟ لا وألف لا فقد داهمني الخوف منه مرة ثانية ويكفي ان أخي قتل حبي وسرق حبيبتي , فاكملت عشقها بصمت , انها الان وبكل بساطة تتخذني صديقا لها وتريد ان تفصح عن أسم حلم ربيع قلبها , تمنيت لو ان هذه الدقائق اخر دقائق عمري , ريم : أسمعني يا سيف انا قررت البوح وبوحي لن يؤجل فما سأخبرك به الان ليس بمزحة , فلن اندم على حب عشت فيه بكل كياني فلولا الحياة والموت لصرخت بصوت عال في هذا الليل وقلت لك انت اغلى غالي عندي وانت حبيب فؤادي ووجعي ومأساتي , وغربتي في داري وانت حرماني لان أكون ام لأطفالي , والان انت حر طليق فأفعل ما تريد واخبرهم بانني ابنة سوء , قل وافعل ما شئت !!! كفى انك قتلتني بخنجر الحب المسموم وكنت أحسب ان عينيك تمران أمام نافذتي لتطمئني بأنك ستأتي يوما لتحمليني بين ذراعيك على حصانك لكنك ارسلت لي اخاك كي تقتلني فان كان حبي واعترافي ذنب فأنت اكبر ذنوبي وانت الباقي بروحي وما تزال مع هبوب الريح عصفت بقلبي وبأروع تعبير لحبيب ما دق لغيره قلبي .... انا راحلة الان فاخبر من شئت بانني خائنة وساقطة وعاقبني لانني أحببتك بصدق أمسكت يدها وهي تستعد لفتح الباب , وما كان مني سوى البكاء وارتميت باحضانها , وقلت هذا هو شفائي وحبك , هو دوائي , وانت من عاشت في خيالي لكن اخي سبقني لاخذك على جواده . لا اصدق ما تقوله ! حقيقة ام خيال ! اقتراب ام فرار ! استحلفك بالله ان تقطع شريان قلبي كي ينزف على وجنتيك , قبل الرحيل لا يا حبيبتي بعد اليوم لن اغيب عن عينيك ولا عن يديك ولن اخرج من قلب احرقني عندما ظننت انه ينبض لغيري دعي الحال كما هو وانا اليوم بقربك وكل طلب منك هو امري . نعم مرت السنون بعدما اقتلعت ضميري من قلبي واكملت رحلة عمري بحبها وطوعها , وفعلت كل شيء كي اسعدها كانت دوما تحب التسوق واخي لم يكن كريما يعتبر ان التسوق امر لا حاجة له للزوجة ولم اكن لاعطيها الكثير من المال حتى لا يسألها اخي من اين لك هذا ؟ سلكت طريق الحرام لاكتسب الكثير من المال ولم اترك أمرا ياتي لي بالمال إلا وابدعت في فعله والنيل منه , أصبحت ثريا في بضع سنين قليلة ولدي الكثير من المشاريع , اقنعت أخي انه يمكن له ان يعمل معي ويترك وظيفته هذا لاقى ترحيبا لديه واصبحنا انا وهو دوما في العمل ولم يعلم اخي انني كنت اكتسب مالي بطرق ملتوية جدا . وفي يوم من الأيام وحيث كنا نجلس على مائدة الطعام في احدى المطاعم بدا الحزن على وجه اخي سألته ما بك ؟ وما هذا الحزن على وجهك ؟ حتى الان لم ياذن لنا الله بانجاب الأطفال ولا اعلم ان كان العيب مني ام من زوجتي ماذا عساي ان اقدم لاخي كي تعود الأبتسامة الى وجهه؟ يا اخي لم لا تناقش زوجتك بهذا الامر وتذهبا الى الطبيب وكل علة ولها دواء اليوم . تعم اود ان اذهب الى الطبيب أولا وحين اتاكد من سلامتي ساطلب منها كنت دوما اشرك اخي بكل رحلة عمل حتى يخلو الجو لي مع زوجته وانا اعلم انها لا تحب ان تنجب منه الاطفال وبعد يومين من الحديث الذي دار بيني وبين اخي بخصوص الاطفال كان هناك سفر قصير لمدة اربعة ايام وسائد بدوره سيقوم بهذا السفر والتقي بريم كما يحلو لي وفي اول ليلة التقينا ونحن نتسامر في سريرها الذي هو سرير اخي جاءتني بالخبر هل تراه مفرحا ام مؤلما ؟ ام قاتلا؟ ام حارقا لهذه الأسرة بأكملها ؟ ريم حامل وهي سعيدة لانها ستصبح ام ً وستنجب اطفالا ولكن مني انا وليس من زوجها لم اجب تجمدت مكاني ولم يقدر لساني على قول اي حرف حتى هزت يدها ذراعي مع نظرة من عينيها فيها كل الحزن والعناد هل هذا ازعجك؟ انت وعدتني ان نكمل حياتنا ونحن معا والأطفال أمر طبيعي لحياتنا وانت لم تتزوج في يوم من امراة فانا لك هل هذا صحيح ؟ ام انت تخدعني ؟ لا يا حبيبتي هذا امر سيسعدني جدا ؟ وحقا لم ابح عن بقايا ضميري ان كان بقي منه شيء في ركن ما اكملت حبي وعشقي لها وفي الصباح قبل طلوع الشمس همست ريم في اذني اريد ان اتطلق من سائد . وهمست في اذنها لا يا حبيبتي اتركي الامر كما هو وسياتي يوم مناسب للخلاص منه ليس الان . ونحن في طريق العودة من المطار تعجبت لسكوت اخي وحزنه وسالته مابك أم تتم امور العمل كما يرام ؟ اجابني وهو ينزف دما من قلبه ودمعا من عينه وحسرة من قدره انا يا اخي لا أنجب أطفال , لا امل لي بان اكون ابا , هيا يا سيف تزوج كي تنجب انت .يا أخ نريد ان يبقى اسم الوالد حيا ً ماهذا ؟ حرب ام زلزال قوي هز أركنا حياتي وفي أقل من لمح البصر قررت الوقوف عند اول محطة وقود وطلبتها بالهاتف واخبرتها بانها يجب ان لا تخبر سائد بحملها وشرحت لها السبب وكادت ان يغمى عليها من هذا الخبر قلت لها لا تقلقي كل الامور ستكون على ما يرام وانا اعني ما اقوله . مرت ايام وانا افكر وافكر ما هو الشيء الذي سيكون الخلاص فيه من هذه الورطة وهذه الفضيحة ؟ فكرت للحظة بان اجعل ريم تسقط الجنين لا يمكن هذه فكرة لا اقبل بها سوف تحطم حلمها لا استطيع . اذا ما عساي ان افعل ؟ بين فكرة واخرى رسم خلاصا لحياة اخي بترتيب محبك للغاية باحدى صفقاتي المشبوهة والخطرة ان يرحب اخي عن هذه الدنيا . ولم يتم الامر كما خططت له بدقة لانني قررت ان تتم العملية وانا خارج البلاد كي لا تشعر ريم بالامر ايضا وكنت اود الخلاص منه دون ادنى شكوك من حولي ولكن شاء القدر ان ما تعرض له اخي من قتل في هذه العملية لم يقع في ذات اليوم المقرر بل في صباح اليوم الثاني راقبه احد تجار السوء واراد الأنتقام منه وهو يقود سيارته ولم اعلم بان ريم ذهبت معه ولا اعلم سبب هذا المشوار لانني تعمدت ان لا اكلمها حتى اسمع الخبر منها . نعم انتهت حياة اخي الكبير على يدي وبتخطيط مني وانتهت معه حياة حبيبتي وام طفلي وذهب طفلي ايضا الذي لم ير النور لم يبقى لي سوى سكرات الندم والحسرة لم يعد يهمني المال , لا اعلم , في البداية بكيت وصرخت وحزنت , لست ادري على من , على اخي ام على ريم ام على طفلنا ؟ المهم انني اصبحت ميتا بروحي وقلبي , اختلفت ايام حياتي وطعم كل شيء كل ليلة ادخل مدينة الاحزان واللوم والندم ولا اعرف ما هو الشيء الذي ندمت عليه لتصدقيني . انتصر خوفي على أمالي , وحزني على افراحي , غيابهم احرق الدمع في عيني وعملت انني احبهم الأثنين ولو بقي واحد دون الأخر لم يبقى لديه في قلبي اي ذرة حب , أحن لهما واشتاق لهما واندم لأجلهما , واليوم اتحدى اي انسان ان يرشدني لمحطة تريحني وتشفيني من مرض قد شاركني كل انفاسي مرض اصعب من القتل بالوريد اتعلمين , ان اصعب مرض هو صحوة الضمير حين لا يجد اي سبيل للتكفير عن ماضيه اللعين , الى اين أذهب؟ ومع من احيا ؟ وكيف ابدا وقد انتهيت قبل المجيء , فهل هذا قدري ام طريقي مازال طويلا ؟ تكلمي قولي اي شيء يا نرجس لا تصمتي مثل البلهاء واين عنفوانك وهل ابتلعت لسانك ؟ ها انا احسب من الوقت كم اهملت ضميرك , وخلقت له الاعذار تتمنى ان ينقذك ضميرك قبل ان تلفك أكفان الرحيل وتتوارى تحت التراب يا ابن ادم , كم بكى ضميرك وحسبت انه هجرك , توانيت عن سماعة ولو لمرة واحدة اعجزت دماؤك التي امتزجت بالكبر والعصيان والانا عن التذلل والخضوع ؟ ما علي الا ان اوجه لك سؤالا تلو السؤال . هل نلت عنان السماء بجبروتك وقهرك ؟ عليك تحمل هبات رياح الضمير سيؤذن بقدوم الموت وتاتي ساعة الرحيل فلن تجد بين القبور وصحوة للضمير ولا طريق الحبيب ولا الاخ والصديق اشكر رياح الضمير التي هبت بعد رحيلهم , عسى ان يكون لك في العمر اي طريق تصلح ما بقي من صحوة الضمير فكل كيانك اليوم نداء استغاثة بان ترفع رايات الضياع فهذا من اصعب جرائم البشرية وتلك جراح جارية في عروقك . ربما امرك ليس بالسهل رغم صحوة الضمير ربما انت بحاجة لما يشبه الاساطير ابحث عن مفاتيح جزيرة يحرسها من هو قادر على تصحيحها ما كان في الطريق . عاشت فيك انانية كانت من اهواء شيطانية لتضر الأخرين وتنتفع ان وحدك فيها اراك اليوم لم تعد مسيطرا على القلق الذي يجتاح نفسك ساتركك الان واتجه نحو قاطرة اخرى هناك الكثيرون ينتظرون الورود ليؤنسهم ويعيدهم للماضي وانت حاول ان تصرف تفكيرك الى احساس اخر كالسعادة مثلا ً اعرف انه تناقض غريب لكن اسمه تناقض بشكل عام , فالكثيرون يصيبهم الشعور بالسعادة في غمرة الحزن الشديد وهذا ما اذهب اليه دوما باحاسيسي ومهما كان الفراق فهو الموت بعينه لا تنس بانك ستعود للقائهم من جديد فلا تجعل رتابة الحياة وما مضى يملل حاضرك ويبعدك عن مستقبل أفضل , ويبقيك متجمدا في مكانك تنتظر الموت والعقاب , هل لك ان تعلم ما تخبئه الأيام ؟ ما دمت نادما اضتع شيئا لندمك هذا فمازال في العمر بقية , لا احد منا يعرف في اي درب سيلقى السعادة التي هي بداخله منذ تكوينه !!!! هناك وداع رغما ً عنا لم نكن لنختاره , يحزننا ولكن نرضى فيه ويزداد الامل في لقياه !!!! وهناك وداع نصنعه بأيدينا ولا نحتمل فراقه ونتباكى عليه لكننا في الحقيقة نبكي على خيبة ترتيباتنا التي نحسب انها الأفضل والسعي للوصول الى السعادة , حتى لو كان بابشع الطرق . رغم انك ما زلت تحيا وصحوة ضميرك لها مكان فانني احذرك مازال هناك شبح الخوف ينتظرك في اي محطة قادمة , فالموت لا يعرف اهذا حقير ام هذا فقير , ام هذا جان او مجني عليه الموت قادم لا محالة , فلتصنع شيئا قبل الرحيل بما حملتته من صحوة ضمير دعني ألملم ورودي قد أتعبني موت الامنيات , فهذا القطار ليس فيه لأي منهج دراسي مكان بل فيه منهج لمعرفة الذات , فاما ان يسرق منك نفسه أو ينهي أجلك . الى اللقاء في القصة التالية .... | |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/26/2012, 23:04 | |
| كيف لك أن تخون اخاك , وكيف لك ان تخون حبيبة عمرك , بان تفعل بها ما فعلت , وهل الحب هكذا ؟ أن تؤلمها هكذا , فان كان غيابك عنها مؤلم ويقطع أوصالك , فما فعلته بها أيها الرجل آلم اكبر , صحيح انها وافقتك على ما فعلته بان تجتمع بها من وراء أخيك , من دمك ولحمك , لكن أين عقلك؟ , أين فكرك؟ , أين رجولتك ؟ , فالحب ان تحصل على حبيبتك التي أخلصت لها بحبك بان تجتمع معها وتبني أحلامك معها وليس ان تهدمها , إن كانت نشوة الحب ستفعل هكذا فسحقا ً له .
هذا هو القدر , فمن حفر حفرة لأخية وقع فيها , فانت يا صاحب المشهد , قتلت نفسك قبل قتل أخيك , بان اشركته في أعمالك القذرة منذ البداية , كنت تحفر له قبل ان تقتله , نعم أنت قتلته بيديك منذ البداية إن كنت تريد الحصول على حبيبتك , تزوجها منذ البداية , لكن أفعالك الشيطانية أخذت معها الغالي والنفيس , والحياة ليست أمنيات , بل احلام وامنيات بالسعي تتحقق , ماذا سيفيد الان بعد صحوة الضمير , فقبل ان ترضي ضميرك , لماذا لم ترضي ربك أولا ً , فاكثر من مكان كان لضميرك ان يصحو , لكنه رفض , واكثر من مكان كان لضميرك ان يمنعك لكنه رفض , فاكملت السير بأفعالك حتى قتلت اخيك وحبيبتك وطفلك وهنا صحى ضميرك متأخرا ً وأعجب على ماذا أفاق , على اخيك , أم على حبيبتك , ام على طفلك ولو كان اخيك الذي قتل فقط هل سيصحو ضميرك !!!!!!!!!!!!, انه القدر يا سيدي انه القدر وعقاب الله عز وجل , كلنا نخطأ وخير الخطأؤن التائبون لكن في البداية وليس في النهاية حين لا ينفع الندم .
كم تهت في قصة الحب التي جمعتهم ما أروعها , هكذا هو الحب , وفاء للنهاية وعطاء بلا حدود , نعشقهم ونعشقهم وان لم يكونوا لنا نعشقهم في صمت أفضل من ان نفعل بهم ما فعله شخصية المشهد بحبيبته واخوه , الحب عطاء وليس قتل , يقولون من الحب ما قتل ,فعلا ً .
عندما يكون الإنسان بلا ضمير ماذا يبقى .. ؟!
عندما يكون الإنسان بلا ضمير ماذا يبقى .. ؟! وعندما نبيع الضــمير بأبخس الاثمان...ماذا يبقى؟!
وقفة مع هذه الحياه و فاصل مع هذا الزمن ... شريط يمر علينا يذكرنا ان زمن الاخلاص قد ولى ... ويعلن عن بيع الضمائر و بأبخس الاثمان ...
ليس بالسهولة ان يعرض البشر ضمائرهم للبيع , و لكن من السهل ان تجد فئه اشهرت البيع .. كثيرة هي المواقف و كثيرة هي الفواصل التي استوقفتني في هذه الحياه ...
شريط بيع الضمائر استوقفني في مشاهد عده فكان منها الآتي ..
لقطات بيع ضمائر تعليمية .. مضومونها ادفع و انجح .. نعم لم يعد مهما ما مدى تحصيلك العلمي لم يعد مهما مدى التفوق بل غدى المال نقطة التحول التعليمية .. فانك بالمال فقط تشتري فيه ضمير شخص فقد كامل قواه ( الشخصية ) و بهذا الضمير تحصل الشهادة التي قد لا تحلم بالحصول عليها و انت على مقاعد الدراسة حالك من حال البقية المشفقة عليهم .. فقط عندما تباع الضمائر ..!!
شريط اخر يروي بيع ضمير اب .. نعم اب فقد كل معاني الابوة و ضرب بالرحمة عرض الحائط و قرر ان يبيع ابنته مقابل حفنة من الاموال نعم فقد هذا الاب قيمته..فقد ابوته... فقد كامل قواه ( الشخصية ) و الدافع المال .. ورما بسعاده ابنته طول الشارع حبا لهذا الشيطان الورقي ... فقط عندما تباع الضمائر ...!!
شريط ثالث يكشف عن بيع ضمير جديد .. شاهد باع ضميره و زور احداث شهادته و حول الظالم الى مظلوم و المظلوم الى ظالم .. و اختل واقع الحياه و ضاع مصير انسان و كل هذا في سبيل مصلحة الذات .. فقط عندما تباع الضمائر ..!!
شريط رابع وفاصل جديد من فصول البيع اللا محدودة للضمائر البشرية الرخيصة .. فاصل طبي ... منفذه طبيب ... انتهك حرمة الطب و استشرق الاهمال في واجبه .. سود سجلات الطب اسمى المهن الانسانية على هذا الكون الواسع .. و ضرب بالانسانية عرض الحائط ... و قد تكون عملية بيع ضمير طبيب من ابشع العمليات على الاطلاق .. لما لهذه العملية من خطورة على ارواح البشر التي هي بيد الله عز و جل .. فيعلن عن موت انسان و على يد منفذ لاسمى المهن الانسانية ... فقط عندما تباع الضمائر ...
كثيرة هي الاشرطة و كثيرون هم الافراد في زمن غدى بيع الضمير فيها كشرب الماء .. لم نعد نكترث لشي سوى لانفسنا و مصالحنا و لا شي في طريقنا ..
عندما تكسر معاني الصداقة و الاخوية .. عندما تنتزع الرحمه من القلوب البشرية .. عندما تضيع الامانات بين الايادي الانتهازية .. و عندما ينتصر حب الذات على الجماعية ..
فاعلم انك في صدد راية احداث شريط جديد تروي قصة تفاوض مع ضمير مريض .
| |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/27/2012, 14:59 | |
|
الوردة البنفسجية سر الجمال الساحر تتفوق على باقي الألوان بأعطاء شعور يغنى الروح وغموضها فهذا اللون يتطلب الحركة بحذر مع الأخر وهو جميل وفي ذات الوقت خطير
[b]لهذا يا نرجس هذا الانسان لا يستحق حتى حنظلة فما بال هذه الزهرة وبصراحة لا اعتقد له الوردة البنفسجية ضمير كي يصحى او ينام!!!!!!!!!!!!! سرد جميل للاحداث وانا في انتظار الحدث الجديد
عدل سابقا من قبل دكتورة.م انوار صفار في 7/1/2012, 11:48 عدل 1 مرات | |
| | | العشق المستحيل عضو جديد
تاريخ التسجيل : 06/07/2011
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/28/2012, 11:11 | |
| لضمير لا يمنعك من فعل الخطيئة لكنه يمنعك من الاستمتاع فيها". ممكن أنمن يضحي بضميره من أجل أحلامه كمن يحرق صورة جميلة من أجل الرماد"."ينطبق ما حدث هنا مع قول المثل الصيني " رائع حياة نعيشها كل يوم هنا مع نرجس و أزهار النفس الانسانية؟ شكرا أستاذة خالدة ....... | |
| | | ميسون احمد عضو
تاريخ التسجيل : 01/06/2010
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/28/2012, 12:12 | |
| جميل جدا بارك الله فيك لي عودة بان الله | |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: المـــــــشـــــــــــوه 6/28/2012, 23:16 | |
| الجوري الأحمر الفاتح جدا يرمز الى الرغبة في الحب الخادع خاصة انه لون غير مميز هؤلاء الناس في تلك المقطورة مذهولون وهناك واحد منهم يخاطبهم بالمثاليات انظر اليهم من بعيد خلف باب المقطورة التي تجمعهم ارى هذا الشخص النحيف قصير القامة وهو انيق الثياب عيناه صغيرتان يضع نظارة طبية في الاربعين من عمره وحوله الكثير من الفتيات والنساء والرجال , كلما نظرت اليهم افكر كيف سابيع الورد في تلك القاطرة اجدهم جميعا مشغولين ومتوترين يتغامزون على بعضهم البعض وذاك الرجل ينتقل بينهم وعلى شفتيه ابتسامة صفراء ولو فوض الامر لي لو صفت تلك الابتسامة بالمكر والخداع , وكانني ارى ثعلبا يقفز من مكان لأخر , لا ارغب بالدخول الى هذه القاطرة لم تشعرني بالامان بمن فيها خاصة وان ذاك الرجل ينظر الي ويبتسم ابتسامته الماكرة , لكن ما على نرجس الا العبور كي تقدر ان تصل كل المقطورات التي تلي هذه المقطورة , وديع صاحب الابتسامة الماكرة ينادي بصوت منخفض مع حركة من يده وابتسامة . تعالي هنا لو سمحت بائعة الورد . تفضل ماذا اصنع من أجلك ؟ هل لديك الكثير من الجوري الاحمر ؟ كما ترين حولي الكثير من الفتيات بالاضافة الى زوجتي , ومن الممكن ان اشتري كل ما تبقى في سلة القش التي اشعر انها اتعبتك , ففتاة مثلك وفي جمالك ورقتك يجب ان تكون ملكة والكثير حولها لخدمتها وعليها ان تشير باصبعها وتطاع . اشكرك على هذه المجاملة التي لا استحقها . لكن نرجس في سرها قالت لم ترق لي مجاملتك , ولا نظراتك , انك تشبه الثعلب في نظراتك وانك كاذب ولعوب. لا لم اجاملك يا نرجس . كيف عرفت اسمي ؟ انا اعرفك جيدا قالها مع ابتسامة وكانه يريد ان يبين انه يعرف كل تفاصيل حياة نرجس . صحيح ؟ حسنا , كم تريد ؟ قلت لك كل الورود كي ترتاحي قليلا , اجلسي وهناك وقت كاف لتستريحي ما دمت اشتريت منك كل الورود حسنا لا باس سانتظر هنا قليلا من الوقت لعلي اشغل وقتي بشيء مفيد , واتعلم ممن حولي هنا بعض ما علمتهم الحياة تفضلي هذه الوردة لك يا نرجس علا صوت نرجس بضحكات قد اسمعت من حولها وقالت : اتحسب انني ممن يصدقون هذه الورود ؟ وخاصة هذا اللون يا وديع بصوت هادئ يقول سامحك الله يا ست نرجس لا تخف يا وديع سيسامحني الله لانني عرفتك في هذه الرحلة ماذا تقصدين ؟ لا عليك انا اهذي كثيرا ً وفي فترة اشعر فيها بالهذيان دوما !!!! بين لحظة واخرى بين يوم واخر بين اسبوع وشهر وعام وعامين , لم اعرف بحياتي كمثل هذه الشخصية انه يحمل شخصية فارغة تماما ً لا شيء في عقله ولا وجدانه سوى التفريق بين اي اثنين او اكثر لا يترك شريكا مع شريكه بالعمل والا بث كل وساوسه ليسعى في خراب بيوتهم , وكنت اتعجب من قدرته على الاتصال بالاخرين ويسري بينهم كالماء المنساب من تحت الأقدام للأسف الشديد وجدت ان الاخرين ياتون قربه وينقلون له كل ما يدور , لقد منحوه ثقة سهلة له أمساك الخيوط بيده واعادة تعقيدها على من حوله , حتى زوجتة كم تعاني من هذا المكر والدهاء وحين اقتربت منها علمت كل التفاصيل شعرت بان هذا الرجل حقا مشوه من الداخل وقد انعكس هذا التشويه على الخارج فلو كان هذا التشوه من الخارج اقسم بكل معنى القسم أن امهر أطباء التجميل سيفشل في تجميل وجهه أراه يتفقد رعيته تلك فتاة وهذه اخرى وثالثة مسكينة اما قريبته فمطلقه كان يتظاهر كانه يحمل هموم البشر على ظهره فهو المخلص . وكل هذا التشويه لم يكن ليهمني بحد ذاته , لكن هذا الرجل , ان صح اعتباره من الرجال او البشر فهو اقرب للشياطين بل اني أخاف ان أظلم الشياطين حين اشبه بهم !!!! كان يقدم لأحداهن المال وكان يسميه عمل معروف , لكنه يغدرها بعد يوم او يومين ويقتلها من الوريد للوريد , واخرى يحرق منزلها وثالثة احرق سيارتها ولم أجد أحدا بمثل عمره يضع الدهان على سيارة أحدى الفتيات ليحرق قلبها , كل ذلك لان تلك الفتاة لا تحتاجه وتقدر ان تعيش بدون مساعدته . وكان يقول انها لئيمة جدا , رغم انها كانت تتقبل الهدايا منه ولربما ادركت متاخرا انه مشوه وفارغ , هذه الفتاة أدركت ان هذا الشخص هو عدوها وابتعدت بخطواتها وقالت لي كنت اعلم من البداية انه من ألحق بي وبممتلكاتي الأذى وهو من قطع علي كل منافذ العمل ولم يترك لي مصدرا للمال الا وقطعه بطرق خبيثة جدا كي ارضخ له ولم يكف كل هذا بل قد وصل به الامر لتخريب العلاقة بيني وبين اقاربي ورغم تحذيري لاقاربي منه , الا انهم وقعوا في مكره واذيته وتقول الفتاة انا لم أحزن على اي انسان خسرته بسبب وديع لانهم مشوهون من الداخل مثله ولا يستحقون ان اتقرب منهم او اصلهم او اتحاور معهم بل ان مجرد إلقاء السلام عليهم هو مسألة لا تطاق . وأجمل كلمة قالتها تلك الفتاة عنه رغم خبث ومكر وديع ألا انه صنع لي معروفا بانه ابعد كل الناس الماكرين عني والذين يطمعون بمالي او يغارون مني ويحسدونني أو , وحتى أماكن العمل التي دس انفه فيها وكان يمثل دور المنقذ ومن خلف ظهري يقوم بالاتصالات والتخريب وبتشويه سمعتي ألا انني أقول له شكرا فكلما ابعدته عني كي اقترب منك ابعدني عنك وكشف مكرك لي , وابعد عني كل ما هو ليس مناسبا ً لي . حقا هذه الفتاة اثارت فضولي وهي اكثر فتاة تقربت منها في القاطرة العجيبة بكل ركابها وجدت فيها الحكمة وهناك شخص آخر آثار فضولي في تلك القاطرة وهو آخو الرجل المشوه ويصغره سنا ً وكثير من الامور التي أفسدها وديع على الناس كان اخوه يعرف الكثير عنها وايضا ساعده كثيرا بها ولكن شاء القدر ان يسترسل وديع في مخططاته التي لامبرر لها سوى المرض والتشوه والحقد على البشر بأكملهم , هو لا يحب اولاده ايضا ولا تتعجبوا سأطرح لكم دليلا ليثبت هذا , يعطي الفتاة من حوله من المال بكرم ويأتي في نفس اللحظة ابنه يعطيه القليل من النقود الحديدية ويقول لا املك غيرهم ... يشتري لابنه الفلافل ويشتري للفتيات " الستيك والشاورما " وكل ما طاب . ولا استطيع القول بانني اقتربت من اخيه بل اخوه اقترب مني وبدا بدون انذار يقدم لي النصائح بان ابتعد عن هذه المقطورة وان وديع سيجعلها نار أكثر وبدا يقص علي كل ما اشترك فيه من آذى للبشر بتخطيط من وديع , وهنا عرفت ان الفتاة التي قالت ما قالته عنه كانت صادقة , وان القدر لعب دورا حين قربها منه فأبعدها عن بعض أقربائها الماكرين , وهي كانت تعلم الكثير عنه ولكنها تحب ان تنتظر الحكمة !!!! وتنهي بكلمات انا اعلم من هو وديع واعلم كل حركة وخطوة قام بها من اذى للبشر وما آذاني به شخصيا وقد اقترب موعد عقابه . وبدأ يقص القصص والروايات عن الشر الذي يملا قلب اخيه وديع ولم ينه اعترافاته وتصريحاته عن اخيه ألا عندما اقتربت الساعة الحادية عشرة قبل منتصف الليل . اعتذرت منه قائلة : اعذرني لقد اصابني الضجر من كل ما سمعته وانني بحاجة ماسة للنوم برهة عسى ان اجد نفسي في كابوس اشد فينقذني من ذكرى كابوس وديع , لقد شاهدت في حياتي الكثير من الكوابيس الا انني لم اشعر بأشمئزاز مثلما اشعر به الان من كابوس وديع وتشوهه فلا اقدر ان انظر داخله واجد شيئا واحدا واعذره على اقترافه . ذهبت لاستريح قليلا , لكنني بدات أخاطب وديع في سري فهو ليس بالأنسان الذي استطيع ان اخاطبه وجها لوجه , وليس من استطيع ان ابوح له بشدة الأشمئزاز الذي اصابني من شروره ومكره . قلت في سري : يا وديع انك سجين يائس جدا تعيس في قفص قضبانه من الفراغ والفشل انك لعنة على الحياة وعلى من حولك وكل من اقترب منك , ماذا يجول بخاطرك حين تغمض عينيك عن أفعالك الرخيصة , انك تتألم باوجاع لا يعرف لها الأطباء أي علاج , ألم تشعر بمعنى سكينة الليل وحساب النفس ؟ بم تحجب الشمس عن اخطائك ؟ تحجبها بكلمات تواسي النفس المشوهة ؟ ام بدموع من حولك وخسارتهم بسبب حقدك ومرك اللذين لا نهاية لهما ؟ مهما قدم يداك من خيرات لمن حولك , سترى نفسك قزم بين بكل نفس عاشت الحزن وذرفت الدموع بسبب تشوهك النفسي , انت قزم بين كل من يقدم خيرا , انت قزم بين صفوف النمل لأن النمل سيكمل مسيرته ولا يفكر ان ياخذ منك قطعة ليخبئها للشتاء , سيأتي يوم وتندب فيه وحدتك وانفرادك بذاتك سترعبك في نهاية المطاف , فأجسام البشر هياكل فارغ لا يحمل سوى الحسرة والرغبة بان يكون كل الناس مثلك , وهذا يا من لا اعرف ما اسميك سوى المشوه , انت فقط حذاء مهما احتاجه الانسان ليلبسه في قدميه فسيخلعه حين يعرف ان رائحته اصبحت كريهة والسير به هو مؤقت ولعبور طريق ما .الى اللقاء في القصة الثانية ........................... | |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/28/2012, 23:17 | |
| شخصية مشوهه , تملك من الأقنعة الكثيرة , يتلاعب بالناس للحصول على اهدافه , بعدها لا رحمة ولا شفقة بهم , شخصيات تملئ المجتمع كل هدفها الذات فقط لا الغير , وهم شخصية المظاهر , أما الداخل , كما قلتي نرجس مشوهه حتى أطباء التجميل لا يستطيعون تغيير تشوهه .
شخصية يكرها المجتمع عندما يعلمون أراكانها .
| |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/28/2012, 23:49 | |
| انت قزم بين صفوف النمل لأن النمل سيكمل مسيرته ولا يفكر ان ياخذ منك قطعة ليخبئها للشتاء , سيأتي يوم وتندب فيه وحدتك
شخصية مشوهة فعلا و موجودة للاسف في الحقيقة حتى نرجس لم ترغب ان تكلمه بالحقيقة وفضلت ان تكلمه في المنام
وانا لم اجد سرد للشخصية اجمل مما كان هنا .. ابدعتي خالدة وشكرا لاخي عثمان
| |
| | | العشق المستحيل عضو جديد
تاريخ التسجيل : 06/07/2011
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/30/2012, 17:31 | |
| أعتقد رغم كل التشويه الداخلي الذي تتحدثون عنه الا أن هذا يعني أنه لم يولد به .هناك من خدش في نفسه حتى ترك تلك الندوب الموجعة فيبث الامه حقدا و تشويها لحياة الاخرين .بالنهاية لا ابرر افعاله لكن دائما هناك ما هو أسوأ يختبيء خلف السيء . رائعة استاذة خالدة .يعطيك العافية استاذ عثمان . | |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: قلب انسان 6/30/2012, 23:14 | |
| اللون الزهري الجوري يمثل البراءة والوداعة والنظافة من الداخل ويمثل الرقة والحنان وينم عن حسن التعامل مع الاخرين بذوق وطيب .نرجس : تلوح بيدها وقلبها يقفز من صدرها ليسبق قدميها لتصل الى ذاك المقعد الذي تجلس عليه ياسمين , رفيقتها منذ الطفولة , لا أصدق . ياسمين حبيبتي : انت هنا مازلت بهذا القطار ؟ حمدلله , حسبت انك خارج هذا الوطن وفي قطار لم اكن فيه , تكاد تكسر ضلوع ياسمين وهي تحتضنها بين ذراعيها بعد طول غياب ياسمين : نعم يا نرجس انا هنا ومازلت هنا وسابقى هنا للحظة الرحيل الأبدي . من هذه الفتاة ؟ لا تقولي لي انها أميرة أبنتك؟ نعم هذه هي اميرة الطفلة التي أصبحت اليوم طبيبة مختصة في جراحة القلب لا اصدق يا ياسمين , نعم ان الله اذا اراد ان يعطي انسانا لا يسأل عبدا فهو الكريم . في عجلة من امري وفي لهفة رفعت سلة الورود الى اعلى وقدمت لها كل الورود لتختار ما تشتهي عينها وتعشق نفسها , فما كان من ياسمين سوى التبسم بلطف وهي تضع يدها في سلة الورود والتقطت وردة الجوري باللون الزهري وبصوت منخفض مع الامتنان قالت هذه الوردة هي من ساندتني في طريقي الشاق الطويل يا نرجس , واعلم انك تعلمين ماذا يعني هذا اللون واقرا في عينيك الكثير من التساءولات كيف ؟ واين ؟ ومن ؟ وهذا لأن كل الماضي لا يؤهلني لاكون هنا , وابنتي طبيبة وكما ترين كل شيء على ما يرام , نعم أبتسمت لي الحياة حين تيقنت ان قلب انسان كتب اسمه على دفاتر ايامي واعلن يوم ميلادي , فهو بقوله وفعله يشكل مصدر الراحة للنفوس المتعبة , تناغم مع مجري حياتي بصدقه وتواضعه كما يتناغم البحر والقمر في تموز ويعلنان الصداقة والوفاء هو اشبه بقنديل انا جزيرة أحلامي ورحمني من كل متعال وجان قلبه مأوى صاف فاتسع حلمي ورعى لي مستقبل ابنتي , كل المتنفس لعاملي الصغير فهو القلب , نعم قلب انسان فلا اجد في رحلتي سوى قلبه يثبت ان الانسان خلق بالفطرة انسان وبالعجلة والحركة اصبح الأنسان وحشا غي غابة اسمها , خذ وهات . انه هو من دعم عنفواني وشموخي , ورعى لي كل شؤوني وزرع كل الثقة بابنتي وجعل منها طبيبة وانسانة تحمل رسالة وهدفا وجعل مني ام ً كريمة وعفيفة , لقد بنى جدارا لا يهدم بيني وبين كل الاوغاد ألملم كل اوراقي وصنع منها كتبا , افخر به في حياتي , اعتز وانافس به حتى بعد مماتي , لا تعجبي يا نرجس فانا اعرف انك لا تثقين بالرجال اما هو فله قلب انسان اتخذ الخير طريقا ومد تفاصيل تحركاته بدقة ولا ينسى بيتا او ارملة او جارة ولا ام ً او قريبة او زوجة عامل , ولا حتى عابرة سبيل اتعرفين من هو ؟ أنه قلب انسان يندر وجوده في هذا الزمان , زمان تبعثرت فيه كل الخيرات وكل الحسنات ولم يبق منه ألأ" بكم هذا وبكم ذاك " لا تحسبي انه شيخ مكافح ارهقته الحياة لا هو رجل اعمال بدا حياته من بائع في الطرقات وان تسألينه كيف اصبحت ثريا يجيب بكل تواضع ونقاء وابتسامة فيها كل الخجل من الله , هذا ربي وما كنت اعلم انني سأرزق بكل ما ما انعم علي , ولذا هذا ليس حقي في الحياة فهو رزق غيري ممن عاكسها التيار وابدا بالنساء حى لا يسقطن بانياب الذئاب فهم احق بهذا الرزق وحمدالله انه حلال فلم اقدمه لهن ويصبح حراما فرزقي حلال وانفقه في الحلال وانظر دعوة كل تائب ومحتاج. هذا هو الشخص الذي اخرجني من العتمة الى النور واهداني كل الورود زهرية اللون انظري الى يا ابنتي واساليها عنه باختصار ستجيب بانه العطاء والوفاء وسيبقى اسمه على كراساتي لاعلم اطفالي بان لهم جد خرج من جزيرة احلامي وبقي فيها يحقق كل طموحاتي حتى بين لي ما هي رسالتي فاحن على امي واقدر من هو اكبر مني واعطف على من هو اصغر مني واتواضع لمن هو اقل مني وارفع بيدي من هو بحاجتي فانا تعلمت منه كيف يكون قلب الانسان . أكل هذا الحب والاحترام لقلب انسان يا اميرة ؟ أتشعرين ان الله عوضك عن فقدانك لوالدك ؟ انا لم أفقد والدي ولم اكن يتيمة في يوم لقد فتحت عيناي على هذه الدنيا ولم اشعر بان هناك شيئا ينقصني وكيف اشعر باليتم وانا ترعرعت في قلب انسان خلقه الله وحافظ على المضغة الني إن صلحت صلح الجسد كله ؟ قولي لي يا ياسمين كيف تعرفت على هذا القلب وكيف اجدك اليوم بهذه السعادة التي لم أجد عليها احدا لهذه الدرجة من الرضا والراحة والطمانينة وكيف لي بربك ان اتعرف عليه كي استطيع ان اعرف منه امرا هاما ً؟هذا ليس صعبا يا نرجس إنه في القاطرة رقم ثلاثين ستجدينه هناك يتفقد المحتاجين وينشغل بالعاملين ويرفق بالمسنين , أذهبي أليه وقابليه واعطيه وردتي هذه وسلمي عليه وابدأي بسؤالك من حيث شئتي . انا سعيدة لأجلك يا رفيقتي وفخورة باميرتك واتمنى لك دوما ان تنعمي بهذه السعادة التي رسمت على وجهك وزرعت في قلبك ونقشت على كفك وتناغمت مع مجدك وتعالت مع قدرك ووارت كل همومك ورفعت من شأنك باميرتك . تفضل يا انسان هذه وردة من جراح عميقة خذها وأستنشقها جيدا ً فعبيرها سيدلك على مرسلها وبين اوراقها ستجد حنينا ً اليك لا تتردد هي ليست وردة عابرة بل هي رسالة خالدة . انها تستحق كل الخير , واعلمي يا سيدتي لو انني لم اشعر بالمرارة لما تشوقت لطعم الهناء , ولو انني لم اظلم منذ طفولتي لما بحثت عن العدالة ولو انني لم اذق طعم الخيانة لما حلمت بالوفاء ولولا ما تعرضت له من عداء لما سعيت للوفاء للأصدقاء ولو انني لم اخطئ لما عرفت طريق الصواب ولو لم اذق الفشل في حياتي لما كافحت بشدة لأذوق لذة النجاح ولولا قدرة الله ونعمته على بجعلي انسانا ً لما عرفت معنى الامل . وحاولي ان تري الحزن العميق رغم الخير الكثير , أصبحت ادرك ان الحياة وهبت لنا وما فيها نقتسمه ونهبه لمن حولنا فانا سيدتي مملوك ولست بمالك وموجود ولست بخالد , فالخير هو عبق حياتي والمساعدة سراج وهاج ينير ليلي , فان فارقت الحياة لمن اشكو ندمي وليس هناك من يعينني , فهنا مازال حولي من يساعدني كي ارحل وانا تارك خلفي ابتسامة طفل ونصرة مظلوم وعفة امراة وايدي عجوز وبيوت حافظت عليها من الجوع , بعد كل هذا وتسألينني كيف لي ان ابقى انسانا ً بزمن لا اجد فيه من يبحث عن انسانيته لا يا سيدتي انا اجد بانني خلقت بزمن علمني ان لا وقت لدينا سوى ان ندرك دقائق وايام نسجل عليها ما يليق بان نحمله في كتاباتنا ونحن من سمانا الله الانسان . هل انت منقذ ام قديس ام شيخ ام راهب ام ساحر ؟ كيف لي ان اجيبك ولا اعرف معنى الأنا ولكن لن اقول لك وهو الله اصلح لي اهم مضغة في جسمي . قد أعلمتني يا قلب بقصتك ومسيرتك الطويلة القصيرة ان انظر الى الورد كلما ضاقت نفسي واصنع من عطرها الامل اليوم فهمت القصة التي كان ترويها لي امي وانا طفلة صغيرة , بان هناك رجل عجوز بيده مفتاح لكل الأبواب علمتني بان الشمس تشرق حتى لو لم اسمع صوت الديك , وعلمتني بان الشمس تشرق حتى ان نسميه انسان هو الذي لا يسعى للسعادة بل يسعى الى تجنب الشقاء وعرفت انك رجل شهم حميت ياسمين من كل الرجال ولم يكن هناك داع لتحميها من نفسك فانت كتاب نادر لا يطبع منه سوى نسخة واحدة . الى اللقاء في القصة التالية ... | |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 6/30/2012, 23:15 | |
| كم أسعدتني هذه الشخصية , شخصية القلب الأبيض الطيب , الذي يملك كل شيء لكنه ليس له , معطاء للناس حنون على الكل , يغذي الأمل في من فقده , يعطي الراحة والسكون بملامسته , يملك من الحكمة التي يفقدها الكثير , كم نشتاق لمثل هذه الشخصيات , لتكون سندا ً لمن فقدوا من حياتهم أشياء كثيرة , يبحثون عن شخص يهديهم ولو جزء منها , دون الحصول على شيء مقابل ذلك .
مشهدك رائع جدا ً , ولا اعلم لما شعرت بانك زرتي صديقتك ياسمين أم الجماجم , لتطمئني على حالها , وكيف أصبحت والى أين وصلت , وجدناها في أفضل حال وبخير , سكنت القصة بكل جوانبها , لأرى النور بين طيات سطورها , وأرى كيف الانسان يكون موجود , ليس بجسده فقط , أنما بكل ما يملك ليكون داعما ً ومعطاءا ً ومنميا ً للمجتمع .
| |
| | | العشق المستحيل عضو جديد
تاريخ التسجيل : 06/07/2011
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 7/1/2012, 11:57 | |
| شعرت بالهدوء .. تماما كما نشعر عندما نقابل أناس نرتاح لهم و معهم ..جميلة | |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 7/1/2012, 12:07 | |
| وتسألينني كيف لي ان ابقى انسانا ً بزمن لا اجد فيه من يبحث عن انسانيته لا يا سيدتي انا اجد بانني خلقت بزمن علمني ان لا وقت لدينا سوى ان ندرك دقائق وايام نسجل عليها ما يليق بان نحمله في كتاباتنا ونحن من سمانا الله الانسان .
الحمد لله وجدنا اخيرا (الخير )في هذا القطار الذي بات يشبه الكابوس كل العلاقات تدور حول المسائل الجنسية ,اشعر وكأن نافذة القطار فتحت لنستنشق الهواء الطلق ,سرد رائع سوف ننتظر باقي الاحداث | |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: قــســــــوة مجتمع 7/2/2012, 18:05 | |
| الجوري الأسود نعم هناك اللون الأسود ورغم انه نادر وليس بنادر في هذا الزمان يرمز الى انهاء العلاقات والحياة وليست الحياة موجودة فقط بوجود الجسد . هذه ليست قصة لشخصية واحدة فقط هي قصة الكثيرين الذين التقيت بهم في هذا القطار ولم اكن استطيع بيعهم اي وردة , جميعهم بايديهم الجوري الاسود لان المجتمع قد قدم لهم هذه الوردة . نعم انها نتيجة حتمية في زمن التكنولوجيا واي زمن ذلك الذي يظلم هذا وذاك الام والأب الاخت والاخ الأقرباء والأصدقاء الجيران وعابر سبيل . الكثيرون انتهت حياتهم بالمعنى النفسي والأجتماعي من هذه التكنولوجيا واصبحوا ينتظرون الرحيل الذي سيصنفهم ويعيد لهم ذاتهم التي سلبت من أحلامهم بل حقوقهم الانسانية تحول كل شيء ضدهم كل هذا أضاع من ملامحهم الفرح والطمأنينة ودفنوا أحلامهم اتعلمون لماذا ؟ فقط لان منهم من لم يملك القدرة على اقتناء ما اخرجته التكنولوجيا وبعضهم لعدم معرفتهم باستخدامها . دوما كانت هناك حياة الأنسان يكتبها القدر واليوم هؤلاء الناس اصبحت التكنولوجيا تقتل احاسيسهم وترمي بهم الى الآهات المؤلمة , ضاعت أحلامهم بصفحات السنين الماضية , لم يعد لديهم القدرة على مداعبة اوراق الشجر وسماع صوت الغدير , الخوف اجتاحهم من مجهول التكنولوجيا الذي ابعدهم عن عالم الوجود , وكانه صدر بحقهم الحكم القاسي وهو السجن الانفرادي . فيا من سجنتم اهلكم وأصدقاءكم وأقرباءكم وعابري السبيل في السجن الانفرادي سياتي يوم وتفقدون الامان وثقتكم بالازمان القادمة . هناك ام على الهامش وهناك اب في ملجا وبعض منهم في المنازل لا يرون سوى جدران المنزل وهذا كثير عليهم من الممكن أنهم فضلوا أن يروا جدران الغرفة التي اصبحت ملجاهم الوحيد فقد كتبوا عليها بنظراتهم كل الماضي وحسرة الحاضر والخوف من المستقبل . وحين بحثت عن انفرادهم ووحدتهم وما الذي رمى بهم الى هذه الوحدة والتباعد عن ذويهم من الاهل والحياة الأجتماعية اجابوا بمبررات لذويهم قد اقنعتني , ولكن ايعقل ان نبذل الاحاسيس والعطاء لهذا الحد باشياء انتجتها التكنولوجيا الحديثة ؟ وهذه بعض الروايات التي سمعتها من بعض الامهات عن انتهاء مدة الخدمة !!!! ام سمير تروي قصتها بألم وحسرة او تروي واقعا ً تعيشه . الدنيا يا ابنتي اصبحت مشاغلها كثيرة والتعامل فيها ليس كالماضي اليوم اصبح هذا الزمان يقدم لنا كل شيء بلمح البصر بكل الأجهزة الحديثة التي أصبحت مرشدنا والمحرك لنا ولا اعرف ان تبادلنا الادوار هل هي الة ؟ ام الانسان اصبح آلة يتحرك نحو مؤشراتها ؟ نعم يا ابنتي هي البوصلة التي تضرب بأسهمها احاسيس أولادنا والأقرباء والمجتمع باكلمه لم يعد هناك مكان للروح ولا الجسد ولا للقلب كي يتحركوا ليبحثوا عن ملاذهم وغذائهم . جميع اولادي تزوجوا أطلب من الله التوفيق لهم , لكن لم يعد لديهم اي وقت ولا اي احساس ليذكروا انني تعبت وربيهم وسهرت عليهم لأفرح بهم وباولادهم حسبوا ان مدة الخدمة انتهت وتعلمين بان الخدمة لها ثمن في النهاية , فلم تكن يا ابنتي نهاية الخدمة ان اولادي ظلوا قرة عين لي , بل ضاعت حقوقي وفرحتي فيهم في هذا الزمان بين الاتصالات واجهزة الحاسوب التي اصبحت النافذة التي يجب ان اتعلم كيف استخدمها عسى ان اعرف اخبار اولادي واحفادي من هذه النافذة الصغيرة , التي يتم من خلال التواصل بين الام وأولادها !!! ايعقل هذا يا ابنتي ؟ أجيبيني بالله عليك كيف يهدأ قلبك في لحظة الخوف ؟ وكيف تسعد روحك في لحظة الامل ؟ وكيف تتذكرين انك انسانة وكلف كل ما ذكرت وانت بعيدة عن والدتك وهي من تهدئ قلبك باحتضانها لك , وهي من تسعد روحك بالدعاء وتعطيك الامل وهي من تذكرك بانك انسانة حين ترتمين باحضانها ان أحتياجك لحضن الام ورضاها هو البوصلة الحقيقة . أشتاق لاولادي ولكن الأتصال بين الحين الاخر لن يثلج قلبي ولن يهدئ روعي من الخوف عليهم من اي مكروه بدات أرسم ملامحهم من خلال اثير صوتهم من الجهاز النقال ,هذا الجهاز الذي اعطى الحق لهم بان يسقطوا عن ظهورهم حق الوالدين في مكالمة لا تتجاوز الدقائق القليلة وكيف ؟ لتعلمين بان ابني يتصل بي وهو في الشارع خلف المقود فهذا الوقت المناسب الذي خصصه لي ولا افهم منه اي شيء ولا استطيع سماع صوته بسبب ضجيج الشارع وبهذا يكون اسقط الواجب عن قلبه وانا ابدأ العودة بذاكرتي طوال اليوم وطوال الفترة التي يختفي فيها وانا اتذكر ماذا قال هل عرفت اخبار ولدي واولاده ؟ هل اصبت حين قلت ان هذا الجهاز لا يعطيني ما ارجوه حين سماع صوت ابني ؟ واسأل يا ابنتي مرارا وتكرارا اين أولادي واين الطريق التي تجعلني على تواصل معهم ؟ اصمت . ابكي , اعود للماضي . لأجد سوى الحل الذي لا بديل له سوى ان اخلع ثوبي وابدأ في البحث عن معهد يعلمني كيف لي ان اندمج بهذه التكنولوجيا واستبدل دمي بالمياه المعدنية واستبدل قلبي بوحدات حددها كرت صغير احدد فيه من اكلم كم كلمة انطق ومن هو بحاجة لهذا الوقت ومن هو الذي لديه الوقت ليجيب على ندائي من جهاز التلفون او جهاز كمبيوتر وليس لدي الخبرة الكافية بمعرفة كل ما هو جديد . ما زلت اذكر مسافات الطريق التي كنت اقطعها وانا احمل ابني فوق ظهري كي أصل لطبيب في منطقة قد نصلها اليوم بعد نصف ساعة بالسيارة وفي الماضي كنت امشيها على اقدامي وقلبي يناجي الرب بالشفاء العاجل وليس في جيبي من قطعة حلوى اقدمها لأبني كي اخفف عنه المرض وحبات المطر تخترق مسامات وجهي وانا ابتسم بين الحين والاخر وأطمئنه مداعبة بانه سيشفى ويكون مثل الصخر وهو متمسك برقبتي خوفا من المرض , وخوفا من البرد وخوفا من الطبيب واليوم يا ابنتي حين اشعر بالمرض افكر ألف مرة قبل ان ازعج ابني واخبره وبعد تعبي الشديد من المرض احاول طلبه على الهاتف ويا ليته يجيب مرة في أجتماع , ومرة يقود سيارته ومرة لم يسمع الهاتف لانه صامت والكثير من الاعذار التي كثرت وان اجاب فبكل بساطة يقول انا سأبعث لك تكسي ليوصلك للطبيب وساتصل لاحقا لأطمئن عليك يا امي , سلامتك من المرض . ولا تحسبي انه دوما يتذكر انني ذهبت للطبيب وان فعلها وقام بزيارتي فذلك يكون بعد ان يتدهور وضعي الصحي وتسوء حالتي . قست قلوبهم يا ابنتي غابوا عن اعيننا لم يعد التواصل بيننا سوى من خلال أجهزة لا فيها دم ولا فيها اي احساس , انا لست ضد ما يساعد ويسهل علينا المعيشة لكنني ضد قسوة القلب والجفاء واللهث وراء كل حدي وجديد وننسى اننا بشر من دم ولحم , فليس كل ما هو حديث يعطي القلب الهدوء , ويعطي النفس الحنين ويعطي الروح الرقي . وهنا ام رياض تروي لي حكاية بتفاصيل محددة قد ابكتني في هذا القطار . تقول : انا دوما في غرفتي لدي التلفاز ولا اجد اي متعة فيه وتساعدني الفتاة التتي ارسلتها مؤسسة التامين الصحي لتهتم بامري واما ابنائي فهذا امر يسعدهم لان نساءهم كان الله في عونهم يقضون وقتهم بين البيت والعمل وتربية الاولاد ولا اطلب منهم سوى ان يهتموا باولادي واحفادي ولكن اين هم ؟ اليس من حقي ان احضن اولادي واحفادي ؟ صدقيني لا اراهم سوى بالاعياد وان كان هذا الامر لا يشفي صدري من حنيني لرؤيتهم وسماع اخبارهم اولادي في العيد يتكلمون بالهاتف مع اصحابهم اكثر من الحديث معي وهم باجسادهم عندي ولكن ليس بقلوبهم ولا بوجدانهم , واحفادي كيف لي ان ألومهم وهم يقلدون آباءهم باللهو فكل منهم مع هاتف تقال ومنهم من يقضي وقته على جهاز الكمبيوتر , يقضون عندي ساعة ولا اسمع منهم اي كلمة مما اود سماعه ولو شاهدت احفادي بالطريق لما عرفتهم فمن عام الى عام يختلفون ,وصدقيني لا اعرف اسمائهم جيدا , وكيف لي ان احفظ اسمائهم ما دمت اراهم بالاعياد فقط . آه يا ابنتي كرهت طعم الطعام الذي لم تستانس به امعائي دون مشاركة احبائي الطعام حتى الطعام لو كان له ان يصرخ لصرخ وقال اود الاضراب عن العبور لهذه الامعاء !!! كم مسحت دموعهم في الامس وكم جفت دموعي اليوم ول اجد من يراها سوى الله , وثالثة تقول : انا اعيش لوحدي في هذا المنزل لا أرى أولادي ولا احفادي سوى بعد العيد لانهم في كل عيد يذهبون برحلة استجمام لخارج البلاد ويبعثون لي رسالة عبر الهاتف النقال والله يا ابنتي انا لا اجيد القراءة ولا الكتابة واخجل من ان اقول لابني وبناتي انني أرأة كبرت ولا تقرا سوى ملامح وجوهكم وابتساماتكم ولا تعرف ان تكتب سوى صحن ارز من يديها تأكلونه بالهناء ., لا تبكي يا خالة أرجوكي أكملي دعي دموعي تنساب على وجهي عسى ان تعيدهم , لقد أرسلوا لي جهازا لا أدري ما اسمه ويمكنني ان اراهم من خلاله . كمبيوتر يا خالة , كمبيوتر هذا هو الشيء الذي يريدونني ان اتعامل معه فقال لي ابني سوف أعلمك عليه يا امي , وستتمكنين من روؤيتنا والحديث معنا من خلال كاميرا صدقيني حسبته مفرمة للبصل . اه يا خاله لو سمعك غيري لتبسم من قولك لكنك ابكيتني واوجعتي قلبي حزنا عليك . اخذته منه ووضعته الى جانب المقعد وقلت لابني اريد منك ان تضحك وتسعدني وتبكي لأمسح دموعك وتشتكي لأسمع شكواك وادعو الله ان ياخذ بيدك وان اردت ان تهديني شيئا فاجعل هديتك برك بي وسؤالك عني , وزيارتك لي , وتناولت معي قطعة خبز فهذا ما احتاجه منك يا ابني . اجابني بكل استهزاء يا امي دعك من هذا وعليك ان تعلمي ان عجلة الزمن تدور بسرعة كبيرة ولا وقت لدينا لكل هذه الخرافات , كوني عملية اكثر يا امي انظري الى الاجانب امهاتهم اكبر منك سنا ً وكل عام يقضون وقتا ممتعا في رحلة الى بلد جديد ويتعاملون مع الحضارة وما تقدمه لا تقفي مكانك يا امي وما ببالك يا ابنتي استطعت ان أجيب ؟ قلت : سامحك الله يا ولدي فحزني بعد اليوم يقتلني وكلامك كله آهات تتعبني وجروحك لي لا تبرا قد ارقت مضجعي وسلبت نومي من عيني آه يا قلبي الصبور لا تحقد على ولدك فرغم الجروح التي لا تندمل ولا تزول لن اهجر الدعاء لك كما هجرت ودي يا ابني , ولن اعذبك بدعائي عليك كما عذبتني بكلامك , ولن أظلمك بغضبي كما ظلمتني عندما قارنتني بالامهات الغريبات فقد عانيت منك كثيرا وصبرت لأجلك كثيرا بالله عليك يا ولدي ان ترحم نفسك من ظلمك لها . يا ابنتي انا لا اريد ان اضيق عليهم حياتهم ربي يسعدهم لكن انا اريد ان اسمعهم ان اتكلم معهم ان اتسامر معهم حول المدفأة . واريد ان اطعمهم تحت اشجار الربيع , اتمنى ان اسمع مشاكلهم واسر بأفراحهم , والله انا كما ترين انتظر فرج ربنا , فليهديه الله ," وما يصير معهم مثل ما صار معنا "في تلك اللحظة قلبت يديها , ثم قبلة تملؤها الدموع على جبينها واستدرت نحو طريقي , والحسرة تذبحني وانفاسي الطويلة حين تخرج اشعر بانها تاخذ روحي معها لتصرخ من خلف الجدار الذي اسميه تكنولوجيا والذي تأسس على القسوة والبعد واصرخ واقول انها دموع الأم انها رائحة الام الزكية , كيف لنا ان نحرقها بكلمات وبعد وجفاء ونكمل حياتنا الى الامام حين ولدتنا أمهاتنا نظرنا الى الدنيا من خلال عدسة واحدة ألا وهي الام وأعجبنا بكل تصرفاتها , وشعرنا لقربها بالسعادة وبطعم الراحة والامان , هي النسمة التي تغذي روحنا بالامل والعطاء , فكيف تعطي حين نفقد العطاء أن فقدان الام هو بحد ذاته فقدان العطاء والتواصل مع كل حديث ومع كل تطور حضاري فالام هي اول معنى للحضارة وتشتق منها كل المتفرقات الزائلة فكل أمر حديث يزول وينتهي بقدوم غيره وحضارة الام باقية وخالدة في أي مكان تريد ان تسكنه . وكل الامهات يتفقن مع ابنائهن , ولكن دوما ً تقتلهن الفرحة وتزرع في قلوبهن ألف حسرة وكل الآهات لكنهن لا يتخلين عن الامل بان تنصفهن الدنيا التي دوما ً تحكم عليهن بالأعدام , وهل يوجد ما هو اشد من العقوق ,؟ ان العقوق هو اقسى ضربة توجه لهن , فتقسم ظهورهن وتتبحهن من الوريد الى الوريد فهل يعلم الأبناء أن اسعد السعداء عليها أشقياء وأعز الأعزاء هو أذلاء فأحداث الدنيا قاسية والغربة عن الذات هي اقسى من قسوة المجتمع . هناك أطفال وفتيات في المدارس وعلى محطات الانتظار شاهدتهم يحملون الورود السوداء واحلامهم دفنت قبل خروجها للنور وكل هذا لأن ذويهم لا يملكون المال الكافي لشراء الموبايل والكمبيوتر والاجهزة التي تتوفر لهم المشاركة المستمرة مع أصدقائهم واولاد الحي . نعم هي محطة الاحزان أحلامهم تائهة الخطوات يبحثون عن اشلاء الزمان وعن النبض الذي سرق امام عيونهم اصبح الزمان لديهم زمان الأشجان يقلبون صفحات طواها النسيان ويتنفسون انفاس الحرمان المملوءة بالياس والهوان فتحيتهم تنبض بالاحزان ووداعهم دموع تغرق العينين . يا سامعي لا تلمني إن ذرفت الدمع فقلبي تكسوه الحسرة ويرهقه الألم . يا لها من ساعات مضت وليها لم تكن فقسوة الحرمان من ايام مليئة بالسعادة جعلتها امنيات , فآه وكل الآه من تلك الامنيات لبلسم الروح وملك الفؤاد ومشاركة الأحباب , الحيرة أجتاحتهم بالطرقات قبل المنازل , ليس لديهم التقنيات لمشاركة الاحباب والأصحاب والتحديث في هذا العصر كأنه ضروري كضرورة تحديث الفصول الأربعة ألتقيت بفتى وسأله عن حزنه العميق ووحدتهوعدم مشاركته لكل من حوله . أجابني انا من عائلة فقيرة جدا , ولكن غنية بأخلاقنا ومعتقداتنا وديننا والمساعدة لكل ضعيف ومحتاج وليس المحتاج هو الفقير المال أختي الأغنياء داسوا على قلوبهم واحاسيسهم , وعلى اهلهم وعلى كل من حولهم , بجهلهم وتمسكهم بكل ما هو حديث في التكنولوجيا التي أبعدتهم عن الاخلاق والتقاليد وعن المودة والمحبة الصادقة فلا علاقات أجتماعية في هذا الزمن ونحن لعدم قدرتنا على التقرب منهم بواسطة ما اخرجته التكنولوجيا أصبحنا على حافة الطريق وكأننا بعدم أمتلاكنا أو تعاملنا معها أصبحنا منبوذين . أترانا قد خرجنا عن النص بكلامنا هذا ؟ لا يا نضال أنت لم تخرج عن النص يا عزيزي , انت في محور النص تماما وما تفوهت به هو النقاط التي لم تعد فوق حروف التعامل الأنساني . هناك مطلقة تبكي وتندب حظها مابك يا غالية , أنا من انا ؟وما هي قيمتي اليوم بهذا الزمان ؟ اتركيني وشأني خلفي اربعة أطفال ولا اقدر على أطعامهم في هذا الزمان ولا اريد ان اطلب النقود من المارة في الطرقات . لم كل هذا التشاؤم ؟ تشاؤم ! تسألينني! هذا ليس تشاؤم , هو موت الضمير , وهذا هو زمن القسوة , وهذه هي الدنيا التي لا تسمح لمن خلق قبل السبعينيات بالعيش بكرامة . ما ذنبي أنني تزوجت صغيرة ولم أكمل دراستي ؟ هذا الأمر لم يسمح لي بالعمل في اي مكان سوى ان اكون خادمة فقط أو ... ! فزوجي تخلى عني بسبب الكمبيوتر وهذا الشيء الذي يسمى تشات لقد أرتبط بفتاة صغيرة , ورمى بي على قارعة الطريق , انا وأولاده. جرحني حين قال انت لا شيء , ماذا تفهمين في هذا الزمان ؟ طبعا أنا لا افهم سوى تربية اولادي واطاعة زوجي والحفاظ على شرفه وزرع المحبة في قلوب من حولي , انا لا اعرف ان اعبر عن حبي له سوى بالكلمات الصادقة البسيطة التي يملؤها الخجل . انا لا شيء في هذا الزمان لانني لا اركض ورواء كل ما هو جديد . قومت وعلمت الطباعة وتعلمت السكرتاريا , قدمت طلبا للعمل في كل مكان , ولكن لا فرصة لي هناك من هم احق بالوظيفة دائما . كيف لي ان الحق بهم اذا كنت تسالين عن قسوة المجتمع هل هي شيء عابر لا يا سيدتي انا اقول لك بصوت عال وليسمع كل المجتمع فمن ليس له ماض وليس له وسيط ليس له حاضر ولا نور لهذا الطريق اقول لهم اعلموا انهم يسيرون في الظلام رغم ان كل ما يطلبونه يجدونه بين ايديهم عليهم أن يعلموا ان اهم شيء بعيد عنهم هو العطاء والتنازل والخير والمحبة والتواضع وأقول لهم اعلموا يا من تعيشون في زمن الحضارة والتكنولوجيا ان زمانكم هذا قد قتل وظلم وباع وتمرد وطغى ولتعلموا ان هناك من هو اكبر منكم واعلى هناك رب سينتقم منكم ويقلب على رؤوسكم هذه التكنولوجيا التي جعلت قلوبكم مليئة بالقسوة والان اتركيني وشاني فانا استقلت من انتمائي لهذا المجتمع , سألملم نفسي وابحث عن رزقي عسى ان احمي أولادي من لعنة الحضارة التي خرجت عن مسارها الصحيح . أصبحنا نقلد الغربيين بتعاملهم وعلاقاتهم الباردة وليس فقط باستخدامنا لمخرجات التكنولوجيا الحديثة وليعلم الشرق ان الغرب حاربنا كي يقتل ما ملأ قلوبنا من رحمة ويدمر عاداتنا وتقاليدنا التي فشلوا باكتسابها على مر العصور ونحن للأسف لم نجعل استخدمنا لها يزيد وينير حضارتنا بل أرجعتنا الى الجاهلية . والان اريد ان اغمض عيني فلا اريد دموعا اكثر ان في قلبها اسى كالجمر يستعر من حرارة فراق زوجها وقسوته . اين انا ؟ أين أحساسي؟ أين صوتي ؟ اريد قلمي . ها هو احساسي وما بوسعي قوله سوى : هؤلاء الناس يعيشون لحظة صمت لا ينبض فيها سوى الصدق رغم ان خارطتهم رسمت بالوداع وعانوا آلم فراق الأحباب والأصدقاء رغم امنياتهم العظيمة والخلاقه , صدقوا باننا اليوم نعيش ببيوت كأنها بيوت العنكبوت , ستهدم بلمسة من السبابة لم تعد مشاعرنا تمتد لعمق البحار ولا لعنان السماء لطول الأشجار , لم يعد لنا اي حديث مع النسيم , كل من حولي لديه حكاية فيها لحظة صمت ولحظة جرح ولحظة يأس ولحظة امل , وأخاف اني فشلت في تصوير الحقيقة . نحن لنعلم أن العد التنازلي قد بدأ واننا سنرحل الى عالم المجهول لكن لا شك ان البعض منا يعلمه . سنرحل في رحلة اللاعودة سياتي يوم تنتحر فيه الكلمات , وتدمع له العيون وسنكون حينها أشد حزان من ضياع التكنولوجيا سيأتي يوم يزلزلنا ويرهبنا ويؤلمنا ويبعرثنا ويكسرنا ونسألأ كيف جرت بنا الدنيا ما بعد السبعينيات؟ ونتذكر أمامنا كل التفاصيل وهناك لن ينتظرنا أحد بشغف سوى حرقة الأنتظار , سنتذكر ان هناك من شكا من غيابنا واحتاج لقاءنا لثوان وناشدنا الامان اللامحدود , لكننا حرمناه في الدنيا من ودنا . حينها سندرك المسافة بين ميلادنا وبين الموت , وسنجد ان اللهو والتكنولوجيا وقسوة القلب قصرت وأطالت بنا في الوقوف للحساب , لما كل هذا ؟ انسمح لانفسنا ان نجعل حياتنا مسروقة ؟ وممن سرقت ؟ ولأجل من سرقت ؟ وما الهدف من سرقتها ؟ وأسألكم اليوم يا من نسيتم انفسكم على عتبات الحضارة , تعلموا معنى الحضارة وقيمة الحضارة اولا ً وابحثوا عنها في بيوتكم حيث صنعتها أيدي آبائكم وأجدادكم وصقلتها الانسانية فأجعلوا منها سيفا مشرعا دون وجل ولا حياء حينها ستتمسكون بالماضي والحاضر بنظرة يملؤها العطاء للمستقبل .
الى اللقاء في القصة القادمة .... | |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 7/2/2012, 18:08 | |
| صفاء مشهدك نرجس يشعرني بالوجوم , فأين نحن من التكنولوجيا , أين نحن من ذلك الزمن الجميل , الذي كانت في الأسرة واحدة متماسكة , كيف سمحنا الان لأنفسنا ان نقسوا على امهاتنا , تارة بالبعد وتارة آخرى بالرمي فيها بملجأ العجزة وبعض المؤسسات , كيف يكون حنان الهاتف النقال والتكنولوجيا والحاسوب , أكثر دفئا ً من حنان الام وعطفها , وكيف لنا نطمئن عليها بصوتها , دون رؤية عيونها , وما يحمله صمتها من كلام وشوق لنا , بفقدان حضن الأم أنت فقدت كل شيء ,أين نحن من كلام الله ولاتقل لهم آفً , وأين نحن من كلام الله وبالوالدين أحسانا . ما هذا المجتمع الذي عرضيته نرجس أنه ليس بمجتمع , انه ألة لطحن مشاعر وعواطف البشر , لا غني يلاطف فقير , ولا صغير يعطف على كبير ويحترمه , ولا زوج يهتم لزوجته ورفيقة دربه , يتعلق بوهم ليتركها ليركض وراء واحة سراب قد يجد فيها ماء ً أو لا يجد , والمخفي كان أعظم يا نرجس , المخفي أعظم , هذا هو العالم الأفتراضي , تجول فيه به من الصدق الكثير وبه من الكذب الكثير , نسير وراءه الى أين لا نعلم ؟
المشهد قاسي جدا ً , شعرت بقسوته , حزنت فيه كثيرا ً , حتى دموعي أنسابت قطرات كأني بجوارك نرجس أستمع للحكايات , ما أقساه من مجتمع , لا شعور ولا احاسيس ولا عواطف فيه , فيعجز قلمي عن البوح ما بقلبي , فكل من تتمنى له الفرح يترك في قلبك جرح ويمضي , وكل من يراك وردة , يضغط عليك حتى تختنق , هذا هو المجتمع حاليا ً للأسف . كيف سيكون المستقبل يا نرجس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
| |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: علينا ان لا نلوم (التكنولوجيا) 7/3/2012, 09:53 | |
| للاسف وجود اولاد مثل هؤلاء’ وانا اكيده اولادهم سوف يكنون نسخة منهم ,ولا اعتقد (التكنولوجيا)السبب لان هناك من يستخدمها كي يتصل باهله اكثر من مرة باليوم !! وهناك من هم امثال ما سرد,وحتى ولو لم تكن (التكنولوجيا) كذلك لتصرفوا بنفس الشكل لا يمكن ان نلوم (التكنولوجيا)
كل اختراع له وجهان السئ والجيد وعلينا ان نتعلم ونعلم اولادنا كيف يستخدمونها
سرد جميل لبعض الاولاد في المجتمع وفي انتظار الحدث الجديد | |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: زواج ولكن 7/4/2012, 01:16 | |
| حقا ليس بالخبز يحيى الانسان اسطورة وردة النرجس تعود الى النرجسية والانانية وعشق الذات , وعرف منذ قديم الزمان ان الورد الاصفر يخاطب المراة النرجسية واليوم فاي نوع من النساء يخاطب النرجس؟ هل الساذجات؟ ام الطيبات؟ام الغافلات؟ام التائهات؟ام الخائفات؟ام؟في هذا القطار بعد رقم ثلاثين من المقطورات , اصبح الامر ليس غريبا عني هناك الكثير من المقاعد عليها ستارة سوداء . في أول الأمر تجاهلت هذه المقاعد واعتبرت ان من يجلس عليها قد خط خطا ً احمر ممنوع الأقتراب لكن بعد تفكير عميق وبدافع الفضول وشوقي للمعرفة قررت ان اتقدم من هذه المقاعد واكشف عنها الغطاء الاسود . مهما دل السواد على الغموض لا بد ان لدي مرتدية الرغبة بالحديث حتى لو مع نفسه , لم يخلق حتى الان انسان لا يكلم نفسه فهذا الامر متكامل , سبحان الذي احسن خلقنا وكان خبيرا بعباده , بما انني نرجس التي تتكلم مع الحجر قبل البشر بدات في التدقيق وسماع حكايا هؤلاء الناس من نساء ورجال , الحديث كان خاص بالزواج السري بكل مسمياته ولا اعرف منه سوى الزواج العرفي وبدوري بائعة الورد اعرف ان الرجال هم من يحبون النرجس ويقدمونه للنساء وعلمت ان الكثير من النساء يرفضن النرجس ويتمنين ورودا من نوع اخر ولكن جميعهن يقبلن النرجس في بداية الامر . لم يكن هدفي ان ابحث في مشروعية ان كان حلالا او حراما فهذا امير ليس من شاني ان افتي به ما شاء الله فالمحللون والمحرمون كثر. ولا بد للانسان ان يكون مطمئن القلب والضمير اذا اختار ذلك النوع من الزواج وهل الزواج سوى الحياة المشتركة بين الرجل والمراة ومشاركة بعضهم البعض في الهموم والأفراح والاتراح وممارسة الحب والعيش بحياة اجتماعية عادية واطفال وبناء اسره . هذا هو الزواج بوجهة نظري وان كان الزواج العرفي يحقق ما ذكرت فلا شك انه حلال ! سنرى ان كان مقنعا للعقل والمنطق هيا نسمع بعض من القصص والشكاوى التي باحت بها النساء اللواتي تزوجن زواجا عرفيا وسنسمع مبررات الرجال الذين أقدموا على الزواج بالسر . ساقدم لكم نماذج بقمة الواقعية في بلادنا فلسطين فقط وهذا يكفي لان الفكرة متشابهة بين فلسطين وباقي الدول ربيعة امراة في اواخر العشرين من عمرها احبت رجلا وهي في سن الرابعة والعشرين ولكنه كان متزوجا عندما احبته وهو يعلم انه لا يقدر ان يتزوج منها لأمور كثيرة ورغم انه تقدم للزواج منها بعض الرجال ألا انها رفضت وبقيت ترفض وهي تقول كنت اتوقع ان حبيبي مع الوقت سيضعف وياخذ قرارا بالزواج مني فهو يحبني ولا يطيق ان يمر يوم لا نرى فيه بعضنا البعض. بعد وفاة والدتها التي فارقت الحياة منذ طفولتها مرت الأيام والشهور وفي لقاء ودي مع حبيبها تغلب بكاؤها على حبها وصراخها على صمتها وعنادها على سذاجتها , ولكن ليس بشكل كبير . كانت في مرحلة الصفر والنهاية في قرارها وطلبت منه ان يتزوجها قد ضجرت من وعوده التي لا يقوم بالوفاء بها حتى الان وبدوره تمرد عليها مثل السابق . ومر على هذا التمرد بضعة اشهر ولم تسأل عنه ربيعة وقلبها تشتعل فيه نار الحب وعيناها تذرفان الدمع هل هو دمع الندم ام الحسرة على نصيبها؟ أم على مستقبلها ؟ ام على وحدتها ؟ في الساعة الواحدة ما بعد الظهيرة سمعت صوت الهاتف النقال هذه هي الرنة التي تخص حبيبها , نعم هو من يطلبها . طلب ان ياتي الى منزلها كي يتناول معها كأسا ً من الشاي , وافقت ربيعة بكل سرور ولكن تماسكت بكبريائها وعنادها وشعرت ان العناد قد اطاح بحبيبها ليأتي ويأخذ على حصانه الأبيض ويواجة بحبها المجتمع وزوجته . وجاء الحبيب وقال : أقول يا ربيعة قلبي انا غلطان ولك من قلبي كل نبض خفقان بحبك , لم اعد أحتمل العيش بدونك ينقصني الكثير في غيابك عني لم أعد أصبر على فراقك يا غاليتي ولا اعلم هل انا خائف ان ابتعد عنك ام خائف عليك في وحدتك؟ انا اعترف انني احبك واريد القرب منك كيف لا أدري؟ انا حائر جدا ولكنني اريد الزواج منك وهنا ذرفت ربيعة الدمع فهزها بكلامه وعانقته على الفور نعم هذا ما حلمت به طوال الأعوام التي مرت فهذا امر من حقها وهي تعانقه ابعد عن وجهها ومسك خصلات شعرها الأشقر وأبعده للخلف ومسح دموعها في يده وقال : يا حبيبتي سيبقى زواجنا سرا كي نبعد عنا أي تعكير على صفوة حبنا وهذا لفترة مؤقتة , سنعلن هذا الزواج قريبا بعد ان اكمل ترتيب اموري في المنزل . طبعا ربيعة بكل الأسباب التي ذكرها لي لموافقتها على هذا الزواج لا اجد سببا سوى انها تحبه حقا . بعد مرورو وقت ليس اكثر من سنة , بدات ربيعة تشتكي من هذا الزواج ولم تجد اي سبب سوى التسويف والتاجيل باعلان زواجهما وكل الحقوق التي حرمت منها ربيعة بهذا الزواج هي النوم باحضان زوجها بالليل حرمت المودة والسكينة والسهر مع زوجها , حرمت من الخروج معه بعد الزواج . أصبح لا يقبل الخروج معها بما انه ياتي ويتكلم معها لبضع ساعات في اليوم . بعد سنة اصبح يراها يوما وفي اليوم الأخر يقدم عذرا وبعد عام ونصف اصبح ياتي اليها يومين في الأسبوع وبعد سنتين يوما في الأسبوع طبعا والاعذار لا مبرر لها . واليوم تقول ربيعة ليته لا ياتي لرؤيتي دوما عابسا شاردا وعلى عجلة من امره لا حوار لا حديث لا نقاش لا فرصة لانجاب أطفال ولا أدنى اهتمام . أصبحت ربيعة تسمع مشاكله وهمومه وكل الوقت يحدث معها عن اسرته وأولاده وزوجته , والغريب انه ابدأ بالأمتنان لزوجته بانها تربي وتتعب ودوما تتحمل المسؤلية . هذا هو ما جعل ربيعة تحتقر نفسها على هذه الخطوة . وبدوري بعد سماعها وذرف دموعها لم يخطر ببالي سوى ان اثقل كاهلها بسؤال تلو الآخر . ماذا حققت ربيعة من هذا الزواج ؟ الذي تسمينه زواج . بربك لا تكذبي ! قولي هل جنيت اقل هدف سامي لوجدانك ولروحك ولنفسك ولأنوثتك بهذا الزواج . هل كان هو لك كالضوء وانتشلك من عتمة الليالي ووحدتك ؟ هل كان كالاشعة تحت الحمراء ورايت باشعته ما وراء المرئيات ؟ هل اكتسبت شيئا غير الكذب واللامبالاة؟ اي مسؤلية تحملت في هذا الزواج سوى التستر على السر الذي جمع بينكما , على سرير الزوجية كما تسمونه ؟ ذرفت ربيعة الدمع بحرارة , وانا مسترسلة باسئلة ارهقتها . ربيعة أحتياجاتي كانت كثيرة ولكن صغيرة !!! وتحقيقها مع زوجي عسيرة لذا انا اليوم بحاجة لشيء اكبر ولعقل آخر ولفكر آخر ولذاكرة آخرى ولوطن آخر ولبيت آخر اصبح قلبي يحتاج للجحود كي يسلك طريقا آخر !!! كي لا اكون كاذبة يا نرجس قد منحني في النهاية القسوة وشهر في وجهي الوجه الآخر . لم يخسر هو اي شيء على الأطلاق بل عاشرني بكذبة وخان زوجته بكذبة . انها تدلي بكلامها بصراحة كأنها مذنبة !!! اذا تسمونه زواجا ً سريا ً لأنه بدأ بكذبة وانتهى بكذبة وعاد لزوجته بكذبة ؟ أذا كل الأسرار مختبئة تحت مؤسسة الكذب التي اعضاؤها كثر ورؤساؤها المحللون أكثر !!! لم يترك زوج ربيعة لها شيئا ً من خلفه سوى آهات وعذابات في قلب ربيعة لباقي حياتها . هل ستكمل ربيعة حياتها بزواج رسمي ام سري ام طريق آخر ؟ كل قارئ يتخيل لها النهاية التي يجدها حتمية في نهاية هذا العقد المبني على اسس وهي لا شروط لا طمأنينة , لا أطفال لا حياة أجتماعية لا عتاب ولا وألف لا الى ما لا نهاية . وكثيرات يشبهن ربيعة في الأسباب لهذا الزواج وجدت فيهن نفس قصص الحب والعشق والانتظار . انتظار الفرج على زواجهن ليعترفوا بزواجهم منهن لكن هيهات هيهات لهذا ان يصبح واقعا ً هناك من منهن يقبلن بهذا الوضع لوقت طويل ومنهن الى آخر العمر ومنهن الى وقت قصير وينتهي هذا الحب النرجسي والأن دعوني أصرخ من أعماق الأمومة والأنسانية والخوف من الله باهم حدث يتعرضن له الأجهاض مرارا وتكرارا حتى لا يسألن من أين لكن هذا وانتن لستن متزوجات ؟ الله بجلالته امرنا بان لا نقتل اولادنا خشية الفقر , كيف لنا ان نقتل الأجنة في بطون امهاتهم خشية الفضيحة ؟ وأي فضيحة طفل من زواج ؟ أهذا يخجل ام يهتك العرض أذا أنجبت المراة من زوجها ؟ أعلم بانكم تقولون لا , ليس بعار ولا فضيحة لان الزواج الصحيح لا يخجل منه الانسان ليس بانجاب اطفال ولا بالظهور امام الناس ولا بأي أمر آخر . اذا اين نحن من الزواج الحلال والصحيح والزواج العرفي ؟؟؟ الحلال لا يخجل أي انسان , وهذا الزواج مثل السارق تماما ً لتفاحة من البائع حين يسرقها يتلفت من حوله جيدا كي لا يراه أحد ولئلا يعاقب على سرقته فالسرقة فعل شنيع وحرام وعيب وهذا هو الزواج العرفي مثل سرقة التفاحة . اذا كانت السرقة حلالا , سيكون بيوم من الأيام الزواج العرفي حلال!!!! وكل الأمور التي تعاني منها اللواتي يمارسن الحب والعشق مع عشاقهن ما تعاني منه المتزوجات عرفيا َ . وتقنعونني ايها المفكرون والمتدبرون والفقهاء وكل من افتى بتحليل هذا الزواج بانه زواج؟ أي زواج يجعل المرآة تسقط جنينها خوفا من العار ؟ هذه نقطة عليكن يا نساء وفتيات ان تفكرن فيها جيدا ً فهي سترشدكن لليقين إن كان هذا زواجا شرعيا يقبل فيه الله , ويباركه ام هو نوع آخر من الزنا المبطن بغطاء اسود اسمه الزواج العرفي ؟ ولا تحسبن ان كان احد الأصدقاء والمعارف يعلم بزواجكن هذا انه يصبح زواجا صحيحا وشرعيا . ماذا فعلك لكم الأصدقاء حين قمتن بعمليات الأجهاض. هل حموكن من هذه الجريمة ؟ هل جعلوا ازواجكن يعلنون هذا الزواج للمجتمع ؟ هل أثروا على ازواجكن لصالحكن ؟ كم سؤالا يدور برأسي لو أردت الانتهاء من أسئلتي لما اتسعت صفحاتي هذه ولما صدر هذا الكتاب . هل يبر الناس أخطاءهم في مسمى الزواج هذا العرفي لكن الله يعلم الزواج على ماذا يقوم ويعلم النوايا وما في الصدور هل خافت الرجال من نسائهم وأولادهم والمجتمع وخجلوا من كل هؤلاء ؟ ولم يخجلوا ولم يخافوا من الله ؟ اقنعوني أرجوكم اسمعوني اعذاركم يا رجال عسى ان اجد عذرا مقنعا كي أحترمكم . يالله . جميع الرجال اعذارهم متشابهة بالمعنى والجوهر واي جوهر؟ لا مكان له من الجوهر . هذا أحدهم يروي اسباب زواجه بهذا الشكل واخترت اسبابه لأقصها عليكم لانها متكررة عن عدة رجال . خالد يذكر لي اسبابه المقنعة لعلها تقنعنا!!! انا احبها جدا ولم اختر زوجتي انا , فكان زواجي زواجا تقليديا ً في العائلة لم اكن أقدر ان أرفض فلم يكن حينها قلبي يعرف الحب . أمضيت حياتي السابقة مندمجا بالعمل , لم اشعر بأحتياجاتي كنت دوما مثل الخادم أعمل وألبي طلبات زوجتي والاولاد وما يحتاجه البيت . وحين اعود للمنزل اتناول الطعام وابدأ بسماع الطلبات الجدية والشجارات ولم يكن بيني وبين زوجتي أي تفاهم , معظم الوقت في شجار بخصوص الاولاد وأحتياجات البيت , سئمت من هذه الحياة واول فرصة تعرفت فيها على زوجتي الثانية شعرت باننا متفاهمان جدا ً, لم اشعر بقربها بالملل , حوارنا دائما ً يشدنا لليوم التالي كي نلتقي اعطتني الحب والحنان . لم اشعر مع زوجتي الاولى هذا الشعور اما الثانية تسمعني وتفهمني دوما ً تراعي ظروفي . مر على زواجنا خمسة أعوام وهي صابرة سعيدة وتسعدني ايضا ً. اذا تجد ان الزواج بالسر تستمر السعادة فيه اكثر اهذا ما تعنيه بتصريحك هذا ؟ ماذا نحتاج أكثر من ذلك؟ انظري زوجتي الاولى أخرج معها ولدينا زيارات عائلية ونقوم حقا برحلات وكل انواع الترفيه وهذا فقط بسبب الأولاد انه شيء روتيني , ولكنني في نهاية المطاف أذهب لزوجتي الثانية اجد عندها الهدوء والراحة لا تهتم سوى بامري لا اطفال لا علاقات اجتماعية هي فقط لي وهذا الامر الذي بحثت عنه ووجدته في الزواج السري . هذا بكل بساطة رأيه الشخصي وقبل النقاش حول هذه القصة والبحث في مفترقات كلماته أريد ان أذكر عذرا آخر للرجال قد تم ذكره على لسان بعض الرجال , السبب الرئيسي للزواج العرفي الرغية بأنجاب طفل حيث ان الزوجه الاولى لم تنجب او انها أنجبت الأناث فقط وهذا طبعا عذر قوي كي يتزوج الرجل لكن لماذا بالسر؟
انا أقول لكم بعض الاسباب كما عرفت منهم . بعض هؤلاء الرجال نساؤهم من عائلات كبيرة وثرية فكيف له ترك كل هذه الامور ؟ لا يقدر. لكن يقدر ان يحرم ابنه او ابنته من النور لفترة طويلة حتى يسيطر على اوضاعه المالية أكثر . وهنا أقول ماذنب الزوجة التي لا تنجب بان تكذب عليها ؟ يا أخي ويا رجال تحسبكم الفتيات أنكم رجال , اسالوا زوجاتكم من الممكن بهذه الحالة ان توافق الزوجة الاولى , وان لم توافق تتزوج بمن شئت وهي حرة ولها حرية الاختيار اما ان تبقى معك او تتركك وهذا اعتبره جنونا من الزوجة الاولى اذا طلبت الانفصال لان المراة التي تحب زوجها لا تتركه اذا طلب الحلال لسبب وجيه . فما دمنا نخطو خطوة الزواج من أجل الحلال فلتنسى الزوجة التي تعتبر نفسها صالحة قصص الكرامة وماذا سيقول الناس عنها بحقي حين يتزوج زوجي بامراة آخرى . ويا رجال فلتكونوا الرجال حقا ً اما ان تختاروا الزواج الشرعي او ان تعيشوا بأهوائكم ولا تضعوا انانيتكم ونرجسيتكم لقلب الباطل وتقولوا انه هو الحق . هذا ما وجدته في تبريرات الرجال , الخوف من الزوجات والمجتمع ولا خجل ولا خوف من الله . لدي بعض الكلمات التي أحببت ان تصل لكل رجل من هؤلاء الرجال ولكل امراة وفتاة تاخذها أفكارها ورغبتها الى هذا الطريق المعتم القاتل المميت . أحبوا انفسكم أكثر مما مضى كونوا اكبر من كل شيء اجعلوا الله اكبر من أي شيء , تجاهلوا أبجديات الخوف , لا ترضوا سوى بالامان , قليلا من الجراة في الدفاع عن حقوقكم , وتوصلكم للطمانينة لا تنسوا بان العمر يمضي سريعا فلا وقت للتأجيل والتسويف كونوا مثل البحر والسماء فهناك مسافة طويلة بينهما ولكن بينهما قرب بالجوهر والمعنى , انظروا الى الطبيعة وتعلموا منها كيف تواجه كل الكوارث كونوا كالأشجار التي تحتوي بداخلها أصناف الكائنات وتحمي الانسان وجميع من ألتجأ اليها من الحيوانات والحشرات ففي اغصانها تهدا الطيور وتتخذ بيوتا لصغارها وفي اعماقها تستكين الحشرات وتبني لها أجمل البيوت . والحرمان من الحقوق الطبيعية للزوجة اشد خطرا من الفقر . أذا كان أحتياج المراة للرجل هو نفس أحتياجه لها لماذا سمح الله للرجل بتعدد الزوجات , ولم يسمح للمراة بتعدد الازواج ؟ ألم تكن حكمة الله ؟ وأقول للنساء اللواتي يسقطن في فخ الزواج العرفي حقوق المراة التي نطالب فيها موجودة , لكن علينا ان نجدها ونحافظ عليها كي لا ياخذها أحد منا . من المؤلم جدا أن نعيش في هذه الحياة ونحن نصارع كل هذا الخوف والمشاعر التي تقتلنا كيف نتستر على علاقة نحسبها حلالا وليس الحلال أمرا يحتاج لكل هذا العناء المؤلم . فلو نظرت الفتاة التي تقبل بهذا الزواج الى المرآة قد لا تتعرف على ذاتها ومهما نادت باعلى صوتها لن يسمعها أحد تشعر حينها بالظلم ولا تقدر على الانتصار لنفسها ستجد نفسها تنازلت عن أشياء هي من حقها الطبيعي ولكن تحت مسميات الحب والصبر , تحت هذه الستارة السوداء , وتبدأ بالانحناء لكل عاصفة كي لا تقتلع من مكانها , فجميعهن يغمضن عيونهن على حلم جميل ويستيقظن على وهم مؤلم يضعهن على محطات في هذه الحياة لا يتمنين ان يصلنها . ولو خرج لي في يوم من الأيام المارد من المصباح السحري وقال لي أطلبي امرا واحدا وسيطاع فلن أطلب سوى شيئا واحدا وهو من الرجال الذين يخافون من الزواج الشرعي , والرسمي , بان لا تطرقوا ابواب قلوب الفتيات بصرخة من قولبكم تحطموا فيها كل فيزيائية الكون , تهمشوا دورهن بالحياة ولا تحقروا حبهن لكم . لا أعلم أن استطعت أن احقق أهدافي وأن اوصل رسالتي ؟ لكنني حاولت جاهدة في سرد الحقائق , رغم انها كانت أحلاما قبل ان يكتب لها شهادة ميلاد فما كان من قبل لم تكن سوى حكايات وقصص جعلت منها رسالة مخبأة في وسادتي وبعدها شعرت بانها اثقلت كاهلي وزارتني كل الكوابيس , فوجدت أنها ليست للوسادة أو التضليل بل لكل عاقل وجريء. الى اللقاء في القصة الثانية .... | |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 7/4/2012, 01:17 | |
| حقا ً يا نرجس , أين مسميات الحب أذا كان الزواج هكذا , ألم يحدده الله لنا , ألم يضع شروطا ً له رفقا ً بقلوب بعضكم البعض يا رجال ويا نساء , وانا مثلك لست مفتيا هنا لكل احلل وأحرم كما أشاء , فالزواج معروف وكيف يتم , كيف لنا ان نقتل قلوب بعضنا البعض بهذه الطريقة , لنستخدم عقولنا قبل أتخاذ قرار كهذا الى اين سنصل , الأشهار ولا غير الأشهار , هكذا هو هو الحب وهكذا هو الزواج , علاقة مبنية موضحة امام الجميع وامام المجتمع
| |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 7/4/2012, 09:38 | |
| ربيعة امراة في اواخر العشرين من عمرها احبت رجلا وهي في سن الرابعة والعشرين بعد وفاة والدتها ا لتي فارقت الحياة منذ طفولتها مرت الأيام والشهور ******** لا أعلم أن استطعت أن احقق أهدافي وأن اوصل رسالتي ؟ لكنني حاولت جاهدة في سرد الحقائق , رغم انها كانت أحلاما قبل ان يكتب لها شهادة ميلاد فما كان من قبل لم تكن سوى حكايات وقصص جعلت منها رسالة مخبأة في وسادتي وبعدها شعرت بانها اثقلت كاهلي وزارتني كل الكوابيس , فوجدت أنها ليست للوسادة أو التضليل بل لكل عاقل وجريء. نعم يانرجس انا اعتقد استطعتي ان تضعي النقط على الحروف رسالة جيدة عسى ان يعتبر منها من يسعى خلف هذا النوع من الزواج ..رسالة رائعة انتظر الحدث الجديد
| |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: لن اســــــــامحـــــــــها !!!!!!!!!!!! 7/5/2012, 23:09 | |
| الجوري البرتقالي يرمز للشموخ , فعشق هذا اللون من الجوري يصرخ في شموخ . في هذا القطار وجه اخر لم احسب بانني ساعطيه من ورودي , ايعقل ان اجد من يشتري الجوري البرتقالي ؟ نعم انها فرصة نادرة لكن ليس للبيع فقط للعطاء . تفضلي يا سيدتي رغم ان هذه الوردة ليست مرغوبة كثيرا لكني اقدمها لك من غير نقود لانها بدات تذبل اشكرك جدا لا يهمني ان ذبلت ام تقطعت ما يهمني ان استنشقها حتى لو جفت واصبحت قطعا من فتات الورد المجفف , لم ولن ابدلها بكل ورود الدنيا . هل هذه الكلمات طلقات مميتة لفرحة هدمت من عمرك ؟ كافحت , تغربت, تشردت, قاومت , نزفت , وعدت , جاءت , جلست , نسيت , تقلبت , رضخت , صرخت , بكت , فشلت , نجحت , طغت , تجبرت , ذبحت , باعت, تنازلت , سخرت من كل فكر حر , تخاذلت , سرقت كل حلم عذري , وقتلت كل احلامي , اضاعت عمري الماضي , والحاضر والمستقبل , وابكتني , واليوم لم يبقى شيء ابكي عليه , فلن اسامحها ابدا , لو ناحت كل الطيور على نافذتي المطلة على موج البحر ولو صاحت كل المخلوقات واصابني الطرش لن اسامحها . اتمنى لو انها سكة الحديد كي يدوسها القطار لنهاية الطريق دون توقف . اتعنين بهذا انك تعلنين الحرب عليها ام مجرد جرح وعتاب ؟ لا انها قسوة لم اعهدها من قبل ؟ انت اقسى من الفولاذ الا تعذرينها ؟ الا تسامحينها ؟ الا؟ سامحيني لن اقاطعك مرة ثانية , اجد صرخاتك لا تسمح لاي تدخل مني سامحيني اصرخي في وجهك ارى الشموخ تفضلي اكملي يا ؟اطياف جميلة مرت بي وانا انتظر قدرا محتوما ً كم من صرخة كتومة فجرتها دموع القهر ؟ كم من ذبحة في الوريد بسبب لحظة اعتراض كم من عصا على الراس من أجل المطالبة ؟نظرات كثيرة تعيش قمة التحدي بسببها اشعلت فتيل الحرب وحطمت تماثيل العزة والكرامة بدافع الوجود والسيطرة والبقاء شوهت كل صور الأطفال وحرقت كل رايات الانتصار . جرت على ظهري كل ذيول الخيبة . ضحاياها كثرت وقاحتها تفوح منها رائحة الإنهزام . مازالت تأكل اوهامها وتعلك كذبتها , انها تنام في غفلة الذات هي تعلم انها عكازة تهز في كل أتجاه بلا بصيرة هكذا يمكنني وصفها مليئة بالعثرات والحماقات اصبحت واهنة وعاجزة ونادرا تعرف ماذا تريد والى اين تذهب لن اسامحها . تلفت مناديل البكاء كي ترأف بي وبعزتي وشموخي لن تفهم ابدا ولن تسمع . نعم بسلطتها وفصائلها وغبائها وجدالها وانقسامها تقسمت لفتات لا يشبع احدا ولا تصلح ملجا لأي عاشق وحبيب . انها اليوم تشيعني وتأخذ عزائي بكلمات لا تفسر بشعارات يخالطها الجدل. اصبح ينهش العار جبيني كل لحظات النصر من حولي محاصرة حتى صوت الحق محاصر . اصبحت المسافات بعيدة بيني وبينها ,لم أجد اقترابا لن اسامحها اوصافها وصفاتها وانشقاقها وابتعادها ومصلحتها ارهقتني لم تفهم طينتي ولم تدرك تعقلي لن تقدر صبري ولن تمسح دمعي ولن تقرا رسائلي لن اسامحها . منحتها قلبي وقلب أطفالي وابنائي على طبق من حق مشروع , أعادتهم لي اشلاء على طبق من ذل وضياع خذلتني دون سابق انذار فأجابتني بانها لم تكن على قدر المسؤلية لم تلتفت لأي انحراف ولا صنعت اي قرار . انكرت عزتي وكانها لم تعرفني وتعرف طباعي , لهثت للجلوس على الكراسي حطمت كل شيء بجرة هبل لا بقلم لانها لا تملك قلما كي تجر به اي شيء رغم ان اسمك نرجس لكن اسمحي لي ان اعترف انها اشبعت نرجسيتها . كثيرة هي حسراتي ودمعاتي على سنين ذهبت هدرا لو عاد الزمن والساعات والدقائق والثواني لما احببتها كما في الماضي ولما عشقتها بنفس الغباء والجنون ذاته !!!! اسكنتها قلبي رفعتها لروحي وهبتها لأبنائي انتظرها في كل الاماكن وجدتها تعد كفني وكأنها تغزل الصوف في شمس الربيع وامامها على الطاولة قطع من الليمون وصحن من الترمس وحبة من الجزر وفوق رأسها العصا !!! وها انا اليوم انتظر القلق من جميع الاتجاهات وهذا لانها بنظري اصبحت مقطعة الى احرف باهته يهتف بها كل من ضاع حلمه وقبل بالفتات . اليوم اصبحت أخجل منها لانها سمحت لتفسها ان تناجي الفيس بوك حتى تتوحد مع ذاتها !!! جلبت لي العار , هي التي حسبتها تتوحد بيقينها لانها تحيا على ظهري انا , وانا فلسطين وفلسطين تعني لي الكثير , ولا سألني لم هذا الشموخ ؟ لن اسامح الفصائل هي من سرق كل احلامي ودفن كل حقوقي وحقوق ابنائي لن اسامحها . نرجس آه كل الأهات تنادي معي آه , سرقتني وأرهقتني لانني ناجيتك وسهرت معك وسمعت لحنك وقبلت ترابك لاحقتك في كل مقطورة وجدتك وفي كل قلب وفي كل عين ووجدتك على كل بصمة يد وعلى كل جبين كتب انا من فلسطين . مهما استدعيت الحروف بكل اللغات واستحضرتها وعصفت ذهني وجمعت احاسيسي وكل احلامي سأقف امامك خجلة من اي كلمة ووعد لا يسمح لي بتحقيقه اخاف ان ياتي يوم ولا تتسامحيني فيه . هناك كلمة اجمع فيها كل المعاني يا فلسطين سامحيها . اطفالك انهارك , شبابها صخورك , رجالها جبالك, نساؤها اشجارك , رؤساؤها حراسك !!! الا تستحق ان تسامحيها كتبت هذه القصة في تاريخ الخامس عشر من اذار عام 2011 وهو اليوم الذي خرج فيه آلاف الشباب الفلسطيني في تظاهرات مطالبة بانهاء الانقسام الفلسطيني بعد ان تم التنسيق لهذه التظاهرات عبر موقع التفاعل الأجتماعي " الفيس بوك" الى اللقاء بالقصة التالية .... | |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 7/5/2012, 23:10 | |
| شخصية الشموخ والعزة , وهذا ما سرد في شخصية المشهد , وهي الوطن الحبيب فلسطين , رغم الألم رغم الحزن , رغم تقطع الأوصال , رغم البعد , رغم الجراح , رغم الدموع , رغم الحسرة , رغم المعاناة , رغم الأشلاء , رغم موت الروح , رغم موت المشاعر , رغم العلل , رغم الامراض, رغم العار , رغم الخجل , رغم التعب , رغم البكاء على أولادك وأرضك وترابك وصخرتك ومسجدك وحدودك وكل شيء يا فلسطين أنتي شامخة شموخ الصخرة أنتي باقية الى الأبد والى نهاية الكون . فنعم اللعتة على وطن لا يمنحني الأمن والامان والحب , أريد وطني المرسوم في داخلي أريد فلسطين التي رسمتها منذ طفولتي , لا أريد فلسطين التي يسعون أليها ويريدوني ان اوافق عليها , أريد فلسطين الحبيبة
مشهدك راااااااااااااااااااااااائع يا نرجس
| |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 7/5/2012, 23:36 | |
| مهما استدعيت الحروف بكل اللغات واستحضرتها وعصفت ذهني وجمعت احاسيسي وكل احلامي سأقف امامك خجلة من اي كلمة ووعد لا يسمح لي بتحقيقه اخاف ان ياتي يوم ولا تتسامحيني فيه . هناك كلمة اجمع فيها كل المعاني يا فلسطين سامحيها . اطفالك انهارك , شبابها صخورك , رجالها جبالك, نساؤها اشجارك , رؤساؤها حراسك !!!
رائعة حقا انتظر الحدث الجديد | |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: الورقة الأخيرة 7/7/2012, 12:08 | |
| السلام عليكم اليوم انا انشر لكم هذه القصة لان الاخ عثمان مسافر وارسلها على بريدي نتمتى ان يعود بالاسلامةالورقة الأخيرة الجوري الأبيض يرمز لمسميات التقاء والصفاء والتواصل مع الاخرين بكل الود والمحبة دون اي مقابل . هناك امراة وقور كما يبدوا لي , تقرأ رسالة وشفتاها تتبسمان وعلى وجنتيها خيوط متتالية لكنها ليست بدموع . يا لها من لوحة قد يحظى بها رسام لتكون اروع لوحة تصور الأبتسامة والدموع معا ً هناك هدوء وغضب وهناك فرح وحسرة وهناك قوة وضعف وهناك استسلام ورفض وهناك آلم وذكرى . اقتربت منها ببطء شديد وكأنني متجه نحو رمز كبير للصمود والرضى. نعم انه يوم غريب ولحظة عجيبة سألت نفسي هل ستساعدني لغة التخاطر بالتواصل لمعرفة الرسالة التي بين يديها أم ألملم نفسي ولا اقتحم سكون المراة الوقور . لا لا , فهناك نسمات ربيع رائعة تدعوني للتقرب منها ساقترب هناك مبرر للتقرب منها بسلة الورود التي بيدي سيدتي لدي من الورد بالوانه . اجابتني برمش عينها بنعم وابتسامة راقت لي ولونت قلبي بكل الوان الطمانينة والحنان . اي من هذا الورد تودين يا سيدتي , وباي اسم اناديك؟ انا ام لتوأم ايتها الفتاة الرقيقة ما اسمك؟ اسمي نرجس , وما اجمل لقبك يا خالة اذا انت حقا لديك توأم ؟ ولماذا لم تاخذي اسم من سبق بالخروج الى للنور هكذا اعرف ان الاول هو الكبير اصحيح هذا ام انا مخطئة ؟ بكل الفضول الذي اجتاح نفسي اتكلم معها وعيناني ترقبان الورقة التي بين يديها وكانني ارجوا منها ان تسمح لي بالجلوس. تفضلي يا نرجس وأعطيني الورد الأبيض لطالما احببته وسابقى احبه ما دمت على قيد الحياة يا ألهي !!!! كم اشعر بهذا الهدوء والسكينة بقربها صوتها يكاد يخرج من شفتيها عطرها خاص جدا يعطي الشعور بالأشتياق لاخذ قيلولة , صلح هذه الأم بان تروي قصص الأطفال صوتها دافئ يسترسل للنوم بقربه ولن ترغب بغير البقاء في حضرتها ما اروع لقاءها . جلست بقربها ولم استطع انا قاوم الفضول الذي يراودني سألتها ماذا يوجد في هذه الورقة التي جعلت دموعك تتلأ لأ يا خالة ؟ عذرا ان ازعجتك بهذا السؤال تنهدت من اعماق قلبها بصوت شديد الحزن بعد ان لمعت عيناها وهي تغلق هذه الورقة وتعيدها لحقيبة يدها . الأم : لا اعلم كم من الوقت باق لهذه الرحلة القصيرة الطويلة لكنني ساروي لك قصة هذه الورقة , انا أسميها الورقة الأخيرة . قبل عشرين عاما تزوجت من رجل في غاية الروعة ويتميز بكل معاني الرجولة والانسانية كان فارسا باخلاقه لم يطرق باب زواجنا اي مشاكل او توتر كل دفاتر عمري مليئة بأرق الكلمات وارقى المشاعر الصادقة منه . وشاء الله بقدر مكتوب ان احمل بعد الزواج بتوام كانت فرحتي كبيرة وفرحة زوجي أكبر . انجبت ابنائي تامر وسامر اطفال مثل القمر لم اقدر ان اميز بينهما على الأطلاق من شدة التشابه بينهما وبعد ثلاثة اعوام من ميلادهما ومع الصباح بعد الفجر بقليل سمعت بكاءهما في نفس اللحظة سارعت بالذهاب نحو غرفتهما القريبة من غرفتنا شاهدت منظرا لم اشهده من قبل مع اطفالي . كأنا ملتصقين ببعضهما البعض وكل واحد منهما يمسك بوجه اخيه ويكاد يمزق وجهه تقدمت بسرعة نحوهما وانا انادي على زوجي لياتي كي يساعدني في فصلهما عن بعضهما خوفا من اي اذى قد يلحق بهما بعد وقت طويل تمالكت نفسي وقد كانت اول مرة اشعر فيها بالغضب من زوجي لانه لم يستجب لندائي ولم يقم بمساعدتي لفصل توأمنا وبعد السيطرة عليهما وعودتهما للنوم عدت ادراجي لغرفتي كي ايقظ زوجي للصلاة كالمعتاد . بدات بالنداء باسمه ثم بحركة من يدي نحو جسده لم يستجب اليوم لم اسمع انفاسه ولم اشاهد ابتسامته الصباحية لم اشعر بدفء صدره وهو يحضنني بذراعيه تذكرت للحظة اني قسوت عليه لاول مرة وظلمته ولم يستحق الظلم مني حين اشتد غضبي عليه بعدم الاستجابة وانا في غرفة التوأم . دموعي تطهرني شاهدت وجهه لاخر مرة حضنته بقلب مليء بالحسرة الموت يعني القهر سيبقى في البال لانه الغالي توقعت بانني لن اتاخر بعده . بعد فراق زوجي وتركه التوام هذه الامانة التي تحيح رعايتي شعرت بالخوف والرعب لم اتخيل بانني سأواجه هذا القدر ولكنني تعلمت الصبر والرضا منذ الصغر . لم يكن اي شيء في الحياة اهم من التوأم والاعتناء بشؤونهما واعطائهما كل ما تبقى في قلبي من حب وحنان وعطاء من قلب امراة كتب لها ان تكون اما وتنجب من رجل هو سيد الرجال . يوم في غاية السعادة هو اليوم الذي احتوى ابنائي مقاعد الدراسة أطفال في قمة الذكاء والنشاط والحياء والأخلاق ولكن ..... أرجوك يا خالة لا استطيع ان أحتمل هذه الدمعات التي تحرق كل الحاضر هذا منديل رائحته عطرة امسحي دموعك واستنشقي الوردة فتعيد لك تماسكك وتهدئ احزانك لتكملي لي قصتك التي أجد فيها الصدق والعفو والصفاء والوفاء . في يوم من الأيام بعد تناول وجبة العشاء أقترب مني التوام ويا ليتك تتخيلين معي كم هما رائعين حين يودان طلب اي شيء يقتربان معا ويبدان بالحديث بنفس اللحظة يبتسمان نفس الأبتسامة أحدهما يسمح لآخر بتكملة الحديث يا نرجس لو تعرفين قدرة الله بهذا التوام لم اجد ولم أشاهد بحياتي تناغما بين توأم بهذا القدر العجيب الرائع . بدا سامر بخفض راسه والتقرب مني مع ابتسامته الجميلة بعينيه الجميلتين الواسعتين بخضار اللوز . أمي نود ان تفصلي بيننا نريد لكل منا غرفة خاصة وبدوري أبديت تعجبي لهذا الطلب وسألته يا بني انتما متفقان جدا ولا تستطيعان الأبتعاد عن بعضكما البعض وما زلتما في الصف الثالث لا اجد سببا يقنعني بان ألبي رغبتكما هنا تدخل تامر وقال , يا أمي نحن نريد ان تكتب رسائل وكل واحد يحتفظ برسائله في الغرفة ويغلقها وفي الليل انا اذهب لغرفة سامر واقرا ما هو الشيء المكتوب في الرسالة وبدوره سياتي لغرفتي ويقرا ما الذي كتبته . لم افهم اي شيء على الأطلاق منهما ولكن تحت الضغط والتوسل وابتسامتها وبما ان البيت يسمح بتلبية هذا الطلب لبيت لهما رغبتهما . دعيني اخبرك بان التؤام كانا متميزين جدا بامور كثيرة شهد لهما المدرسون بان الترابط في التصرفات بينهما عال الى حد كبير واقسم لك لم اشاهدهما يوما مختلفين على اي أمر سواء كان صغيرا أو كبيرا . لكن شيئا غريبا اثار فضولي وتعجبي الدائم ولم يسمحا لي بمعرفته تلك الرسائل المكتوبة في خزانة كل منهما ومغلق عليها ما محتواها , لم افهم سوى شيئا واحدا بان كل واحد منهما يستطيع ان يفتح تلك الخزانة بالليل قبل النوم ويقرأ ما كتبه اخوه في بعض الليالي اسمع ضحكاتهم بصوت عال ٍ وفي ليالي أخرى اجدهما جالسين بحالة صمت تجتاحهما من كل مكان بعض الاغنيات المحبوبة عندهما حاولت ان افهم واتدخل لكن لم يسمحا لي وقالا بان هذا الامر سيبقى سرا بينهما لأخر العمر . شاء القدر ان تمر الأيام بسرعة وشاهدت اولادي في الثانوية العامة وكانا مجتهدين جدا كنت اشعر بالفخر بهما . فراق زوجي أحزن قلبي لكن ابنائي لم يدعا الحزن يستوطن قلبي كانا مثل النور وكانا مثل البلسم لجروحي . في احد الأيام واثناء عودتهما من الدراسة في السنة الاخيرة من الثانوية العامة وقبل الامتحانات النهائية طلبا مني الذهاب بعد يومين للخروج في رحلة مع زملائهما بالدراسة وقالا ان المدرسة خططت لهذه الرحلة وهما بشكل عام لا يفوتان اي رحلة منذ صغرهما وخاصة رحلات المدرسة التي تشعرهما بالسعادة . وبدوري الام الحنون لا ارفض لهما اي طلب ممكن ان يشعرهما بالترابط والسعادة معا ً. مثل كل الليالي السابقة . ليلة الاستعدا للصباح التالي وهو صباح الرحلة المدرسية كل منهما يريد ان يكتب رسالة ما قبل النوم . لكن هذه الليلة شيء غريب حدث تكلما عن كتابة الرسالة امامي في صالة التلفاز وهما يحسبانني منشغلة بالفيلم , وفي الحقيقة ركزت سمعي نحوهم لا نحو التلفاز . هذا ما سمعته تلك الليلة ما رأيك يا سامر لو اني اكتب الليلة ما اتخيله قادم في النصف الاسفل من الورقة , وبعدها سأقوم بطي الورقة للخلف ويبقى لديك نصف الورقة من أعلى وتكتب عليه ما تتخيله غدا وما سنواجهه في رحلتنا مثل السابق . اجابة سامر ولم لا . لكن بما ان الليلة سنقوم بشيء جديد منذ عدة اعوام اين سنضع الورقة في دولاب من منا؟ يجيب عليه تامر ليس في دولابي ولا في دولابك سنضعها في مكان ما في البيت باتفاق بيننا في الصباح الباكر قبل خروجنا من المنزل بدقيقة . اتفقا على هذا الامر لكنني لم أقدر ان اعرف اين وضعوا هذه الورقة لان النوم غلبني واستيقظت بعد خروجهما وفي ذاك اليوم خرجا باكرا ً ابناي كانا يعرفان ما يقولان أكثر من قولهما لامور لا يعرفانها . بعد الظهيرة وانا اتناول قطعة الخبز مع قليل من الجبنة البيضاء بما انهما لن يتناولا معي وجبة الغداء في هذا اليوم لم افكر بطهي اي شيء رن هاتف المنزل , تركت قطعة الجبنة من يدي وتوجهت نحو الصالة كي اجيب على الهاتف الذي خبأ القدر في أثيره وفاة التوأم بالغرق. لا تقولي هذا يا خالة أرجوكي . نعم جائني خبر موتهما معا بكيت صرخت لا حياة لمن تنادي . انها لحظة الوداع دون رجوع انها مشيئة الله بقدر مكتوب . سرق الموت مني زوجي وابنائي وشبابي وسنيني وانا اليوم انتظر اللقاء بهم مجددا . واليوم ضحكي وبكائي وحزني مختلفون تماما ً لماذا هل أنستك الأعوام فراقهما ؟ لا يا نرجس لم ولن تنسيني فراقهما لكن عرفت الأرتباط القوي الذي ربط بينهما في الماضي وعرفت مدى طموحهما بان يحظيا بكل الاحاسيس المتشابهة من سعادة وحزن معا ً اعذريني يا خالة لم افهم شيء من تلك العبارة هل هي لغز؟ لا اقصد أن اتركها لغزا ً بل ساكمل لك. الامر الذي آنس وحدتي بفراقهم هو الاوراق التي تركوها في دواليبهما كم مر من الوقت وانا اقرا هذه الاوراق . وما الشيء الذي دون على سطورها ؟ ابناي كانا دوما يكتبان نفس الكلمات والعبارات دون ان يعلم أحدهما ما خطه الآخر . كانا يكتبان عن الشيء الذي يتوقعانه في اليوم التالي من ابسط الامور حتى أصعبها . هل يمكنك ان تطلعيني على بعض هذه الرسائل أو محتواها ؟ لايهم ان تعلمي فحوى هذه الاوراق لكن سأطلعك على الورقة الاخيرة التي كانت مخباة داخل القرآن الكبير في المكتبة وهذا القرآن نحتاجه للتفسير . وبعد مضي عام وأقل بشهرين عثرت على هذه الورقة الاخيرة التي لطالما بحثت عنها بعد وفاتهما في شهر رمضان قبل آذان الفجر رغبت بان أقرا تفسير آية من القرآن وقد شاهدت نفسي في المنام أقرؤها . وحين فتحت القرآن لابحث عن تفسير الأية وجدت الورقة الاخيرة التي كتب عليها التوأم كل منهما اخذ نصف وكتب عليه وكان الورقة بنفس الصفحة التي اريد ان اجد تفسير الاية التي تلوتها في منامي . تفضلي ها هي الورقة الاخيرة أقراي ما كتبا فيها ستظنين انها صورة مصورة على آلة تصوير لما فيها من دقة في الرؤية والاحساس وكتبا في آخرها , لن نعود للبيت ولن نقرؤها سندلي بها ونحن نحاول أن ننجو من الغرق ونتمنى ان يقدر الله لوالدتنا قرأتها . اوصوني فيها بان أفوض أمري لله ولا البس الاسود عليهما وان اضع على قبرهما الورد الأبيض . وانا اليوم انتظر بكل أمل وابتسامة وهدوء لقاءهما بعد الموت. ننادي الاحباب وتتعالى الأصوات ونحضر الاطباء ونحرك الاموال لكن انتهى الوقت جاء الحق انها مفاجاة الموت تاتي ببغتة . تتعدد اسبابها واشكالها واختلفت اعمارها وتنفلت اوقاتها لن تميز بين طفل ولا عجوز كل منا له اجل مكتوب وعمر محسوب انها لحظة الموت . وفي هذه الأم وجدت الصبر والتفاؤل باللقاء القريب الذي سجمعها بابنيها وزوجها لم يبق سوى وقت لا يعلمه ألا الله , كل ابطال حلمها أصبحوا بانتظارها . | |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 7/7/2012, 12:32 | |
| بصراحة هذي اجمل قصة روتها نرجس كانت روعة حقا ,وونتظر الحدث الجديد | |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: صراع الشياطين 7/7/2012, 12:38 | |
| صراع الشياطين أخطر الشخصيات التي قابلتها في القطار السريع هي شخصية تصارع بكل قواها وبكل افكارها الشيطانية للحصول على المال نعم انه صراع شياطين . ورغم أنني نرجس التي لا تحب الاقتراب من الشياطين بصراعهم هذا , لكن شيء جميل انني اقتربت كي اقص عليكم هذه القصة التي تجعلني اتمنى لو أكملت طريقي على الأقدام وتركت هذا القطار لغيري , لكن ما العمل التذكرة قطعت لي , وفي هذه القصة سنرى ان البحث عن الربح جعله يقتحم كل الأبواب المغلقة ومن وجهى نظره فالحرية الفردية التي تتيح له ان يختار عمل يتوافق مع أحتياجاته ورعم انها قوة دافعة للانتاج ألا انه سباق مسعور يحول الحياة الى غابة , القوي فيها ياكل الضعيف . فاروق رجل محترف , وشهيته مفتوحة دوما ً على استحواذ كل شيء . يبلغ الخمسين من عمره ولديه زوجة . نشأ في وسط عائلة بسيطة جدا بالكاد تقدر ان تحصل على الطعام والنفقات الضرورية , ولكن والده رجل تقي ويخاف من أكل الحرام ويقول فاروق بانه كره منزل والده الذي جعل منه شابا ً يخجل من الخروج للمدرسة لعدم قدرته على التناغم بالمصروف والثياب مع زملائه , كنت أحسد كل شاب يرتدي ثيابا ً جميلة كنت اكره كل بيت من بيوت الجيران التي تفوح من نوافذها رائحة اللحمة كنت احقد عليهم , وأجد بانني لست أقل منهم بشيء . لن ارغب بمرافقة عائلتي في الذهاب لأي فرح حتى لا اشعر بالنقص بين الناس اخجل كثيرا من والدي وعمله في تصليح احذية الحي واخذ بعض القروش منهم والتي تكاد لا تكفينا خبزا وقليلا من الجبن والبيض بالشتاء لا اعلم ان كنت انام تحت سقف ام تحت الأمطار مباشرة من شدة تلف السقف انها عيشة البؤساء. مرارا وتكرارا امشي وأفكر بالحصول على المال بل بالأحرى كنت أبحث عن الغنى واقول الذي يقدر ان يحصل على المال القليل فانة قادر على ان يحصل على الكثير ولكن بقليل من التفكير وهذا للاذكياء فقط . كانت نتائجي ممتازة في المدرسة وانا في المرحلة الاعدادية بدات بالحصول على النقود وذلك بسرقة أوراق الامتحانات وبيعها للطلاب وفي اول عمل قمت به بدات اخرج للشارع واجلس مع رفاقي لا انكر أنني كنت محبوبا جدا للجميع وكانوا يستمعون لي دوما ً ويهتمون برأيي بشكل دائم . لم أكتف بهذه القروش التي اكسبها من بيع الامتحانات بدأت لي فكرة ونفذتها وانا ما زلت طالبا ايضا وبمساعدة بعض الشباب الذين ينفذون اوامري وهم أيضا بحاجة ماسة للنقود بدانا بسرقة البيوت التي فيها الذهب والمال وبدانا بمنازل الجيران ولا تتعجبي أن قلت لك بان الكثير من البيوت التي كنا نسرقها كان أصحابها أقارب واشقاء الشباب الذين يساعدونني ويقدمون لي المعلومات عن مكان الذهب والنقود . لم افكر ان اصرف على اهلي على الأطلاق وهذا لان والدي كان دوما ً يقول مستورة واللي فيها كافيها وهذه الكلمات كانت لا ترق لي . تذبحني وتهمش قدراتي وتدوس على كبريائي . حين تخرجت من الثانوية العامة كان لدي الكثير من المال الذي يكفي لتسديد أقساط الجامعة ويكفي لتعليمي ومصروفي وشراء سيارة مستعملة قررت ان أستأجر بيتا صغيرا جدا كي أبتعد عن البيت الذي أسكن فيه مع أهلي نعم أردت الأبتعاد والتنكر لهم . دخلت كلية الطب وهذا ما كنت أرغب به ليس من أجل التعلم فقط بل كي أستطيع ان اكمل مشروعي وهو كسب المال و الغنى بما انه لا مكان للفقراء في هذه الدنيا وانا لست من الناس الذين يعتمدون على افيون الدين , لقد صدق من قال إن الدين افيون الشعوب والناس أضيفي هذا . كنت أسأل نفسي دوما ً لماذا يكون ووضع الانسان المتدين متدني من حيث المال والعيش برفاهية ؟ لماذا يقبل المتدينون على انفسهم العمل بشركات ومصانع للأغنياء ؟ ما داموا يقرون بان الفقراء هم المتدينون والأغنياء وحوش وسارقون ؟ ولم أسأل كل هذه الأسئلة من فراغ . وسأروي لك السبب في الماضي وانا طفل في الأبتدائية كان هناك رجل ثري في منطقتنا ياتي في كل عيد على بعض البيوت في حينا ويزور ايضا بيتنا ويتصدق على الفقراء وجميع الأطفال يقبلون يده واسمع كل أدعية الخير له وفي أحد الأيام قمنا بسرقة منزله وحصلنا على الكثير من المال من خزنته ويومها وجدت اوراقا ً تدين هذا الرجل المتصدق الكريم بنظر الجميع بانه أكتسب ثروته بطرق غير مشروعة وكلها اموال حرام وانه على علاقة باكبر الشخصيات السياسية وأعتقد ان الباقي عندك . بدات تروق لي فكرة وهي التقرب من أطباء جمع عنهم بعض المعلومات بانهم يتاجرون بجثث الموتى واعضائهم بذكائي ومقدرتي على دفع من حولي للتعامل معي بدات الرحلة الثانية من العمل وكسب المال , وهذا لم يجعلني اترك دراستي ولا اتنازل عن سرقة المنازل وأضيفي الى هذا عملت بتزييف اهم المستندات الرسمية والشهادات الجامعية وخاصة للذين ياتون من خارج البلاد يحملون الفشل وهم طبعا أولاد العائلات. وأكملت الدراسة وتخرجت وبعد التدريب فتحت عيادة خاصة لي وكل أحوالي كانت أفضل حال . بعد مرور عامين من العمل في العيادة جاءت عندي مريضة عندما كنت اهم بالخروج من العيادة والموظفة لم تنتظر خروجي لانني كنت في مكالمة طويلة مع احد الاطباء خارج الوطن فتاة جميلة الى حد كبير لكن ثيابها تدل على فقر حالها . بما انني طبيب نسائي ماذا تتوقعين ان يكون هدف هذه الفتاة من زيارتها لعيادتي . الفتاة في السابعة عشر من عمرها حامل من زوج أختها الي يمارس معها الجنس تحت سلاح التهديد والتخويف لانها تعيش بمنزل اختها المتزوجة طبعا تعيش هناك بدور الخادمة زوج اختها غني جدا وهي تعمل لديهم خادمة وتعيل أهلها الفقراء . توسلت لي بان اعطيها اي شي كي تسقط جنينها وهذا أمر لا يحاج الى التوسل فانا اعمل هذه العمليات وأعطي في بداية الحمل بعض الحبوب التي تسقط الجنين خلال ساعات . لكن شيء ما شدني لهذه الفتاة وهي تتوسل لي بانها لا تملك النقود وان والدها ووالدتها قد يفارقان الحياة ان علموا بالامر . وفي لحظة صمت أجتاحت العيادة شعرت بروحي من الداخل تلعن المراة والجنس والأغتصاب . سأخبرك بانني لم أمارس الجنس قط في حياتي مع اي فتاة ولا حتى مع فتيات الهوى لم افعلها ولم افكر بان هناك امرا اهم من الحصول على المال فقط . وبعد صمت طويل , طلبت من الفتاة عنوان منزل والدها اجتاحها الخوف وبدات تتوسل با لا اخبر والدها . ابتسمت وأقتربت منها ووضعت يدي على كتفها وقلت لا تخافي يا ... ما أسمك لوسمحت ؟ أجابت بصوت خجل أسمي أمل . قلت لها سأتي الليلة لمنزل والدك واطلب يدك للزواج . لا داعي ان اقص عليك ماذا حصل لأمل واعتقد انها نسيت الاحرف الأبجدية للتعبير وأصابتها حالة من الذهول . نعم لم أجعلها تفقد هذا الجنين وبعد ما علمت انه من الرجل الذي بيني وبينه عداوة كبيرة فهو أيضا من الأثرياء بالحرام فهو احد الشباب الذين تعلموا على يدي في الحي . تزوجت من امل وسترت عليها بالمفهوم الأجتماعي . وفي لية الزفاف أقترب مني أحمد زوج أختها ووالد طفلها وهمس في أذني إن هذه الفتاة ليست من مقامك . وما كان مني سوى أن أجبته بانني أعلم انك من جعل مقامها في الطين واعلم انها حامل منك . وجهه أحمر ام أصفر لا أقدر ان اصفه ومسكت بذراعيه واقتربت منه اكثر وقلت : أقسم لك يا أحمد بانني سأجعل من كان من صلبك في أحشاء زوجتي هو من يطيح بك بالذبحة الصدرية أعدك , ومن اليوم أعلن الصراع بيني وبينك على الثروة فمن منا سيتنازل عن ثروته للثاني ؟ لم يجب أحمد باي كلمة وتبخر من المكان مثل الدخان . دارت أيامي دورتها الطبيعية بالحصول على المال ونجاحاتي مستمرة وبتزايد مستمر وامل زوجتي أصبحت أمراة ثرية جدا هي تامر ومن حولها يطيع . لكن في ليلة الزفاف جلست معها جلسة ليست طويلة وشرحت لها بانني حزنت عليها وهذا سبب زواجي منها وعليها ان تعلم انني لن اكون معها في يوم من الايام على سرير واحد . اعلم انها توقعت بل ايقنت بانني الرجل الشهم الذي ستر عليها ولكن اين لها ان تدري ما يخبؤه عقلي الذكي وان هناك ثأر بيني وبين من هو والد جنينها . مرت الشهور وخرج غضب للنور على يدي نعم اسميته غضب رغم معارضة امل لكنها وافقت في النهاية بما انني والده قانونيا . أول سر بدأ بلحظة ميلاد غضب بانني سجلته باسم ابيه الحقيقي باوراق مزيفة دون علم أي أحد ولا تنسي بانني اكبر مزيف لأي شهادة او مستند وشهادة الميلاد الحقيقة كانت باسمي . تعاملت مع الطفل بكل حنان وطيبة لانه طفل ولم اقصر من ناحيته بشيء . وفي أحدى الليالي جاء أحمد وزوجته اخت امل لمنزلي بزيارة بمناسبة عيد ميلاد غضب في العام الاول من عمره . وفي السهرة السعيدة بدات عيون احمد بالغزل والنظر على جسد امل تابعت نظراته وقدمت له كاسا من المشروب وبدات بالحديث معه وهو حديث بقمة الهدوء المليء بالتهديد بانني لم اسمح له بالنظر الى امل فهي زوجتي وطبعا هو لا يعلم بان لا شيء بيننا . بدا يهزا مني ويقول كيف لك ان تاخذ امراة وتنسبها لاسمك وهي كانت مثل الماعز اجرها تحت أقدامي ونزواتي في المطبخ . وها انت تربي ابني انه زمن عجيب من اين لك كل هذه الرقة والحنان؟ لم اجب او اعلق على الفور بعد الانتهاء من العشاء طلبت من احمد ان يجلس في الحديقة ونتكلم . لم يتردد احمد وجلسنا بغاية الهدوء وبدات بالحديث عن الدنيا انها تغير الانسان يا أحمد وانا اشفقت على امل وفي نفس الوقت احببتها وشعرت كانها نصيبي وقدري وحين عرفت انك زوج اختها الذي سرق شرفها وزرع الطفل باحشائها تفاجات لكني يا احمد لم انس انك كنت اعز صديق ورفيق في الماضي ولم اجد عقلا يفهمني اكثر منك ولكن شاء القدر ان تغدر بي وتنشق عن طريقي وترسم طريقك لوحدك , انا لا الومك يا احمد فانت تحب المال مثلي لا حدود امام الطريق التي تجلب لك الثروة ولكن الزمن جمع بيننا من جديد واليوم ونحن اثرياء ولو وضعنا ايدينا بايدي بعض من جديد بعلاقاتي مع رجال الاعمال وانت بعلاقاتك مع السياسيين يمكننا ان نصنع أمبراطورية ام تحسب ما اقول هذيان ؟ اشعل احمد سيجارته ووضع رجلا على الاخرى وتقدم الى حافة الطاولة وقال الله يلعنك يا شيطان والله كلامك سليم ما فيه الخطا . قاطعته مباشرة وحولت الموضوع بالسؤال عن حياته الاسرية وكيف تسير مع اخت امل اجاب ان زوجته طيبة من عائلة مستورة لكن حتى الان ينتظر الولد ويتمنى ان تنجب زوجته طفل فلديه اربع بنات وهي الان حامل في شهرها الرابع قطعت عليه الحديث بنها تقدر ان تزور عيادته بالغد وهو سيكشف عليها ويعلم ما في بطنها وهذا الشهر من الاكيد يظهر جنس الجنين , وبالمزاح اوصلت له رسالة بانني ساتولى الأشراف على حمل زوجته وساهتم بولادتها وكأن لم يكن بيننا اي عداوة وحقد اتفقنا على ان نكمل صداقتنا القديمة وسنجلس بأقرب وقت لنضع نقاط نحو مسيرة جديدة للعمل المتكامل بيني وبينه . في صباح اليوم الثاني جاءت زوجته للعيادة وقمت بالكشف عليها وعلمت ان تحمل في احشائها بنتا , وبلغتها بالخبر وهذا امر احزنها جدا ً . وحين علم احمد بهذا الخبر اصابه الجنون وبدا يصرخ ويقول هذا ليس عدلا فكيف لكل مالي ان يذهب في المستقبل لازواج بناتي . مهلا يا احمد لا داعي لكل هذا الندب لا تنسى بان غضب هو ابنك. احمد اصابه الصمت لنصف ساعة دون اي حراك وكانه لوح من الخشب . وبعد هذا الصمت الطويل طرح علي سؤال بقمة الذل والحزن , كيف لي ان اقول ابني , فلا احد يعلم بهذا السر سوى انا وانت وامل , وقانونيا هو ابنك أجبته , بان غضب في الأوراق الرسمية القانونية نسب له وهذا لانني لا احب ان احرم احدا من والده وهذا سيبقى سرا بيننا حتى لا تعلم امل بعذا وايضا انت تعلم يا احمد بان فاروق لا يكترث بالاطفال ولا بالنساء لا تنسى هذا . واريد ان اعترف لك بانني لم المس امل على الاطلاق وهذا فقط لانني اعترف بانك رفيقي ولن اخونك كما خنتني في الماضي . لم تسعه الفرحة وبدأ بالامتنان والسؤال كيف لي ان افصح عن هذا الشيء وكيف لي ان اضع كل اموالي وعقاراتي باسم غضب . يا فاروق قل لي بربك يا رفيقي هل تقبل ان يذهب تعبي لابناء الأغراب؟ ولم اتوان عن مواساته والقول بان كلامه صواب وانني سأساعده في المستقبل وساروي الحقيقة لابنه غضب . ومر زمن طويل وهدا النفوس بيني وبين احمد واصبحت الاموال والمشاريع تتدفق علينا ولم ابخل على احمد بوجود غضب امام عينه دوما كلما زارنا . أصبحت الحياة بالشكل الواضح حياة لا مثيل لها اجتماعيا واسريا . بلغ غضب السابعة عشر من عمره واحمد اصبح لديه خمس بنات وقد سبق وقلت لك انني بدات بمعاشرة امل بعد اربع سنوات من الزواج ولكنها لم تنجب الاطفال وهذا بسبب عدم مقدرتي انجاب طفل , ولم تعلم امل ان هناك خلل لدي بل اعتقدت بانني لا اريد ان انجب منها لماضيها . وفي اليوم التالي من عيلاد ميلاد غضب السابع عشر جاءني احمد الى الشركة دون سابق انذار وكان متوترا وسعيدا في نفس الوقت وقال : انا يا رفيقي قررت ان اكتب كل شيء باسم غضب وساكتب حصص مالية فقط لبناتي الانسان فينا يمر عمره ولا يدري متى منيته , وطلب مني ان اهتم بهذا الامر بسرية تامة وهذا بسبب وجود شهادتي ميلاد له وترك الامر لي لعلمي وتفوقي عليه بهذه الامور , جعلته يتنازل عن كل املاكه الى غضب بشكل قانوني وطبعا الشكل القانوني الرسمي هو ان غضب ابني بالنسبة لاحمد حصلت على هذه الاموال بكل ذكاء وبالفرصة المتاحة لي قانونيا اعدت هذه الاموال والعقارات والشركات باسمي وفي هذا الوضع اصبحت كل اموال احمد من نصيبي . وبعد عام ونصف من هذه الخطوة اصيب احمد بمرض السرطان في الامعاء . وساءت حاله الصحية ولكنني لم انس خيانته لي في الماضي . قررت ان اعترف لغضب بالحقيقة وهذا الامر لم يتقبله بسهولة وغضب كثيرا فلم اسميه غضب الا لانني خططت بان يثور غضبه على والده الذي اغتصب شرف امه وهو ليس فقط ابن حرام ايضا بل والده زوج خالته . اثرت جنون غضب ودفعته للذهاب لرؤية احمد ليوبخه ويعاتبه ويحاكمه محاكمة تلين قلب الصخر اما انا فلن يلين قلبي بل كنت سعيدا بهذا الأنتصار . وفي لحظات العتاب التي تمت بين الاب أحمد وابنه غضب بدا الاب المريض على فراش الموت يعترف بحبه القوي لابنه ويقول تركت لك , قاطعته وطلبت من غضب ان يخرج من الغرفة لدقائق لامر هام اود ان اتكلم فيه مع احمد , وطبعا انا بنظر غضب الانسان والاب المثالي الحنون . امسكت بيد أحمد وقلت له اليوم عليك ان تدرك امرا قد نسيته او تناسيته بانني فاروق الذي ادخل لجيبك اول قرش من السرقة وانت اول من غدر بي وخانني , وفاروق لن ينسى الغدر وانت تعرف يا احمد بانني تركت اهلي ولم انظر خلفي حتى اليوم فانا خلقت لاكون ولم اخلق لارحمك تركت الرحمة لله فهي ليست من شاني فلتعلم بان اموالك هي لي واصبحت ملكي انا ولا يمكن ان تكون لابنك في يوم من الايام . اجابني وهو بحالة ضعف يكتنفها الجبروت الذي لون وجهه بان مالي وماله في النهاية سيصبان في جيب غضب . انت لا تنجب وانا لم اعد املك المال وكل ما اخذته مني سيصبح بالقانون من حق غضب بعد وفاتك . تبسمت وسخرت منه حين اخبرته بان شهادة الميلاد الاصلية في الدوائر الرسمية هي التي تقول ان غضب ابنه وليس ابني فلا يحق له اي ميراث مني وهذا لانني اريد ان اتصرف بكل اموالي كما يحلو لي . رفض غضب ان يتقرب من والده في آخر ايامه وتوفي احمد بعد عشرين يوما من هذا الحديث وعادت امور الحياة الى طبيعتها اما امل فقد كانت الام التي لايمكن ان يوجه لها غضب اي اتهام . وفي احد الايام بعد مرور بضعة اعوام تخرج غضب من كلية الحقوق وتخصص كمحام شرعي . لا انكر انه شجاع ومهذب وناجح في مرافعاته امام القضاة جاء غضب وطلب مني ان يرتبط بأحدى الفتيات اللواتي يعملن ايضا بالمحاماة وانه يبادلها الحب والاحترام باركت له وتمنيت له السعادة وقلت له لن اتردد بمساعدتك يا غضب وساقدم ما بوسعي لك . أسألني ما هو الشيء الذي ينقصك ! انا لا احتاج غير رضاك وموافقتك فقط يا ابي . وجاءت اللحظة لاتعلم ان كل ما جنيته والصراع المميت لجمع الثروة لن يقدما لي القدرة على جواب انسان عاقل يميز بين الصح والخطا وبين الحلال والحرام . قبل حفلة الخطبة بايام وحين وزعت البطاقات على المدعوين تم اعتراف صريح بين غضب وخالته زوجة المرحوم أحمد اخبرته خالته بكل شيء وكل الثروة التي جمعتها انا ووالده وكل الماضي فقد كان احمد سبق وان اعترف لزوجته بكل شيء قبل وفاته وطلب منها ان تحمي غضب من مال الحرام . فاجائني حين جاء وقبل يدي وقال : يا من ربيتني اقدر لك كل حنان وعطف وكل قرش صرفته علي رغم انني علمت متاخرا انه مال حرام وعلمت انك اخذت مال والدي الحقيقي وحرمتني منه وهذا أكثر شيء اشكرك عليه , انت حميتني من نار تلسع وجعي وتغلي في بطني وتحرق قلبي وتسرق عقلي انا لم اخلق سوى لتأدية رسالتي وهي انني عبد لله وبار بوالدتي وممتن لتربيتك لي ورافض لكل ما يغضب الله وادعوك للتخلص من هذه الاموال التي فرقتك عن اهلك وضميرك وعن ربك وزادت فقرك لله , ليس الفقر هو فقر المال بل الفقر ان تكون بعيدا عن الله يا من ربيتني واطلب منك ان تعود لانسانيتك لان هذا يليق بك اكثر وقبل رحيلي من هذا المنزل انا ممتن لك بشيء اهم وهو انك سترت على امي ولم تقتلني فكيف لهذا القلب ان يسرق ويقتل ويخون ؟ لا أدري! رحل من المنزل ولم يعد يمكث فيه وتزوج بماله على قدر حالته المالية . قررت الذهاب لرحلة خارج الوطن كي اعيد حساباتي او كي اعود لنفسي . اقترحت على امل ان ترافقني في هذه الرحلة ولم تعارضني فهي زوجة مطيعة جدا. سافرنا لسوريا كنوع من التغيير وفي احد الايام كنت اتجول مع زوجتي في البلدة القديمة في سوريا , رأينا هناك عجوزا يقوم بتلميع أحذية المارة من الناس , توقفت على مسافة قريبة منه وتمعنت النظر فيه وتذكرت والدي واقتربت من العجوز وسالته يا عجوز لم كل هذا التعب , الم يكن لديك أولاد يرحمونك من هذا العمل القاسي ؟ اجابني بحكمة جعلتني أكره كل مالي وكل الطرق التي جمعته بها : يا بني كيف تشبه العمل الشريف وجهد العضل بانه قسوة وقلة رحمة؟ ألا تخاف الله ؟ فعليك يا بني ان تميز بين الذي تعرفه والذي تجهلة وواضح جدا ان الذي تجهله اكثر من الذي تعرفه فهذا رزقي لن ياخذه غيري وانا اقوم فيه لوحدي كي لا انظر لرزق غيري وسالته بكل صدق ما رايك ان اعطيك المال الذي سيكفيك حتى آخر يوم بعمرك يا عجوز وتعود لمنزلك وترتاح من هذا الشقاء؟ وهل تعلم متى سيكون اخر يوم من عمري ؟ ببساطة لا. قال العجوز : كيف لك ان تعطيني المال الذي يكفيني لاخر عمري وانت لا تعرف اخر يوم منه اخاف ان آخذ مالك وينتهي عمري اليوم ويبقى المال بعدي ويحسب على انني ادخرته وتطاولت على الله بقبولي لمال يحميني من الشقاء وانا اعلم ان الله وحده يحدد رزقي وهو يعلم انه يكفيني حتى آخر يوم في حياتي اما انت يا بني فمالك حماك من شقاء الدنيا اتراه يحميك من شقاء الأخرة ؟ والحياة يا بني هي اكبر دليل على الخير كله . عدت الى الفندق وعقلي مشوش وبدات اسأل نفسي سؤالا تلو الاخر ولكن لم اجد اي جواب وهذا لانني لم اترك لعقلي الذي اعتبرته ذكيا اي فرصة للتفكير بشيء سوى المال والحصول عليه , بلغت من العمر نصف قرن واكثر وانا اعترف بانني جاهل لا املك من الذكاء اقل نسبة وقارنت بيني وبين العجوز وجدت انه ذو حكمة وبصيرة واما انا فجاهل واعمى . اقتربت من زوجتي وسالتها لمن اتبرع باموالي اريد التخلص منها وابدا حياتي من جديد اجابتني زوجتي الهادئة بكلام افقدني الامل يا زوجي ان خبرتك في هذه الحياة هي المشط الذي تهديك اياه الحياة عندما تكون فقدت شعرك . بدأت افهم بان كل شيء في هذه االدنيا له ثمن حتى الكفن . واليوم وانا لم اجد طريقا لهذه الاموال حتى العجوز رفض المال وكان ما مضى من عمري في صراع كان صراع اللاشيء أشعر انني لا اعلم اين انا ولكن ابحث عمن يدلني الى اين أذهب .
عدل سابقا من قبل دكتورة.م انوار صفار في 7/7/2012, 15:22 عدل 1 مرات | |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 7/7/2012, 12:41 | |
| لا حول ولا قوة إلا بالله " أكل مال الحرام وتناوله على أي وجه كان يوصل صاحبه إلى غضب الله تعالى ، وهي طريق تسلك صاحبها إلى جهنم والعياذ بالله سرد جميل ننتظر الحدث الجديد | |
| | | العشق المستحيل عضو جديد
تاريخ التسجيل : 06/07/2011
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 7/8/2012, 11:51 | |
| الجورية السوداء للاسف واقع مؤلم | |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: الاخوات المسحورات 7/9/2012, 10:48 | |
| الاخوات المسحورات
الورد الأصفر يرمز للعديد من المشاعر التعاطف مع الاخرين في اوقات الحزن ويرمز للسعادة الداخلية بشكل هادئ ويرمز للغيرة الأيجابية . شاء لي القدر ان امر بكل المقطورات وفي آخر قصة سأرويها لكم هي قصة ثلاث اخوات . ريما الاخت الكبرى ودينا الوسطى ولينا الصغرى . هن ثلاث اخوات وفارق العمر بين الاولى والثانية سنتان وبين الصغيرة والوسطى سنة واحدة فقط . هن فتيات جميلات لحد كبير يعشن مع والدهن ووالدتهن في منزل صغير لديهن اخ واحد فقط لي هو اخوهن الكبير يعمل مهندسا وتزوج من فتاة احبها ويعيش حياة هادئة وسعيدة . ويسكن في منزل كبير في نفس البناية التي يسكن فيها عمهم الكبير كانت العلاقة بين الاسرتين علاقة متينة جدا وكانوا دوما على تواصل ساكمل القصة على لسان الأخوات وسابدأ سرد القصة على لسان الاخت الكبيرة . ريما : نحن اخوات بدات حياتنا مليئة بالاحلام البريئة احسنا معاملة والدينا واحسنا معاملة الاهل والجيران واحسنا قدر المستطاع التعامل مع زميلاتنا بالدراسة . ولم نفكر سوى ان نحسن معاملة زوجة عمنا الكبير واحترامها والتقرب من بناتها بشكل ودي وبكل طيبة , تناغمنا بالحياة واللهو والسهر والعطاء في منزل عمنا عثمان . عمي لديه اربع بنات وولدان بنات عمنا لم يرزقن بالجمال لحد كبير ولكن لم يتوانين عن لبس ارقى الثياب ووضع المساحيق والحصول على كل ماهو جديد من اكسسوار آخر صرعة في الموضة . رغم ان هذا الامر كان يثير غضب والدي لان الفتاة حسب راية لا تحتاج لكل هذا اللباس لأظهار مفاتنها دوما كنا انا واخواتي نحاول ان نطيب خاطر والدي ونقول له يا ابي هذا امر خاص فيهن , ولا تحاول ان تجرحهن في تدخلك هذا . انهينا الثانوية العامة وانا واختي دينا وكل واحدة منا بدراستها في الجامعة انا تعلمت باحثة اجتماعية واختي دينا في العام الاول من الجامعة وكانت دوما على أطلاع بشان دراستي وسعادتي بهذا التخصص , لذا اختارت نفس الدراسة ودخلت عامها الاول بالدراسة بنفس التخصص ولم يكن والدي ووالدتي يعارضوننا على ما نود تعليمه لان العلاقة بيننا بنيت على الصراحة والمفاجاة للعائلة هي ان اختنا لينا الصغيرة بعد عام ستنهي الثانوية العامة وايضا قالت لنا في حديث على المائدة في احدى ليالي رمضان انها تريد ان تكون باحثة أجتماعية بدانا نضحك جميعا بصوت عالٍ دون توقف لفترة طويلة . حتى وافقنا والدي وقال هذا امر بغاية الروعة يا بنات هناك امر مكتوب ولكن الله وحده يعلم ماذا يخبئ لكن القدر . طبعا اختي لينا كانت سعيدة جدا لموافقة والدي بهذه السهولة وقالت لكن اي مفاجاة يا ابي كل واحدة منا ستتزوج بالنهاية وتضع شهادتها في دولاب غرفة نومها وقاطعتها اختي دينا وهي مبتسمة وقالت : اعتقد انك تهورت حين قلت بالدولاب اخاف ان يكون لها فقط مكان في احدى خزائن المطبخ . لكن انا تدخلت وقلت لهن يكفي ما اسمعه منكن هذا امر لا يسخر منه ولا التعليم والشهادات امر للسخرية ولا تعب والدنا سيكون مجرد اوراق في الدواليب . نظر والدي الي مبتسما وطلب مني الاقتراب منه وبحركة كلها لحن ينادي فيها يا ابنتي وقال هاتي جبينك يا ريما رضي الله عنك بكلمتك هذه اطمان قلبي بان فيكن واحدة تتحدى الصعاب وتقدر ان تقف بجانب اخواتها في وقت الحاجة . واعود لك بالحديث عن منزل عمنا عثمان يا نرجس قد قفزت لك عن النقطة المهمة في قصتنا هذه . انها بداية عذابنا وانقلاب منزلنا بطريقة لا تحتمل لم نسمع في يوم من الايام ان اي شخص جاء ليطلب يد بنات عمي , ورغم ذلك كان زوجة عمي تقول انا لا ازوج بناتي سوى لرجال يقدرون قيمتهن فهن مدللات لن ارمي ببناتي لبيت الزوجية لاسمي على نفس انني زوجت وفرحت بالبنات . والشيء الذي كانت امي بكل طيبة تقوله لزوجة عمي ان الكثير من العرسان يتقدمون لطلبنا ونحن في المدرسة واصبحنا في الجامعات وقد اصبح باب منزلنا دوما ً مفتوحا لا ستقبال المتقدمين لخطبتنا وفي كثير من المرات ياتي اخوة لي ولاختي دينا معا نضحك انا ودينا ونقول لا يصح هذا مش معقول لازم يكونوا ثلاث أخوة . اما الشيء الذي اصبح احتماله صعبا هو اليوم الذي تقدم احد الشبان لخطبتي وكانت زوجة عمي دواما على دراية بكل عريس وتعلم باننا نرفض دوما لاننا ما زلنا في التعليم اما هذا الشاب فكان وضعه مختلف وقد كلمت اهلي عنه انه زميل لي في الجامعة وأحببته واردت الزواج منه تدخلت زوجة عمي وقالت : يا ريما أطلبي منه ان ياتي يوم الاحد هذا يوم تجري في الامور بسهوله , وقبل ان ياتي العريس دعيني اقرا بعض الايات لتسهل الامور وانا بكل طيبة فرحت ووافقت . الشيء الذي لم اكترث له في ذاك اليوم الذي جاء رائد لخطبتي سأتكلم عنه الان فهو الشيء المهم دخلت زوجة عمي على غرفتنا وبدات تقرا كلمات لم تكن من القرآن وقالت لي اغمضي عينيك وبدات تلمس كل جسدي وكانها تمسح شيئا على وفي لحظات تقف يداها باماكن معينة من جسدي فوق الثياب . في اللحظة التي دخلت فيها غرفة الجلوس ونظرت الى رائد شعرت انه شخص آخر لا اقدر احتمال شكله وكانه كان في الجامعة يلبس قناعا واليوم شاهدته على حقيقته والامر المحزن انني رغم جمالي المتواضع الا ان اهله اصابهم شيء من التوتر حين راوني الجميع شعر بنوع من التوتر اهلي من طرف ورائد من طرف وانا لم اقدر على الجلوس اكثر من دقيقة على المقعد انتقل من مكان الى آخر وامي تعاتبني بنظراتها وكانها تلومي على شيء ما . لم يتكلموا عن طلبتي لابنهم وقالوا هذا لقاء تعارف على عائلتكم الكريمة . بقينا في المنزل في غرفة الضيوف ننظر لبعضنا البعض والدي ووالدتي واخواتي وفي لحظة الصمت سالت ان زوجتك يا عمي عثمان ؟ اجابني انها خرجت الان مع اهل العريس . ذهبت لغرفتي انا واخواتي وقد اصابنا فجع من هول الصدمة وانا اخلع ثيابي قد اصابني نخزات بعدة بجسدي وصرخت بتاوهات مثل الفزع مما دعا اخواتي ان يتدخلن , قد كان بين ثيابي التي ارتديتها وهي جديدة اربعة دبابيس حقا امر اثار الفضول ولكن بدات باللعنة على اصحاب المحل الذي اشتريت منه الثياب . انتهى هذا الامر ولم نعد انا ورائد نلتقي بل كل واحد منا يبتعد عن الاخر ولو صدف وتقابلنا والحقيقة كانني بكابوس لكن امي قالت ان هذا الاختيار سريع ومن الممكن انني تسرعت ولم انتبه لرائد ان كان مناسبا ام لا . لكن الشيء الذي بقي غامضا بالنسبة لي لماذا لم يتقبلني رائد ولم يجعل اهله يتحدثون بامر الخطبة ؟ مرت بعض السنوات وانا اعمل في تخصصي واختي دينا ايضا ولم نقصر في حق اهلنا من نفقة على البيت ومعاونة اختنا لينا في اقساط الجامعة . ولمدة عام كلما اتى احد الشبان لخطبتي انا او اختي يصيبنا نفس الشيء حتى لو كان الشخص لا نعرفه من قبل ولا يتم اي شيء من القبول . في احد الايام واختي في التحضيرات للتخرج من الجامعة كنا معها في احدى المحلات التجارية نتسوق بعض الثياب للتحضير لحفلة التخرج وقد خططنا ان نكمل امسيتنا في احدى المطاعم على البحر لنتناول العشاء مع العائلة . وجدنا امراتين انيقتين ولكن بجيل والدتي . اقتربت احداهن وتبسمت ابتسامة تقول انها طيبة جدا ً , والاخرى بجانبها تقف وقالت يا حبيبتي ما شاء الله انتن اخوات ؟ قلت نعم يا سيدتي وابتسمت . قالت واضح جمالكن يقول انكن اخوات اسمحي لي هل احداكن مرتبطة ام متزوجة ؟ خجلت منها وكان وجهي دخل عليه شعاع قوس قزح وكان البحر تصبب من جبيني خجلا لا يا سيدتي نحن نعمل انا واختي بأحدى المؤسسات واختنا لينا بعض ايام قليلة ستتخرج من الجامعة . ماذا تعملين يا ابنتي ؟ علم أجتماع جميعكن تعلمتن نفس التخصص . نعم وهذا الامر غير مقصود لكن هذه رغبتنا لم نكن ندري باننا سنتخصص بنفس الموضوع ومع ابتسامة واعتذار لها عن أذنك يا خالة . هلا تكرمت لي باعطائي عنوان بيتكن او رقم الهاتف اريد التحدث الى والدتك لو سمحت يا ابنتي . انها امراة مهذبة وانا لست غبية واعلم ماذا تريد من والدتي , لكن حسب الاصول وتربيتي اعطيتها عنوان المنزل والهاتف , ذهبنا للمنزل ونحن الثلاثة قد اصابنا نوع من الفضول عن اي واحد فينا ستتكلم هذه المراة ؟ وبعد الغداء بدات انا بالحديث حول طاولتنا المستديرة وسردت كل الحوار الذي دار بيني وبين السيدة , وهذا امر طبيعي ان اقول كل ما يحصل , لم اعتد انا ولا اخوتي على ان نخبئ شيئا عن والدينا وفي نفس اللحظة جاءت زوجة عمي كي تشرب القهوة مع والدتي بعد الغداء فهي دوما معتادة على هذا الامر وهي دوما تجلب ابريق القهوة جاهز للشرب . لكن اكملنا الحديث وهي جالسة وبدات تسال مع ابتسامة وتشجيع وتقول الي في خير الله يبعث فه ويوفقن انتن مثل الورود , والزواج افضل لكن ما دمتن تعلمتن وانهيتن دراستكن , بصراحة اختي الصغيرة استفزت من زوجة عمي وقالت على الفور بناتك اكبر منا ولم يكملن دراسهن هن اولى بالزواج . هناك زوجة عمي قالت : الله يسامحك تعيبين على بنات عمك انهن لم ينهين دراستهن . لينا : لا لكنك يا زوجة عمي كانك تودين الخلاص منا وانا لم ابدا اي عمل كي اتزوج . انا لم اقصدك يا لينا انا قصدت اخواتك الكبيرات . تدخلت واقتربت من زوجة عمي وقبلتها وقلت لا عليك اعرف انك تحبين لنا الخير وان شاء الله ربنا يقدر الخير لنا . وفي اليوم التالي دون اي تردد اتصلت السيدة بوالدتي وحددت معها زيارة لشرب فنجان قهوة . هذا هو حلم اختي الصغيرة لينا التي اعترفت فيه بهذا اليوم الجميل . هذه السيدة لديها ثلاث ابناء قد انهوا تعليمهم وهم في مثل اعمارنا تقريبا اثنان منهم تعلموا التمريض والثالث الصغير انهى دبلوم سياحة . طلبت ايدينا نحن الثلاثة لا بنائها الثلاثة وكانت تتمنى ان ياتي يوم وتختار فتيات متعلمات ومهذبات وقالت الكثير من المدح فينا , اختي لينا لاول مرة تشعر انها سعيدة بهذا الخبر وقالت هل هم شباب حلوين ؟ ما هي الشخصية التي يتمتعون بها اسئلتها كثرت واصبنا بالضجر منها . ووالدتي فاجئتنا بان السيدة تركت صورا لاولادها كي نتعرف عليهم قبل الزيارة التي ستكون للتعارف فقط بعد اسبوع . لا انكر بان الله اعطانا الجمال المميز انا واخوتي لكن اعطى هؤلاء الاخوة جمالا بنفس القدر من التميز . انا واخوتي بدانا بالضحك والاعتراف بان هذه فرصة نادرة وستجعلنا قريبات من بعض العمر كله اجابت الصغيرة كنت دوما ً ادعوا الله ان نتزوج اخوة . لم نتوقع فرحتها وان هذا حلمي البريء . جاء اليوم للتعارف الذي حددته امي حسب رغبتنا نحن والتزمت الاسرة القادمة لزيارتنا بالموعد . لكن هذا اليوم كانت زوجة عمي في ذلك اليوم في زيارة طارئة لمنطقه اهلها لنكسة في صحة والدتها العجوز . انسجمنا مع الاخوة احببنا صراحتهم وشعرنا بانهم خلقوا لنا انهم شباب مثل العسل ولم نشعر اننا تعرفنا بهذه الاسرة للتو فقط أحببنا والدهم ووالدتهم وللحقيقة لم يغادروا منزلنا قبل العشاء وبعد منتصف الليل غادروا منزلنا وكان بركات الله احاطت كل قلوبنا وجدران منزلنا وقلوبهم . لم نحدد يوما للحديث بموضوع الطلبة بشكل جدي , تم الاتفاق باننا سنعطيهم خبر بعد اسبوعين كي نتعرف عليهم أكثر . وفي اليوم التالي جاءت زوجة عمي لتخبرنا بان والدتها العجوز قد تفارق الحياة باي لحظة متوقعة , وطبعا لم تخونها شجاعتها وفضولها بالسؤال هل كان لديهم زوار في الامس بما ان بناتها اخبرنها بان هناك امرا ما في منزلنا . اخبرتها امي بكل التفاصيل ولكن زوجة عمي هذه المرة لم تكن كالمعتاد قالت لامي بل حذرت امي بان لا ترمي بناتها الثلاثة لعائلة واحدة سوف يتاثرون جدا ً لم يطب لنا حديثها وبدانا بالتعجب من كلامها واختصرت الزيارة وصعدت لمنزلها في الطابق الثاني . وبعد انتهاء المدة قمنا بتحديد موعد مع الاسرة الكريمة باننا سنستقبلهم في يوم الخميس التالي . عمي ايضا يجب ان يكون في هذه الجلسة وزوجة عمي وبدانا نخطط لكل حلم جميل . وزوجة عمي لم تقصر باي شيء من مساعدتنا في المنزل واختيار الملابس الانسب لتلك الليلة التي ستحدد مصيرنا وفي الساعة الواحدة بعد الظهر قبل موعد الزيارة بخمس ساعات جاء خبر وفاة والدة عمي . توقعنا اننا سنلغي الموعد , اصابنا الحزن والخذلان في ذلك اليوم ولكن الشيء الذي اثار اعجابنا بموقف زوجة عمي انه موقف رائع . قالت امي امراة مسنة ولن افسد عليكن هذا اليوم سابقى معكم حتى تدخلن وتجلسن وبعد نصف ساعة انا اذهب وذهابي اليوم لا يجدي نفعا غدا استقل تكسي وأذهب . جميعنا قدرنا الموقف الرائع لزوجة عمي وخاصة ان والدتها قد تجاوزت التسعين من عمرها . زوجة عمي بدات بتحريك شفاهها وكلماتها والمسح على ثيابنا وكلمات قد تكون مليئة بذكر الله والدعاء لنا بالتوفيق , سمحنا لها وكان لها العذر وكل الحق بالاستئذان . اتذكرين الليلة التي شعرنا فيها بان هؤلاء الناس كاننا نعرفهم منذ زمن وتقبلنا وجودهم معنا لوقت طويل من اول زيارة ولم نتركهم يغادرون منزلنا دون العشاء يا نرجس , نرجس نعم اذكر في اللحظة التي دخلنا فيها غرفة الضيوف كان زلزالا قد اصاب مشاعرنا والرؤية والسعادة وكل شيء كان في الليلة السابقة لم نجده في هذه الليلة لا اشكالهم مقبولة ولا هم تقبلونا بابتسامة سامحيني , هذه الدموع لا اقدر ان امنعها من النزول انها ليلة لا تذكر يا نرجس اقسم لك بان هذه الغرفة التي جلسنا جميعا فيها هي شبه شاشة تلفاز تشاهدين من خلالها فيلم رعب من قباحة الوجوه والتوتر الذي ينذر بمصيبة ستحصل اذا لم يغادر هؤلاء المنزل على الفور نعم انصرفوا لسبيلهم . ولا احد في المنزل يقدر على نطق اي كلمة ووالدي ووالدتي يسالون ما السبب الذي جعل هؤلاء الناس يعاملوننا بكل تعجرف ولم يبتسموا بوجوهنا هناك شيء لم نفهمه !!!! اجابت امي نحن اغبياء كيف قلنا انهم شباب رائعون انهم مثل القرود يا امي الم تري وجوههم ؟ الم تشعري بان رائحة الغرفة تفوح انها رائحة كريهة ؟ وكل هذا وتسألين ؟ امي ابي لم يوافقا على ما صرحنا به من شعور انا واخوتي وقالوا: ان الشباب ما شاء الله عليهم مثل الورود بدا التوتر من النقاش مع والدي وذهبنا الى غرفتنا . بدات كل واحدة منا تتكلم لوحدها واحيانا نقاطع بعضنا بالحديث وقمنا بخلع ثيابنا وهنا بدا الامر يتضح لوالدتي حين سمعت صراخنا جاءت بسرعة البرق وسألتنا ما الذي يجري هنا لم كل هذا الصراخ ؟ انا واخوتي لم نحتمل النخزات التي كنا نشعر بها وكل واحدة منا وجدت الدبابيس في ثيابها !!!! وتعجبت امي لاننا نترك هذه الدبابيس ! ونحن تعجبنا من وجود هذه الدبابيس التي لم يسبق انها كانت في غرفتنا فكيف بثيابنا ؟ تدخلت اختي لينا الصغيرة نعم دوما عنيفة بالحكم على الاخرين ولكنها هذه المرة اصابت . لينا : انا متأكدة انها زوجة عمي التي تفعل هذا الشيء فالانسان الذي احببته يا ريما لم تتزوجيه وقلت انه مثل القرد اتذكرين ام نسيت؟ اتذكرين حين صرخت ووجدنا دببابيس في ثيابك وحسبت ان هذه الدبابيس من المحل التجاري حين اشتريت ثياب تلك الليلة ؟ نعم ما قالته اختي هو الشيء الصحيح هناك امر ما تفعله زوجة عمي . وبعد التاكد والفحص واللجوء لاكثر من طريق تولدت لدينا قناعة بان زوجة عمي هي من فعلت هذا بنا فهي كانت تذهب لمنزل احد الكهنة في قريتها التي جاءت منها . لا انكر باننا بنات لنا كرامتنا وايضا اصبحنا نكره كل واحد يقول هناك عريس . بعد مرور عام ونصف على هذه المصيبة واكتشافنا لقذارة زوجة عمي شاء القدر ان ياخذ والدي من بين ايدينا ومن امام عيوننا بذبحة صدرية وهو جالس يستمع لنشرة الاخبار . وبعد فترة ليست بطويلة وبعد موافقة اخي قررنا بيع المنزل وكل منا ياخذ نصيبه لم يكن والدي ثريا كي يترك لنا سوى هذا المنزل . احد اخواتنا لم يقبل ان ياخذ شيئا من ثمن المنزل على الاطلاق ولكنه ساعدنا لشراء منزل بمكان جميل وقال هذه النقود تكفي لشراء منزل فقط فكيف لي أن اخذ حصتي واترككم واترك امي , هذا الاخ هو نعمة من الله . واليوم نحن الثلاثة لا نتحدى القدر على الاطلاق لكن سنكمل مسيرتنا في رعاية والدتنا . بعد تفكير عميق باننا لا نريد الزواج على الاقل في هذه الفترة لاننا بصدد القيام بمشروع مهم وانساني وايجابي . نرجس ما هو المشروع ؟ قررنا نحن الثلاثة الاخوات اللواتي تم سحرهن من اقرب الاقرباء فلم نتمكن من الزواج بان عملنا في البحث الاجتماعي وحبنا لعملنا واتقاننا له ورؤية هذا المجتمع الذي لا يخلو من الفتيات المطلقات والارامل اللواتي يقسو عليهن المجتمع والاهل وكثير منهم لا يجدن مرشدا لطريقهن ويقعن في اخطاء قد تضعهم على حافة الطريق او في اسفل البئر ويغرقن دون علم احد بهن او علم انفسهن بوضعهن . وهذا المشروع هو عبارة عن مجمع كبير للسكن وللتعليم سيفتح ابوابه لهؤلاء الفتيات اللواتي اغلقت في وجوههم كل الابواب اعني المطلقات والارامل ولم ينصفهم الاهل ولا المجتمع كي يبدآن رحلة جديدة ويخرجن للمجتمع بكرامة وثقة بالنفس وقدرتهن على مواجهة المجتمع بعزة وكرامة , هذا المشروع يا نرجس ليس صغيرا وضعنا له رؤية رائعة جدا وحددنا الاهداف وقررنا ان نسمي هذا المشروع الانساني الخيري منزل الكرامة والعزة . نرجس : وانت تقصين علي قصتكن تمنيت كثيرا لو انني املك في سلتي الزنبق لاقدمه لك يا لها من تحديات جميلة تتدفق فيها المشاعر الجياشة لكن قلما يطول الحلم وينقطع معه تلك الاحلام الرائدة واتمنى ان لا تعدن لارض الواقع وتتيقن انه مجرد حلم فنحن ما زلنا في ارض الواقع واود ان اعرف السر الذي دفعكن لهذا العمل والسر الحقيقي ؟ ريما : هذا ليس بالسهل ولكن هنا وعلى هذه الاوراق في حقيبتي كل رؤية المشروع والخطة التي سننطلق منها ونحن واثقات جدا بانه عمل انساني لكم يسبق ان فكر فيه احد وانت تعلمين بان المشاريع التي وجدت هي بيت للايتام وملجا للعجزة فقط ونسوا ان المطلقات والارامل هن من اهم افراد المجتمع اللواتي يحتجن اعادة تأهيل لتكملة طريقهن والبقاء ولان المطلقة والارملة في كثير من الاحيان هي ام ايضا اذا يا نرجس فالام التي كبرت ووضعها اولادها في ملجا للعجزة لانهم لم يقدروا على رعايتها وتحمل المشاق تحتاج لرعاية تصون كرامتها وما بالك بوضع المراة التي تطلق ويؤخذ منها اولادها او تصبح أرملة ويبدا المجتمع في اضطهادها ؟ اين هي من هذا المجتمع ؟ ومن هم اللذين سيفكرون بها ؟ وهل هي قد انتهى مشوارها؟ وكم من المطلقات والارامل هن في ربيع الشباب ؟ الموضوع معقد جدا والحل ان نبدا بهذا المشروع واحتضانهن من جديد هذا مشروع انساني وخيري والسر في هذا المشروع هو كيف سيصبح وحدة سكنية ومن ثم تصبح قرية المشروع كبير جدا يا نرجس ولا اريد ان ارهقك اكثر واعدك حين نضع أول حجر اساس في البناء ستكونين معنا وساخبرك اكثر عن هذه الفكرة التي سترضي الله اولا | |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 7/9/2012, 11:13 | |
| قصة جميلة تجسد العطاء ولا اعلم هل هناك سحر حقا؟ | |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: النهاية 7/11/2012, 10:32 | |
| نرجس: صراخ , أصوات , بكاء, لم يبقى أحد في مكانه , شيء ما يضرب راسي , ياالهي القطار انحدر عن مسربه لا اعرف هل ساموت ! هناك دماء تنزف من راسي ريما تكلمي هل تسمعينني؟ لينا , اين لينا ؟ يا الهي لا اقدر ان ارى وجهها الجميل من الدماء , لا سنموت جميعا بل الجميع مات والباقون ينتظرون الموت , سأحضن بيدي حقيبة ريما فيها أوراق مشروعها . كم هي رحلة الحياة حقيرة تخدعنا حتى يدركنا الموت ومع الموت لن تنفعنا الدنيا وما فيها الا عملنا الصالح كل مولود للموت يولد , يا له من موت يلتصق فيه الرعب والوحشة والسكرات انه قاس كيف المواجهة . لا قدرة على مواجهته اعتقدت ان الموت لا ياتي الا بعد المرض كل واحد في هذه الرحلة اعتقد ان الموت بعيد عنه لن اتكلم بالنيابة عن احد كل واحد يعرف نفسه ومدى قدرته على استيعاب هذه اللحظة على ان افكر بنفسي اين انا ؟ هل ساموت وانا انزف ؟ هل سأدفن ام ستأكل جسدي الذئاب انه الليل من سينقذ الجرحى ؟ هذا هو الواقع فوق كل واقع . البداية لا سلة ورود ولا الشعر الحرير كل شيء تغير او ملامحه تلاشت . اين انا ؟ ما كان ليس وهما ولا تخيلت او كلمة من ألاف الكلمات انه الموت جاء دون علم وكيف نعلم وهو الوحيد الذي يحق له ان ياتي دون اذن او سابق انذار . آه يا ربي انه الموت ليس كذبة , ولا مجرد قصة ولا رواية من الروايات ان الموت يناديني من كل مكان لكن ما زلت على قيد الحياة سأقاوم مهما فرض نفسه علي ليس الان أرجوك يا ربي هناك مستقبل وغد هناك حلم بريء نقي حلم ريما ودينا ولينا . آه الحقيبة , أين الحقيبة ؟ وجدتها الحمد لله انها حقيبة ريما سأبحث عن المشروع اين هو ؟ آه وجدته حمد لله سأضعه تحت وسادتي الان وسأقرؤه لاحقا وريما ستسامحني لانني اطلعت عليه هذا من خوفي عليه حين كانت ريما غائبة عن الوعي . دخل الطبيب وحوله بعض الممرضات واحد الصحافيين وهناك شرطي , الطبيب : حمدا لله على سلامتك يا ريما لقد نجيت من الموت وهذا عمر جديد كتبه الله لك , لم يبق احد على قيد الحياة من ركاب القطار سوى انت وسائق القطار . ولكن نرجس : لكن اذا ؟ الطبيب : ستكملين رحلة الحياة وانت مقعدة قد خسرت نعمة المشي والتنقل ولكن لا تخافي مع الوقت ستعتادين على الاجهزة التي تعينك على الحراك والتنقل . نرجس : انا لست ريما . اين ريما ؟ الطبيب : كيف ؟ انت ريما وجدنا البطاقة داخل الحقيبة التي تحملينها وعلمنا ان لديك اختان اسف لقد فارقتا الحياة في انقلاب القطار . لا ايها الطبيب انا لست ريما انا نرجس بائعة الورد في القطار انا نرجس , ريما فارق الحياة وتكلمت معها لحظة انقلاب القطار ولم تجب على ندائي , توقعت انها فاقدة الوعي , آه يا ويلي وحسرتي عليكم يا ريما ويا دينا ويا لينا , لماذا كتب عليكن الرحيل قبل البدء في أجمل واعذب مشروع انساني ؟ لماذا؟ لن يعرفن مستقبلا ولا غدا يا حسرتي عليهن , لقد جسدن في حلمهن معاني الحب الصادقة والوفاء والعطاء , نعم هن وليس غيرهن أهديتهن الزنبق . ستمر بنا الايام وتنحني الساعات اما ضعفي واعاقتي هذه التي ستلازمني لاتقلاب ثان في قطار الحياة . لكن اعدكن بوعد صادق ايتها الاخوات انه لن يكون هناك جرح بعد الان كل ما حلمتن به تحول لواقع سينطبق علي تلقائيا وعلى كل من يقرا مشروعكن . هل أحسسن بطعم الحياة والسعادة والفرح ؟ لا احد يضاهيهن في حلمهن وتحقيقه كم ابتهجت من شدة فرحتي لقوتهن وأرادتهن. كم شاهدت عيني وسمعت اذني قصصا وروايات في هذا القطار لن أجد بحرا من العطاء الا في فكرهن وهن امواج من الحياء ومليئات بنسمات العطف حلمهن مرسى عطاء خالد للأبد هن حنان كان لا بد ان يغسل هموم الكثيرات . حين احببن سحرتهن الساحرات وحين انطلقن في فضاء الفكر والعطاء تلاشت الصفحات من عمرهن وسابحث لاكمل عنهن كل الاتجاهات وبعد ما قصته علينا نرجس اقول لك عزيزي القارئ انحسر حبر قلمي ولم اعلم بعد ان استطعت ان اقدم لكم الحياة في هذه الصفحات فكل ما مر فيها يشبه كل واحد فيها في حرف او سطر او صفحة وهذه الدنيا ما هي سوى كتاب نقرؤه ومنا من يتشوق أليه وينهيه بسرعة ومنا من يقرؤه على مراحل ومهما طال الوقت سيكمله ويدرك بان الدنيا لخصت في صفحات كل منا واملاها بما يحلو له ولا اعتقد انني نسيت أو قصرت لان قلمي سبق كل اختياراتي وتبعثرت كل استفساراتي وكان الصمت سيدي ومع كل صورة صورتها لكم كانت هناك الآهات ومع كل وردة كانت هناك احلام اما انا فمسحت من قاموسي معنى كلمة الحياة لانها مليئة بالحكايات وكل الحكايات تشابهت ببعض المسميات ومهما زادت القصص او قلت لا اقدر ان اعدكم بانني ساكمل بمسيرة الكتابة عن الحياة لا داعي لان اهرب من الواقع واتحمل نصف المواجع وهناك واقع اكبر من كل واقـــــــــــــــــــــــــع مع حبي لكم في الله خالدة غوشـــــــــــة | |
| | | دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 7/11/2012, 10:58 | |
| تحية طيبة
نرجس بائعة الورود ستقص علينا بعض القصص التي عرفتها في هذا القطار ولكل قصة حكاية ولكل حكاية رواية ولكل رواية بطل ولكل بطل طريق ومحطة يغادر فيها ولكل مغادرة يوجد محطة صعود مرة ثانية , ولكل صعود محطة سبب معروف أو مجهول وجميع الركاب يجهلون الطريق أو على الاقل المحطة المرجو الوصول أليها . --
اختارت نرجس أوائل الربيع و ازهار الربيع التي تنبض فيها حياة رائعة للغاية و الشمس الجميلة وصوت الغديرموسيقى لتبدأ قصتها
ولكن ارادت ان تبيع نوعين من الورد فقط الأول النرجس والثاني الجوري بألوانه وهنا انا اعتقد هناك قطار اخر وقصص اخرى ولا ما اختارات هذان النوعان من الورد فكرة جميلة ان تبيع الورد مقابل قصة من (قصص الحياة)ولو انى قد لا اوافق بعضها ولكن ... اما في المجموع طريقة جميلة والسرد رائع في( نهاية القطار نجد) في نهاية القطار يموت الجميع الا نرجس(الراوية) التى يظنها الجميع هي لينا لانها سوف تكمل رسالتها اما لما مقعدة؟ هذا ما لم اعرفه اما موت الجميع هو بمعنى محيهم من ذاكرتها (ذاكرت الكاتبة وسوف تبحث عن ركاب جدد)على ما اظن.......برأي ابدعتى وليس اكثر | |
| | | عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: رد: رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة 7/13/2012, 03:55 | |
| بعد الأنتهاء من الرواية , لا يسعني القول إلا أنك جسدتي الواقع الذي يعيشه المجتمع بمجموعة من القصص التي قد يراها البعض خيالية لكنها حقيقة , والكون مليء بالورود فكل يقطف كما يشاء , راااااااااائعة روايتك يا خالدة رائعة , وشكرا لكي على قبولك نشر هذه الجوهرة الأدبية . نلتقي في عمل وأبداع أخر لكي إن شاء الله .
سؤال فقط لما صراع الشياطين لم يكن له وردة كما باقي القصص , هل المغزي أن نفرق بين القلوب السوداء والقلوب البيضاء كونها جاءت مع الجوري الأبيض أم لها هدف آخر ؟ | |
| | | | رواية نرجس والقطار , خالدة غوشة | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |