عشاق الشريعة
سعد بن ثقل العجمي
الصبـح بـان ففـرت الظلمـاءُ ** وكـذا الجهالـة إن أتـى العلمـاءُ
العلم نهـرٌ طـاب للـورادِ فيـه ** دعا الغليـلَ إلـى الـرواء المـاءُ
العلـم شمـسٌ يستضـاءُ بنـوره ** العلـم نجـمٌ أصـلـه العلـيـاءُ
العلـم رَوح يذهـب الأحــزان ل ** ـكن إن عتى فعواصـفٌ هوجـاءُ
العلم إن جـاء الصحـاري ساقي ** غدت الصحـاري بالربـى غنـاءُ
العلم يسمو بالرجـال إلـى الـذرى ** حتـى تعانـق مجدهـم أنــواءُ
العلـم ,علـمُ شريعـة الله التـي ** حارت بحسـن نظامهـا العقـلاءُ
يا أيها العشـاق عشـاقَ الشريعـة ** أنـتــمُ لنـوالـهـا أكـفــاءُ
إن كان أهل الشـر عبـاد الخن ** أسـرى تكبـل جسمهـم أهـواءُ
فلأنتم الأحرار من سجـن الهـوى ** تحـدو خطاكـم عـزةٌ قعـسـاءُ
هبوا لحمل العلم فـوق رؤوسكـم ** حتـى تطأطـأ رأسهـا العلـيـاءُ
كونوا أسـوداً للشريعـة كشـرت ** أنيابـهـا لتهابـهـا الأعـــداءُ
كونوا حمـاةً للشريعـة بالنفـوس ** فليـس يحمـي شرعنـا الجبنـاءُ
كونـوا لوجـه الله قُصـاداً فليـ ** ـس يصح في طلب العلـوم ريـاءُ
كونوا سيوفـاً للشريعـة جُـردت ** حتـى يـذل لشرعنـا الكـبـراءُ
كونوا الدماء تسيل من أجل الشري ** ـعـة إن روح العاشقيـن فــداءُ
ياأيهـا العشـاق كيـف حياتكـم ** والدمـع تسكبـه لنـا الـزوراءُ؟
بل كيـف لذتكـم مـعَ إخوانكـم ** وجسـوم إخوتنـا بهـا أشــلاءُ
صبراً عراق فـإن أمتنـا غـدت ** من ذلهـا عـن جرحهـا عميـاءُ
إنـي أراهـا بالدمـاء تضرجـت ** إنـي أراهـا و الذليـل ســواءُ
إني أراهـا عـن شريعـة ربه ** فـي غفلـةً و يقودهـا السفهـاءُ
صبراً عراق فـإن فيك من اللظى ** ناراً يفـر لهولهـا العمـلاءُ
صبـراً عـراق فـإن فيـك مـن ** الرجال ضياغماً تهواهـم الهيجـاءُ
صبراً عراق فـإن فيـك بواسـل ** أنصـار شـرع محمـد البسـلاءُ
هم حاربوا الأعـداء لمـا أقبلـو ** وغدت جمـوع الغاصبيـن هبـاءُ
وسيحرق الباغـي بـإذن الله بـل ** و ستنجلي سحب العنـا السـوداءُ
هـذا إذا نصروا الشريعة إن في ** نصر الشريعة قـوةٌ و مضـاءُ