ألقى المستشار الدولي في شؤون البيئة الدكتور سفيان التل في 16 آذار 2011 في مجمع النقابات المهنية في عمان / الأردن، محاضرة بعنوان طاقة الأمة المهدورة، وقد استعرض في محاضرته مخاطر المفاعلات النووية وسعي الكثير من دول العالم للتخلص من تلك المفاعلات التي باتت تشكل خطرا داهما على البيئة، نظرا للمخاطر التي يمكن أن تنشا عنها، كالإشعاعات الضارة جدا والمواد النووية المشعة والخطيرة.
واستعرض الدكتور التل بعض تلك الحوادث النووية كحادثة ثري مايل وحادثة تشرنوبل وكارثة المفاعل الياباني فوكوشيما النووي الذي تضرر جراء الزلزال المدمرو أمواج تسونامي العاتية التي ضربت اليابان مؤخرا ونجم عنه تلويث لمساحات شاسعة من الأراضي وطال خطر تلك الإشعاعات عدد من دول العالم، مما حدا بعدد من الدول إلى المبادرة بالتخلص من تلك المفاعلات وفي مقدمتها ألمانيا التي وضعت خططا طموحة للاعتماد بشكل كلي على مصادر الطاقة البديلة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2050.
ونوه التل إلى أن البلاد العربية ليست بحاجة إلى تلك المفاعلات الخطيرة، بل هي بحاجة ماسة إلى مشاريع طموحة للاستفادة من مصادر الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
المنطقة العربية والطاقة الشمسية استفاد الإنسان منذ القدم من الطاقة الشمسية، وقد سخرها الإنسان لخدمته واستفاد منها في توليد الطاقة الكهربائية كما هو الحال في الأقمار الصناعية التي تدور حول الكرة الأرضية، ومن الملاحظ أن موقع منطقتنا العربية اكسبها ميزة هامة جدا حيث تتمتع بفترة سطوع شمسية ممتازة تؤهلها لأن تكون في طليعة دول العالم إنتاجا للطاقة من الطاقة الشمسية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و يصل إلى سطح الأرض حوالي نصف كمية الطاقة الشمسية القادمة إليها من الشمس ، و تستقبل الكرة الأرضية خلال ست ساعات من الطاقة الشمسية ما يكفي لسد حاجتها لعام كامل.فشركة عملاقة كشركة جوجل تراهن على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء وتقول أن حرارة الشمس ستجذب استثمارات تزيد عن 85 مليار دولار بحلول 2020
وتبين الخريطة التالية درجات سطوع الشمس على الكرة الأرضية، ومن الملاحظ أن المنطقة العربية تعتبر من أفضل المناطق في العالم للاستفادة من الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من طاقة الرياح.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مشاريع طموحة للاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة ركزت عدد من دول العالم على إنشاء مشاريع لاستغلال مصادر الطاقة المتجددة، مثلا في كاليفورنيا تم تدشين مزارع ضخمة لمراوح الرياح، كما تم الجمع بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كما تم دمج الألواح الشمسية في بناء المساكن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بل أن بعض المصممين يسعون إلى أن تصبح الخلايا الشمسية من ضمن البناء المنزلي، كما في الصورة التالية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كما تمت الاستفادة من الطاقة الشمسية في تشغيل بعض محطات معالجة مياه الصرف الصحي الصغيرة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وقد نوه الدكتور التل إلى عدد كبير من المنجزات والمشاريع للاستفادة من الطاقة الشمسية، كتسيير المركبات والسيارات والسفن وبعض الطائرات والتي تمكنت من التحليق لفترات زمنية طويلة في الجو.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وذكر التل في محاضرته التجربة الألمانية الرائدة للاستفادة من الطاقة الشمسية، حيث أنشأت في عام 2009 محطة والد بوليز قرب برانديز، بقدرة 40 ميجاواط سنويا واعتبرت في حينه أكبر محطة من نوعها في العام، كما أن ألمانيا تبني أكثر من 200 ألف مرآة، ضمن مشاريع أنداسول 1و2 في الأندلس بتكلفة 300 مليون يورو لكل مشروع ويكفي ل200 ألف إنسان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أما في أمريكا الشمالية فقد تم بناء أكبر محطة للقوى الفولتوضوئية وهي مصنع نيليس لتوليد الكهرباء باستغلال الطاقة الشمسية، وذكر التل مساعي الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدعم الطاقة الشمسية، حيث زار العام الماضي محطة ديسوتو نكست جنيريشن ، وأعلن في تموز 2010 عن منح شركتين ضمانات قروض بقيمة ملياري دولار تعملان في مجال الطاقة الشمسية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من المشاريع الهامة لاستغلال الطاقة الشمسية مشروع بارستو / كاليفورنيا، حيث تم تركيب 1800 مرآة ضمن نظام سولار تو لتوليد الطاقة الحرارية أثناء فترات الليل، أما في استراليا فقد أعلن رئيس الوزراء الأسترالي كيفين رود أن بلاده تعتزم بناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، وأن قدرتها ستبلغ ألف ميغاوات باستثمار يبلغ حجمه 4.1 مليار دولار، وهي تساوي ثلاثة أمثال اكبر محطة في العالم لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية, موجودة حالياً في كاليفورنيا .
مرايا القطع المكافئ أسفرت الأبحاث التي تمت حول أفضل الطرق للاستفادة من الطاقة الشمسية بتطوير مرايا القطع المكافئ والتي تعمل على تركيز أشعة الشمس المنعكسة عنها على أنابيب خاصة تحتوي على سوائل، بحيث يتم تسخينها إلى درجة حرارة عالية لاستغلالها لتوليد الطاقة الكهربائية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الدول العربية والطاقة الشمسية وأشار الدكتور سفيان التل إلى أن المنطقة العربية تعتبر من أفضل المناطق في العالم لاستغلال الطاقة الشمسية، فالاتحاد الأوربي باشر دراساته في السعودية، وتدل التقديرات أن الطاقة الشمسية التي تمتلكها المملكة العربية السعودية أكبر من الطاقة الناتجة من النفط ، أما في الكويت فان معدل السقوط الشمسي على البلاد مرتفع، وتبين الصورة التالية معدل سقوط الإشعاع الشمسي سنوياً واللون الأصفر يبين أعلى معدل ويقل تدريجياً مع تحول اللون إلى الغامق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أما في الإمارات العربية المتحدة فقد تم الاهتمام كثيرا بمصادر الطاقة المتجددة وخصوصا الطاقة الشمسية فتم إنشاء مدينة مصدر لتكون أول مدينة خالية من الكربون وقدرت تكاليفها بنحو 22مليار دولار وسيتم انجازها عام 2016 ، ويتم حاليا إجراء الاختبارات من أجل تحديد التقنية التي يجب استخدامها لتوفير 230 ميجاواط من الطاقة، أي 80 بالمائة من الطاقة التي تحتاجها مدينة مصدر، ضمن عقد قد تبلغ قيمته مليارات الدراهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مشاريع لاستغلال الطاقة الشمسية المتوفرة في البلاد العربية أما حول الدراسات التي تم إجراؤها لاستغلال الطاقة الشمسية المتوفر في البلاد العربية، عرض الدكتور التل خريطة شتاينهاغن وعليها المساحات التي تكفي لتزويد العالم، أوروبا، وألمانيا على التوالي ( من وكالة أبحاث الفضاء الألمانية )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كما أن الوكالة الفضائية الألمانية، ذكرت أن الصحراء الجزائرية تحتوي على اكبر خزان للطاقة الشمسية في العالم, وتدوم الإشعاعات 3000 ساعة في السنة وهو أعلى مستوى لإشراق الشمس في العالم، كما أن خبراء شركة سيمنز، ذكروا أن تغطية 300كم2 من الصحراء الكبرى بمرايا شمسية تنتج كهرباء تكفي حاجة كوكب الأرض.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هذا ويعد مشروع تكنولوجيا الصحراء ديزرتك Desertecمن المشاريع الهامة للاستفادة من الطاقة الشمسية، وقد أطلق المشروع رسميا عن طريق 12 شركة أوروبية في 13 يوليو 2009 في ميونخ، ومقترح من مؤسسة ديزرتيك, وتحت رعاية نادي روما, و المركز الجوي الفضائي الألماني ، ومن من بين المشاركين فيه:
مجموعة شركات سيمنز.
دويشه بنك.
شركة ABB
شركة E. ON
وقدرت تكاليف المشروع عند إطلاقه ب 400 مليار يورو ، وقد ذكر هرمان شبر عضو في البرلمان الألماني ( حامل جائزة نوبل1999) ، أن القائمين على المشروع تعمدوا تقدير النفقات اقل بكثير من التكلفة الحقيقية، وبتاريخ 11/11/2010 صرح جونتر اوتينجر مفوض الطاقة في الاتحاد الأوربي عن إستراتجية استثمار ترليون يورو في مجال الطاقة.
الخلاصة
وبناء عليه فان المنطقة العربية تعتبر مصدرا هاما للطاقة المتولدة من الطاقة الشمسية وقد أكد التل على ضرورة المبادرة إلى استغلال هذا المصدر المتجدد من الطاقة، ونقلها عبر شبكة ضخمة من الكوابل إلى دول العالم، كما نوه إلى أن المنطقة العربية تحتوي على أفضل وأجود أنواع السيليكا في العالم وأنقاها وهي ضرورة لصناعة الألواح الشمسية.
التحرير الصحفي والعلمي
المهندس أمجد قاسم
عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]