دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| | الانسان والانسانية المفقودة | |
السلام عليكم اهداء لجميع الاعضاء خاصة الذين يواجهون مشاكل مع الانسانية كل عام وانتم بخير -عيدفطر سعيد
[/center]
قصة قصيرة ( الانسانية و الانسان ) لاح من بعيد و هو يركض على ساحل البحر دون هدف تحت شمس منتصف شهر تموز الحارقة , كان حافي القدمين , قدماه كانتا تحترقان دون ان يعي , تابع الركض و العرق يتصبب من كافة مسامات جسده بغزارة غير معهودة حتى ابتلـّت البدلة الرسمية التي يرتديها ( دون حذاء طبعا ) , لم يتوقف عن الركض المحموم , منظره العام , ملابسه , حاله الغريبة , كلها كانت تدل على انه لم يأتِ الى الشاطئ كي يمارس الرياضة ( لأنه كان يرتدي بدلة رسمية , كما انه حافي القدمين ) وجهه كان شديد الاحمرار بسبب شدة الحرارة , دموعه المنهمرة على وجهه لا يمكن تفريقها عن العرق المتصبب على وجهه , اقترب من إحدى المقاهي المنتشرة على الساحل حيث كانت (منال )المراسلة الصحفية التي تعمل في الصحفية الرسمية ( د ) تجلس في انتظار شخص لتجري معه لقاءاً صحفياً لكنه لم تأخر عن الموعد , لذا , قررت منال البقاء لفترة وجيزة تتمتع فيها بمنظر البحر , نظرت الى البحر ساهمة , و فجأة , وقعت عيناها عليه , أثار مظهره الغريب فضولها فبقيت تراقب اندفاعه نحو البحر و هو بهذه الحال العجيبة , لا تعلم لم شعرت ان عليها ان تسرع لمساعدته , لذلك خرجت بسرعة حتى قبل ان تدفع ثمن القهوة , توجهت الى سيارتها و انطلقت بها مسرعة نحو الساحل حتى وصلت اليه و توقفت امامه ...........عندها فقط , توقف و كأنه لا يعلم ما الذي يحدث له , نظرت اليه و الى الحال الرثة التي هو بها , طلبت منه ان يصعد الى سيارتها و هي تقول : - تفضل و استرح هنا ,عذرا , هل هذه طريقة جديدة للانتحار ؟؟؟ ناولته علبة المناديل الورقية ,نظر اليها شارد الذهن , تناول من العلبة بعض المناديل مسح بها عرقه و دموعه دون ان يجعلها تشعر به , سألها ... - هل يمكن ان اعرف من أنتِ ؟؟ - بالتأكيد , انا منال , مراسلة صحيفة ( د ) الرسمية ... - اذن انت تبحثين عن موضوع للصحيفة , أليس كذلك !! لكن , ما الذي دفعك للاهتمام بأمري ؟؟ - لا طبعا , الموضوع ليس موضوع سبق صحفي لكنها المشاعر الانسانية التي تجمعنا ... - ماذا ؟؟ هل هناك شيء اسمه الانسانية حقا ؟؟؟ - طبعا , الانسانية موجودة داخل كل فرد منا ... ضحك بأعلى صوته لكن منال لم تتحرك , لم تقل شيء , كانت تنظر اليه صامتة ما اضطره الى ان يتوقف عن الضحك , ثم سألها : - ما الذي تريدينه مني ؟؟ - لا شيء , لكن , هل يمكن ان تعرفني بنفسك ؟ .. رد دون مبالاة : - انا عماد , عمري ( 28 ) سنة , اعمل في شركة ... - اعرف انك ستتهمني بالفضول بسبب طبيعة عملي , و ربما تكون محقا في تصورك .. لكن ...! رد عليها مقاطعا حديثها : - لا عليك , اسألي ما تريدين ... - لم انت حافي القدمين , و تركض في هذا الجو الساخن و انت ترتدي بدلتك الرسمية ؟ نظر الى قدميه العاريتين باستغراب , حاول ان يجد تبريرا لهذا الموقف المحرج لكنه عجز عن ذلك , قال لها بخجل : - هل لك ان تساعدينني ؟؟ - بالتأكيد , لكن كيف !! - ان تنقليني الى القسم الآخر من الساحل - لماذا ؟ -لماذا ؟؟ لان سيارتي و حذائي هناك ... حاولت منال ان تقول شيء لتخفي ابتسامتها العريضة من هذا الجواب الغير متوقع لكن عماد لم يتركها تكمل ... - اعرف جيدا طبائع الصحفيين , و ان واثق انك لن تتركينني حتى تعرفي قصتي .. سوف اختصر الطريق عليك حيث سأخبرك بكل شيء و نحن في الطريق الى سيارتي - يبدو انك لا تحب .... لا تحب اللف والدوران , ارى انك شخص صادق - شكرا , ربما لو قلتِ اني انسان ساذج , غبي , اعتقد انه افضل بكثير قادت منال السيارة الى الجهة التي اخبرها عنها عماد و هي تختلس النظر اليه , تنبه الى حركاتها فقال : - اطمئني , سوف أقص لك كل شيء سيدتي , انا لم اعد اتحمل هؤلاء الناس التي يتصفون بصفات الذئاب , في الواقع , لا اعلم من اين ابدأ , عملت ليلا و نهارا كي أقدم لشركتي انجازا نافعا , قدمت العديد من المقترحات لتطوير العمل و رفع كفاءة العاملين , مؤخرا كتبت بحثا موسعا حول تطوير فروع الشركة و اعتمدت على اعز صديق لي في العمل لكي يساعدني قليلا في بحثي , و تخيلي ما حصل !! سرق الملف وقدمه على اساس انه هو صاحب الفكرة , غيره من معارفي طلب ان مني ان اقدم له خدمة مقابل رشوة , غير اني رفضت و طردته فما كان منه الا ان قبل الرشوة و انجز معاملة مزورة , وعندما انكشف امره قال انا الذي اخذ الرشوة فهل تصدقين هذا .. انا الذي اساعد الناس ..احب الجميع و اساعدهم , اواجه كل هذه المشاكل , و ما اخبرك عن جارنا الذي علم بعد زمن طويل من علاقات حسن الجوار , علم اننا ننوي شراء البيت الذي نستأجره فما كان منه الا ان يذهب الى البائع و يدفع له ثمنا اعلى ليستولي على البيت و يحرمنا منه رغم علمه ان امكاناتنا المادية محدودة للغاية و ان ضياع هذه الفرصة منا تعني عدم قدرتنا على شراء مسكن بديل , اضافة الى انه يعلم جيدا كم كانت والدتي تتمنى ان يكون هذا البيت ملك لنا لتقضي بقية ايامها فيه , و هل اخبركِ عن غدر الانسانة التي منحتها حبي و قلبي فكافأتني بالغدر و الزواج من ألد اعدائي ... هل اخبركِ بالمزيد ؟؟ أية انسانية تتحدثين عنها سيدتي , و أي انسان تقصدين ؟؟؟ - انها احداث مؤلمة و مؤثرة فعلا .. لكن لما تفعل بنفسك هذا ! كن صبورا ان الله مع الصابرين -- هناك حدود للصبر لا يمكن تخطيها سيدتي .. - لا ابدا , ان الله يختبر عباده الصالحين , توكل على الله و اترك خلفك كل هذه الافكار السوداء ... عندها اشار عماد الى سيارة و بقربها حذاء و قال - هنا لو سمحتِ سيدتي أوقفت منال السيارة حيث ترجل منها عماد و هو يشكرها عل حسن صنيعها معه , ضلت منال تتمتم مع نفسها بدهشة , هل فقد الناس انسانيتهم حقا حتى يدفعوا بالآخرين لحافة اليأس , بل و الجنون ايضا ؟ و كيف يمكنني تقديم المساعدة و النصح لهم ,,, و هل يمكن ان يكون هذا هو حال الدنيا ؟؟؟ بقلم انوار صفار
عدل سابقا من قبل دكتورة.م انوار صفار في 8/16/2012, 23:03 عدل 2 مرات | |
|
8/16/2012, 22:37 من طرف بثينة الزعبي