العرب والاولمبياد
محسن الصفار
انتهت دورة الالعاب الاولمبية في لندن بكل مراسمها واحتفالاتها ومسابقاتها التي جعلت بعض الدول ترجع وهي تحمل كميات كبيرة من الذهب والفضة والبرونز , وكالعادة العربية الاصيلة خرجت الدول العربية مجتمعة بخفي حنين عدا عن ميدالية ذهبية واحدة وبضع برونزيات وهو حجم لايتناسب مع فرق تمثل قرابة 300 مليون انسان .
ان الواقع الرياضي العربي المؤسف هو نتيجة طبيعية لانعدام التخطيط والاستثمار الطويل المدى حيث يبدا البحث عن الرياضيين عندما يكونون قد بلغوا سن الرشد ومن ثم تدريبهم وهم في سن يصعب عليهم فيها تكييف اجسادهم لمتطلبات الرياضة العالية المستوى ناهيك ان بعضهم يدخل الفرق الاولمبية بالواسطة والعلاقات الشخصية .
خلال دراستي في اوكرانيا التقيت يانا كليتشكوفا البطلة الاولمبية الحائزة على اربع ميداليات ذهبية وسألتها عن سر تفوقها فقالت لي بأن مكتشفي المواهب الرياضية يبدأون البحث من سن الروضة ومن ثم يتبنون الاكثر موهبة ويتم العمل على تدريبهم ليلا ونهارا ويتم وضع نظام غذائي وتعليمي خاص لهم وعلى حسب قولها فانها ومنذ سن السابعة تتمرن على السباحة يوميا 4 ساعات بدون وقفة او انقطاع .
هكذا يا سادة يتم صنع الابطال الاولمبيين وليس بالبركة او الواسطة او الصدفة المحضة او مجرد وجود اشخاص ذوي موهبة عالية جدا بحيث تغطي على نواقصهم التمرينية .
اذا اردنا ان يكون لدينا ابطال يحصدون الذهب فان الطريقة لذلك ليست تجنيس رياضيين من دول اخرى املا في تحقيق الانجازات على طريقة رياضة تيك اوي . فرياضيي الدرجة الاولى لن يرضوا بذلك ورياضيي الدرجة الثانية والثالثة لاخير يرجى منهم .لذا فعلينا البدء من الان في وضع برنامج دقيق لاكتشاف المواهب الرياضية في سن مبكرة وبدء تدريبهم بشكل علمي منظم حتى نتمكن من الفوز في الالعاب الاولمبية بعد 15 سنة او اكثر .
ان عدم التوجه لبرمجة قطاع الرياضة سيبقي لنا الاماكن الاخيرة في الدورات الاولمبية محجوزة وستبقى مشاركة فرقنا مجرد تكملة عدد للرياضيين وتسلية وسياحة وتسوق للوفود المرافقة لهم علما بان هذه الوفود الادارية يفوق عدد افرادها بعدة مرات عدد الرياضيين المشاركين والذين عادة مايخرجون من المنافسات في الايام الاولى وينشغلون هم ايضا بالسياحة .
الرياضة لاتتم بالشعارات ولا بالوصفات السحرية هي بحاجة الى تخطيط وعمل وجهد واستثمار مادي ومعنوي ودعم من القطاعين الخاص والحكومي كي نصل الى مراكز مشرفة في اي مسابقات رياضية