الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

ما زال في القلب بَقية   %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

ما زال في القلب بَقية   %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهندسة والفنون

 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل    دخولدخول        ما زال في القلب بَقية   I_icon_mini_login  

 

 ما زال في القلب بَقية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هديل خميس
عضو جديد
هديل خميس


الجوزاء
تاريخ التسجيل : 16/09/2012
العمر : 37
البلد /المدينة : عمان

ما زال في القلب بَقية   Empty
16092012
مُساهمةما زال في القلب بَقية



ما زال في القلب بَقية

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]




سأخلدُ ذكراك, فلن أسمح لنسيان بأن ينساك.






قصة قصيرة








بقلم : هديل خميس


11-9-2012ِ

تزاحمت الخيوط السوداءُ في وجهي وتشاحنت
لتتسابق أمامي, تخنقني تلك الجدران الكئيبة فباتت تطبق على صدري وتُعيق أنفاسي.
حاولتُ فتح نوافذ الأمل فكانت الرؤية ضبابية والجو غائم .



لكن من بين حبات الألم ظهر الأمل يَلوحُ
بالأفق من بعيد وينادي فأدرتُ رأسي لأُرشده على الطريق, فمسك يدي بشدة جف الدمُ في
عُروقي, ازرقَ وجهي وسرعانَ ما سَرت قشعريرة في جسدي، غريبة الطباع لأول مرة أشعُر
بها كانت تُراقص كُريات دمي قطرةً .. قطرة .. وأنا أتبسمُ دون إدراك لوجه وسيم
الملامح, متناسق الشَعر, أبيض اللون, مُرتب الهِندام لم يعط شكله أي انطباع أنهُ
فقير أو مُحتاج, فقط عابر سبيل ضل سَفَرهُ وأستغاثَ بأول من صَادف, وكنت أنا أول
من وقعت عيناه علي.



امتشقتُ من عطرِه قُبلة ردت لوجنتي ورديتهما,
وسهمٌ انطلق من عينيه غسلني من نظرات البشرِ كُلِها, كفرتُ برجال العالم لابتسامة
داعبت شفاه القمر, رسمت ملامح أُخرى لرقعة وجهه الأغبر.



لم يكن الفصلُ ربيعاً ولا فراشات تطير ... كانَ
أيلولاً حارقاً وشمسهُ المُتعبة من الوقوف في كبد السماء, جو خماسيني خانق مُغبر.



في سويعات حصلَ انقلاب جوي نزعَ أيلول الأسود
رداءهُ وارتدى آذار المُزهر لتنبت الأزهار من شبق الشفاه, يجمع العسلُ من
الإبتسامات, تتسابق الفراشاتُ مع عِطر الأنفاس ثم نُلقي بأجسادنا التعبة في حِضن
الإحتواء لنقف ساعات من الصمت في لحظة اللقاء.



غنت الكمنجات على أعذب الألحان, انحنى
الريحان لرقصة الشفاه، القمرُ ذاب احمرارا, وتمايلت جذور السنديان في الأرض
إحتفالاَ حينما قال لي: (مســـــــــاء الخيــــــــر). قالها ليُغيِرَ حركة سير الدم
في الجسد ويحصل إعلان حالة الطوارئ. ( زائر يطرق الباب ). وما أدهشني في الأمر
أنهُ لأول مرة تتعرقل الكلمات في مسيرها ولم أنطق بحرف صحيح, وكان كلامي عبارة عن
حروف تمشي بشكل متداخل في شارع مُظلم على غير هُدى.. فلهُ جاذبية أقوى من جاذبية
الأرض للأشياء, حتى طارت الحروف في الهواء فما عُدتُ أُميز هل أنا على الأرض أم في
القمر؟؟؟



فبعد أن لملمتُ الأحرف المالظلم والطغيانرة في سماء
الذهول نطقت بجملة قصيرة مفادها: (مسائي سعيد). فسمعتُ لحناَ عربيَ الأثير من شفاه
الياسمين (مساء من أسعد؟؟)



فتداركتُ الموقف وقلتُ له: (أعتذر مساؤك
سعيد) ورجعت ملامحُهُ الهادئه على وجهه كطفلٍ وديع في أول زيارة لهُ للغرباء.



سألني عن الطريق فأشرتُ بيدي هُنا منزلي,
وهناك أقرب فندق. هزَ رأسه ليحرك الهواء المخضَب بعطره (شكراً) وسرقت من ذهولي
ابتسامة وقلت: (عفواً).



عُدتُ للبيت ودخلتُ غرفتي ما كان السريرُ لي
ولا الجدرانُ لي، كلُ شيء مختلف والإضاءة غريبة, أسمع ترنيمات (مســــــــــــــاء
الخير) في كل زاوية من الغرفة. دارت بي الجدران ألقيتُ بجسدي الحالم على السرير
وأنا أتبسم ناظرة إلى السقف لأرى زهوراً تنبت من أعلى وعصافير تغرد وجداول ماء
تنساب هناك. وما إن شقَ النور الظلام حتى
غلبني نُعاس خفيف.



على قارعة الصدف نلتقي نتبادل أقداحاً من
النظرات ونسكَرُ على الإبتسامات حتى أَذِنت لنا الأقدار أن نجلس سويا ونتسامر
فأفضى كلٌ منا حمولة صدره من الكلام وحلقَ بنا في سحابةٍ أخرى لم نعرف لها عنواناً
ولا زمان. فغدونا نلتقي يوميا عبر جهاز الحاسوب على ما يُسمى بالانترنت ووسائل
التواصل الإجتماعي, مما سهل علينا تخفيف إحراج اللقاء وأصبح حكم العادة أن نتحدث
كل يوم والشوق يشُدُ كلاً منا إلى الآخر وينتظرهُ لأنهُ مشتاق له، فيبدأ الحديث
حميمياً عليه نفحاتٌ من العشق الصامت والهروب من المواجهة.



كنتُ أعاتبهُ لِمَ تأخرت؟ لِمَ أهملتَ نفسك؟
لِمَ غلبك النعاس ولم تودعني؟ لِمَ لَم أكن أنا أول المترنمين بصوتك في الصباح؟
لِمَ سَرقتَ عسل الصباح ولم تُسكر صباحي؟ ولِمَ .....ولِمَ....؟؟؟



قطرات المطرهربت من وجه السماء لتسقط على يدي
قطرة.. قطرة.. فجمعتُها وعطرتُها بالحنين, خصبتُها بالياسمين, خضبتُها بأنفاسي
المشتاقة,,,, ثم نثرتُها في سماء الحالمين وقلتُ لها: (اذهبي لمن
غـــــــــــــــاب عني).



كان للمطر جمالٌ آخر, لأول مره أحسُ بمتعة
الرقص تحت المطر ونمشُقُ من المطرِ قُبَل تُشعلُ نار الغد فينا, ونرسم الشِعرِ
بقطرات المطر قصائدَ حُرَة لا حُدودَ لها ولا سماء, ونوزع المطر على الأحباب
ونسابق الأنفاس بالأشواق.



وأصرخ من حناجر المطر آآآآه علَها تُقدمُ لي
عذراً واحداً على اختفائه فقد كنا بالأمس على شرفة المطر نُغني ونشكُلَ الغزل
عقداً نُزينُ به السماء ... واليوم هو خارج حدود الإتصال.



ماذا حصل؟؟؟ أين ذهب؟؟؟ فأخذتُ ألُوم نفسي إن
أخطأتُ بحق الياسمين؟ إن أضأتُ شمعة لعيون الآخرين؟ إن هتف قلبي للغربًاء؟ ....؟؟
لكن العتاب لا ينفع ولا يرجع الغائبين..



قل لي يا قدري من أخطأ؟ قل لي يا زهر
الغائبين هل ذنبي أنك زهرٌ رقيق لا يتحمل برد كانون الثاني؟ قل لي يا شمع الانتظار
أأنتظر أم أقتل الإحساس؟؟



لا أحد يرد على التساؤلات فمُت في بحر الغياب
وشكوتُ ألم الهوى حُمى ضربت جسداً رقيق بكى الدمع بيلساناً وحنين, وأشتكى أمرُهُ
لقاضي الزمن الذي أجلَ موعد المحاكمة إلى فرج الزمان.



مرَ شباط ببردهِ ووحشتهِ كان شاحبَ الوجه,
سيء المزاج, عصبيَ الحسِ مُرَ التقلبات. ضرب شباط وجههُ بحائط الصمت وقال: (أنا
أمتنعُ عن الكلام) ومات شباط في ريعان الانتظار، ليولدَ من بذرة العنفوان زهرة
الربيع وفراشات آذار الذي عاند وجه الأزمات وطارت في سماء الله طالبةً الحياة. لكن
للحياة تقلبات وقال آذار: ( تعبتُ من المراهنات والكذب على حائط الزمان, أنسحب من
معركة الانتظار). ليُسلم راية الأمل لنيسان. نيسان بَلَلَ الدمع بالأقحوان والرقة
بالأحزان. فكان خفيف الوطئ, احترم ضيوف البيت وسار بصمت في كامل العنفوان ليصُبَ نار
اللقاء في رحم أيار الذي ثار بركان انتظاره ليفجرَ شظايا في كل مكان حتى يأتي
بخبرٍ عن أغلى الناس.



فبعد طول غياب جمعهم أيار صاحب الحب
والحنان.. كان العتاب قاسيا, الحضنُ بارداً, الدمع جافاً... يا أيار احضني بقوة
فأنا مِتُ مئة مرة على عتاب الإنتظار. سأفرغ حمولة شوقي في صدرك القاسي, سأقلعُ الدمع
من عيني لأنهُ أضناني, سأدفع فوق عمري عمراً ليزيد من لحظات اللقاء.



أيار ضرب زلزال الأحداث, قلبَ شراع السفينة,
قتل بسمة المحروم, زرع الوحدة في قلوب العذارى, ليخرج مَبلولَ العينين يُلقي
بجسدهِ في أحضان حزيران في كَبدٍ وعناء. ما بالًك يا أيار؟. مات الحلمُ في شهره
التاسع بعدما حملتُه في رحم الصبر تسعة أشهر. وبدمٍ باردٍ طلب مني أن أُجهضَ
أحلامي, ولم يسمح لها بأن تر نور الحياة. نزع عطر اللوز من عروقه, كسَرَ أواني
الذكريات وألقاها في قاع الغياب, حرق كل الصور بقوله لي: (نحنُ أصدقاء).



وبينما حزيران يُكفكف دمعَ الصَدِ قالت له: (أنا
لا أريدُ صديقاً, أريدُ...). ردَّ قائلاً: (أنتِ لا تعرفيني فكيف أنجبت مني الحُبَ).
قالت: (أحبَبتُ قلبك الذي لم تُحبه أنتَ في يوم من الأيام). حزيران شهَقَ في سرِهِ
ومسَحَ عن رأسي غُبار الألم وابتسم قائلاً: (دعيه فوجَعُ الرحيل أسهلُ من وجعِ
الإهمال). فأخذتُ بالنصح وودعتُهُ وكل ما فيِّ
يصرخُ ... ابق قليلاً رُبما تولد فرص أخرى والصبرُ جميل.



لكن قلبي حمّلتهُ فوق طاقتهِ بألف مره
لجمتُهُ بالواقع وقلتُ لهُSad إن كان لا بُدَّ من وجعٍ فليكن وجع الوداع ..). احمل
يا همُّ حقائبك وسافر فأنتهى عصرُ التحمل, وجاءت لحظة الوداع كانت برسالة قصيره
عبر الانترنت خوفاً من المواجهة, رسالة قصيرة لكن كلُ ما فيها يبكيكَ دهراً
كاملاً.



(أعتذرُ منكَ لا بُدَّ من الإنسحاب لأسباب
كثيرة, مع تمنياتي لكَ بالسعادة في حياتكَ من كل قلبي.).



حزيران جلس على باب البيت يُقلبُ الدفاتر
ويُقبل الذكريات بِقُبلٍ حارقةٍ تلسَعُ حِسَ الزمان. تموز لمحَ حزيران يُخفي
دورانهِ حول نفسه بحثاً عن مجهول, فمسكَ يدهُ وقال: (اهدأ قليلاً إن رهنتَ قلبكَ
لشخصٍ لم يُحبك هذا أكبرُ غباء، قف على ساقيك وامسح دمعَ خيبك وقل لي ربٌ كريم).



ومضى
تموز بهدوء يُعكرهُ بعض الأحيان ومضاتٌ من الحنين, لكن سلك طريقهُ لآب صاحب المدِّ
والجزرِ, فيبكي قليلاً ويفرحُ قليلاً أو يتظاهر بالقوة وهكذا تابع دورهُ في مسرحية
الحياة إلى أن سلّمَ مذكراتهِ إلى أيلول وقال له: (عُّدتَ يا أيلول فبِكَ بدأتُ
وجعي وبِكَ أدفُنُ أحبابي). أُحلفُكَ يا أيلول خُذ دوّن ذِكراهُ في ورق العمرِ فللذكرى
احترامُها. وإن أضناك الحبيب فلا تنس طعم العسل لحظة القطافِ ومتعةُ الإبحار دون
شراعِ.






خُذ يا أيــــــــلول مالَكَ, ودع مالي .....


فما زال في القلب بقيةٌ للأحبابِ..ِ






النهاية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

ما زال في القلب بَقية :: تعاليق

دكتورة.م انوار صفار
رد: ما زال في القلب بَقية
مُساهمة 9/16/2012, 22:07 من طرف دكتورة.م انوار صفار
سرد رائع من انثى تصف جوارحها باجمل ما يمكن -اختارت الاحداث وصفت حالتها باجمل ما يمكن الاحداث والتشبية كان رائع ثم
حيث اجتمعا من جديد في ايار
فبعد طول غياب جمعهم أيار صاحب الحب
والحنان.. كان العتاب قاسيا, الحضنُ بارداً, الدمع جافاً... يا أيار احضني بقوة
فأنا مِتُ مئة مرة على عتاب الإنتظار. سأفرغ حمولة شوقي في صدرك القاسي, سأقلعُ الدمع
من عيني لأنهُ أضناني, سأدفع فوق عمري عمراً ليزيد من لحظات اللقاء



ينتهي في انتظاركل شهر وعدم مبالات الرجل لمشاعرها
انثى رقيقة الحس تصف الفصول وحالتها النفسية ورجل لا يبالي واخيرا
قررت العودة للحياة

فما زال في القلب بقيةٌ للأحبابِ


رائعة هديل في وصفك وسردك اتمنى لك الموفقية دوما
..ِ
ميسون احمد
رد: ما زال في القلب بَقية
مُساهمة 9/17/2012, 13:25 من طرف ميسون احمد
جميل جدا
لي عودة باذن الله بارك الله في قلمك يارب
 

ما زال في القلب بَقية

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» رسالة من القلب الى القلب
» خاطرة من القلب الى القلب ...
» "" القلب """
» القلب في خطر
» صوم القلب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهندسة والفنون :: مدونات للاعضاء :: هديل خميس-
انتقل الى: