علينا الطلاق .. لسنا ارهابيين !!!
بقلم محسن العبيدي الصفار
يحكى ان رجلا كان يكثر من الحلف بالطلاق على كل شيئ فما ان يواجه اي موقف كبيرا كان او صغير فكان يحلف بالطلاق على زوجته , علي الطلاق لازم تشرب الشاي, علي الطلاق لم اتأخر , علي الطلاق لا استطيع ان اقرضك مالا, وهكذا دواليك حتى ضاقت زوجته واهلها ذرعا بهذا الامر فذهب ابوها الى القاضي وشكا له انه من كثر مايحلف هذا الرجل بالطلاق في كل صغيرة وكبيرة لم تعد زوجته تعرف ان كانت طالقا ام على ذمته .
احضر القاضي الرجل وصار ينصحه عن عدم جواز الحلف بالطلاق وانه عمل غير مقبول شرعا ولا اخلاقا وانه يعرض علاقته مع زوجته لخطر الوقوع في الحرام وبقي ينصحه حتى ادمعت عينا الرجل ندما على مافعل ولما احس القاضي ان الرجل قد ادرك سوء فعلته قال له :
اتعدني بان لاتكرر هذه الفعلة مرة اخرى ؟
فقال الرجل بكل ثقة :
علي الطلاق ياحضرة القاضي لن احلف بالطلاق مرة اخرى !!!
عندما ظهرت في العالم الاسلامي حركات تبنت القتل العشوائي والتفجيرات العمياء التي غالبا ماتستهدف الابرياء وقامت بذبح الرهائن بشكل مقزز على شاشات التلفزيون ناسبة نفسها ظلما وزورا الى الاسلام العظيم هذا الدين الذي اوصى رسوله قادته في الحرب ان لايجهزوا على اسير او جريح ولا يقطعوا شجرة ولا يهدموا دارا استغلت الدوائر المعادية للعرب والمسلمين وعلى رأسها اسرائيل هذه التنظميات التى ثبت فيما بعد انها على ارتباط وثيق بدوائر المخابرات الامريكية وانها كانت تتلقى الدعم التقني والتسليحي من السي اي اي مباشرة لتشويه سمعة الدين الاسلامي وتصويره على انه دين يتلخص في القتل والذبح وسفك الدماء ليس فيه اي نوع من المنطق او التسامح لايؤمن به سوى جماعة من المتخلفين عقليا الذين لايفكرون ليلا ونهارا سوى في ذبح غير المسلمين وان الفتوحات الاسلامية مثلها مثل غزوات المغول وان الناس لم يدخلوا الاسلام الا بعد ان اعمل العرب فيهم السيف ذبحا وتنكيلا .
وقد سخرت الالة الاعلامية الغربية والصهيونية نفسها لترويج هذه الفكرة خصوصا بعد احداث نيويورك حيث بلغت العداوة للمسلمين والاسلام في الغرب ذروتها وصارت كلمة مسلم ترمز الى كل ماهو قبيح ومنفر في حياة اي انسان .
وطبعا كانت الالة الاعلامية العربية والاسلامية مشغولة بما هو اهم من سمعة الاسلام من راقصات ومغنيات وبرامج لهو وطرب وايضا فسح المجال لبعض المتخلفين عقليا للخروج بفتاوى مضحكة مثل ارضاع الكبير والحرب على ميكي ماوس مما زاد الطين بلة واعطى مادة دسمة للاعلام الغربي للسخرية من المسلمين ودينهم العظيم .
وبلغت القضية ذروتها عندما قررت احدى الصحف الدانيماركية المغمورة الرجوع الى جذر الاسلام الاول وهو الرسول محمد عليه الصلاة والسلام والسخرية والاستهزاء به بصفته مؤسس هذا الدين وان كل مايفعله الارهابيين ماهو الا تطبيق مباشر لتعاليم هذا النبي العظيم .
كان بالامكان احتقار هذه الصحيفة المغمورة التي تطلب الشهرة وكان بالامكان رفع دعوى قضائية عليها وكان بالامكان تسجيل احتجاجات سلمية على مانشرته وكان بامكان استغلال اموال المسلمين شراء 20 صحيفة في الدانيمارك وتخصيصها للتعريف بحقيقة الاسلام ولكن كل هذا لم يحصل بل كان الحل هو هو الهجوم على السفارات واشعال النار فيها ونهب محتوايتها كي نثبت لاهل الدانيمارك وغيرهم ان ديننا ليس دين عنف واننا ضد الارهاب !!! وماحصل بعد قيام شخص مريض في امريكا بصنع فيلم مقزز من الدرجة العاشرة شبيه بافلام البورنو المنزلية الصنع التي تصور بكاميرا واحدة مع ممثلين لايعرفهم احد يهين فيه سيد الرسل محمد كان تكرارا لنفس الحكاية حيث تم مهاجمة السفارة الامريكية في ليبيا وقتل السفير ونفس الشيئ في عدد اخر من دول العالم .
انا مع الغضب لاي اهانة مهما صغرت بحق اي من مقدسات الاسلام وليس الرسول عليه الصلاة وحده ولكن يجب ان ندرك في مرحلة ما ان السفارات ليست قواعد احتلال بل مراكز موجودة على ارض البلد بشكل متقابل ويجب ان تكون لها حرمتها وان احراقها او قتل من فيها ليس من الشجاعة او الرجولة بشيئ بل ان التعرض لها هو عمل خسيس ودنيئ ولايستحق اي احترام او تقدير .
ايها السادة حان الوقت كي نفهم ان ردود افعال كهذه لاتساهم سوى في تثبيت رسالة من استهان بالرسول واعطائه دليلا دامغا يقدمه للاخرين اثباتا لصحة مايقوله وستعقبها مجلات وصحف اخرى في دول اخرى وسنستعدي المزيد من الدول على ديننا دون ان نكون قد جنينا اي فائدة تذكر من هذه التصرفات , انتم لنبيك بان تكون شيئا يفخر به علميا وثقافيا واقتصاديا وعسكريا حتى يفكر من يريد ان يهينك الف مرة قبل ان يفعلها لاأن تحرق سفارة فاذا بالاساطيل الغربية تقف على عتبة دارك وتهدد بقصف اهلك واحبابك علينا التفكير بعقل ومنطق يجعل ردنا ذكيا وحاسما وليس ردا عشوائيا , وكأننا بذاك الرجل الذي يحلف بالطلاق انه لن يحلف مجددا بالطلاق .
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .