مميزات اللغة العربية.
لكل لغة مميزات خاصة بها تبين أصولها وأهميتها وقوة ثباتها وقدرة استيعابها لكل مفردات الحياة ومستجدات الأمور ومظاهر الجمال فيها, وللغتنا العربية مميزات قد لا توجد في غيرها من اللغات وتنفرد بها دون اللغات الأخرى, من هذه
المميزات:-
1) القدم: العربية لغة قديمة, بل سحيقة القدم, فهي لغة أول إنسان وجد علي الأرض, فآدم عليه السلام كان يتحدث العربية , لأن لغته كانت لغة أهل الجنة , وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم " أحب العربية لثلاث , لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي " .
وقدم اللغة ليس قدما تاريخيا أثريا ميتا, بل قدم وجودي حياتي حي, فترى اللغات اليونانية والفارسية واللاتينية قد اندثر معضمها, ونجد أن العربية بقيت مستمرة علي حالها تحمل النبوءات والرسالات السماوية وتشيد الحضارات والمدنيات , ولم يكن قدمها أرضيا بل سماويا يرتبط بالقرآن الكريم الذي كان مكتوبا في الأزل قال تعالى: " بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ".
2) التمام: بلغت من هذا التمام الشمولي الجامع الذي خلا من أي نقص, ولم يكن ناجما عن تطور تدريجي , كما لم يكن ناتجا عن عمل تشكيلي , وإنما كان شيئا ذاتيا مطبوعا نشأت عليه هذه اللغة منذ أن وجدت ولازمها طوال حياتها, وأي وصف بالتمام يفوق وصف اللغة العربية باحتوائها وحي الله وتنزيله, وليس التمام سكوتيا جامدا, ولكنه تمام حيوي يجمع بين الأصالة والحداثة, وهذا التمام يتيح للعربية أن تترجم إليها أية لغة ترجمة عالية تفوق الأصل, غير أنها تحول دون أن تترجم إلى أية لغة, لأن التام قادر لتمامه علي احتواء الناقص , علي حين أن الناقص قاصر لنقصانه علي احتواء التام, ومن هنا كان وجوب تحريم ترجمة القرآن.
3) جمالها: جمال اللغة العربية جمال سبى عقول أهلها فحملوها في أرواحهم وقلوبهم قبل أن يحملوها علي ألسنتهم وأقلامهم , ولقد عرفوا بها أرباب بلاغة وفصاحة وأصحاب بيان وحكمة, ولا يقتصر علي ذلك بل يتعداه إلى خطها الفني العجيب وحسبنا ما خلفه هذا الخط من زخارف ونقوش ورسوم وتزيينات في المصاحف والكتب والحلي والمساجد.
فهي جميلة وهي مرسومة منظورة وجميلة وهي منطوقة مسموعة .
4) القداسة: اللغة العربية لغة مقدسة بل لغة فائقة القداسة, وهي قداسة سماوية مباركة وأرضية مكرمة؛ أما قداستها السماوية فتنبعث من كونها لغة الوحي والتنزيل, فهي لغة الأنبياء والمرسلين منذ سيدنا آدم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم. أما قداستها الأرضية فهي انعكاس لقداستها السماوية , وهي تنالظلم والطغيان من كونها لغة الحضارة الإنسانية المتجسدة في الحضارة العربية في الدين والأدب والعلم والفن ...
5) الخلود: لغة خالدة. وخلودها سرمدي تجددي مبدع , فهو سرمدي لكونه يبدأ بالأزل ويجري في الآن ويصب في الأبد مهيمنا علي الزمان كله. واصطفيت هذه اللغة لتكون أول لغة يتخاطب بها الوجود البشري .. واللغة التي حوت كتاب الله الخالد لابد ان تكون خالدة محمية من الله حماية كتابه. قال تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " هذا الخلود يعني أن العربية غير خاضعة لعوامل الضعف والتحجر والتحلل.
هذا الموضوع منقول للفائدة.
عن عمر هزاوي