محادثات مؤتمر المناخ المقبلة في قطر
الزراعية نت - الاخبار - يعد مؤتمر المناخ من أهم المحطات لوضع اتفاقيات تمكن كل دول العالم من تفادي مشكلات التغيّر المناخي.
شهر يفصلنا تقريبا عن جولة جديدة من محادثات المناخ Cop 18، التي تستضيفها هذه المرة دولة قطر خلال الفترة بين 26 تشرين الثاني وحتى 7 كانون الأول المقبلين، ويتوقع المحللون أن تشهد تقدما جيدا وملحوظا في هذا المسار.
وكانت كريستينا فيجرز مفوضة الشؤون البيئية في الأمم المتحدة، التي تترأس اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ قد قالت في تصريحات صحفية بواشنطن "إن الحكومات تسير في المسار السليم" مشيرة إلى أن هناك "تقدما طيبا ولكن ليس كافيا، نريد مزيدا من الطموح والسرعة الفائقة".
وسجلت في هذا السياق أن "الجهود ما تزال أقل من المطلوب، لكي لا ترتفع درجات الحرارة في العالم بأكثر من درجتين مئويتين مقارنة بعصور ما قبل الثورة الصناعية".
وكان مؤتمر المناخ منذ انطلاقته العام 1994 وما يزال محطة من أهم محطات التفاوض للدول الأعضاء من أجل وضع اتفاقيات تمكن كل دول العالم من تفادي مشاكل التغيّر المناخي التي باتت في تصاعد كل عام.
وكان وزراء البيئة من مختلف أنحاء العالم قد أنهوا اجتماعهم التحضيري لمؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية بكوريا الجنوبية، الذي استمر منذ الحادي والعشرين وحتى الثالث والعشرين من الشهر الحالي بمدينة سول؛ وهي مباحثات غير رسمية شاركت فيها مجموعات التفاوض من الاتحاد الأوروبي أو مجموعة الـ 77 والدول الأقل نموا ومجموعة الجزر الصغيرة وغيرها.
وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت الأسبوع الماضي أن الصين، أكبر مسبب لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في العالم، أبرمت اتفاقا للعمل مع الاتحاد الأوروبي على خفض الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري من خلال مشاريع تشمل تطوير الأنظمة الصينية للاتجار في الغازات المسببة للظاهرة.
وكان الاتحاد الأوروبي يختلف كثيرا مع الصين، بسبب سياساتها البيئية، بيد أن مفوض شؤون التنمية بالاتحاد الأوروبي أندريس بيبالجز ووزير التجارة الصيني تشين ديمينج وقعا حقا اتفاق تمويل يشجع فكرة التحول إلى اقتصاد يعتمد على قدر قليل من الكربون وخفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري في الصين.
وصرحت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المناخ كوني هيديجارد أن اتفاق التمويل الصيني يعد خطوة مهمة لتعاون أوثق باتجاه إقامة سوق دولية قوية للكربون. وقالت إن الاتحاد الأوروبي لديه "خبرة قوية" في مكافحة التغير المناخي وسيشرك الصين في هذه الخبرة.
وسيسهم الاتحاد الأوروبي بمبلغ 25 مليون يورو (33 مليون دولار) ومساعدة فنية على مدى أربع سنوات لثلاثة مشاريع تهدف لخفض انبعاثات الكربون.
إلى جانب المساعدة في وضع أنظمة الاتجار في الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتنفيذها بالصين، سيساعد المشروعان الآخران المدن الصينية على الاستفادة بأقصى درجة ممكنة من الموارد المتاحة، وخفض تلوث الماء والتلوث الناجم عن المعادن الثقيلة، وإقامة مشاريع لمعالجة النفايات.
وكانت مفاوضات المناخ الأخيرة التي عقدت في "دربان" بجنوب أفريقيا قد انتهت على الاتفاق لإنهاء مسارين يتعلق أحدهما ببروتوكول كيوتو والثاني باتفاقية ملزمة وطويلة المدى حول التغير المناخي.
ويقرر المشاركون في الاجتماعات التي تنطلق في الدوحة، سبل تمديد العمل ببروتوكول كيوتو لفترة تمتد بين خمسة وثمانية أعوام. وسيكون التمديد بمثابة جسر حتى يتم التوصل إلى اتفاق ملزم قانونا بشكل أكبر في العام 2015 يحظى بتأييد كامل من جميع الدول بما في ذلك المترددة منها مثل؛ الولايات المتحدة والصين.
وسيشارك نحو 17 ألف شخص في المؤتمر، يمثلون 194 دولة، بالإضافة إلى أكثر من 7000 عضو في المنظمات غير الحكومية وحوالي 1500 صحفي، بما في ذلك 100 محطة تلفزيونية.
ويذكر أن التوجه نحو تطوير الصناعة في الأعوام الـ150 الماضية، أدى إلى استخراج وحرق مليارات الأطنان من الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة. هذه الأنواع من الموارد الأحفورية أطلقت غازات تحبس الحرارة مثل ثاني أكسيد الكربون؛ وهي من أهم أسباب تغير المناخ. وتمكنت كميات هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، ولكن إن أراد العالم تجنب العواقب الأسوأ ينبغي لجم ارتفاع الحرارة الشامل ليبقى دون درجتين مئويتين.
وإذا تقاعس العالم عن التحرك لكبح سرعة عواقب التغير المناخي يتفاقم عدد البشر المهددين وترتفع نسبة الأنواع المعرضة للانقراض من 20 % إلى الثلث، بينما من المتوقع أن تؤدي العواقب المالية للتغير المناخي إلى تجاوز إجمالي الناتج المحلي في العالم أجمع مع حلول العام 2080.
اعداد
م.ميس حسن المغربي