تقاليد الحمامات الشعبية في حمص.
كان حمام السوق ضرورة اجتماعية لكل الناس حيث لم تكن هناك حمامات بيتية وكان البعض يتخذ من الحمام مكانا أثيرا لسهرات دافئة خاصة في ليالي الشتاء حيث يرقصون ويغنون متخذين من أدوات الحمام مثل ( الطشت) او (الجنطاس) آلات موسيقية ومن الاهازيج والاغاني التي كان رواد الحمام يرددونها :
يا رايحة على الحمام خديني وراك *** لحمل لك البقجي وأمشي وراك
وان كـان ابوكى مـا عطــاني ياكي *** لعمل عمــايل مــا عملــــها عنتر
واذا كان ارتياد الرجال لحمام السوق يتسم بالعفوية وعدم الاعداد المسبق فالامر مختلف لدى النساء فقد كانت المرأة ترتاد الحمام مصطحبة بناتها وأطفالها وزوجات أبنائها - الكنائن - أو قريباتها وجاراتها ولا تنسى المرأة الذاهبة الى الحمام أن تحضر معها أدوات الحمام حيث تتأبط ( الطشت) او ( الجنطاس) واضعة فيه الترابة الحلبية والمشط يسمى (منشفة صوان) و (منشفة قصب) و(منشفة خابية) وغيرها .
وكانت الحمامات أيام زمان تعمل منذ المساء وحتى ظهيرة اليوم التالي للرجال ومن فترة اظهيرة الى العشاء للنساء وكانت تتوالى ادارة الحمام بالنسبة للنساء امراة تدعى المعلمة تساعد (الأيمة): وهي التي تغسل النساء و( الناطور) التي تجلب المناشف وتخدم المستحمات وتنظف الحمام بعد خروجهن وكان الدخول الى الحمام يتم لقاء أجر يقال له (وفا الحمام).
وكثيرا ما كان يحضر الرجال الى الحمام والنساء مازلن يغتسلن الأمر الذي تضطر فيه (المعلمة) الى الاسراع باخراجهن ، ومن العادات التي كانت تتم في الحمام أيام زمان أن المرأة اذا أرادت أن تخطب لابنها تذهب الى الحمام لتشاهد الصبايا لكي تختار منهن الممشوقة القوام والخالية من العيوب وكانت النساء يصطحبن أولادهن الصغار الى الحمام ومن طرائف ذلك ان احداهن قد تصطحب ولدا كبيرا الأمر الذي يثير غضب الاخريات في الحمام فيطلبن من امه اخراجه بالمعروف قائلات لها ( خزات العين ليش ما جبتي ابوه كمان ) فاذا لم تخرجه بالمعروف أقدمن على ضربه بالجناطيس (والجنطاس هو الوعاء الذي يستخدم في الحمام لصب الماء)
ومن المناسبات التي كانت تقام في الحمام تلبيسة العريس التي كانت تقام باحتفالية خاصة حيث يأتي أقارب العريس واصدقاؤه ومعهم العريس في الوقت المخصص للرجال ليلا فيغتسلون بين المزاح والتعليق والمداعبة ويمضون سهرتهم على هذا الشكل مرددين الاغاني الشعبية والاهازيج.
اضافة الى تلك الحمامات التي ذكرناها عرفت حمص حمام الباشا الذي لا يزال قيد العمل الى الآن و (حمام الذهب) في منطقة الزاوية و(حمام السراج) في الورشة و (حمام الجديد) مقابل الجامع النوري الكبير و(حمام سيدنا خالد) جانب مسجد الصحابي خالد بن الوليد و (حمام المسدي) في شارع جمال الدين و (حمام الزهور) خلف حمام الصفاء و (حمام الدالاتي) بالميدان و(حمام الفرج) قرب القاعة وهناك (حمام الشهاب) وهو من الحمامات المملوكية التي اشتهرت في حمص ، هدم في نهاية القرن الماضي وورد له وصف في مخطوطة آل الزهراوي - وجميع الحصة العامر الداير الكاين باطن حمص المحروسة بمحلة باب هود المعروف بحمام الشهاب المستمل على نحاس واقميم ومنافع ومرافق شرعية وما يحتاج اليه الحمام المذكور وشهرته في مكانه تغني عن تحديده
حمام العصياتي
1- حمام الباشا : ويقع في شارع أبو الهول وبالتحديد على الضفة اليمنى في أولها ويأتي بالدرجة الثانية .
2- حمام العصياتي : الذي يقع في الحي الشرقي قرب جامع له نفس الإسم ويعتبر حماماً أثرياً قديماً
3- الحمام الصغير : مايميزه هو موقعه وطريقه وبنائه فهو مبني على أرض منخفضة كأنها وحدة ينزل إليه بدرجات وهو يتوسط سوق التجار والصاغة .
وهناك حمامات توقفت عن العمل نهائياً ولكن اسمها مازال موجود في ذاكرة الكبار من الحمامصة :
1- حمام التجار : وموقعه في شارع القرابيص .
2- حمام الذهب : في جنوب شرق حمص .
3- حمام النزهة : ويقع قي حي البغطاسية
أما إذا تحدثنا عن الحمام بأقسامه فهو يتألف من ثلاثة أقسام :
- القسم البراني : وهو المكان الذي يستقبل فيه الزبائن فيقومون بخلع ملابسهم وتسليمها لرجل بما فيه من أموال وبطاقات شخصية فيؤتمن عليها .
- القسم الوسطاني : يعتبر للراحة بين البراني والجواني .
- القسم الجواني : وهو المكان الذي يتم فيه الإغتسال.
4- الحمام العثماني :
مازال حتى وقتنا هذا متعة للناظرين ينشر البهجة والسرور في نفوس الزائرين ويقع على مقربة من حمام الباشا في سوق الصاغة . هذا الحمام مازال يستقبل الزبائن حتى وقتنا الحاضر وله شهرة واسعة في حمص أما الحمامات التي بقيت حتى الآن قد توقفت عن العمل .