امواج من قاع البحر
كانت تسير على ساحل البحر ,فتاة في اوائل العشرينات من العمر كانت تبدو غاضبه وحزينة ,لا اعلم لما جلبت انتباهي
كانت ترتدي ملابس بسيطة جدا ولم تهتم بمنظرها الى حد كبير ,كنت اراقبها طوال الوقت ,لم يكن فضول بل شعرت
انها بحاجة الى مساعدة ,ثم شاهدتها تضرب قدميها بقوة على الرمال ,اقتربت منها مبسمه سلمت عليها
سالتها ما الذي يزعجك
هي :اشعر اني لا انفع لشئ
انا:كيف يعني لا تنفعين؟
هي:انا فاشلة بكل شئ
انا:كيف عرفتي؟اقصد كيف عرفتي انك فاشلة؟
هي :كل معدلاتي اقل من المستوى
انا :ربما لا تحبين المواضيع العلمية ...هل جربتي الادبية..او الفنية ؟
هي:لا ادبية ولافنية ولاالعلمية ولا لغات ولا حتى طبخ؟؟
انا:ابتسمت قائلة... ولا شئ
هي :لك الحق تبتسمين الم ..اخبرك لا اجيد شئ
انا :طيب ما رأيك بالاعمال اليدوية مثل الخياطة والتطريز
هي :هذه الاعمال اكثر شئ امقتها , ولا اطيقها
انا :لا بد وان يكون هناك شئ تحبيه
نظرت الي بشكل ثم رأيتها في عينها نظرت تحاول ان تستهزئ من كل شئ ...وعندها قالت انا احب الامواج!!!
قالتها بتحدي وهي تنتظر ردة فعلي
نظرت اليها بهدوء ,ثم اكملت بجدية... رائع اذا وجدنا الحل! ..ابحثي في الامواج
هي :ا تسخرين مني!!
انا:اكيد لا ..ولكن انظري الى الامواج كيف تكافح كي تصل الى اليابسة وتحمل معها انواع الاصداف الجميلة
الم تلاحظي هذا........قلت هذا وانصرفت تركتها بوجها المبهوت وعينها التي كانت تحدق لى وابتعدت
وعندما ابتعد كثيرا التفت كي القى نظرة اخيره اليها قبل الانصراف ,وجدها تجمع الاصداف ..
شعرت بسرور وتركت المكان
بعد مرور سنتان
طلبت احدى صدقاتي مرافقتها الى محل لصنع انواع رائعة من الاسوار والاكسسوارات كنت ارغب
بالممانعة ولكن وجدتها تصر ,وقالت لي هذه المرة الثالثة التي اطلب منك المرافقة وانت ترفضين !!
لذا احرجت ورافقتها ..
بعد حوالى نصف ساعة وصلنا الى المحل كان جميل جدا مملوء بانواع الاصداف ال مطليه باشكال جميلة
جدا وهناك عاملتان تقومان بالبيع وخدمت الزبائن , وبينما وانا اتفحص احدى الحلى المطلية باللونين الابيض والازرق
قلت كم هي رائعة !!
سمعت صوت رقيق من خلفي يقول ,هي رائعة ولكن ليس بروعتك !!
احببت هذا الاطراء ...لذا التفت كي ارى من هي صاحبت هذا الصوت الرقيق والكلمات الجميلة
وجدت فتاة انيقة وجذابة في كامل اناقتها وتضع المكياج بشكل خافت ورقيق .. مبتسمة . قالت لم تعرفيني اكيد...؟؟
قلت لها :على الفور ...رغم انك اصبحت رائعة الجمال ولكني عرفتك (فتاة الامواج) اليس كذلك
قالت: نعم وهذا بفضلك ...
قلت لها:الفضل دوما الى الله, نحنا لسنا سوى واسطة ولكن.ز اخبرني كيف وصلت الى هذا؟
قالت :طبعا سوف اخبرك سنتان وانا اتمنى ان التقي بك من جديد
طلبت من احدى العاملات ان تجهز لنا ركن هايء للجلوس وان تجلب القهوة والحلويات
جلسنا انا وصديقتي وهي ,رغم ان صديقتي حاولت الانصراف اولا ولكن هي منعتها
(قصة سلوى)
انا سلوى الفاشلة ..هكذا كنت دوما وكان الجميع ينادونني فاشله في كل شئ
ولان الجميع كان يكرر هذا كنت فعلا افشل في جميع الاعمال حتى عندما اساعد والدتي بالمطبخ كنت اخرب كل شئ يوم بعد يوم كان تتزايد الانتقادات من حولي
وانا ازداد فشل وكأبه,ولا مرة في حياتي احد تكلم عني بايجابية , الى ان التقيت بك
في ذلك اليوم الرائع كنت في قمت الاحباط ...وكنتي انت في قمة السعادة
واخيرا تحديتني بعينك وتركتني ...فكرت بكلامك مليا..ثم جمعت قواي
وجمعت معها كمية كبيرة من الاصداف وبقيت الى ساعة متاخرة , حتى عند عودتي الجميع وبخني
ولكن..........نعم لم اسمع ولا شئ من كلامهم ,والاهم بقيت سهرانة الى الصبح اصنع انواع من الحلى
وفي لاصباح الباكر قررت ان اعرضها على احدى المحلات القريبة من بيتنا ,وعند عرضها قال البائع
لا بأس بها ولكن اتركيها وسوف ارى هل لها زبائن ام لا وبعدها ادفع لك ..وقال عودي بعد كم يوم
وعند عودتي بعد 3 ايام وجدته يصرخ اين ذهبت كل هذا ..استغربت وقلت له لما ..ما الامر قال لي
الحلى بيعت جميعها ويجب ان تجهزي طلبية جديدة ...لم اصدق ما اسمع ,وصرت ابكي كالمجانين
وهو مستغرب لما البكاء يا ابنتي ..نقودك موجودك واعطاني كمية لا بأس بها من النقود
في بادئ الامر لم يصدقني احدا في البيت ,ولكن سرعان ما اصبحوا يفاخرون باعمالي
خاصة بعد ان اصبحت تجلب الكثير من النقود الى درجة فتحت محل صغير في بادئ الامر
وخلال سنتان وصلت الى هذا المحل وعندي مشاريع اخرى اتمنى ان اقوم بها
كانت تتكلم بطريقة جميلة ولبقة ...ولكن كانت تحرك يداها كثيرا وهي تتكلم ...و كأنها هي لم تصدق
الى اي مكان وصلت ...ولكن البهجة كانت لا تفارقها
صديقتي كانت تنظر اليها ولي باستمرار وكأنها لا تصدق ما تسمع
اما انا لم اشعر بحياتي بسعادة تفوق هذه السعادة شعرت بداخلي بالرضى والطمأنينة
قلت لها نعم عزيزتي( حيث مسافة المئة ميل تبدأ بخطوة )
وبالارادة نصنع المستحيل
انهينا حديثنا وعدتها ان ازروها بين حين واخر خرجت وبيدي العقد وكنت فخوره بها
السعادة كادت تغمرني ليس لاني اعتقدت اني السبب لوصلها لهذا...
لا طبعا بل لاني كنت واثقة الله اختارني كي اكون السبب ولهذا شكرت الله لاني
كنت المختارة!
بقلم انوار صفار
2/17/2013, 23:02 من طرف بثينة الزعبي