من قصص الحب والغرام لبني عذرة: بثينة عشيقة جميل.
ومن بني عذرة بثينة عشيقة جميل يذكر أنها دخلت على عبدالملك بن مروان ، فقال لها : يا بثينة، ما أرى فيكِ شيئاً مما كان يقوله جميل . فقالت : يا أمير المؤمنين ، إنه كان يرنو ( ينظر ) إلي بعينين ليستا في رأسك !! قال : فكيف رأيته في عشقه ؟ قالت : كان كما قال الشاعر :
لا والذي تسجد الجباه لـه
مالي بما تحت ذيلها خبرُ
ولا بفيها ولا هممت بهـا
ما كان إلا الحديث والنظرُ
ومما ذكر عن الحب العذري لغير بني عذرة:
خرج سليمان بن عبدالملك ، ومعه يزيد بن المهلب فدخلا إحدى مقابر الشام لحاجة ، فإذا امرأة جالسة على قبر تبكي يقال لها لطيفة الحدانية - تزوجت ابن عم لها فولعت به ولعاً شديداً ثم مرض ومات فاستولى عليها الحزن - قال سليمان ، فاستشعرتنا فرفعت وجهها ، فإذا به كالشمس ، فوقفنا في حيرة ننظر إليها . فقال لها سليمان : من أنتِ ومن ذا الذي في القبر ، فأطرقت رأسها ولم تجب ، فأعجب بها سليمان . فقال لها يزيد يا أمة الله ، هل لكِ في أمير المؤمنين بعلاً ، ( زوجاً ) فنظرت إلينا ثم أنشأت تقول :
فإن تسألاني عن هـواي فإنـه
يحُلُ بهـذا القبـر يـا فَتَيانـي
وإن تسألاني عن هـواي فإنـه
مقيم بحوضي أيهـا الرجـلان
وإني لأستحييه والتـرب بيننـا
كما كنت أستحييه وهو يرانـي
أهابك إجلالاً وإن كنت في الثرى
وأكره حقا أن يسـؤك مكانـي
فنظر سليمان ليزيد وقال : هكذا يكون العشق يابن المهلب .