البيت الذى غير حياة مصممه ... وغير عمارة العالم

البيت الذى غير حياة مصممه ... وغير عمارة العالم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من النادر أن ينشئ المعماري مبنى يصبح ايقونة شهيرة في مرحلة من حياته المهنية ، ويصبح الأمر أكثر غرابة عندما يحدث هذا بينما لا يكون بالكاد قد تجاوز سن ال ٣٠ بقليل. ريتشارد ماير ( Richard Meier ) كان فى 31 من عمره عندما أبدع هذا التصميم لـ "بيت سميث" ( Smith House ) في دارين بولاية كونيتيكت، أنه واحد من تلك المباني التي - بالإضافة إلى منزل "تشارلز غوثمى" ( Charles Gwathmey's house ) الذى بناه لوالديه في لونغ آيلاند و"بيت روبرت فنتوري" ( Robert Venturi's house ) الذى بناه لأمه في تشيستنت هيل، قرب فيلادلفيا - فكونوا مجموعة من المبانى التى جاءت مرة واحدة لتعمل حراك غير مسبوق في مهنة الهندسة المعمارية وتعيد تعريف العمارة الأمريكية لهذا العصر بالكامل. فليس فقط كل الطلاب فى مجال الهندسة المعمارية في أواخر الستينات وأوائل السبعينات يعرفون "بيت سميث" ،ولكن كل شخص لديه مهتم بالعمارة والتصميم على ما يبدو يعرفه ايضا.

وعندما فاز ماير بالتعاقد لتصميم ذلك البيت في عام 1965، كان ماير يدير شركته الخاصة التى إفتتحها منذ سنتين فقط حينها بعد تتدربه في إستوديو مارسيل بروير ( Marcel Breuer ). فيقول ماير : "بيت سميث كان مشروع الميلاد بالنسبة لي" ، ويعترف ماير اليوم. "هذا البيت سمح لي بتوضيح بعض الأفكار التي كنت قد بدأت فى إعتناقها مثل التوازن بين حيز العام والخاص".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في الواقع، وإلى حد كبير نتيجة لهذا البيت وصل ماير إلى مستوى من الشهرة في السنوات المبكرة من حياته والتي تجاوزت العديد من المهندسين المعماريين لجيلاً أو أثنين أمامه ، وهذا الوضع تركه مع مشكلة غير عادية : كيفية الحفاظ على مصداقيته في عالم التصميم الخطير في خضم تزايد شهرته ؟، ليشكل تحديا لأى مهندس معماري لديه عزيمة ماير ليكون احترامه لعمله ، وليس لمجرد سمعته.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الكثير من القصص المهنية لريتشارد ماير لاحقاً كانت حول محاولته للرد على التحدي والذي نجح "بيت سميث" فى وضعه عند قدميه. فهى محاولته التصميمية التي لاقت نجاحا، فكان على عكس العديد من زملائه ، قد إستطاع أن ينتقل بأمان وبسهولة من حجم أعمال تصميم المنازل والذى بدأ به ممارسته المعمارية لنطاق أوسع من مباني مدنية وتجارية كبيرة. أعماله الكبيرة تلك بدj منسجمة مع دورها في المدينة ، ومصممة لتتقوم بمثل هذا الدور ، فلا تشعر إنها مباني إستعراضية كبيرة جدا عن حجمها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ولكن النجاح الكبير فى المسيرة المهنية لماير كمهندس معماري يعمل على مشاريع ذات حجم كبير كانت بداية من مقر تشانال بلس ( Canal+ Headquarters ) في باريس، وصولاً للمبانى المدنية مثل قاعة مدينة لاهاي والمكتبة المركزية ، وإن وهى الأعمال التى وضعت تحت أضواء شهرة غير عادية : والتى تعتبر النقلة الثانية، والبصمة الجديدة فى أعماله الهامة ، وليكوّنوا جميعاً مصدراً لمعظم الحركات المعمارية التي برزت بعد ذلك.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وجمال التكوينات فى "بيت سميث" ، يأتى من هذه الشبكتة الرائعة من الزجاج -- فهى تبدو كأنها إطاراً نمطياً أكثر من إنها تعبيراً عن الهيكل الإنشائى -- إنها مجموعة العناصر التى تجدها دائماً فى أعمال ماير من البداية دوناً عن زملائه، وحتى الآن ، وبعد مرور ثلاثة عقود ، فإنها تجسد عنصرا أساسيا لجودة جميع أعمال ريتشارد ماير المعمارية : فهى قوية وذات جاذبية حسية.لم يكن مسغرباً أن يكون مشروع بيت سميث أحد المشاريع المختارة التى نال عنها ريتشارد ماير جائزة بريتزكر للعمارة ( Pritzker Prize ) الجائزة الأرقى فى مجال الهندسة المعمارية عام 1984.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]