متحف كانكون الغارق في أعماق الكاريبي مع الصور.تخيل نفسك تتجول في متحف غارق في أعماق الكاريبي، متحف متكامل مخبأ تحت البحر تسبح حوله الأسماك الملونة وتنمو حوله الأعشاب المرجانية ومخلوقات بحرية لا نعرفها.
تقوم فكرة متحف كانكون الغارق على عرض مجموعة كبيرة من التماثيل قبالة ساحل جزيرة دي موخيريس de Mujeres في المكسيك، وهي الفكرة التي أشرف عليها الفنان البريطاني Jason deCaires Taylor، وقد بدأ المشروع في نوفمبر 2009 مع وضع مائة تمثال في المياه الضحلة قرب تلك الجزيرة صور ، والتي كانت قد تضررت في وقت سابق بسبب العواصف الشديدة، وتم تثبيت مئات التماثيل الأخرى ليصل عددها إلى 400 تمثال يتراوح حجمها بين مترين إلى ستة أمتار، وهي مصنوعة بطريقة متطورة من مواد معينة لا تؤثر على النظام البيئي، فهي تقاوم مياه البحر لمئات السنوات دون أن تتأثر، لأن المادة المكونة لها ذات رقم هايدروجيني متعادل كي تتوافق مع طبيعة مياه البحر ولتنمو عليها الأعشاب البحرية فتعطيها شكلاً طبيعياً، كما أن هذه التماثيل لها تجاويف تشكل بيئة آمنة لتكاثر الأسماك.
منذ فترة قريبة كان هذا خيالاً يراود كثير من الناس، وقد أصبح هذا الخيال ممكناً بعد أن صار البحر الكاريبي موطناً لأكبر المتاحف الغارقة في العالم ، حيث تم تثبيت مئات التماثيل تحت البحر متمثلاً ذلك في متحف كانكون Cancun الذي أقيم تحت الماء بالقرب من أكثر الأماكن جذباً للسياح في المكسيك، وهي جزيرة كانكون، والتي تحتوي وحدها على 146 فندقاً ويزورها ملايين السياح سنوياً.
الأسماك والأعشاب تضفي جمالاً على قطع المتحف
كأنها حياة انقرضت منذ آلاف السنوات بهذه المنطقة
تماثيل المتحف عبارة عن ثلاث مجموعات؛ كل مجموعة توضع على عمق معين في مكان يبعد عن المجموعات الأخرى، ولا تقتصر زيارتها كما يتوقع الجميع على من يقوم بالغطس، وإنما متاحة لجميع السياح حيث يقومون بزيارة المتحف بواسطة قوارب لها نوافذ وقاع زجاجي يغوص تحت الماء، وتبدو التماثيل كأنهم بشر غرقوا بهذه المنطقة منذ آلاف السنوات وتجمدت أجسادهم وحولهم بقايا أمتعتهم، وما يساعد على روعة المتحف هو ذلك الجمال الطبيعي المجاني من ألوان متنوعة للشعب المرجانية التي تضفي جمالاً ورونقاً على جو المتحف، وحتى الآن يجذب المتحف 300 ألف سائحاً.مجموعة من التماثيل قبل تثبيتها بالأعماق
جاري الآن العمل على المرحلة الأخيرة في المتحف في 2012 وهي دعوة الفنانيين العالميين من كل دول العالم للاشتراك في وضع لمساتهم في المتحف بتماثيل وأفكار جديدة، ليكتمل المتحف على مساحة 420 متراً مربعاً من قاع البحر وبوزن 180 طناً من التماثيل، ليكون أكبر متحف غارق.
الغواصة ذات القاع الزجاجي التي يغوص في أعماق الكاريبي
المتحف الغارق في كانكون ليست هو الوحيد في العالم وإنما يخطط القائمون عليه ليكون الأكبر.