تأثير الضوء على نفسية الانسان - تاثيرات البيئة على نفسية الانسان
يتكيف جسم الإنسان مع البيئة الخارجية ، والضوء شيء منها . تلعب الغدة الصنوبرية دورا مهما في هذا التكيف ، وهي تقع تحت سطح المخ وعند قاعدته ، وتفرز هرمونا يطلق عليه بـ ميلاتونين ، يزداد هذا الإفراز كلما تلاشى ضوء النهار وقصر ، فيكون الإفراز في الشتاء اكثر مما تكون عليه في الصيف
، ويمكن قياس حساسية المرء للضوء من خلال كمية الهرمون الذي يفرز في جسمه ، فكلما زاد الهرمون كلما أعطى الجسم مؤشرات لمرض الكآبة , يشعر الإنسان بضيق يشبه الكآبة عند الغروب ، والسبب يعود إلى زيادة إفراز تلك الغدة وقد اتخذت طرق مختلفة لعلاج مرض الكآبة وذلك باستعمال نسب عالية من الضوء تعادل 10 أضعاف الضوء المستعمل في المكاتب ،
وذلك لعلاج المصابين بالكآبة يوميا ، عنها يشعر المريض نتيجة لذلك بالراحة وزوال المرض . أشار الباحث دانيال كربك بان مرض الكآبة يزداد في الشتاء اكثر من الربيع ، لأن ليل الشتاء أطول ، ونتيجة لذلك يتعرض الإنسان إلى فترة أقل للضوء . ولو قارن دانيال بين الشتاء و الصيف لكان أكثر دلالة ، وقد يكون لبرودة الشتاء بشكل غير مباشر اثر في مرض الكآبة ، لان الإنسان يقبع في البيت فترة أطول طلبا للدفء ،
أما في الفصول الأخرى فإنه يذهب إلى أماكن التسلية ، كالسباحة ، والتنزه في الحدائق ، وزيارة الأصحاب …الخ ، مما يضفي على تلك النشاطات والعلاقات الاجتماعية نوعا من الراحة والاستجمام الذي يبدد الشعور بالكآبة . هناك طرق علاجية أخرى استعملت في المستشفيات لعلاج الأطفال المصابين بالإعياء ، أو صعوبة الوقوف ، أو الشعور بالكآبة والحزن ،
واستعملت لعلاج الأطفال سريعي التهيج والبكاء دون سبب واضح ، إضافة إلى استعمال الضوء لعلاج الأزرق والقلق استعمل الضوء الأخضر و الأزرق لتخفيف مرض الكآبة ، وكانت نتائج تلك الاستعمالات جميعها إيجابية ، واستعمل الضوء الأزرق لعلاج المولودين حديثا المصابين بمرض اليرقان ، وذلك بعمل حمامات مضيئة بالضوء الأزرق ، إضافة لاستعمله في علاج الأطفال المصابين بتسمم الدم . قام الباحث روبرت بتجرية في لوس أنجلس لقياس اثر الضوء على الأفراد من الناحية النفسية ،
وطلب من طلابه أن يتخيلوا لونا معينا للضوء الذي يرغبون فيه ، ولم يذكر بعض الطلبة لونا معينا ، فاقترح عليهم أن يتخيلوا اللون الأزرق أو البرتقالي ، وطلب من الجميع أن يتخيلوا أنفسهم في حمام مضيء بالألوان التي تخيلوها ، وسمح لهم برؤية اللون الذي تخيلوه ، وسألهم فيما بعد عن شعورهم ، فاتفقت الإجابات على انهم شعروا بنوع من الراحة ، فوجد إن رؤية الضوء لها اثر اكبر من الاستعمال الحقيقي للضوء ، وأيده بذلك الباحث هارس من خلال نتائج الاستفتاء الذي قام به على بعض الموظفين ، فوجد أن 58 % منهم قد ذكروا بأن للضوء اثر على راحتهم وإنتاجهم اليومي .
هناك أوقات يؤثر التطلع إلى أشعة الشمس تأثيرا على أعصاب العين كوقت غروب الشمس أو أثناء كسوف الشمس الذي قد يؤدي إلى إصابة العين بأمراض عديدة ، وقد وجد الباحثون بان التعرض إلى أشعة الشمس فوق البنفسجية يؤدي إلى تغيير لون الجلد وطبيعته وقد يؤدي إلى الإصابة بمرض سرطان الجلد لهذا ينصح الأطباء الأشخاص المعتادين على السباحة والجلوس على ساحل البحر أن لا يطيلوا التعرض إلى الشمس خاصة في ساعات الظهيرة