الحمد لله مدبر الليالي والأيام، ومصرِّف الشهور والأعوام المتفرد بالعظمة والقوة على الدوام، المنزه عن النقائص ومشابهة الأنام، قدَّر الأمُور فأجراها على أحسن نظام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أفضل الأنام صلى الله عليه وسلم وعلى سائر آل بيته وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أقسم الله عز وجل بأوقات وأزمنة، لما لها من شأن عظيم، فقال سبحانه ﴿ والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات... ﴾ ﴿ والضحى والليل إذا سجى...﴾ الضحى : 1 - 2. ﴿ والفجر وليال عشر... ﴾ الفجر : 1- 2. وجعل سبحانه الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا - وجعل عدة الشهور اثني عشر شهرا - ثم حدد سبحانه وتعالى لنا مواعيد معه في كل يوم خمسة مواعيد ﴿ إن الصلاة كانت على المومنين كتابا موقوتا... ﴾ النساء :102 وموعد مع الله في عيد أسبوعي ﴿ يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ﴾ الجمعة :9. وموعد سنوي مع الله: ﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، فمن شهد منكم الشهر فليصمه... ﴾ البقرة : 184.
منذ أكثر من 1400 عام إهتم الإسلام بالوقت والله سبحانه وتعالى أقسم به في أكثر من موضع في القرآن الكريم
قال الله تعالى( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا)
وقال سبحانه تعالى (والعصر إن الإنسان لفي خُسر)
وقال سبحانه و تعالى (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى)
كما قال الله تعالى (والفجر وليالٍ عشر)
وغيرها من الآيات التي تبين أهمية الوقت وضرورة إغتنامه
وهناك أحاديث كثيرة توضح ذلك
فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع:
عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به؟
فالآيات والأحاديث تشير إلى أهمية الوقت في حياة المسلم
ورغم هذا مازال البعض للاسف لا يحترم المواعيد