دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: أغنية للإنسان ( نازك الملائكة ) 8/10/2013, 00:03 | |
| أغنية للإنسان ( نازك الملائكة )
-1- "نظمت هذه القصيدة عام 1950" - - - طاش عصف الرياح والتهب البر ق وثارت على السكون الرعود ثورة ثورة تمزّق قلب ال ليل والصمت بالصدى بالبريق صرخات الإعصار أيقظت الرع ب بقلب الطبيعة المدلهمّ تتلوّى الأشجار ضارعة وال مطر البارد الشتائيّ يهمي تتلوّى كأنها روح إنسا ن يريد الخلاص من أحزانه كل شيء في ثورة وانفعال كلّ شيء في ليلي المحزون أنا حيث الآلام تطبق جنحي ها المخيفين في الدياجير حولي أدمع في محاجري , ولهيب في دمي واكتآبة فوق ظلّي في عيوني لآثار حلم جميل كان يوما وأصبح الآن ذكرى في جمود وقفت أرقب من نا فذتي ثورة الدجى وجنونه يا أعاصير من دمائي خذي النا ر ومن حزني العميق الشديد يا دياجير من فؤادي خذي الظل مة إني في غيهب ممدود كل شىء يلوح لي عدما مرّا ولغزا مكفنّا بالشكاة كلّ شيء تلفّه ظلمة أع مق من أن ينيرها قطّ ضوء ظلمة في امتدادها يخبط الأح ياء في غفلة من الأقدار أين نمشي ما عدت أحتمل الجه ل متى الفجر ؟ طال بي انتظاري ودفنت الشباب والحبّ من أج ل طموحي ولم أزل في هيامي حرقة الاطّلاع تصهر أحلا مي واحساس فكري المترامي كيف أنجو من الأحاسيس من ح ّبي وكرهي ؟ من هدأتي ولهيبي كيف أنجو من الأسى إن يكن حو لي وجود مقّيد موبوء وأكفّ الحياة تجرحني وال لغزا عميقا خفيّا تتحدى الأحياء قهقهة المو ت وتبقى الحياة ليلا دجيّا لا صدى من غنائهم لا لهيب من أحاسيسهم يثور ويخبو ليس منهم إلا قبور حزينا ت تبقّت على ضفاف الحياة المساء الجميل حدّثني عن هم أقاصيص كلهّا أحزان شهد الليل أنّه مثلما كا ن فاين الذين بالأمس كانوا ؟ كيف تحيا الأشواك , والزهر الفا تن يذوي في قبضة الإعصار ؟ كيف تمضي إلى الفناء الأناشي د وتبقى مرارة الأقدار ؟ في ربيع الشباب ما أعمق الجر ح إذا كانت الحياة شبابا الشباب الذي يسمّونه نع مى شباب الشعور والرغبات الشباب الكئيب حين يفيق ال حالم القلب شاردا مستطارا ويرى في تفجّع جثّة الما ضي الغريق الثاوي وكيف توارى وظلال البساطة الفجّة الحل وة ذابت في منحنى الأيّام والفؤاد الرقيق يصدمه الإح ساس بالواقع الغريب الجديد ليس يدري ماذا يحسّ لماذا تتبقّى أعماقة في انتفاض مثل في تمزّق واصطراع وأحاسيس ما وعاها ماضي رغبات كالليل غامضة الأص داء ترغي فيما وراء الشعور وشعور بفورة في الدم الجا رف تبقى كناقم موتور واندفاع إلى محان وراء ال حسّ في المستحيل في الأعماق كل هذا يحسّه قلبي الدا مي بجرح الشباب والإحساس ليتني لم أزل كما كنت قلبا ليس فيه إلا السّنا والنقاء كلّ يوم أبني حياتي أحلا ما وأنسى إذا أتاني المساء لا أحسّ المأساة حولي ولا أس مع في الرمل ألف ألف سؤال كالعصافير لم أحيّر أحاسيس سي يوما بما تقول الرياح وتمرّ الساعات بي وأنا اب ني خفايا مدينة الأحلام أيّ يوتوبيا فقدت وعزّ الآ ن إدراكها على أيّامي إيه تلّ الرمال ماذا ترى أب قيت لي من مدينة الأحلام؟ هوذا أنت , مثلما كنت تّلاّ شاعريا مكللا بالجمال كنت عرشي بالأمس كنت لي الأو لمب والآن لم تعد غير تلّ كان في هذه الرمال وجود شاعريّ يلفّه ألف ظل لم أعد أبصر الحياة كما كا نت رحيقا يذوب في أقداحي لم أعد في الشتاء لأرتقب الأم طار من مهدي الجميل الصغير لم أعد أستطيع أن أحكم الزه ر وأرعى النجوم في كلّ ليل لم أعد أمزج الوجود بقلبي وأعدّ الحياة قصّة طفل كل ما في الوجود يجرحني الآ ن ولون الحياة يطعن نفسي أين شعر الوجود ؟ أسفر عن شيء طوى سرّه ذبول الرماد النشيد القديم ضاع صداه حين مرت به يد الأعوام كلّ شيء ينهار إلا عنادي وحنين الجمال في أحلامي أيها الواقع الثقيل حناني ك أهذي عقبى المنى والحنين ؟ رعشات الأزهار لم تعد الآ ن نشيدا وضحكة استبشار وغناء الطيور لم يعد ال آن شفاء لأدمعي وخلاصا بعض شيء فيه يذكّرني الأق ياد والصائدين والأقفاصا بعض شيء فيه يذكّرني الأ موات تحت السكون والنسيان واختلاج الأمواج في النهر ما عد ت أراه إلا دجى مدلهّما ومرور الأيام ما عاد يبدو لي ربيعا ملّونا سحريّا بعض شيء فيه يذكّرني الأ قدار والموت والأسى الآدميا بعض شيء فيه يلخّص لي القّص ة في لفظتين : مهد ولحد عدت أخشى الحياة , أفرق منها وأراها دعابة لا تطاق حسبها أنّنا دفعنا إليها ثمن العيش حرقة ودموعا أي ذنب جناه آدم حتى نتلّقى العقاب نحن جميعا؟ ليتها لم تمسّ دوحتها قطّ ولم تصب للجنى المسموم ليتها لم تحسّ بالشر والخي ر ولم تدر للتمرّد طعما وليكن آدم وحواء قد ثا را وداسا السماء في إصرار أو لم يكف أن أضاعا جنان ال خلد ؟ لم تكف سورة الإحتقار ؟ السماء التي أضاعا خلود وهنا يحكم الردى الجبّار هبطا في تعثر صامت الآ هات غرقان في جمود الذهول إيه حواء ! كيف عوقبت بالنف ي ولولاك ما عرفنا النورا أنت يا من بعت الخلود بأحزا ن لياليك واشتريت الشعورا كخطايا الربّ الذي سرق النا ر لعّباده ونال الشقاء آهة في الوجود تسمع يا حوّ اء روحي حديثك المجهولا وعلى بعد خطوتين حنا آ دم في صمته الرهيب الحزين شعره الأشقر الجميل تهاوى خصلات على شحوب الجبين بعض ذكرى من السماء غدا تم حى بذرّية من الأشقياء في الجبال التي تموت بها الأص داء رجع من ماضيات القرون شبه أقصوصة يرجّعها الوا دي حديثا عن سيرة بشريّه مسحتها الأيام لم تبق منها غير همس في الأنفس الشاعريّه عندما كان في الوجود فتى را ع يغنّي الرياح فوق الجبال كان يدعى هابيل كان يسوق ال غنم الظامئات كلّ صباح مقلتاه حلمان بالشعر والحب يذوبان في صفاء المراعي شفتاه ارتعاشتان لما يب صر من فتنة ومن إبداع ذلك الحلم , ذلك الأبد النا ئم هابيل في صفاه وطهره كان يوما ينام في ظّلة الجو ز على شط جدول نعسان نشوة ملء روحه , روحه الظم أى إلى كل فاتن مسحور ليس يصغي إلا إلى همسة الما ء وخطو القطيع قوى الصخور في يديه سكّينه الحاقد المس موم في مقلتيه طيف جريمه لم تكن غير صرخة , غير تأوي هة حزن غير اضطراب قصير وأتت ظلمة المساء على الحق ل وعاد القطيع من دون راع ليس إلا قابيل يمشي رهيب ال خطو نهب الأفكار والأوجاع كلما قاتل الأسى عاودته في الدجى صرخة القتيل البريء أو لم تسمع الحقول صدى أنّ ة هابيل حين خرّ قتيلا أين هابيل ؟ أين وقع خطى أغ نامه في الجبال والوديان ليس منه إلا ضريح كئيب شاده في العراء أول جان أيها المستطار لن تردع الأق دار حنى إذا بكيت طويلا استرح أنت , نم دع القاتل الآ ثم يسكر على نشيش الدماء لعنات تظل تصرخ بالثأ ر وتبقى تحزّ في الأعصاب وتحيل الأيدي مخالب والأر ض قبورا والناس محض ذئاب يتمنى لو كانت الأرض لحما ليصبّ المزيد من طعناته وانبثاق الدماء يغريه ما لذ ة هذي الثمالة المسمومه ؟ ذلك النبض لن ينام إلى أن يترك الكون في الفضاء شظايا ذلك النبض لو يحدّث عما سال في الأرض من دماء الضحايا عن جنون الطموح يقتات من ضوء المآقي ويرتوي بالدماء عن جمود الرجاء في أعين القت لى ولون الشرود والنسيان عن عيون كأنّ فيها فتورا ساخرا من وجودنا المجنون وعيون كأنها تقذف اللعنة والموت في لظى وجنون وعيون أخرى يضج أساها ترمق الموت في ابتهال وذعر والعيون التي تحدّق لا قع ر لها لا بداية لا نهايه والعيون التي تحقّر في صم ت وتلك التي تلوح ذهولا والعيون التي يغلفها الحز ن وتبكي شبابها المقتولا والعيون التي تحدّق في الأر ض كأن ليس في الوجود حياة وعيون العدل الصريع مع ال وات بين الدماء والأشلاء أين أين المفرّ من هاته الأ ع ين من لونها العميق الرهيب إنها لا تنام لا تعرف المو ت وتبقى في حقدها المشبوب إنها في السماء في الأرض في كل مكان يحسّ بالميتينا في هدوء العروق تصرخ في اللي ل وتعوي في كلّ قلب أصم ليس يقوى على فظاعتها النس يان فهي ارتجافه في الشعور وانعصار في الروح يغلي جنونا وسياط تنصبّ فوق الضمير كلما أخلد الضمير إلى النو م أفاقت من كهفها المسحور ودعت موكب الخطايا فخفّت من أقاصي الدجى المخيف الجديب أين أين المنجى ؟ وكيف تنام الر وح في ضجّة الضمير المهان ؟ أيّ نوم يذوق راحته الجلاّ د ؟ هل للذنوب من نسيان ؟ انسجيها من رجع أغنية الأم وات من لعنة الجراح الدوامي اجمعيها من كل عمر طوته كفّ (آريس) وهو ما زال غضّا من شفاه الأطفال تحلم بالمأ وى وبالدفء في رياح الشتاء من عيون الصبيان ترسم في الظل ماء أحلام عودة الآباء حيث كانت تقوم أبراج تلك ال مدن العبقّرية المسحوره حيث أمست تمتدّ مملكة الغر بان والليل والمنايا السود وأماسيه لا تمرّ كما كا نت عليها الأوتار والأقداح إنها الآن مسكن الرعب تأوي لذراها الرياح والأشباح تتهاوى أحجارها السود في صم ت وتنهار في سكون الليالي ذلك الحلم في عيون الصبايا ال ناعسات الأجفان والأعمار والشفاه العذراء أطبقها المو ت على لحن حبّها المبتور والجباه التي ذوت قبل أن يل مسها إصبع الهوى المسحور غار فيها جرح التراب عميقا وذوت قبل أن تذوق الرحيقا والعيون الظمآى التي تشرب الأن جم منها وتستعير سناها والأكفّ التي انطوت وهي ما زا لت تحوك الطموح والأهواء لم تزل غضّة أصابعها اللد نة تستعصر الحصى والهواء من ضباب الأحلام من ملمس الور د ومن روعة الدجى الوسنان في جنون ظلت تصفّق شوقا لرحيق المستقبل المجهول وأطّلت إلهة الفجر أورو را على المشهد المثير الرهيب لحظة ثم أطبق الأمس جفني ه على الحاضر المقيت الجديب وحشاها التراب صمتا وبردا بعد دفء الشعور والألوان لحظة ثم مرّغت مدن الأح لام أبراجها الضخام القباب حيث كان الجمال يفرش ضوء الش مس روحا وفتنة وطيوفا أصبحت ترسل الخرائب صوت الص مت والموت غيهبّيا مخيفا كل شيء فيها تحوّل صمتا ليس فيه من خلجة أو شعور غير معنى مكبل ربما استي قظ في رقدة الرخام الحزين لا تعيه إلا القلوب التي تق رأ سرّ الذهول في عينين وتحس البغضاء ترجف كأسا وتحسّ الجنون في شفتين وتواريخ كاملات يغني ها العمود الكابي لحزن الجدار وتلال الأنقاض تروي الأقاصي ص لسمع الظلام والأشباح عن أغان مرّت بأعمدة الأب هاء غرقى بالدفء والأحلام ناعمات تغوص في رجعها الآ هات سكرى الخطوط والأنغام نام فيها لغز الجمال وأغفت فتنة الحبّ والشباب اللاهي جفّ عرق الحياة فيها وعادت ذكريات مطموسة الألحان وتلول الأنقاض تروي الأقاصي ص لسمع الظلام والأشباح عن فلول الذين عادوا من الحر ب حطاما وحفنة من جراح كيف عادوا يرتلون نشيد ال موت ملء الفضاء لحنا فلحنا كيف ألقى الحرمان ظل السنين الص فر فوق العيون فوق الشفاه ؟ وخطاهم كأنّ وقع صداها جرس الموت رنّ ملء الفضاء منشدا للحياة أغنية الفو ضى ولحن الجنائز السوداء هذه الأعين الرمادية الأس رار هل خلف صمتها من بريق ؟ هل حديث عن الليالي البطيئا ت وعن ثلجها الكثيف الثقيل عن سهاد الأحزان في أعين الحرّ اس في الخندق الرهيب الدامي رسب الليل فوق أهدابهم ثل جا ومات الإحساس في الأقدام مات في ذكرياتهم وتر الأح ساس بالبرد والسكون العاري يرصدون الحياة في ملل مرّ التلوّي مسنّن الأصفاد والجنود الذين أغفوا مع المو تى وناموا على الثرى الثلجي كل أحلامهم كوابيس من نا ر وقتلى ووحشة ودويّ من جديد يمرّ يحصد لا يب قى على الأرض غير ذكرى وظلّ ويطلّ السلام ذات ضحى حطّ مه الليل والمدى المستحيل السلام الحزين هذا الطريد ال تائه الخطو ما له من مقر ذو العيون الزرقاء ينبع منها الش عر والحبّ في صفاء وطهر في دماء السنين تتكىء الخي بة في مقلتيه في الشفتين يعبر الّميتين والمدن الصمّ اء والجدب والأسى والذهولا اتركوه يهيم في الجدب والفو ضى ويحصي الجراح والآهات اتركوه مضّيعا دون مأوى تائها في مجاهل الظلمات ويغّني له الغراب نشيد الش رّ والموت في اربداد المساء أيّ قلب يؤويه ؟ كيف يعيش الض وء في رفقة الدجى والشرور ؟ أيّ عينين تدركان صفاه وتحسّان سرّه المكنونا ؟ هل تبقّت إلا كهوف شقيّا ت تسمّى مآقيا وعيونا أين يأوي السلام والحب ؟ يا لل حرب لم تبق في الثرى إنسانا ليس إلا قوافل من حيارى نام في ذكرياتهم كلّ صوت بردت في عيونهم قصة الحب وأبقت صمتا عميقا طويلا وخبت في جفونهم ومضة المع نى وأبقت غشاوة وذهولا وجنون الحياة من أجل ماذا؟ أيّ مغزى وراءها ؟ أيّ معنى ؟ الحيارى أبقت لهم قصّة الحر ب اضطرابا ممزّقا لا يقرّ يعبرون الأيّام أجنحة شلاّء قصّت زوابع الأيام ريشها فهي في الثرى تبصر التح ليق في غطّة من الأحلام فهم لا يرون ما يختفى خل ف جمود الأشياء من ألوان ربما أبصروا على الأفق النع سان قوس الأمطار يقطر شعرا وهم يسحبون أقدامهم فو ق تراب الملال والبغضاء ومآقيهم الرمادّية الجد باء قبر الجمال والإيحاء ولمن يشرق الجمال ؟ أللنس يان ؟ للإحتراق ؟ للتبديد ؟ ولمن تضحك النجوم ؟ لمن تس كب أهدابها كؤوس الضياء ولمن هذه العذوبة في الأز هار ؟ في نعسة الشذى النشوان ؟ في غناء الجداول العذبة الوس نى لأرض عشبيّة الأحضان في دموع الندى على زهرة بي ضاء نامت على حفاف الغدير ولمن ترسل العصافير لحن ال حبّ والضوء والشذى كلّ فجر؟ أغناء ولا مسامع تؤوي ال لحن والحبّ في كؤوس الشعور ؟ وجمال ولا عيون تحوك ال حبّ منه لحلمها المسحور ؟ وورود حمراء يحترق العط ر عليها في الجدب والنسيان ومهاد من الشذى رخصة العش ب تذيع اخضرارها في الفراغ كلّ هذا العطر المالظلم والطغيانر ملء الأ رض ملء الحياة والآفاق لم يعد يوقظ العروق التي أغ فت عن اللون والسّنا البرّاق الشعور العميق تدعوه وهما وتسّمي حبّ الجمال خيالا هذه الأنفس الممزّقة العم ياء , هذي المدافن الجوفاء وتبّقت فيها مقابر للشرّ ولليأس جهمة الآفاق عكست بعض جدبها وأساها صرخات الفراغ ملء المآقي ما معاني الألفاظ في صمتها ال مسكون بالحزن والرجاء الكسير ؟ إنّهم يقطعون أرض الأسى وال جدب حيث الجمال لا يستقرّ حيث يبنى الفراغ عشّا رماد ّيا ينمّي فيه الأذى والشقاء وطيورا شوهاء حاقدة الأن غام مملوءة الصدى بغضاء ودعينا هنا مع النقم الّسو داء نهب السهاد والتبريح في دويّ الرياح موكبنا يز حف نحو الضياء تحت الظلام من بعيد خلف الغيوم التي تف غر فاها في دربنا المجهول ربما لاح بارق كشراع أبيض الوعد في الظلام الثقيل بعض كأس تنال حافتها البي ضاء إغماءة الشفاه الظوامي ذلك النبع بعد هذا السّرى العط شان بعد الصراع بعد الجراح ذلك النبع حيث نغمس شكوا نا ونسقي تعطّش الأحلام من جديد نعيش تعرفنا الري ح وتتلو نشيدنا للغمام وتقول الحياة أن لنا ظلاّ لنا بعض قصّة وكيانا إننا لم نمرّ بالعالم المّي ت صرعى ولم نعش أمواتا ستقول الحياة إنّا مررنا وملآنا الحياة شعرا وفنا أن شيئا منّا عميقا سيبقى في سكون الوجود لحنا يغنّى في بروق الشتاء تقتحم اللي ل وفي عاصف الرياح المخيف في ارتشاف الظلام للقمر الأب يض في الصيف في سكون المساء ستقول الحياة إنّا بحثنا في الدياجير أشهرا وسنينا عن رحيق مغلّف بالأساطي ر جهلنا وعاءه المكنونا ذلك اللغز , ذلك الحلم المح جوب خلف الضباب أين تراه ؟ في أناشيدنا يعيش ضبابا تائها في مدى فسيح عريض نتغنّى به ونجهل ما كن ه شذاه وأين يحيا ضياه ؟ أهو جنّية مجنّحة الأق دام تحيا في عالم لا نراه ؟ من جناح الفراش ملمس خدّي ها ومن رّقة الشذى المسحور مقلتاها العميقتان وجود أزرق اللون ناعم وّضاء من غبار النجوم جدران مأوا ها الغريب المشيد فوق الزمان في مكان من الوجود على با ب رؤاه يضيع حدّ المكان أنبتته حدائق القمر النا ئي لتلك الجنّية البيضاء ويداها المسحورتان تقودا ن النجوم الشقراء عبر الفضاء تلك جنّية السعادة في قص ر بعيد يقوم خلف الغيوم عنده تنتهي رغائبنا الول هى وأشتات حلمنا المحطوم في انفعال ندقّ أبوابه الصمّ اء والصمت ساخر من أسانا وهي تلك الجنّية الفظة الوح شية القلب من بنات السعالي ربما شيدّت اريكتها الفض ّية النسج من حطام منانا ربما لوّنت ملابسنا الفج رّية اللون من لهيب دمانا وتغّذي نيران موقدها من كل حلم نصوغه ورجاء هذه الرّبة النحاسّية الإح ساس لو لان قلبها الصخريّ لو حنا سمعها واصغى إلى رج ع الأغاني المسوّدات الرنين يتلّوى الحنين فيها وينساب ب كأمواج جدول مفتون لم تعد تعرف العذوبة فاليأ س حشاها وازدراء آه أصغي يا ربة الأفق المف قود من سترك الذي لا يزاح وانظري من ضباب قصرك من لغ زك من صمت جوّك المجهول أرسلي نظرة كما يعبر البر ق إلينا من جفنك المعسول الملايين مرسلين مع الأح زان حلم المستقبل الموهون مات في ذكرياتهم وتر الأح ساس بالبرد والسكون العاري يرصدون الحياة في ملل مرّ التلوّي مسنّن الأصفاد كل عينين فيهما قصة تت لى وتروي لليل سهد الرّماد والجنود الذين أغفوا مع المو تى وناموا على الثرى الثلجي كل أحلامهم كوابيس من نا ر وقتلى ووحشة ودويّ ثم يأتي الصباح ثانية يص حبه الموت أسود الأنياب من جديد يمرّ يحصد لا يب قى على الأرض غير ذكرى وظلّ ويطلّ السلام ذات ضحى حطّ مه الليل والمدى المستحيل ملء عينيه نعسة الحلم الخج لان والصمت والرجاء الهزيل السلام الحزين هذا الطريد ال تائه الخطو ما له من مقر ذو العيون الزرقاء ينبع منها الش عر والحبّ في صفاء وطهر ها هو الآن يستقرّ على الأر ض غريبا ممرّغ الجنحين في دماء السنين تتكىء الخي بة في مقلتيه في الشفتين يعبر الّميتين والمدن الصمّ اء والجدب والأسى والذهولا باسما في مرارة ليس يدري كيف بالأمس القديم ذبولا ؟ اتركوه يهيم في الجدب والفو ضى ويحصي الجراح والآهات اتركوه مضّيعا دون مأوى تائها في مجاهل الظلمات يتغذى بالذكريات ويأوي لتلال الأنقاض والأشلاء ويغّني له الغراب نشيد الش رّ والموت في اربداد المساء أيّ قلب يؤويه ؟ كيف يعيش الض وء في رفقة الدجى والشرور ؟ كيف يحيا البياض في هذه الأو عية السود في خمود الصدور ؟ أيّ عينين تدركان صفاه وتحسّان سرّه المكنونا ؟ هل تبقّت إلا كهوف شقيّا ت تسمّى مآقيا وعيونا ملؤها اليأس والمرارة حينا ملؤها الشرّ والأذى أحيانا أين يأوي السلام والحب ؟ يا لل حرب لم تبق في الثرى إنسانا ليس إلا قوافل من حيارى نام في ذكرياتهم كلّ صوت يذرعون الحياة في حيرة الأش باح يمشون ميّتا إثر ميت بردت في عيونهم قصة الحب وأبقت صمتا عميقا طويلا وخبت في جفونهم ومضة المع نى وأبقت غشاوة وذهولا الحيارى لا يدركون لماذا يملآون الوجود ضحكا وحزنا وجنون الحياة من أجل ماذا؟ أيّ مغزى وراءها ؟ أيّ معنى ؟ الحيارى أبقت لهم قصّة الحر ب اضطرابا ممزّقا لا يقرّ وجحودا يكاد يكفر بالرو ح وشكّا في كل شيء يمرّ يعبرون الأيّام أجنحة شلاّء قصّت زوابع الأيام ريشها فهي في الثرى تبصر التح ليق في غطّة من الأحلام وانطوت في عيونهم قدرة التل وين والخلق واصطياد المعاني فهم لا يرون ما يختفى خل ف جمود الأشياء من ألوان ربما أبصروا على الأفق النع سان قوس الأمطار يقطر شعرا كلّ لون يذيع في خاطر الغي م نشيدا يذوب شهدا وعطرا وهم يسحبون أقدامهم فو ق تراب الملال والبغضاء ومآقيهم الرمادّية الجد باء قبر الجمال والإيحاء اشحبي يا غيوم وانطفأي يا مقلة الشمس في الفضاء البعيد ولمن يشرق الجمال ؟ أللنس يان ؟ للإحتراق ؟ للتبديد ؟ ولمن تضحك النجوم ؟ لمن تس كب أهدابها كؤوس الضياء ولمن ترقص الفراشات سكرى بعيون البنفسج الزرقاء ؟ ولمن هذه العذوبة في الأز هار ؟ في نعسة الشذى النشوان ؟ في غناء الجداول العذبة الوس نى لأرض عشبيّة الأحضان في ابتسام المروج بعد مساء ممطر الصمت دافىء الديجور في دموع الندى على زهرة بي ضاء نامت على حفاف الغدير ولمن ترسل العصافير لحن ال حبّ والضوء والشذى كلّ فجر؟ والحفيف المفتون إن لم توّسد ه رؤانا لمن يذوب ويسري ؟ أغناء ولا مسامع تؤوي ال لحن والحبّ في كؤوس الشعور ؟ وجمال ولا عيون تحوك ال حبّ منه لحلمها المسحور ؟ وينابيع تسكب السكّر الذا ئب ماء وليس من عطشان وورود حمراء يحترق العط ر عليها في الجدب والنسيان ومهاد من الشذى رخصة العش ب تذيع اخضرارها في الفراغ وعطور تظل تجرفها الأ م طار في عاصف الرياح الطاغي كلّ هذا العطر المالظلم والطغيانر ملء الأ رض ملء الحياة والآفاق لم يعد يوقظ العروق التي أغ فت عن اللون والسّنا البرّاق وانطوت فوق ذاتها ترقب الأي ام مملوءة أسى وملالا الشعور العميق تدعوه وهما وتسّمي حبّ الجمال خيالا هذه الأنفس الممزّقة العم ياء , هذي المدافن الجوفاء هدّمتها مخالب الحرب وامتصّ ت شذاها الدماء والأشلاء وتبّقت فيها مقابر للشرّ ولليأس جهمة الآفاق عكست بعض جدبها وأساها صرخات الفراغ ملء المآقي أين تمضي هذي الملايين في العت مة ؟ ماذا يجرّها للمسير ؟ ما معاني الألفاظ في صمتها ال مسكون بالحزن والرجاء الكسير ؟ إنّهم يقطعون أرض الأسى وال جدب حيث الجمال لا يستقرّ حيث فكّ الملال يبتلع الل وان حيث الذكرى ظلام وشرّ حيث يبنى الفراغ عشّا رماد ّيا ينمّي فيه الأذى والشقاء وطيورا شوهاء حاقدة الأن غام مملوءة الصدى بغضاء اشحبي يا غيوم وانطفئي يا مقلة الشمس في الفضاء الفسيح ودعينا هنا مع النقم الّسو داء نهب السهاد والتبريح في دويّ الرياح موكبنا يز حف نحو الضياء تحت الظلام عاثرا بالأشلاء أشلاء من ما توا وأبقوا هياكلا من عظام من بعيد خلف الغيوم التي تف غر فاها في دربنا المجهول ربما لاح بارق كشراع أبيض الوعد في الظلام الثقيل بعض دفء ناد يسيل على الأف ق وراء الوهاد والآكام بعض كأس تنال حافتها البي ضاء إغماءة الشفاه الظوامي ذلك النبع بعد هذا السّرى العط شان بعد الصراع بعد الجراح لو لمسناه لو غسلنا به كلّ أسانا ويأسنا الملتاح ذلك النبع حيث نغمس شكوا نا ونسقي تعطّش الأحلام من جديد نعيش تعرفنا الري ح وتتلو نشيدنا للغمام من جديد يعود يبني لنا التا ريخ في ظلّه الفسيح مكانا وتقول الحياة أن لنا ظلاّ لنا بعض قصّة وكيانا إننا لم نمرّ بالعالم المّي ت صرعى ولم نعش أمواتا إن في ذكرياتنا وترا يخ فق بالضوء إن فيها حياة ستقول الحياة إنّا مررنا وملآنا الحياة شعرا وفنا أن شيئا منّا عميقا سيبقى في سكون الوجود لحنا يغنّى في حفيف الأوراق تسحبها الري ح على الأرض في وجوم الخريف في بروق الشتاء تقتحم اللي ل وفي عاصف الرياح المخيف في ارتشاف الظلام للقمر الأب يض في الصيف في سكون المساء في أغاني فلاّحتين تجوبا ن مع الفجر دولة الأنداء ستقول الحياة إنّا بحثنا في الدياجير أشهرا وسنينا عن رحيق مغلّف بالأساطي ر جهلنا وعاءه المكنونا نحن ندعوه بالسعادة لكن ليس منّا من ذاقه أو رآه ذلك اللغز , ذلك الحلم المح جوب خلف الضباب أين تراه ؟ في أناشيدنا يعيش ضبابا تائها في مدى فسيح عريض في حكاياتنا يظلّ أساطي ر ولغزا محجبا بالغموض نتغنّى به ونجهل ما كن ه شذاه وأين يحيا ضياه ؟ أهو جنّية مجنّحة الأق دام تحيا في عالم لا نراه ؟ من حرير السحاب أثوابها النا عمة النسج من خدود الزهور من جناح الفراش ملمس خدّي ها ومن رّقة الشذى المسحور مقلتاها العميقتان وجود أزرق اللون ناعم وّضاء منهما تنبع السماء ولون ال بحر من نعستيهما الأضواء من غبار النجوم جدران مأوا ها الغريب المشيد فوق الزمان في مكان من الوجود على با ب رؤاه يضيع حدّ المكان وعلى رأسها جدائل بيض ال عطر من زنبق غريب الرواء أنبتته حدائق القمر النا ئي لتلك الجنّية البيضاء ويداها المسحورتان تقودا ن النجوم الشقراء عبر الفضاء وتسوقان ركب أحلامنا الحو راء نحو الضياع والإنطفاء تلك جنّية السعادة في قص ر بعيد يقوم خلف الغيوم عنده تنتهي رغائبنا الول هى وأشتات حلمنا المحطوم وعلى سوره تصبّ أماني نا وأشواقنا ونار صبانا في انفعال ندقّ أبوابه الصمّ اء والصمت ساخر من أسانا وهي تلك الجنّية الفظة الوح شية القلب من بنات السعالي ربما أقتات روحها بصدى آ هاتنا في الفراغ ملء الليالي ربما شيدّت اريكتها الفض ّية النسج من حطام منانا ربما لوّنت ملابسنا الفج رّية اللون من لهيب دمانا وصداها ترويه من عطش السا رين في كل قفزة ربداء وتغّذي نيران موقدها من كل حلم نصوغه ورجاء هذه الرّبة النحاسّية الإح ساس لو لان قلبها الصخريّ لو أراقت ضياءها فوق هذي الأ رض وافترّ وجهها الزئبقيّ لو حنا سمعها واصغى إلى رج ع الأغاني المسوّدات الرنين يتلّوى الحنين فيها وينساب ب كأمواج جدول مفتون أرسلتها حناجر نسيت أنّ الأغاني قد لا تكون بكاء لم تعد تعرف العذوبة فاليأ س حشاها وازدراء آه أصغي يا ربة الأفق المف قود من سترك الذي لا يزاح ربما لم تزل حناجرنا تم لك لحنا لم تبتلعه الجراح وانظري من ضباب قصرك من لغ زك من صمت جوّك المجهول أرسلي نظرة كما يعبر البر ق إلينا من جفنك المعسول نحن جئنا بيأسنا بأماني نا بأشلاء أمسنا المدفون الملايين مرسلين مع الأح زان حلم المستقبل الموهون | |
|