عشر دقائق لعلاج الشخير بتقنية الترددات الحرارية ومن دون جراحة
يعرف الشخير علمياً بأنه إصدار صوت غير طبيعي وقد يكون مزعجاً خلال النوم أثناء الشهيق في عملية التنفس وذلك نتيجة اهتزاز سريع لبعض الأنسجة التي تكون أحياناً في مؤخرة سقف الحلق soft palate.
وتختلف طرق علاج الشخير باختلاف أنواعه. وبخصوص هذا الموضوع التقينا الدكتور محمد رامز استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي ليطلعنا على أحدث طرق العلاج.
****
* هل من مضاعفات يتسبب بها الشخير؟
- هناك مضاعفات طبية واجتماعية للشخير، فمنها ما تؤثر على درجة الذكاء وكذلك على الحالة الجنسية والحالة النفسية. فمن الناحية الطبية إذا كان الشخير يصحبه ضيق أو توقف بالتنفس Obstructive Sleep Apnea فسوف يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على القلب والرئة ودوران الدم وارتفاع ضغط الدم الرئوي pulmonary ht والضغط العام.
ويؤثر الشخير عند الأطفال بشكل كبير على درجة الذكاء وإن لم يعالج عندهم فسوف تكون درجة ذكائهم قليلة ودرجة الانتباه عندهم بطيئة. أما عند الكبار فهو يؤدي بالإضافة إلى ما ذكر إلى انخفاض ملحوظ في الحالة الجنسية مع التعب والإرهاق اليومي وكثرة النوم وعدم الانتباه في سياقة السيارات أو المركبات.
بالإضافة إلى التطورات الخطيرة والناتجة عن نقص وصول الأوكسجين إلى القلب والرئة وبقية الأعضاء وخصوصاً عندما يكون الشخير مصاحباً مع توقف التنفسsleep aponea بالليل ولمدة عدة سنوات تكون النتائج خطيرة وتصل إلى درجة في الصعوبة الكبيرة في علاج المضاعفات.
* يطلق على الشخير (سيمفونية إزعاج ليلية) فما سبب حدوث تلك السيمفونية؟
- كما قلت في البداية أن الشخير هو صدور صوت عالٍ ومزعج في الليل أو النهار أثناء النوم وخصوصاً بالليل، فالأسباب التي تؤدي إلى حدوثه هي: ضيق مجرى الهواء أو إنسداد جزئي أو كلي له حيث أن الشخص عند وصوله حالة النوم العميق ترتخي كل عضلات الجسم وبما فيها عضلات البلعوم ومؤخرة الحلق وهذا يؤدي إلى هذا الإنسداد في مجرى الهواء. ويتسبب ذلك إلى ضعف الذاكرة والانتباه نتيجة لقلة الأكسجين.
وبالنتيجة لقلة الأكسجين يكون الدماغ والقلب أول الأعضاء المتأثرة بالمضاعفات ولو كانت هذه المضاعفات تأتي بعد عدة شهور أو سنين حسب درجة أو تكرار توقف التنفس بالليل فإن المضاعفات من الصعب جدا علاجها.
ويصنف الشخير إلى نوعين:
1. شخير حميد أو سليم وهو الذي لا تصاحبه حالات توقف التنفس المؤقت.
2. شخير مرضى مصحوب بفترات توقف مؤقت للتنفس لفترات وجيزة بين20 -45 ثانية لكنها متكررة تؤدي بالمريض إلى الاستيقاظ اللاارادي عدة مرات وسيكون نومه مضطرباً مما يؤدي إلى حالة التعب والإعياء وحالات نعاس أثناء النهار، وهذه تعد من الحالات المهمة لتشخيص الحالة المرضية للشخير (snoring).
* وهل من طريقة ما يمكن أن يعرف الشخص من خلالها أن شخيره مصحوباً بتوقف للتنفس أم لا؟
- هذا سؤال جيد، لأن معظم الذين يشخرون لا يعلمون إن كان يتوقف التنفس عندهم أم لا وهذا يتم تأكيده عن طريق إجراء الفحوصات Polysomnography والمراقبة الليلية وإجراء بعض الأشعات وأشعة الرنين المغناطيسي إذا كان لها حاجة.
ويجب على الذين يشخرون أن يسألوا زوجاتهم أو أزواجهم بأن يراقبوهم أثناء النوم بالليل إن كان التنفس يتوقف عندهم أم لا وما مدة طول فترة توقف التنفس.
لأن علاج الشخير العادي الذي لا يصاحبه توقف التنفس (وعلاجه بسيط يستغرق خمس دقائق تحت التخدير الموضعي) يختلف عن علاج الشخير الذي يصاحبه توقف في التنفس.
* الضيق في مجرى الهواء أو الإنسداد الجزئي أو الكلي من أسباب الشخير، فما السبب الذي يؤدي إلى هذا التضيق؟
- ينتج الشخير من تضيق المجاري التنفسية العليا، وهذا التضيق يكون ناتجاً إما من إنسداد الأنف لأي سبب سواء من حساسية الأنف وتضخم قرنيات الأنف Turbinates Hypertrophy أو انحراف شديد في حاجز الأنف أو وجود اللحميات وما شابه ذلك.
ولكن السبب الرئيس للشخير هو الوضع غير الطبيعي لسقف الفم المرن واللهاة (uvula) الصغيرة النازلة من سقف الفم والتي ترتجف بشدة وبقوة أثتاء الشخير أو كذلك اهتزاز جدار البلعوم.
* هل يمكن أن نقول أن هناك علاقة ما بين الشخير والوراثة؟
- هناك بعض الدراسات العلمية والتي اقتربت من تحديد الجين المسؤول عن الشخير وهذا سوف يؤيد نظرية أن الشخير ينتقل وراثياً. كما أنهم كانوا بالسابق يربطون الموضوع بالصفات الوراثية التي توجد في نفس العائلة من سمنة أو قصر الفك السفلي. لكن عدم وجود مثل هذه العوامل عند بعض العوائل التي تعاني من الشخير حث العلماء على البحث عن جين وراثي قد يكون السبب في هذه الحالة. وهناك نسبة كبيرة من الذين يعانون من مضاعفات حساسية الأنف والجيوب الأنفية يزداد عندهم الشخير بنسبة كبيرة نتيجة لزيادة التضيق في الأنف ويجب معالجة هذه أولاً وكذلك استئصال اللحميات Nasal polyps وتصغير قرنيات الأنف وتعديل حاجز الأنف.
لأن علاج الحساسية ومضاعفاتها من الأسباب المهمة في علاج الشخير إن وجدت هذه المضاعفات وكانت السبب في زيادة الشخير.
* هل يمكن التخلص من الشخير دون عمليات جراحية؟
- هناك بعض النصائح والإرشادات التي قد تساعد في تقليل درجة الشخير أهمها تشخيص الحالة، تخفيف الوزن، النوم على الجانب الأيمن أو الأيسر بدلاً من الظهر، النوم على وسادة مرتفعة قليلاً، تجنب تناول المنومات والمهدئات وأدوية الحساسية المنومة، النوم خفيف بعشاء خفيف، الامتناع عن التدخين.
وظهرت في السنوات الأخيرة أجهزة حديثة لعلاج بعض حالات الشخير من دون عملية جراحية تتكامل مع الإرشادات المذكورة.
* وما طرق علاج الشخير؟
- هناك عدة طرق لعلاج الشخير فمنها ما هو جراحي ومنها ما هو حديث غير جراحي: فالنسبة للعلاج الجراحي للشخير نقوم بقطع اللهاة في حال تضخمها وارتخائها (Uvula) والحافة السفلى من سقف الحلق المرن، إما بالمشرط أو بالليزر أو بالكوي مع رفع اللوزتين إذا كانت كبيرة. وتسمى هذه العملية Uvulopalato pharanyngoplasty وهذه الطريقة تحتاج إلى تخدير عام ويصاحبها بعض الألم وتقضي على الشخير بنسبة 80%.
أما الطرق التي تزيد من نسبة نجاح العملية في علاج الشخير فقد تركزت في السنوات العشرة الأخيرة على الانتباه على الأمور الصحية أولاً كتقليل الوزن والامتناع عن السجائر والأدوية والمنومات الطبية أو الغذائية، والتعديل في طريقة التغذية.
أما العلاج الجديد غير الجراحيRadiofrequency،Co blation في عشر دقائق فقط، حيث تجرى تحت التخدير الموضعي لمدة خمس دقائق ثم تجرى عملية متطورة وبجهاز حديث لمعالجة سقف الفم واللهاة ولمدة خمس دقائق أخرى وتجرى على كرسي الفحص ويستطيع بعدها المريض أن يذهب إلى عمله أو بيته وليس هناك أي جرح ولا نزف.
و يتم إستعمال الترددات الراديوية البسيطة لعلاج منطقة سبق تحديدها في الجزء الصغير المترهل غير المتضخم من اللهاة. وقد يشعر المريض في الأيام الأولى قليل من الألم في المنطقة عند البلع.
بعد بضعة أسابيع 4-6 تبدأ الأنسجة في موقع العملية بالإنكماش والشد مما يقلل حجم الأنسجة المسؤولة عن الشخير وتبدأ النتائج واضحة بالتدريج وأحياناً قد يحتاج قسم قليل من المرضى لإعادة العملية بعد مدة حسب درجة حالة الشخير عنده. ولكن معظم المرضى يحتاجون إلى جلسة واحدة فقط. والمضاعفات من هذه العملية قليلة جداً ومعظمها بسيطة ودرجة الألم بعد العملية قليل جداً بالمقارنة بالعمليات السابقة.
منقول