المفصل الفكي الصدغي هو المفصل الموجود على جانبي الرأس على مسافة سنتيمتر واحد تقريبا أمام الأذنين، وهو المسؤول عن حركة الفك السفلي لفتح وإغلاق الفم، بالإضافة إلى حركاته البسيطة إلى الأمام والخلف وإلى الجانبين عند المضغ أو الكلام أو التثاؤب.
المفصل الفكي الصدغي هو المفصل الوحيد الموجود في منطقة الرأس، وهو أشبه ما يكون بكرة تتحرك بحرية داخل تجويف يناسبها في الحجم؛ الكرة هي الجزء الممتد من الفك السفلي، أما التجويف فهو الجزء الموجود في جمجمة الرأس، أي أن هذا المفصل يربط الفك السفلي بجمجمة الرأس، ويفصل بين الجزأين نسيج غضروفي رقيق يقلل من احتكاك العظم ببعضه البعض، ويؤمن حركة سلسة ومريحة للفك.
كما يحتوي المفصل الفكي على أربطة وأوتار وعلى مجموعة من العضلات التي تتحكم بحركته في جميع الاتجاهات، والتي غالبا ما تكون السبب في اضطرابات المفصل الفكي الصدغي.
ويصاب المفصل الفكي الصدغي بأمراض والتهابات واضطرابات مختلفة تسبب آلاما بدرجات متفاوتة، هذه الآلام قد تحد من القدرة على فتح وإغلاق الفم والقدرة على الكلام والمضغ والبلع، كما قد تحد من تعبيرات الوجه.
وهذه الآلام يمكن أن تصيب مفصلا واحدا أو الاثنين معا، وتشتد في الغالب صباحا عند الاستيقاظ من النوم.
ويمكن لهذه الاضطرابات أن تصيب أي شخص في أي مرحلة عمرية، إلا أن نسبة ظهورها عند النساء أكبر منها عند الرجال، كما أن حدتها تزداد عند النساء عنها عند الرجال، وتتركز في الفئة العمرية ما بين 25-45 سنة أي في مرحلة الإنجاب، ويعزى ذلك إلى وجود دور للهرمونات الأنثوية في هذه الاضطرابات، إضافة إلى الاختلاف في الاستجابة للمؤثرات العاطفية والنفسية بين الرجال والنساء.
أسباب اضطرابات المفصل الفكي الصدغي
ما تزال هذه الاضطرابات غير مفهومة بشكل واضح وغير معروفة الأسباب حتى يومنا هذا، ما يجعل علاجها صعبا أو غير مجد في بعض الأحيان.
وربما يكون المسبب الرئيسي في معظم حالات هذه الاضطرابات هو ممارسة المريض لعادة الكز أو الصرير على الأسنان والتي تكون غالبا ممارسة لا إرادية يقوم بها المريض بدون وعي أو إدراك.
ومن العوامل الأخرى المسببة لمثل هذه الاضطرابات؛ وجود سوء إطباق بين الأسنان العلوية والسفلية، وهذا قد يكون ناتجا عن سوء اصطفاف الأسنان أو عن علاجات سنية رديئة تؤدي إلى تغيير في إطباق الأسنان العلوية والسفلية.
كما أن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تساعد في ظهور هذه الاضطرابات ومنها:
- أمراض جهاز المناعة.
- إصابات أو كدمات لمنطقة المفصل إثر حادث أو شجار ما.
- التهاب المفاصل Arthritis.
- التوتر والقلق والعصبية.
- عوامل جينية وراثية.
- عوامل هرمونية.
أعراض اضطرابات المفصل الفكي الصدغي
- ألم في المفصل عند المضغ أو الكلام أو التثاؤب وقد يمتد الألم ليصل إلى الرقبة والأكتاف.
- صعوبة في فتح وإغلاق الفم وصعوبة في مضغ الطعام والبلع.
- شد عضلي وتصلب في منطقة المفصل.
-صداع مستمر قد يوقظ المريض من النوم.
- سماع طقطقات أو أصوات عند فتح الفم وإغلاقه.
- تحديد لحركة الفك السفلي وهذا قد يزداد حدة لدرجة أن لا يستطيع المريض أن يفتح فمه لأكثر من بضع مليمترات، وهذا غالبا ما يكون نتيجة تشنج في عضلات المضغ.
- ألم في الأذن أو طنين دون وجود التهاب فيها.
- تحسس الأسنان دون وجود تسوس أو التهاب فيها.
- قد يكون هناك ميل لانحراف الفك عن مساره المستقيم عند فتح الفم باتساع.
كيفية التعامل مع اضطرابات المفصل الفكي الصدغي؟
هناك العديد من الأساليب العلاجية لهذه الاضطرابات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنها بالفعل اضطرابات غير مفهومة أو واضحة الأسباب، ما أدى إلى تعدد أساليب علاجها، أي أنه يمكن اتباع أكثر من أسلوب للعلاج بدون جدوى.
إجراءات تخفف من ألم المفصل الصدغي وتساعد على التشافي منه:
- الابتعاد عن تناول الغذاء الصلب والاعتماد قدر الإمكان على الغذاء اللين لإعطاء الفك راحة من قوى الضغط والمضغ.
- الابتعاد عن الحركات العنيفة للفك كالصراخ والغناء ومضغ العلكة.
- وضع كمادات ثلج (تخفف الالتهاب وتسكن الألم) أو كمادات ماء ساخن، تلين المفصل وتخفف الألم.
- القيام ببعض التمارين البسيطة للفك عن طريق فتح وإغلاق الفم عدة مرات لمسافة بسيطة قدر الإمكان أو حتى يبدأ الألم، ويكرر ذلك عدة مرات في اليوم.
- استخدام راحة اليد كدعامة للفك عند التثاؤب لمنع تعلق الفك خارج المفصل.
- الابتعاد عن التوتر والقلق واتباع كل ما من شأنه أن يجلب الراحة والطمأنينة لنفس المريض، وهنا نجد أن بعض المرضى ينصحون بالتنفس العميق و ممارسة رياضة اليوغا التي تريح الأعصاب، أو عمل مساجات لمنطقة المفصل.
وفي حال لم تنجح هذه الإجراءات البسيطة في تخفيف الألم والتمهيد للتشافي،يمكن مراجعة طبيب الأسنان الذي يقوم بدوره بفحص المفصل بدقة وفحص الأسنان من حيث الإطباق والاصطفاف، وقد يطلب من المريض إجراء بعض الصور الإشعاعية التي توضح وضع المفصل وأجزائه، كما يمكن أن يصف للمريض بعض المسكنات أو مهدئات (مرخيات) العضلات أو مضادات القلق والاكتئاب، وقد يقوم طبيب الأسنان بعمل واق ليلي متحرك يستعمله المريض عند النوم والذي من شأنه أن يمنع إطباق الأسنان العلوية والسفلية إطباقا كاملا, وبالتالي يمنع المريض من أن يكز على أسنانه لا شعوريا أثناء النوم.
أما العلاجات الجراحية، فيجب تجنبها قدر الإمكان، وتبقى فقط خيارا أخيرا وللحالات الصعبة فعلا، والتي تكون قد عجزت كل الطرق العلاجية السابقة في علاجها أو التخفيف من آلامها، وذلك لأن العلاجات الجراحية لمفصل الفك ما تزال غير مضمونة النتائج, ولأنها إجراءات غير عكسية أي أن الوضع الذي يمكن الحصول عليه بعد الجراحة لا يمكن قلبه والعودة للوضع السابق.
ويجب أن لا ننسى بأن اضطراب المفصل الفكي الصدغي يكون في غالب الأحيان حادثا عرضيا أي أنها آلام تأخذ فترة من الوقت ثم تزول وتختفي من تلقاء ذاتها، لذا يجب ألا تشكل مصدر قلق للمريض لأنها قد لا تحتاج إلى علاج أصلا وإنما تحتاج إلى شيء من التحمل والصبر.
الدكتور معين حداد رئيس اللجنة التثقيفية الإعلامية نقابة أطباء الأسنان الأردنية