الشرح :
المساء لإيليا أبو ماضي
الفكرة الأولى : صورةكلية للمساء والأرض
السحب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين
والشمس تبدوخلفها صفراء عاصبة الجبين
والبحر ساجٍ صامتٌ فيه خشوع الزاهدين
لكنما عيناكباهتتان في الأفق البعيد
سلمى ...بماذا تفكرين؟
سلمى ...بماذا تحلمين؟
المناقشة اللغوية : تركض : تجري مسرعةً مادة ( ركض ) / الرحب : الواسع والجمعرِحابٌ ، رَحْبٌ / تبدو : تظهر / عاصبة : من العِصَابَةُ وهو ما يشد به الرأس منمنديل ونحوه والجمع عصائبُ / الجبين : ما فوق الصدغ من يمين الجبهة أو شمالها وهماجبينان والجمع ( أَجْبُنٌ ) /
ساجٍ : فاترٌ ساكنٌ / باهتتان : محلقتان كدلالةعلى التفكير باندهاش واستغراب مادة ( بهت ) / الأفق : السماء مادة ( أفق ) والجمع ( الأفاق ) .
الشرح والتحليل : رسم الشاعر بكلماته صورة كليه تشتمل على صور جزئيةفالسحب تركض مذعورة خائفة والشمس قد عصبت جبينها والبحر ساكن كأنه شيخ وقور يتعبدوسلمى تحدق متأملة هذه المشاهد ويتساءل الشاعر هل سلمى مفتونة بهذا المنظر الرائع ؟أو هي مأخوذة بجماله ؟ أو هي تستعيد من خلاله ذكرياتها ؟ أو هي متشائمة مما ترىبهذا المنظر الذي يوحي بانطفاء شعلة الحياة ؟ وغروب العمر ؟ إنها تفكر ... ففيمتفكر ؟
( السحب تركض) الصور الجمالية : يجري ويركض .استعارة مكنية حيث صور السحب بإنسان
( ركض .الخائفين ) تشبيه حيث شبه ركض السحب بركض الإنسان الخائف
( الشمس تجري خلفها ) استعارة مكنية شبه الشمس بإنسان يجري خلف السحب
صفراء عاصبة الجبين) اختيار( الشاعر اللون الأصفر ( كناية عن مرض الشمس ) و(عاصبة
الجبين ) استعارة مكنية حيث شبه الشمس بإنسان مريض قد ربط رأسه من شدة الألم .
( والبحر ساجٍ صامتٌ) استعارة ( صامت )مكنية حيث شبه البحر بإنسان هادئ وصامت وكلمة
للبحر تعبر عن الخشوع .
الهدوء والصمت الموجود بالبحر بخشوع( فيه خشوع الزاهدين ) تشبيه حيث شبه الزاهدين
الطبيعة ( السحب – الشمس – البحر )اختار الشاعر كلمات تعبر عن .
أسلوب إنشائي طلبي للدلالة على الحيرةاختيار الشاعر صيغة الاستفهام ( بماذا ) والتساؤل عما تفكر فيه سلمى وتكرار السؤالهنا لاستغراقها في خواطرها وتأملاتها .
سلمى ) إيحاء باللهفة لمعرفة سبب تفكيرهااستخدام الشاعر أسلوب التكرار لاسم ( .
الفكرة الثانية ( تساؤلات وحوار )
أرأيت أحلام الطفولة تختفي خلف التخوم؟
أم أبصرتْ عيناك أشباح الكهولة فيالغيوم؟
أم خفتْ أن يأتي الدُّجى الجاني ولا تأتي النجوم؟
أنا لا أرى ماتلمحين من المشاهد إنما
أظلالها في ناظريك
تنم ، يا سلمى ،عليك
المناقشة اللغوية : التخوم : الحدود ومفردها تخم / أشباح : جمع شبح وهو مابدا لك شخصه غير واضح من بعيد مادة ( شبح ) / الكهولة : من جاوز الثلاثين إلى نحوالخمسين والجمع ( كُهُولٌ )/
الفكرة الثالثة :لماذا يتشاءم الإنسان ؟
هذي الهواجس لم تكن مرسومة في مقلتيك
فلقد رأيتك في الضحى ورأيته في وجنتيك
لكن وجدتُك في المساء وضعت رأسك في يديك
وجلست في عينيك ألغازٌ ، وفي النفس اكتئاب
مثل اكتئاب العاشقين
سلمى ... بماذا تفكرين
المناقشة اللغوية :- الهواجس : جمع هاجس وهو ما يدور في النفس من خواطر / مقلتيك : مثنى ( مُقلة ) العين كلها والجمع مُقَلٌ / وجنتيك : خديك مادة ( وجن ) / اكتئاب : انكسار النفس بسبب الحزن والهم مادة ( كئب ) .
الشرح والتحليل : يؤكد الشاعر أن سبب الوجوم والتشاؤم إنما هو المساء فطبيعة سلمى مرحة مبتهجة في الصباح حيث الضحى ينعكس بإشراقه عليها لكن المساء أورثها هذا الاكتئاب وجلست وكان في عينيها تساؤلات وألغاز وفي نفسها اكتئاب وهي مازالت تفكر ..
الصور الجمالية : مرسومة( الهواجس لم تكن في مقلتيك ) استعارة مكنية حيث صور الهواجس بشكل مرسوم في عيني سلمى .
وصور كناية تدل علىالشاعر الضحى بشيء مجسم يمكن مشاهدته في مقلتيها / عبارة ( رأيته في وجنتيك ) عبارة ( وضعت رأسكالابتهاج النفسي وإشراق الروح حيث ينعكس الضحى بإشراقه على وجنتي سلمى . تشعر بها سلمى .في يديك ) كناية تدل على الحزن والكآبة