جئت، لا أعلم من أين، ولكنّي أتيت
ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت
وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري!
أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود
هل أنا حرّ طليق أم أسير في قيود
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود
أتمنّى أنّني أدري ولكن...
لست أدري!
إن أكن أالظلم والطغيان بعد الموت جثمانا وعقلا
أترى أبعث بعضا أم ترى أالظلم والطغيان كلاّ
أترى أبعث طفلا أم ترى أالظلم والطغيان كهلا
ثمّ هل أعرف بعد الموت ذاتي؟..
لست أدري!
أين ضحكي وبكائي وأنا طفل صغير
أين جهلي ومراحي وأنا غضّ غرير
أين أحلامي وكانت كيفما سرت تسير
كلّها ضاعت ولكن كيف ضاعت؟
لست أدري!
إنّني جئت وأمضي وأنا لا أعلم
أنا لغز ... وذهابي كمجيتي طلسم
والّذي أوجد هذا اللّغز لغز أعظم
لا تجادل ذا الحجا من قال إنّي ...
لست أدري!
الشاعر إيليا أبو ماضي :
من الشعراء العرب المعاصرين ومن أهم شعراء المهجر ... لقب بالشاعر الفيلسوف وشاعر
الأمل والتفاؤل ...ولد في قرية المحيدثة بلبنان عام 1891 هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية
وكان أحد أعضاء الرابطة القلمية البارزين ... من دواوينه (تذكار الماضي –الجداول –
الخمائل – تبر وتراب ...) ..توفي عام 1957