أجمل من المعلقات القصيده اللتي قالها أبي طالب عم النبي صل الله عليه وسلم عندما تمت مقاطعة قريش لبني هاشم
حديث رقم : 964
حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أبي عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس
عن أنس : (أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون). رواه البخاري
حديث رقم :963
حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو قتيبة قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه
قال : (سمعت بن عمر يتمثل بشعر أبي طالب
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وقال عمر بن حمزة حدثنا سالم عن أبيه ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وهو قول أبي طالب). رواه البخاري.
القصيده اللتي قالها أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم عندما تمت مقاطعة قريش لبني هاشم فأليكموها
ولما رأيت القوم لاودَّ فيهم ***** وقد قطعوا كلَّ العُرى والوسائل
وقد صارَحُونا بالعداوةِ والأذى ***** وقد طاوعوا أمر العدوِّ المزايل
وقد حالفوا قوماً علينا أظنّةً ***** يعضون غيظاً خلفنا بالأنامل
صبرت لهم نفسي بسمراء سمحةٍ ***** وأبيضٍ غضبٍ من تراث المقاول
وأحضرت عند البيت رهطي وأخوتي ***** وأمسكت من أثوابه بالوصائل
....
أعوذ برب الناس من كلّ طاعنٍ ***** علينا بسوءٍ أو ملحٍ بباطل
ومن كاشح يسعى لنا بمعيبةٍ ***** ومن ملحقٍ في الدين مالم نحاول
وثورٍ ومن أرسى ثبيراً مكانه ***** وراقٍ ليرقى في حراءَ ونازل
وبالبيت حق البيت من بطن مكةٍ ***** وبالله إن الله ليس بغافل
وبالحجر المسودّ إذ يمسحونه ***** إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل
وموطئ إبراهيم في الصخر رطبةً ***** على قدميه حافياً غير ناعل
وأشواط بين المروتين إلى الصفا ***** وما فيهما من صورةٍ وتماثل
ومن حج بيت الله من كل راكب ***** ومن كل ذي نذرٍ ومن كل راجل
وبالمشعر الأقصى إذا عمدوا له ***** الإل إلى مفضي الشراج القوابل
وتوقافهم فوق الجبال عشيةً ***** يقيمون بالأيدي صدور الرواحل
وليلة جمعٍ والمنازل من منى ***** وهل فوقها من حرمةٍ ومنازل
وجمعٍ إذا ما المقربات أجزنه ***** سراعاً كما يخرجن من وقع وابل
وبالجمرة الكبرى إذا صمدوا لها ***** يؤمون قذفاً رأسها بالجنادل
...
فهل بعدَ هذا من معاذٍ لعائذ ***** وهل من معيذٍ يتقي الله عادل
يطاع بنا أمر العدا ودّ أننا ***** يسد بنا أبواب ترك وكابل
كذبتم وبيت الله نترك مكةً ***** ونظعن إلا أمركم في بلابل
كذبتم وبيت الله نُبزَى محمداً ***** ولما نطاعن دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرَّع حوله ***** ونذهل عن أبنائنا والحلائل
...
وأبيضُ يستسقي الغمام بوجهه ***** ثمالِ اليتامى عصمةٍ للأرامل
يلوذُ به الهلاك من آل هاشمٍ ***** فهم عنده في رحمةٍ وفواضل
لعمري لقد أجرى أسيد وتكره ***** إلى بغضنا وجزآنا لآكل
وعثمانُ لم يربَع علينا وقنفذٌ ***** ولكن أطاعا أمرَ تلك القبائل
أطاعا أبيّاً وابن عبدِ يغوثِهم ***** ولم يرقبا فينا مقالةَ قائل
...
لعمري لقد كلفِّتُ وجداً بأحمد ***** وإخوته دأب المحبِّ المواصل
فمن مثلُه في الناس أي مؤمَّل ***** إذا قاسه الحكَّام عند التفاضل
حليمٌ رشيد عادل غير طائش ***** يوالي إلهاً ليس عنه بغافل
كريمُ المساعي ماجدٌ وابن ماجد ***** له إرثُ مجدٍ ثابتٍ غير ناصل
وأيَّده ربُّ العباد بنصره ***** وأظهر ديناً حقه غير زائل
فوالله لولا أن أجيء بسُبَّةٍ ***** تجرُّ على أشياخِنا في المحافل
لكنّا تبعناه على كل حالةٍ ***** من الدهر جداً غير قول التهازل
لقد علموا أن ابننا لا مكذبٌ ***** لدينا ولا يعنى بقولِ الأباطل
فأصبح فينا أحمدٌ في أرومةٍ ***** يقصر عنها سورةُ المتطاول
حدبت بنفسي دونه وحميته ***** ودافعت عنه بالذَّرى والكلاكل
فأيده رب العباد بنصره ***** وأظهر دينا حقه غير باطل
رجال كرام غير ميل نماهم ***** إلى الخير آباء كرام المحاصل
فإن تك كعب من لؤي صقيبة ***** فلا بد يوما مرة من تزايل
قال ابن هشام: هذا ما صح لي من هذه القصيدة، وبعض أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها.
قال ابن كثير: قلت: هذه قصيدة عظيمة بليغة جداً لا يستطيع ان يقولها إلا من نسبت إليه، وهي أفحل من المعلقات السبع، وأبلغ في تأدية المعنى فيها جميعها،
المرجع البدايه والنهايه لابن كثير:
والله فعلا أبي طالب أمره عجيب؟