مِنى “أعجوبة” تجاهلها الغرب وغابت عن صفحات “جينيس”

علي شراية. منى ( تصوير احمد حجازي )

بعيدا عن صفحات جينيس القياسية وعجائب السبعة العالمية أحرجت منى المصنفين والمؤلفين وهي تسجل الإبهار تلوى الآخر في كل عام وتالظلم والطغيان برسالة للعالم مفادها العمل لخدمة ضيوف الرحمن بعيدا عن الرياء والسمعة.

ويتساءل المؤرخون عن سر غياب منى عن صفحات الروايات والأساطير الشعبية وهي المدينة التي  يسكنها 3 ملايين مسلم في 4 أيام في السنة على 265 هكتارا وتعد أكبر مناطق العالم في التجمعات السكانية خلال فترة محددة وأكثرها تكلفة، إذ بلغت تكلفتها أكثر من 206 مليارات ريال (54.93 مليار دولار) إضافة إلى 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار) لتنفيذ جسر الجمرات.

وهكذا ظلت منى منذ القرون الماضية حتى يومنا هذا، فهي مدينة الـ 3 أيام التي يتذكرها الناس خلال هذه الأيام وتنسى بقية العام، حيث تزدهر وتعج بالزحام في كل ركن فيها طيلة الأيام الثلاثة، حتى لا تجد لك موطئ قدم فيها، بل يرى العاملون في الحج أن الأعداد الموجودة من الحجاج والعاملين في الحج تفوق الطاقة الاستيعابية لمشعر منى.

ومن الأرقام القياسية التي تزخر بها منى مشروع الخيام المطورة الذي يعد أحد أكبر المشروعات التي نفذتها حكومة المملكة في المشاعر المقدسة لخدمة وراحة الحجاج وعلى مساحة تقدر بمليونين و 500 ألف متر مربع نفذ المشروع وفق مواصفات تحقق المزيد من الأمن والسلامة للحجاج، لتستوعب نحو مليونين و 600 ألف حاج وتعد أكبر منطقة للخيام في العالم.

ويشارك نحو مليوني حاج  في منى رسم أكبر سجادة بشرية بيضاء على مستوى العالم، التي يصل طولها إلى ما يقارب 600 مليون متر من أقمشة الإحرام الذي يبلغ طول الواحد منه 3 امتار بجزأيه الرداء والإزار  تغطي مساحة 600 ألف كيلومتر مربع، وهي ما تفوق مساحة 170 دولة في العالم من أصل 214 مسجلة دوليا.  فيما يعد قطار المشاعر والذي لا يعمل سوى 6 أيام في العام رقما آخر غابت عنه صفحات العجائب والأرقام وهو الذي ينقل ملايين الحجيج ولا يعمل سوى 6 أيام في العام وتزيد تكلفته  الإجمالية عن 6.7 مليار ريال سعودي بما يعادل (1.9 مليار دولار) تقريبا.

ولمن لا يعرفون منى فهذا المشعر يقص فيه نحو  100 مليار شعرة في يوم واحد تحللا من الإحرام ، حيث أكدت إحصائية علمية أن متوسط عدد شعرات الإنسان البالغ نحو 100 ألف شعرة، مما يعني أنه من المنتظر أن يخلف حجاج البيت الحرام قرابة 107 مليارات و 300 مليون شعرة في يوم النحر.

ولا تتوقف الأرقام عند هذا الحد أيضا، حيث يرمى في منى أكثر من 150 مليون حجر يرميها الحجيج، على شواخص الجمرات الـ 3 طوال أيام التشريق.

يذكر أن منى سميت بهذا الاسم بحسب عبد الله أبكر المؤرخ المكاوي أن أهل مكة قبل صدر الإسلام كانوا يروون أرض منى بالماء؛ تمهيدا لقدوم الحجاج لها، وهو الأمر الذي يساهم في تبريد المكان، ويعمل على تهدئة الغبار ويلطف الجو، لا سيما في الصيف وهي العادة التي يمارسها أهل مكة المكرمة.