الصياد ورجل الأعمال الأمريكي
مقطع من كتاب درر الأوراق للكاتب عبدالله الباكري يتحدث عن قصة صياد سمك بسيط ورجل اعمال دار بينهما حوار رائع
أرجو أن ينال إعجابكم
جلس رجل أعمال أمريكي في أواخر عمره أمام بيته الشتوي الخاص على أحد أنهار المكسيك ، جلس يستمتع بالمناظر الخلابة والجو النقي ، وبينما هو كذلك إذ لفت نظره صيد بسيط يصطاد على الشاطئ.
فنظر رجل الأعمال إلى حال ذلك الصياد البسيط فوجد مركب صيده في غاية البساطة وكذلك الأدوات التي يستعملها ، ورأى بجانبه كمية من السمك قام باصطيادها ، فناداه الرجل ليشتري منه بعض السمك وليتحدث إليه.
جاء الصياد البسيط إلى رجل الأعمال فاشترى منه الرجل بعض السمك ثم دار بينهما الحوار التالي :
- كم تحتاج من الوقت لاصطياد مثل هذه الكمية من السمك ؟ !!.
- ليس الكثير من الوقت.
- لماذا لا تقضي وقتاً أطول في الصيد فتكسب أكثر من ذلك ؟ !!.
- ما اصطاده يكفي حاجتي وحاجة أسرتي.
- ولكن ماذا تفعل في بقية وقتك ؟ !!.
- أنام بما يكفيني من الوقت ، وأصطاد لقليل من الوقت ثم أبيعه ثم ألعب مع أطفالي ثم أنام القيلولة مع زوجتي وأقضي معها بعض الوقت ، وفي الليل أتجول مع أصدقائي في القرية ، ونجلس معاً نتسامر لفترة من الليل ، ثم آوي إلى فراشي.
هز الرجل الثري رأسه في سخرية من كلام الصياد البسيط، ثم قال له:
- سوف أسدي لك نصيحة غالية.
قال له الصياد : وما هي ؟ !!.
قال الرجل الأمريكي :
- أولاً يجب أن تتفرغ للصيد حتى تزداد كمية ما تصطاده ، وبعد فترة من الزمن ومع تقدمك المادي تشتري مركباً أكبر وأحدث من هذا القارب الصغير.
فقال الصياد : وماذا بعد ذلك ؟ !!.
قال الأمريكي : يمكنك بعد ذلك بفترة ومع ازدياد أرباحك أن تشتري عدة قوارب كبيرة للصيد.
فقال الصياد : وماذا بعد ذلك ؟ !!.
قال الأمريكي : ستجد نفسك في النهاية وبعد فترة من الزمن صاحب أسطول بحري كبير للصيد ، وبدلاً من قضاء الوقت والجهد في بيع السمك مباشرة للناس سترتاح ببيعك فقط للموزعين.
فقال الصياد : وماذا بعد ذلك ؟ !!-
قال الأمريكي : وأخيراً ، وبعد كل هذا النجاح ستستطيع وبكل سهولة أن تنشئ مصانع التعليب الخاصة بك والتي يمكنك بها التحكم في إنتاجك من الأسماك وكميات التوزيع أيضاً.
فقال الصياد : وماذا بعد ذلك ؟ !!.
قال الأمريكي : تنتقل بعد هذا النجاح من قرية الصيد الصغيرة هذه التي تعيش بها وتنتقل إلى العاصمة وهكذا تصبح مليونيراً كبيراً يشار إليه بالبنان.
سكت الصياد قليلاً ، ثم سأل رجل الأعمال : كم يتطلب هذا النجاح من الوقت ؟ !!.
ضحك الأمريكي وقال : من خمسة عشر سنة إلى عشرين سنة فقط.
فقال الصياد : وماذا بعد ذلك ؟ !!.
قال الأمريكي : عندما يحين الوقت المناسب والذي تختاره تقوم ببيع جميع شركاتك وأسهمك وتصبح بعدها من أغنى أغنياء العالم وعندها سوف تملك الملايين.
نظر الصياد إلى رجال الأعمال قائلاً : وماذا بعد ذلك ؟ !!.
قال الأمريكي : تستقيل بالطبع ، وتبدأ بالإستمتاع بحياتك وما تبقى لك من العمر ، فتشتري شاليه صغير في قرية صغيرة تستمتع فيه مع زوجتك وأولادك ، وتنام القيلولة مع زوجتك وتخرج للتنزه ليلاً مع أصدقائك وفوق ذلك كله تستطيع النوم لفترات أطول وأجمل.
فقال الصياد البسيط في دهشة : هل تعني أن أقضي عشرين عاماً من عمري في التعب والإرهاق والعمل المتواصل والحرمان من زوجتي وأبنائي والإستمتاع بصحتي حتى أصل في النهاية لما انا عليه أصلاً.
فسكت رجل الأعمال الأمريكي فاحماً ولم يستطع الرد عليه !!.
( همسة ) :
قال صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافىً في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيها.
***