يتكون الثدي من فصوص وقنوات أو أنابيب، وكل ثدي يحتوي على 15 - 20 فصا تحتوي على فصيصات أصغر تنتهي ببصيلات مرتبطة بالقنوات وتفرز الحليب. ويحتوي كل ثدي على شعيرات دموية ولمفاوية تؤدي إلى الغدد اللمفاوية وعادة تكون منتشرة بالجسم ومسؤولة عن عملية التنقية ومحاربة الأمراض. وتقع مجموعة من الغدد اللمفاوية بالقرب من الثدي في منطقة الإبط (تحت الذراع) وبداخل الصدر وفوق عظمة الترقوة.
وقد يظهر سرطان الثدي في أحد الفصوص أو القنوات وفي بعض الحالات في النسيج الذي بينهما. وقد ينتشر إلى الغدد اللمفاوية وإلى الشعيرات الدموية التي قد تحمل الخلايا السرطانية إلى أماكن أخرى. ويمكن لسرطان الثدي أن يصيب الرجال أيضا.
فلماذا نهتم بالفحص المبكر؟ وما طرقه؟ ومتى ينصح بإجرائه؟
أن سرطان الثدي هو من المسببات الرئيسية لوفاة النساء وأن الفحص المبكر يقلل من نسبة الوفاة.
أما الفحص المبكر، فهو فحص ثدي المرأة بصورة دورية واكتشاف أي ورم في مراحله الأولى قبل أن تظهر له أي أعراض. ويؤدي الفحص المبكر إلي ارتفاع نسبة الشفاء والاستجابة الأعلى للعلاج.
وتشمل العوامل التي تؤثر علي نسبة الإصابة بسرطان الثدي:
* التقدم في العمر.
* البلوغ المبكر.
* تأخر سن اليأس .
* عدم الإنجاب.
* عدم ممارسة الرضاعة الطبيعية.
* الحمل الأول في سن متقدمة.
* تاريخ شخصي لسرطان الثدي أو الأمراض الحميدة للثدي.
* تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان الثدي لقرابة من الدرجة الأولى (الأم أو الأخت أو الابنة).
* العلاج الإشعاعي للثدي أو منطقة الصدر في السابق
* السمنة تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي بعد سن اليأس.
* العلاج الهرموني لفترات طويلة (الإستروجين والبروجسترون).
* وجود تغيرات في الثدي مرتبطة بجينات سرطان الثدي (BRCA - 1 - BRCA2).
* عدم ممارسة الرياضة بانتظام.
إن وجود العوامل المساعدة للإصابة بالسرطان لا يعني أن المرأة ستصاب به، ذلك أن أكثر النساء قد تتوفر لديهن هذه العوامل، ولكن لا يصبن بالمرض.
ما الذي يمكن أن يقلل من نسبة الإصابة بالمرض في حال توفر هذه العوامل؟
أن الفحص الدوري المنتظم هو الذي يكشف المرض في مراحله المبكرة وبذلك يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وسنتحدث عن أنواع الفحص الدوري بالتفصيل لاحقا. وللتقليل من خطر الإصابة علينا ممارسة أسلوب حياة صحي بالتقليل من الأكل السريع والوجبات العالية في الدهون والمحافظة على وزن صحي وأيضا ممارسة الرياضة بانتظام بناء على التوصيات العالمية بما لا يقل عن ثلاث إلى أربع مرات بالأسبوع لمدة لا تقل عن نصف ساعة. ومن ثم التعرف على تاريخ العائلة المرضي بالنسبة لسرطان الثدي ومناقشة المختص في الطرق المتوفرة للتقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
ومن طرق الوقاية وتقليل نسبة الإصابة - الذي تستفيد منه النساء اللاتي نسبة خطر إصابتهن بالمرض عالية ويتمثل في وجود تاريخ عائلي في الأم أو الأخت أو الابنة ووجود خلايا غير متطابقة في عينة الثدي إن وجدت - أخذ العلاج الكيميائي الوقائي والمتمثل في التاموكسفين (Tamoxifen). في هذه الحالة تستفيد المريضة من استخدام العلاج الكيميائي المتمثل في التاموكسوفين كخط حماية أولي في حال أنها غير معرضة لخطر الأعراض الجانبية التي قد تنتج عنه وتتمثل في عدم وجود جلطة سابقة أو قابلية للتجلطات (في الساق، الرئة والدماغ) وفي حال عدم وجود الرحم مثلا مما يعني تقليل خطر الإصابة.
ولم نجد أن الفائدة المحققة من العلاج الكيميائي الوقائي في النساء اللاتي يحملن خطر إصابة بسرطان الثدي قليل أو معتدل كافية لتعريضهن لخطر الأعراض الجانبية ولا يوصى به في هذه المجموعة من النساء. وتحصل الفائدة الأكبر في سن الخمسين وما فوق حيث يكون خطر الإصابة بسرطان الثدي أعلى من خطر الإصابة في مقتبل العمر. وبناء على التوصيات فمن الأفضل أن يكون القرار مبنيا لكل حالة على حدة حسب رأي الطبيب المختص.
ولا ينصح بالفحص الجيني بصفة روتينية لما للفحص الروتيني من آثار نفسية سيئة ولا ينصح به إلا في حالة وجود تاريخ عائلي يشير إلى وجود جينات وراثية لسرطان الثدي.
الفحص السريري، يتم على يد طبيب مختص أو ممرضة مختصة لكل الأعمار ويمكن أن يكون كل ثلاث سنوات في عمر العشرين والثلاثين وسنويا في عمر الأربعين وما فوق.
ويمكن للمرأة بعد سن العشرين أن تتعرف على ثدييها بالفحص الذاتي ويتم الرجوع إلى المختص في حالة ملاحظة أي تغيرات لفحص الثدي ومنطقة تحت الذراع، وفي حال الاشتباه بشيء يتم إجراء الفحص اللازم.
أشعة الماموغرام، هي الطريقة المثلى للفحص المبكر، وهي أشعة إكس ويمكن استخدامها للفحص المبكر في اكتشاف وجود ورم أو وجود خلايا سرطانية ومن ثم تستخدم للتشخيص، وإن كانت تعتمد على حجم الورم ومدى كثافة أنسجة الثدي وخبرة طبيب الأشعة في قراءة الماموغرام.
وتحتاج المرأة للفحص المبكر إلى صورتين للثدي فقط بينما تحتاج إلى صور أكثر للتشخيص. وقد لا تكون أشعة الماموغرام قادرة علي اكتشاف الورم في صغيرات السن لكثافة أنسجة الثدي، ولذلك يوصى باستخدامها في سن الأربعين وما فوق وقد تستخدم قبل ذلك في حالات معينة فقط. ولو وجد أي ورم خلال الفحص السريري أو الماموغرام ولزم التأكد من طبيعة الورم ينصح باستخدام الأشعة الصوتية.
أشعة الرنين المغناطيسي، لا يوصى باستخدامها روتينيا للفحص المبكر إلا للحالات التي تحمل خطرا عاليا للإصابة بسرطان الثدي، وفي حال لم يكن الماموغرام كافيا للتأكد من خلو الثدي من وجود ورم أو خلايا سرطانية.
وتتميز أشعة الرنين المغناطيسي بأنها اختبار حساس، ولكن يمكن أن تعجز عن اكتشاف بعض الحالات والعكس، إنها قد تستخدم في حال وجود ورم مشتبه به في الماموغرام لتحديد ماهية الورم بصورة أفضل خاصة الحالات التي تم تشخيصها كسرطان بالثدي، حيث يمكن لأشعة الرنين المغناطيسي أن تحدد لنا حجم الورم، وإن كان هناك أي أورام أخرى. ويفضل استخدام أجهزة الرنين المغناطيسي المصممة للثدي لإعطاء نتائج أفضل.
وهناك توصيات عالمية للفحص المبكر بأشعة الماموغرام، توصي بعمل الفحص المبكر بناء على الفئات العمرية، وتعتمد التوصيات في الفحص المبكر علي النتيجة المحققة من اكتشاف المرض في مراحله المبكرة والتقليل من نسبة الوفاة في كل فئة عمرية، كالتالي:
* في سن 40 - 49: تدل البراهين الطبية على أن الفحص المبكر في هذه الفترة العمرية يؤدي إلى فائدة (ولكن بنسبة ضئيلة) ويقلل من نسبة الوفيات لسرطان الثدي. وعليه يوصى بعمله، ولكن ليس روتينيا وباستشارة الطبيب المختص.
* في سن 50 - 69: تدل البراهين الطبية أن هذه الفئة هي الأكثر استفادة من الفحص المبكر المتمثل في: الفحص السريري السنوي، وأشعة الماموغرام. ويوصى بعمله لتوفر البرهان الطبي لحدوث الفائدة بالاكتشاف المبكر للسرطان وعلاجه في مراحله الأولى مما يزيد من نسبة الشفاء ويقلل من الوفيات. ويوصى بعمل أشعة الماموغرام لهذه الفئة كل سنتين.
* في سن 70 - 74: يوصى بالفحص المبكر بأشعة الماموغرام كل سنتين إلى ثلاث سنوات.
* في سن أكبر من 75: لا يوصى بالفحص المبكر بأشعة الماموغرام روتينيا ولا يوجد معلومات كافية تدل على الفائدة من تطبيق الفحص المبكر في هذه المرحلة العمريه وعليه فلا يوصى بتطبيقه