أحدث البحوث لعلاج الكسور المفتوحة.
[
بحثا عن بديل للعظام التالفة يقوم علماء ألمان بإجراء أبحاث لتطوير مواد جديدة تستخدم في تثبيت العظام في الكسور المفتوحة وتساعد على نموها، مايجنب المريض إجراء عملية جراحية ثانية لنزع المواد المثبتة للعظام.
" تلقيت ضربة مؤلمة أثناء ركوبي الخيل حينها سمعت صوت فرقعة وبدأت أنزف بشدة "K هكذا تصف أنكه ايبرت ما تعرضت له أثناء نزهة بالخيول قامت بها مع أصدقائها، فإنكه (44ربيعا) التي تعشق الخيول أصيبت بكسر مفتوح في عظمتي ساقها الأمامية والخلفية، إضافة إلى اختراق شظايا العظام لجلدها وبروزها فوق الجرح، ليكون التدخل الجراحي امر لا مفر منه.
ويعد الهيكل العظمي من أكثر الهياكل استقرارا في جسم الإنسان ، إذ أن بنيته الاسفنجية تجعله قادرا على تحمل الضغط كثيرا حسبما يشرح طبيب الجراحة هيبرت بومبتزكي ويضيف قائلا "معظم حالات كسر العظام تحصل لدى تعرضها لضربة شديدة أو لدى الإصابة بأمراض مثل الروماتيزم وهشاشة العظام".
وفي حديثه مع DW يؤكد الدكتور عبد المعطي أنصاري أخصائي الجراجة العظمية في برلين أن معالجة كسور العظام تتعلق بنوعها، فمعالجة الكسر بواسطة جبيرة الجبس يكون صالحا في حالات الكسور البسيطة و المغلقة، إذ يتكسر العظم مع بقائه في مكانه الصحيح دون أن يسبب جرحا أو تلفا للأنسجة.
ضرورة التدخل الجراحي
أما الكسور المفتوحة والمضاعفة فلايمكن معالجتها بدون تدخل جراحي حسب الدكتور عبد المعطي الذي يستطرد قائلا " في الكسور المضاعفة أو المفتوحة يبرز العظم من الجلد وتتمزق الأنسجة المحيطة بالعظم ماقد يؤدي إلى حدوث التهاب أو نزيف" ، وهو تماما ماحدث لإنكه، إذ خضعت لعملية جراحية لتثبيت عظم ساقها باستخدام مسامير لولبية ومسمار طويل .
تحتاج عظام الساق إلى حوالي 4 أشهر لتتعافى من الكسر. أما المسامير فتبقى مثبتة في العظام لمدة عام كامل، إلى أن تتمكن العظام الجديدة من القيام بوظيفتها حسبما يوضح الدكتور هيربرت بومبتزكي " لا نستخرج الشرائح المعدنية والمسامير لدى كبار السن، أما عند الشباب فلابد من إزالتها".
عمليتان جراحيتان لتثبيت العظام
ويشرح الدكتو بيرنارد كادبيك أخصائي الجراحة العظمية في ميونخ سبب ضرورة إزالة هذه القطع المعدنية بقوله" تشكل تلك القطع الاصطناعية في الغالب عائقا لنمو العظام الأصلية، لذا لابد من نزعها بعملية جراحية أخرى".
تبقى المسامير مثبة في العظام لمدة عام كامل
الاسفنج المعدني لبناء عظام جديدة
ومن المفترض أن تنمو خلايا العظام وتمتص هذه المادة ليذوب الحديد تماما، حسبما يؤكد بيتر كودابيك أحد العلماء الباحثين في علم المواد في دريسدن " يتشابه هذا الاسفنج المعدني كثيرا مع خصائص العظام البشرية، من حيث التركيب والخلايا مفتوحة الجدران و آلية العمل، فهي مرنة جدا وتصلح كبديل للعظام".
الاسفنج المعدني كبديل للعظام التالفة
بعد ستة أشهر من تركيبه يذوب الاسفنج المعدني في الجسم، وتحل المكونات الأصلية للعظام مكانه بشكل كامل، حسبما تشرح بيرته سيفرس المتخصصة في علم الأحياء في ميونخ "يتم التخلص من الحديد مثل أي مادة استقلابية أخرى في الجسم، ولا ترفع تلك القطعة الاصطناعية من نسب الحديد في الدم. كما أنها لا تسبب أي أضرار للجسم". وتتميز القطع الاصطناعية الجديدة بقابلية التعديل، إذ يمكن توسيعها أوتضييقها، وفقا لتركيبة العظم.
ويرى الدكتور عبد المعطي أن هذه الأبحاث الجديدة من شأنها تخفيف عبىء العمليات الجراحية لأولئك الذين يعانون من هشاشة في العظام. مؤكدا على أن التعرض الكافي لأشعة الشمس والتغذية الصحية كتناول الحليب و
مشتقاته يقي العظام من الكسور.