د. الخلف: العلاج الضوئي أحدث تقنية لعلاج القرنية المخروطية
القرنية هي الجزء الشفاف الرقيق من العين والتي لا تزيد سماكتها عن أجزاء من الملم، لكنها المسؤولة عن حدة الإبصار وصفاء الرؤية بشكل أساسي, وإن حدث أن تغير شيء في شكلها أو تركيبتها الداخلية أو السطحية؛ فإنها بالتالي تؤثر في الرؤية بشكل كبير.
القرنية المخروطية هي عبارة عن مرض مكتسب (وأحياناً يصاحب أمراضاً وراثية) يصيب القرنية في العينين معاً، ويكون عادة في إحدى العينين أسوأ من الأخرى. يبدأ من سن البلوغ ويتطور لمدة تتراوح من 7- 20 سنة.. خلالها يصيب العين في البداية قصر نظر مع استجماتيزم (انحراف قرنية لا بؤري) يزيد مع الوقت عند أغلب المرضى ويضطرون خلالها إلى تغيير مقاس النظارة في فترات متقاربة إلى أن تصل إلى درجة تحدب في القرنية معها لا تنفع النظارة. ونسبة حدوث القرنية المخروطية تتراوح 1.4-600 حالة -100.000 وتزيد في بعض المناطق من العالم لارتباطها جزئياً بالجينات. وتعد السعودية من أكثر مناطق العالم التي نرى فيها هذا المرض، وخصوصاً عند أهالي الجنوب.
طرق علاج القرنية المخروطية
في البداية - كما ذكرنا - من الممكن أن تساعد النظارات الطبية في تصحيح الرؤية لكن عندما تصل للمرحلة المتوسطة والمتقدمة من التحدب في القرنية فإنه يُلجأ عادةً إلى طرق أخرى كلبس العدسات اللاصقة الصلبة أو زراعة الحلقات داخل جدار القرنية أو عمل زراعة قرنية كلي أو جزئي في الحالات المتقدمة.
انتشر مؤخراً علاج لأمراض متعددة للقرنية بواسطة جهاز Corneal Cross linking الذي يعتمد أساساً على تسليط ضوء خاص UV-A أشعة فوق بنفسجية (نوع أ) واستخدام قطرة خاصة خلال العملية Riboflavin ( أحد أنواع فيتامين B) لمدة معينة ومحددة يتم بعدها تدعيم روابط الكولاجين المجهرية collagen وتقوية التماسك فيما بينها؛ فتصبح القرنية بعدها أكثر ثباتاً وأقل عرضةً للضعف والتحدب. تتم العملية بطريقة سهلة جداً وبتخدير على سطح القرنية فقط لمدة لا تتعدى ساعة من تسليط الضوء واستعمال القطرات, بعدها يمكن للمريض أن يغادر ويتابع مع الطبيب في العيادة.
من أهم الفحوص قبل العملية التأكد من أن سماكة القرنية تكفي لحماية الأجزاء الداخلية من القرنية والعين ككل عند تسليك ضوء UV-A وتصلح هذه الطريقة من العملية لمرضى القرنية المخروطية، وخصوصاً صغار السن (18-25) وفي بداية التحدب، وضعف القرنية بعد عمليات الليزك (التي كنا نشاهدها سابقاً قبل الفحوص الدقيقة للقرنية)، والتهابات القرنية البكتيرية غير القابلة للعلاج بالقطرات والمعرضة للثقوب corneal melting.
ونتائجها في الحالات السابقة آمنة وفعالة لو اتخذت الإجراءات اللازمة قبل وخلال العملية. ولا يوجد أي مضاعفات إذا كانت سماكة القرنية آمنة. ويحتاج بعدها المريض إلى استعمال قطرات معينة لفترة محدودة ومتابعة لفترات متقطعة لعمل فحص حدة الإبصار وتصوير طوبوغرافي للقرنية. ويمكن أن تعمل هذه العملية مع عمليات أخرى إذا كان هناك فرصة لزيادة تصحيح النظر كزراعة الحلقات أو PRK أكزيمرليزر.
د. عبد الرحمن الخلف
استشاري الليزك والماء الأبيض والقرنية