هل جربت يوما أن تقف أمام قطعة فنية من الحديد مشدوها لما بها من تفاصيل فنية مبدعة؟.. إذا لم تتعرض لمثل هذا الموقف فأنت بالتأكيد في موعد مع الدهشة والإعجاب حينما ترى أعمال الفنان رجب أحمد حسن الشهير برجب أبوالليل.
بلغت الزخارف المنقوشة في مادة الحديد والتي صاغها الفنان رجب أبوالليل حدا كبيرا من الجودة والإتقان في تحقيق التماثل، والتباين، والتنوع، والانسجام أيضا، بالإضافة إلى الإبداعية والابتكارية، لدرجة عدم اختلاف اثنان في الحكم على تحفه الفنية.
ورجب أبوالليل فنان من الإسكندرية تطوع أنامله الحديد بكل قسوته وصلفه ليشدو كالقيثارة مالئا المكان بألحان عذبة تأسر آذان من يسمعها.. ويشكل منه لوحات تضفي مزيجا من البهجة والجمال الراقي.
بدأ "أبوالليل" عمله بابتكار تصاميم فنية صغيرة من الحديد.. ولكنه دائما كان يحب أن يصنع تصميمات جديدة وصعبة في نفس الوقت، ومن هنا كانت الانطلاقة بتصميمه لأبواب حديدية "للفيلل" والقصور، بالإضافة إلى عربات الخيول بكل أحجامها وأشكالها.
يقول الفنان: "مادة الحديد منذ نشأتها في القرن الثاني عشر ورسوخها في القرنين الثالث عشر والرابع عشر واستمرارها حتى الآن، كانت مرموقة من كافة المهتمين بالفنون الزخرفية والمعمارية، وقد يكون لصلابتها وطواعيتها دخل في ذلك".
من تصميمات "أبوالليل" التي أبهرت الجميع هو تصميمه لبوابة حديدية أطلق عليها اسم "البوابة الأسطورية" صممها خصيصا لكي تكون كبوابات القصور الملكية وتزن هذه البوابة أكثر من ثمانية أطنان، ويبلغ ارتفاعها ستة أمتار، وعرضها سبعة أمتار.
اعتمد "أبوالليل" في تصميم البوابة المبهرة على التراث الصيني بما فيه من تفاصيل وحكايات وأساطير، ويحمل الجزء الأول من البوابة تمثالا للتنين الصيني وهو مخلوق خرافي في شكل ثعبان به أربعة أرجل، وبجناحين طويلين، ومقيدا في من قدمه في سارية البوابة، ومحاطا بزخارف عميقة الحفر ونفس التصميم وضعه الفنان على الجانب الآخر من البوابة.
أما ساريتي البوابة اليمنى واليسرى فهي على شكل زخارف جميلة لأغصان نباتية وتضمن العديد من الأغصان المحشوة بالزخارف، وقد صمم الجزء الأسفل من السارية ونفذت أجزاؤه على هيئة زهور هندسية مفرغة، وفي الجزء العلوي من كل سارية رسم متقن لشخص عجوز حكيم شعره وذقنه طويلين، وتعلو كل سارية فانوس مزخرف للإنارة.
صورة للبوابة التي صممها "أبوالليل"
يقول رجب أبوالليل: "ظهر على تصميمي لتلك البوابة تأثري الشديد بالأدب والأساطير الصينية وحاولت أن أجعل هذا التصميم بالغ الدقة، لذلك استغرق إنجازي لها أكثر من عشرة أشهر من العمل المتواصل ليل نهار".
ويضيف: "اخترت التنين الصيني على وجه الخصوص في تصميم البوابة ليظهر وكأنه الحارس الذي لا ينام، بكل ما يتصف من قوة، فالمتأمل إلى رسومات التنين يدرك أن أعضاءه مأخوذة من عدة حيوانات، والتنين الراهن له قرون غزال وجلد أفعى ومخالب نسر وقوة نمر".
أما عن سعر البوابة فقال أبوالليل: "تكلفت لتصميم تلك البوابة مبلغا ضخما، كما أخذ وقتا وجهدا، وبالتأكيد تصميم كهذا سيضفي جوا ملكيا على القصر المحظوظ الذي ستوضع فيه وأطلب فيها مبلغ 45 ألف يور لبيعها".
ورجب أبوالليل شغوف كذلك بتصميم العربات الملكية، وصنع منها أشكالا عدة فمنها من يوضع كتحفة فنية في القصور، وصمم كذلك نموذج كبير لها لتجره الخيول.
يقول أبوالليل: "أحببت تصميم عربات الخيول عندما صنعت منها نموذجا مصغرا، بهرني عن نفسي بعدما أنجزته حتى أنني تساءلت (كيف صنعته؟) ومنذ ذلك الحين أخذت في صناعة أكثر من نموذج بأشكال وأحجام ومقاسات وبزخارف مختلفة مثل الحنطور والفيتون والعربات الملكية، وأستطيع عمل أي شكل من تلك العربات حسب الطلب وستكون بأسعار مناسبة".
والمتابع لأعمال الفنان يجد أن إسرافه في النقش والزخرفة أضاف ميزة جمالية راقية، كما حقق قدرا كبيرا من الرفاهية والإبداع الذي لم يعد معمولا به للأسف في الزخارف الحديدية في الوقت الحالي.
ولم تتوقف إبداعات الفنان عند ذلك إذ أن له أكثر من 500 تصميم لتحف صنعها من الحديد كحامل الأخشاب الخاص بالمدفئة، و"الترابيزات" و"درابزين" السلالم والفوانيس، إلى جانب تطعيم الخشب بالحديد، والعديد والعديد من التصميمات التي ينفذها الفنان حسب الطلب وحسب السعر.
وأخيرا يؤكد المخترع أن لديه القدرة على أن يصنع مداخل المباني الفخمة، كما أنه لديه القدرة على نحت تماثيل لزعماء العالم بأكبر الأحجام.
بعض أعمال الفنان
أحمد جندي
خاص موقع موهوبون دوت نت