الأغبر: أنامل فنية بارعة في دمج النقوش والزخارف والألوان.
یستذكر الحاج فایز الأغبر ما نقشت یداه وحفرت على الحجر من نقوش وزخارف على المباني في مدینة عمان والسلط ونابلس مسقط رأسه. مع تقدم السن قرر الحاج الثمانیني تحویل شغفه ومیوله للنقش على الحجر إلى لوحات فنیة، استطاع أن یرسم علیھا أجمل الزخارف الھندسیة المستوحاة من الفنون الإسلامیة، والحضارات القدیمة العریقة. في كل یوم یجلس صباحا في مكتبه، یستخدم أدواته البسیطة في تجسید النقوش والزخارف من وحي الحضارة الأصیلة، یسبغ علیھا روحھ الملیئة بالاعتزاز بالماضي والتراث. أبدعت أنامل الحاج في دمج النقوش والزخارف والألوان التي تنم عن فطرتھ وسلیقتھ ونظرته الجمالیة إلى الأشیاء، إذ عبر من خلال بساطتھ عن فن فرید لفت انتباه العدید من الدارسین الذین عملوا على دراسة ھذا الفن.
في الثلاثینیات من القرن الماضي بدأت میوله تبرز في نحت الحجر. وما لبث أن ترك الدراسة لممارسة ھذه المھنة، لیعمل في نحت الحجر منذ العام 1949 مع والده وھو في سن السادسة عشرة من العمر. لقد أحب فن النحت وأتقنھا، فعمل مع والده في بناء العقود والأقواس الحجریة التي تبنى بدون إسمنت، بفضل ما لدیه من فكر ومعرفة كبیرة بھذا العمل الذي ما یزال یحتفظ بھا حتى ھذا الیوم. وعن بدایة بروز موھبة الرسم لدیه یقول الحاج: تأثرت كثیرا بأستاذ الرسم في المدرسة، المرحوم حمدي البظ، من نابلس، من أول الابتدائي ولغایة الرابع الابتدائي. كما زاد تعلقي بالرسم والنقش عندما عملت مع والدي وعمي في نحت الحجر". عمل الحاج كمقاول لتحضیر الحجر بأنواعھ، وكان یطلب منھ عمل الكرانیش والزخارف بأنواع عدة. وكان متقنا لھذا المجال، مطبقا لھ في دقة متناھیة. وفي الوقت ذاتھ تولدت لدیھ رغبة كبیرة في رسم الزخارف على الورق والمواد الأخرى. أسس الأغبر جمعیة عمال البناء التعاونیة للبناء في نابلس، ولھذه الجمعیة فرع في مدینة عمان. وكان حصیلة ھذه الجمعیة إنشاء أجمل وأزھى البنایات في نابلس. ومن الأعمال الرائعة التي أنجزتھا الجمعیة في عمان مبنى الإقراض الزراعي في حي العبدلي، ومبنى المعھد التعاوني، ومبنى نقابة المحامین السابقة سنة 1961، وعدة فلل، وبنایات كثیرة في جبل اللویبدة، وجبل الحسین، وأیضا مشروع إسكان طریق المغطس أریحا، والمتكون من 70 فیلا على شكل أربعة نماذج مختلفة. وفي العام 1952 عمل الحاج في إحدى المدارس في مدینة السلط، فاقتبس أجمل زخارف الحجر وأروعھا، وبدأ بتطبیقھا في أعماله الجدیدة، وھذه الزخارف تشبھ مثیلاتھا في عمان ونابلس والقدس، وخاصة القدیم منھا. یقول الأغبر "من أجمل الفلل التي بنیتھا كانت في عمان العام 1953، في جبل اللویبدة، وصاحبھا ھو الحاج بدیع یعیش، حیث كانت من الحجر الأحمر جلبت من قریة صما في قضاء إربد". ویضیف "بدأت ھوایة الرسم عندي منذ القرن الماضي، فكنت مراقبا فنیا في شركة اتحاد المقاولین، حیث عملت في مشروع جامعة البترول والمعادن في السعودیة. وقد قمت بطرح فكرة تصمیم وبناء وتنفیذ عدة أشكال مختلفة لنوافیر میاه أمام البنایات وبرك السباحة. وقد نال العمل إعجاب وتقدیر المسؤولین الذین وصفوه "بتحفة معماریة لیس لھا مثیل". كان ھذا الإنجاز حافزا كبیرا للأغبر، حسب قولھ، فقد أثبت من خلالھا جدارته ومقدرته، وأفكاره. وانتقل فیما بعد لتأسیس شركة مقاولات لحسابھ الخاص، وقام بإنجاز ما یزید على 6 مساجد ومدارس من طراز البناء السریع الذي طبّق فیھ العدید من أفكاره وتصامیمه. كما طبق الحاج بعضا من شغفھ الفني في القصور الملكیة العامرة، حیثُكلف ببناء ضریح سمو الأمیر نایف، وكان من تصمیم
دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
یستذكر الحاج فایز الأغبر ما نقشت یداه وحفرت على الحجر من نقوش وزخارف على المباني في مدینة عمان والسلط ونابلس مسقط رأسه. مع تقدم السن قرر الحاج الثمانیني تحویل شغفه ومیوله للنقش على الحجر إلى لوحات فنیة، استطاع أن یرسم علیھا أجمل الزخارف الھندسیة المستوحاة من الفنون الإسلامیة، والحضارات القدیمة العریقة
موضوع رائع وفنان ماشاء الله عليه شكرا لك
بثينة الزعبي المراقب العام المميز
تاريخ التسجيل : 18/02/2012 العمر : 68 البلد /المدينة : النمسا / فيينا
أبدعت أنامل الحاج في دمج النقوش والزخارف والألوان التي تنم عن فطرتھ وسلیقتھ ونظرته الجمالیة إلى الأشیاء، إذ عبر من خلال بساطتھ عن فن فرید لفت انتباه العدید من الدارسین الذین عملوا على دراسة ھذا الفن.
لمحة جميلة عن هذا الفان المبدع الرائع, شكراً لك
الأغبر: أنامل فنية بارعة في دمج النقوش والزخارف والألوان.