ثلاثه
أراد الله أن يبتليهم فالظلم والطغيان إليهم ملكاً
فأتى الأبرص فقال أي شيء أحبُ إليك ؟
قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس , فمسحه فذهب عنه قذره وأعطى لوناً حسناً
فقال أي المال أحبُ إليك ؟ قال الأبل أو قال البقر فأعطي
ثم اتى الأقرع فقال أي شيء أحبُ إليك ؟
قال شعرحسن ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس
فمسحهُ فذهب عنه وأعطى شعراً حسناً
قال فأي المال أحبُ إليك ؟ قال : البقر
فأعطى بقرة حاملاً وقال : بارك الله لك فيها
ثم أتى الأعمى فقال أي شيء أحبُ إليك ؟
قال أن يردالله إلي بصري فأُبصر الناس
فمسحه فرد الله إليه بصره . قال فأي المال أحب إليك ؟ قال :الغنم فأعطى شاة والداً
فأنتج هذان وولد هذا
فكان لهذا وادمن الأبل ولهذا وادٍ من بقر ولهذا واد من الغنم
فجاءهم الملك اتى الأبرص في صورته وهيئته ليتذكر ماضيه وماكان عليه
فقال رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك
اسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيراً اتبلغ به في سفري
قال الحقوق كثيرة
(فقال له الملك : كأني أعرفك الم تكن أبرص يقذرك الناس و فقيرا فأعطاك الله ؟
فقال إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر أي عن أجدادي وآبائي
( فقال له: أن كنت كاذباً فصير الله على ماكنت
وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ماقال لهذا ورد عليه مثل مارد هذا
فقال إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ماكنت
واتى الأعمى في صورته وهيئته فقال رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك
وهنا تذكر الأعمى ماضيه
فقال له قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ماشئت ودع ماشئت فوالله لاأجهدك اليوم بشئ أخذته لله عزوجل
وهنا كشف الملك عن حقيقته وقال له أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك .