قال ابوعبد الله البراثي : لن يرد القيامة أرفع درجة من الراضين عن الله على كل حال ومن وهب له الرضا فقد بلغ أفضل الدرجات ومن زهد على حقيقة كانت مؤونته خفيفة ومن لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال.
دعاء متصبر بالله
قال الربيع بن خثيم عندما مات ابنه:
أصبحــــت لا أدعو طبيـــــبا لــــطبه ولكنني أدعــــــــوك يا مـــــنزل القــــــطر
لترزقني صبرا على ما أصابنــي وتعزم لي فيه على الرشد من أمري
وإني لأرجو أن تكون مصيبتي بغيت بها أجــــرا وإن كنــــــت لا أدري
أهل الدنيا أهل سفر
من كلام محمد بن علي المعروف بمحمد بن الحنفية رضي الله عنهما : أيها الناس إنكم أغراض تنتصل فيكم المنايا ، لن يستقبل أحد منكم يوما بدأ من عمره الا بانقضاء آخر من أجله فأية أكلة ليس معها غصص أية شربة ليس معها شرق ؟ أيها الناس استصلحوا ما تقدمون عليه مما تظعنون عنه فإن اليوم غنيمة وغدا لا يدرى لمن هو . أهل الدنيا أهل سفر يحلون عقد رحالهم في غيرها قد خلت من قبلنا أصول نحن فروعها . فما بقاء الفرع بعد ذهاب أصله ؟ اين الذين كانوا أطول منا أعمارا وأبعد منا آمالا اتاك يا ابن آدم ما لا ترده وذهب عنك ما لايعود ولا تعدن عيشاً منصرفاً عيشاً ما لك منه الا لذة تزدلف بك الى حمامك وتقربك الى أجلك وكأنك قد صرت الحبيب المفقود والسواد المحترم فعليك بذات نفسك ودع ما سواها واستعن بالله يُعنك.
من مواعظ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قال رضي الله عنه :من اليقين ان لا يرضي الناس بسخط الله ولا تحمدن أحدا على رزق الله ولا تلومن أحدا على ما لم يؤتك الله فان رزق الله لا يسوقه حرص الحريص ولا يرده كره الكاره وان الله بقسطه وحكمه وعدله وعلمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط .
وقال : لأن يعض أحدكم على جمرة حتى تطفأ خير من أن يقول لأمر قضاه الله ليت هذا لم يكن.
وقال : الصبر نصف الايمان واليقين الايمان كله.
قال الشافعي في الصديق
اذا المرء لا يرعاك الا تكلــــــــــــــــفا فدعه ولا تكــثر عــــــــليـــه التــأســـــفا
ففي الناس ابدال وفي الترك راحة وفي القلـــــب صـــــبر للحـــــبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قـــــلـبه ولا كــــــل من صــــــافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خــــــير فـــــــي ود يجـــــــــيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ويلقــــــــاه من بعد المــــــودة بالـــــــجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهـده ويظـــــهر سرا كان بالامس قد خفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منـــصفا
من سألني المغفرة لم ابخل عليه
قال الحسن البصري : لما تاب الله على آدم عليه السلام هبط جبريل وكذلك ميكائيل واسرافيل عليهم السلام فقالوا : يا آدم قرت عيناك بتوبة الله تعالى عليك.
فقال آدم : يا جبريل فان كان بعد هذه التوبة السؤال فأين مقامي؟ فأوحى الله عز وجل : يا ابن آدم ورثت ذريتك التعب والنصب وورثتهم أنا التوبة من دعاني منهم بدعوتك تبت عليه كما تبت عليك ومن سألني المغفرة لم أبخل عليه كما لم أبخل عليك لأني قريب مجيب يا آدم أحشر التائبين من القبور مستبشرين ودعاؤهم مستجاب