رِضَـــاكَ بِمَا لَدَيْكَ سُلُوكٌ مُهَذَّبٌ = إنَّ القَنَاعَةَ كَنْزٌ يُرِيحُ ومَرْتَعُ
غِنى النَّفْسِ فَضْلٌ من اللهِ وَمِنَّةٌ = يَهْدِي إلى التقوى بحق يُشْرَعُ
إنَّ الفقير تراهُ يَرْضَى بعيشه = وفي كنفِ السَّعَادَةِ بالرضا يتمتعُ
لَدَيْهِ من سُبُلِ الثَّراءِ وسائل = تُغْنِيهِ عنْ جَشَعِ الحياة وَتُقْنِعُ
أما الغَنِيُّ فقد يعيشُ بحسرةٍ = تُرْدِيهِ في طمعٍ وآلام بها يتلفعُ
فيظل يجمعُ في الكثير يظنه = ينجيه من ألمٍ وفقركلها متوقعُ
حتى يحينَ الحَيْنُ والحق فاصلٌ=بين الذي يعمي والذي هو ينفعُ
فاختر لنفسك منهجا ببصيرة = إن تكن أمارةً عليك فقد لا تشبعُ
هذا فقير عاش يرعى مالا لسيدٍ= لايرتوي منه إلا بالحلال فيقنعُ
مُنِحَ الأمانة بالرضا في سعيه = إخلاص قلب المرء ضوءٌ يسطعُ
مات الغني وماله من ناصر = يخلفه في الأموال التي بات يجمعُ
أهدتْ عناية الله الفقير غِنًى = فأنفقه زكاة لمن يحتاجه ويوزعُ
مَنَّ الإله عليك بالنعم التي = إنْ حرمت الرضا فمن لك يشفعُ؟!