لما رأى الصحابة في يد النبي -صلى الله عليه وسلم- خاتَمًا مِن ذهب، لبسوا خواتيم من ذهب، فلما خلَعه خلعوا خَواتيمَهم.
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اصطَنع خاتَمًا مِن ذهب، وكان يَلبسه فيجعَل فصَّه في كفِّه، فصنَع الناس خواتيم، ثم إنه جلس على المنبر فنزعه، فقال: ((إني كنتُ ألبس هذا الخاتم وأجعل فصَّه من داخل)) فرمى به ثم قال: ((والله لا ألبسه أبدًا)) فنبَذ الناس خواتيمهم[1].
و لمّا رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في يد رجل خاتمًا مِن ذهبٍ نزَعه منه وطرَحه أرضًا، فمِن حرْص الرجل على طاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رفَض أن يرفَع الخاتم الذي طرحه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم.
*قصة خلع النعال
وحينما خلَع النبي -صلى الله عليه وسلم- نعلَيه في الصلاة خلع الصحابة نِعالهم؛ تأسيًا ومُتابعة له، وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي بأصحابه إذ خلَع نعليه فوضَعهما على يَساره، فلما رأى ذلك القوم ألقَوا نِعالهم، فلما قضَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته، قال: ((ما حملكم على إلقاء نِعالكم؟)) قالوا: رأيناك ألقيتَ نعلَيك فألقَينا نِعالنا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إن جبريل - عليه السلام - أتاني فأخبرني أن فيها قذرًا))، أو قال: ((أذى)) وقال: ((إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظرْ فإن رأى في نعلَيه قذرًا أو أذًى فليَمسحه وليُصلِّ فيهما)).
*سرعة الاستجابة من الصحابة
عن أبي مسعود البدري قال: "كنتُ أَضرِب غلامًا لي بالسوط، فسمعتُ صوتًا مِن خلفي: ((اعلم أبا مسعود))، فلم أفهم الصوت مِن الغضب، قال: فلما دنا مني إذا هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا هو يقول: ((اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود)) قال: فألقيتُ السَّوط من يدي، فقال: ((اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام))، قال: فقلت: لا أَضرِب مملوكًا بعده أبدًا؛ رواه مسلم.
*الاستجابة في الحجاب
هذه أم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنهما-: يَصفْنَ حال نساء الصحابة -رضي الله عنهن- عند نزول آية الحجاب، انظر رَحِمك الله إلى المسارعة في طاعة الله ورسوله، فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: يَرحم الله نساء المهاجرات الأُوَل، لما أنزَل الله -عز وجل-: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، شقَقْن أَكثَف مُروطِهنَّ فاختَمرنَ بها؛ رواه أبو داود وعلَّقه البُخاري، وعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: لما نزلت: ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾[الأحزاب: 59] خرَج نساء الأنصار كأن على رؤوسهنَّ الغِربان مِن الأكسية؛ رواه أبو داود.
*حبُّ شيء أحبَّه النبي -صلى الله عليه وسلم
عن أنس -رضي الله عنه- أن خياطًا دعا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لطعام صنَعه، قال أنس: "فذهبتُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك الطعام، فقرَّب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبزًا ومرقًا فيه دُبَّاء وقديد، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتتبَّع الدباء مِن حوالي القَصعة"، قال: "فلم أزل أُحبُّ الدُّبَّاء مِن يومئذ.
*الشجاعة في الاستجابة
عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ سيفًا يوم أُحد فقال: ((مَن يأخذ مني هذا؟)) فبَسطوا أيديهم، كل إنسان منهم يقول: أنا أنا، قال: ((فمَن يَأخُذه بحقِّه؟)) فأحجَم القوم، فقال سِماك بن خرَشة أبو دُجانة: "أنا آخُذه بحقِّه"، قال: فأخَذه ففلَق به هام المشركين.
*الشجاعة في ترك المألوف
عن أنس -رضي الله عنه- قال: "كنتُ أسقي أبا عُبيدة وأبا طَلحة وأُبيَّ بن كعب مِن فَضيخ زهر وتمْر، فجاءهم آتٍ فقال: إن الخمر قد حُرِّمتْ، فقال أبو طلحة: قم يا أنس فأَهرِقها، فأهرَقتُها.
*الاستجابة في أمر نافع
عن رافع بن خَديج -رضي الله عنه- قال: "نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان لنا نافعًا، وطواعيةُ الله ورسوله أنفعُ لنا، نهانا أن نُحَاقِلَ بالأرض فنُكريها على الثُّلُث والرُّبع والطَّعام المسمى".
*الاستجابة في الجلوس
عن أبي ثعلبة الخُشَني قال: كان الناس إذا نزَلوا مَنزلاً تفرَّقوا في الشِّعاب والأودية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنَّ تَفرُّقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم مِن الشيطان))، فلم يَنزل بعد ذلك مَنزلاً إلا انضمَّ بعضهم إلى بعض، حتى يُقال: لو بُسط عليهم ثوب لعمَّهم.
*الاستجابة المُطلَقة
عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- قال: لما استَوى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة، قال: ((اجلِسوا))، فسَمِع ذلك ابن مسعود فجلَس على باب المسجد، فرآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال
(تعالَ يا عبدالله بنَ مسعود)).