النفاس هو الفترة التي تلي الولادة وتستعيد فيها أنظمة جسم الأنثى حالتها الأصلية قبل الحمل تحتسب فترة النفاس بعد إكمال المرحلة الثالثة من الولادة (خروج المشيمة) ومدتها ستة أسابيع.
تشمل تلك الفترة عودة الرحم لحجمه ووظيفته قبل الحمل وعودة كافة أنظمة الجسم إلى حالتها الفسيولوجية الأصلية قبل الحمل وفقد معظم الوزن المرتبط بالحمل.
تشمل تلك الفترة تخلص الرحم من الدم الذي تعبأ به وقت الحمل مع بعض الخلايا ويستمر خروج الدم ما بين يومين وأربعة عشر يوما كحد أقصى. قد تخرج سوائل أخرى من الرحم بعد تلك المدة، ذات نوعية مائية ودهنية. وتختلف مدة استمرار خروجها من الرحم ما بين امرأة وأخرى.
يتقلص الرحم الذي تضاعف 22 ضعفا أثناء الحمل من 50 جرام للرحم غير الحامل إلى 1100 جرام عند الولادة عائدا إلى حجمه الأصلي. تعود الدورة الدموية ومعدل التنفس إلى حالتهما الأصلية قبل الحمل.
يرتبط النفاس بمرض شهير هو: حمى النفاس والناتجة عن هجوم البكتيريا - ستربتوكوكس في أغلب الأحوال - عن طريق الرحم الذي لم يستعد حصانته الطبيعية قبل الولادة نتيجة تعرض معظم سطحه للانكشاف.
تعتبر حمى النفاس من الأمراض التي تمت السيطرة عليها بعد توسع الوعي بعناية ما بعد الولادة وانتشار المضادات الحيوية. ترتبط فترة النفاس أيضا بظهور أعراض اكتئاب ما بعد الولادة.
إن حمى النفـاس مرض يصيب الجهاز التناسلي ويعتبـر مرض خطير يصيب النسـاء بعد الولادة حيث أنهـا ثـالث الأسـباب الرئيسية للوفـاة بين النسـاء حيث أن خطر الوفـاة بسبب الحمى التي قد تصيب النسـاء بعد الولادة ولكن لا تزال هناك مخاطر مثل الجراحـة وتسمم الدم
تتميز حمى النفاس بارتفاع درجة الحرارة أكثر من 38 درجة مئوية بعد 24 ساعة من الولادة سواء كانت قيصرية أو طبيعية . حيث يجب قياس درجة حرارة الجسم خلال العشر أيام الأولى من الولادة أربع مرات يوميـاً عن طريق الفم وأن ترتفع درجة الحرارة أكثـر من مرتين عند قـياسـها ليتم تحديد ما إذا كانت حمى عابرة أو مرض حمى النفـاس .
أسباب حمى النفاس
بقايا المشيمة داخل الرحم بعد الولادة
وجود بكتيريا في الرحم
وجود أمراض أخرى تؤدي إلى حمى النفـاس مثـل:-
احتقان الحليب في الثدي وتجمع القيح فيه
التهاب المسالك البولية والشعب التنفسية والصدر
الجلطات والتخثرات الدموية في الأطراف السفلية وأوردة الحوض والرحم
أي مضاعفات أخرى كإلتهاب في الجرح أو تجمع دموي داخل الحوض
الإصابة بـ Streptococcal
أعراض حمى النفاس
التعرق الزائد ومن ثم الشعور بالقشعريرة حيث سرعان ما ترتفع حرارة الجسم .
الشعور بالعطش وجفاف اللسان _ لون اللسان يميل إلى البياض في البداية .
صداع مؤلم .
سرعة في النبض والتنفس .
فقدان الشهية .
ضعف عام .
الشعور بالغثيان والتقيؤ
انتفاخ بالبطن والشعور بألـم في الظهر .
قد يصاحب الحالة إمسـاك وصعوبة في التبرز ويميل لون البراز إلى اللون القاتم .
جفاف حليب الثدي .
وجود رائحة للفم والنفس .
تشخيص حمى النفاس
أثناء الفحص السريري للمرأة لا يتبين من وجود أي أعراض للالتهاب في المسالك التنفسيـة سواء الرشح أو الانفلونزا ولا يتبين وجود أي التهابات أخرى في أي من أعضاء الجسم حيث أن العدوى من الجهاز التنفسي تكون مستبعدة
وجود التهاب في الثدي
التهاب في جدار البطن مكان العملية الجراحية حيث تؤدي إلى حمى النفاس والعلاج يكون بنـاء على التشخيص والسبب الذي أدى إلى حمى النفـاس
علاج حمى النفاس
إن العلاج يعتمد على التشخيص فيتـم علاج المريضة بالمستشفى عن طريق حقن المضـادات الحيـوية ليتم السيطرة على الالتهاب ويتم وصف العلاج عن طريق تناول حبوب المضـادات الحيوية بعد خروجها من المستشفى
وتشمل العلاجات الإضـافية مسكنات للألـم
مطهرات للجرح
حبوب للغثيان و التقيؤ
تحتاج المريضة للرعاية الصحية والـراحـة والتغذية الجيدة وتناول السوائل بكثرة ، ولتخفيض درجة الحرارة تحتاج إلى عمل كمادات الماء البارد إضافة إلى متابعة قياس درجة حرارة المريضة
و قد يتطلب التدخل الجراحي لإزالة ما تبقى من المشيمة داخل الرحم في حال كان هو السبب أو في حال وجود قيح احتقان الحليب يتم تفريغ الحليب من الثدي وإذا كان السبب التهابا في الصدر يعالج بأدوية خاصة أما إذا كان التهابا في البول فيعالج بالمضادات الحيوية وكثرة السوائل
وإذا كان السبب جلطات يسعى عادة للأطباء الاختصاصيين لحل المشكلة .
الوقاية من حمى النفاس
للوقاية من حمى النفاس فهناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها سواء للأم أو لفريق العمل الطبي مثل
تعقيم كافة الجروح الناجمة عن الولادة وأثناء العملية، وحتى الولادة الطبيعية قد تتعرض المريضة خلالها لالتهاب الجرح إذا كان أسلوب التوليد والتعقيم غير مناسبين
يعد الفحص المتكرر أثناء الولادة مضرا فقد يعرض المريضة للالتهابات والجروح التي تؤدي للإصابة بحمى النفاس بعد الولادة يجب ألا يتم الفحص الداخلي إلا في الأوقات المناسبة والضرورية
إذا كانت الأم تعاني من التهابات مهبلية قبل الولادة يجب أن يستعد القائمون على عملية الولادة لاحتمالية تعرضها لحمى النفاس فيتم تداركها
ومن الأمور الوقائية الأخرى عدم اللجوء لإخراج المشيمة باليد. فاليد قد تحمل بعض الجراثيم التي تؤدي للالتهابات، ويجب عدم إهمال أي عارض من أعراض حمى النفاس فإن تطوراتها قد تكون خطيرة في بعض الأحيان .