[size=48]نظرة تاريخية موجزة عن"الرسوم المتحركة"[/size]
تلعب[size=24] الرسوم المتحركة دورا مهما في تكوين شخصية الطفل ، و رسم ملامح هذه الشخصية، وهي تحتل مكانة خاصة في أعماقه ، لأنها تقدم له –في قالب جميل – كل ما تهفو إليه نفسه من عوالم ساحرة يحلم بها ، أو قصص جذابة تدور أحداثها في أجواء من الخيال ....
[/size]
من خلال ذلك ينجذب إلى هذه الرسوم، و يرتبط بها ، و ينتظر وقتها بفارغ الصبر ، فإذا جلس أمام الشاشة نراه مشدودا إليها ، منجذبا إلى أحداثها في تركيز وانفعال شديدين ، ولا عجب في ذلك ، فللرسوم المتحركة سحرها الخاص و لغتها المميزة ، و إن فيها خروجا عن المألوف ،و حرية واسعة في التعبير ، و قدرة هائلة على الإبداع .
[size=32]لمحة تاريخية[/size]
تشكل الرسوم المتحركة فرعا مستقلا في فن "الفيلم" ، وقد ولدت الصور المتحركة على يد الفنان "إميل رينو" عندما اخترع في نهاية القرن 19 جهازا يسمى "البراكسينوسكب " يعمل بطريقة دورة المقبض المحرك" يسمح هذا الجهاز لأي شخص بالنظر من خلال ثقب ورؤية صور تمر بتتابع سريع موهمة إياه بأنها تتحرك1 . لكن بداية فن التحريك بدأت رسميا على يد " إميل كول " باعتباره أول فنان مؤسس لهذا الفن ، وكانت أفلامه قصيرة جدا ، وظهرت أولاها في 1908-1909 ... أما شخصياته فكانت تشبه أعواد الثقاب... واعتبرت أفلامه جزءا من فن الفانتاسماغوري(Fantasmagorie) وهو فن إظهار أشباح نورانية في مكان مظلم2
و من بين أوائل أفلام الكرتون المقدمة في العالم "الديناصور المديد" عرض سنة 1909 وأعده وينسور ماك كاي في أمريكا وقد أدرك المنتج الغربي قيمة الأفلام المتحركة و شعبيتها، فأنتج أفلاما طويلة للكبار، كما وظفت الرسوم المتحركة في البرامج الثقافية والرياضية والتعليمية، و تم استعمالها في الإعلانات التلفزيونية "وما شخصية بوباي البحار التي اشتهرت في أنحاء العالم، إلا شخصية ابتكرها (ا.س.ز.سيفر) لاستخدامها في الدعاية للسبانخ المعلبة3 " فاشتهر بوباي الذي كان يرسمه و يحركه الفنان ماكس فليشر النمساوي المقيم في أمريكا4 [1].
و كانت أفلامه و مسلسلاته القصيرة منافسة دائمة لأفلام والت ديزني .هذا ويعتبر والت ديزني الإيرلندي الأصل أشهر محرك للصور في العالم ، فقد استطاع بمهارته وذكائه تحقيق توظيف متكامل لهذا الفن .
و نستطيع أن نقول إن الرسوم المتحركة كانت ومازالت المادة الأولى المفضلة عند الطفل، لأنها تناسب سنه و تفكيره و إدراكه و ميولاته ، فالطفل مجبول على حب الصورة المعبرة و الألوان الجميلة، كما أنه معروف بتعلقه بقصص البطولة الخارقة ، و الخيال المحلق و أحداث المغامرات، لذلك نجده مع الرسوم المتحركة يتجول في عوالم أخرى فيها الغموض و الأعاجيب، و قصص الساحرات، و العمالقة ...إنها عوالم تختلف عن واقعه، تشبع خياله من جهة، وتناسب إدراكه وقدرته على الفهم من جهة أخرى.
إن ما يعزز تعلق الطفل بالرسوم المتحركة ، كونها تتوفر على ميزة خاصة، فشخصيات أبطالها ثابتة لا تتبدل من مسلسل إلى آخر، كما تحافظ على أنماط السلوك نفسها، و طريقة التفكير، و موقفها من الحياة ، بعكس الأبطال في أفلام و مسلسلات الكبار، الذين تتغير أدوارهم من فيلم لآخر ومن مسلسل إلى آخر، وهذا ما يريح الطفل نفسيا، و يتناسب مع سنه و وعيه.____________________________________