يشكو الكثير من الأمهات من نقص أوزان أطفالهن أو أنهم يشعرون دائما بالجوع أو كثرة تبولهم, وتحاول الأم علاج هذه الأعراض دون معرفة أسبابها.
د. هبة سامي شكري مدرس فسيولوجي بكلية طب قصر العيني تقول إن أيا من هذه المشكلات من الممكن أن تكون عرضا لمرض السكر عند الأطفال والذي يسمي مرض السكري من النوع الأول, لأن كثرة التبول تكون بسبب زيادة نسبة السكر في الدم مما يؤدي إلي تحرك السوائل من الأنسجة إلي الدم, والجوع الشديد يكون بسبب نقص كمية الجلوكوز التي يستخدمها مركز الشبع في المخ, أما نقص الوزن فيرجع إلي انخفاض دخول الجلوكوز في الأنسجة فيبدأ الجسم في تكسير الدهون والبروتينات حتي يستخدمها كمصدر للطاقة فيحدث نقص الوزن, بالإضافة إلي أن الطفل المريض بالسكر يشعر بالتعب والإرهاق بسبب نقص الجلوكوز ويبدأ في الشعور بالتوتر ويتغير سلوكه, كما أنه من الممكن أن يشعر بزغللة في العين أو حدوث طفح جلدي في منطقة الحفاضات بسبب الالتهابات الفطرية.
ويؤثر مرض السكر أيضا علي الجهاز الدوري فيؤدي إلي ضيق الشرايين وارتفاع ضغط الدم مما يضر بجدار الأوعية الدموية التي تغذي الأعصاب خاصة الأعصاب الطرفية مما يسبب تنميلا وحرقانا في الأطراف, وينتج عنه أيضا المياه البيضاء والزرقاء في العين, كما يقلل من كثافة العظام مما يزيد من نسبة حدوث هشاشة بها حتي عند الأطفال.
وتشير د. هبة سامي شكري إلي أن مرض السكر يسبب نقص إفراز هرمون الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس, ويلعب هذا الهرمون دورا مهما في تنظيم مستوي الجلوكوز في الجسم ويساعد علي بناء البروتينات والعضلات, كما أنه يساعد علي نمو الأطفال ويحافظ علي مخزون الجسم من البروتينات بالدهون.
ونقص إفراز الأنسولين يرجع لعدة أسباب من أهمها اضطراب في الجهاز المناعي, حيث يقوم الجسم بتكوين أجسام مضادة ضد خلايا البنكرياس فتصبح الخلايا غير قادرة علي إفراز الأنسولين بكميات كافية, أو لأن المرض وراثي, كما وجد أن نقص فيتامين( د) عند الأطفال يزيد من نسبة حدوث مرض السكر وذلك لأن فيتامين( د) يساعد علي إفراز الأنسولين من خلايا البنكرياس أو عند تناول الأطفال الأطعمة التي تحتوي علي مواد حافظة مثل النترات.
وتقول د. هبة سامي أن العلاج الأمثل لمرض السكري من النوع الأول هو الأنسولين والطعام الصحي خاصة الذي يحتوي علي فيتامين( د) مثل الأسماك وزيت كبد الحوت والخميرة, بالإضافة الي التمارين الرياضية لأنها تساعد علي إدخال الجلوكوز في العضلات وتقلل من نسبة الجلوكوز في الدم, مع الإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة والتقليل من تناول الدهون والحلويات, ذلك مع قياس نسبة السكر في الدم ثلاث مرات يوميا.
وتشير إلي أنه يجب التفريق بين الغيبوبة التي تحدث لزيادة نسبة الجلوكوز في الدم أو زيادة نسبة الأنسولين في الدم بعد الحقنة بسبب زيادة الجرعة أو عدم تناول الوجبة بعد أخذ الحقنة, لأن ذلك يؤدي إلي انخفاض شديد في نسبة الجلوكوز, وتكون التفرقة عن طريق شم فم الطفل فإذا كانت رائحته أسيتون تكون الغيبوبة بسبب زيادة الجلوكوز ولابد من إعطاء الطفل أنسولين, أما إذا كانت بسبب زيادة الأنسولين في الدم فلابد من إعطائه جلوكوز.. وأخيرا تنصح بمتابعة الطفل مع أطباء الأطفال والغدد والرمد.