القيل والقال !
بقلم / إيمان الهديفي – جوخة علي
قالت : سعاد لجارتها أمينه لقد رأيت بالأمس ابنة فاطمة تعود للمنزل في 12ليلا فأغلقت الحديث لتكمل أحاديثها التي لا تنتهي عن فلان وعلان ….ذهبت أمينه لتخبر الجارات عن ابنة فاطمة ولتزيد من حماس الجو تضيف للموضوع بهارات وانتم تعلمون ما المقصود بهذه البهارات وهي أن تضيف أحداث جديدة للحادثة وهنا تبدأ الكوارث عندما يتم تناقل الحديث من شخص إلى أخر ليصل الحديث عن ابنة فاطمة أنها حامل ويا للفاجعه عندما يصل الخبر إلى أهل الفتاه.. وهل تعلمون سبب رجوع ابنة فاطمة في ذلك الوقت؟؟ لأنها كانت تساعد أختها الأرملة في الاعتناء بشؤون منزلها بعدما أصابتها غيبوبة عندما توفي زوجها والناس همها نقل الحديث دون أن يمنحوا نفوسهم التأكد من صحت الخبر…
وكم من أسره تشتت بسبب نقل الكلام بين العوائل فتتقطع الأرحام وتمتلئ القلوب بالضغائن والحقد الكثير من الإشاعات تتناقل بين الناس والسبب هو قلة الإيمان في نفوسهم وعدم مراقبتهم لأفعالهم التي تسوء يوما بعد يوم لان القلب إن تحجر فنقول له سلاما لك أيها الفاني .
يقول البعض أن سبب المشاكل وقطع الأرحام وشحن النفوس هو نقل الكلام لنتأمل قليلا سبب المشاكل كلمتان ( نـــــقـــل الـــكــلام ) ولكن تلك الكلمتان قد تدمر أسره بأكملها قال تعالى : ياايها الذين ءامنوا ان جائكم فاسق فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهاله فتصبحوا على مافعلتم نادمين صدق الله العظيم لشدت هول الأمر فقد تحدث القرآن عنه لان الله علم ما الذي سيحدث من عواقب وخيمه عند نقل الكلام فعلى الانسان أن يربي نفسه ويأدبها على نهج يرضاه الله تعالى ورسوله جميعا لا نرضى أن يتحدث الناس عنا بسوء ولكن في المقابل فلتخرسوا ألسنتكم عن الناس دعوا الخلق للخالق هل نسي الإنسان مما خلق ؟؟ وهل نسي من أين خرج ؟؟ وهل نسي إلى أين سيعود بعد الفناء ؟؟
هذه التساؤلات فليحسب لها الإنسان ألف حساب فغدا سنحاسب عن كل ما مضى من حياتنا وأيضل ليضع الإنسان في باله أنه سيقع في دائرة الغيبه لاننا نتحدث عن الناس بما يرضيهم ومالايرضيهم وهذه ماتمسى بالغيبه لن نتطرق في الغيبه لان الحديث سيطول كثيرا فقط نكتفي
بهذه الآيه((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ))
التقنيه والقيل والقال..
نعم لا عجب من ذلك فالتقنيه مع الأسف أصبحت أحد مسببات إنتشار الكلام المحرف، والمعدل والمنقول عن ألسنة الغير، برامج التواصل الاجتماعي التي أصبحت تطال حتى أجهزة الهاتف النقال هي من أسرع وأنفذ طريقه لنشر الفتنه والغيبه . لا نقول بان نترك التقنيه لكن يجب ان ندرك اهمية استغلال مثل هذه التقنيات لما هو عكس ذلك. والقيل والقال في هذ الامر لم يسلم منه حتى علماء الدين في كل مكان.
الحلول المقترحة لهذه القضية :
1/تقوية الإيمان وذلك بالتقرب من الله من خلال الالتزام بالصلوات وقراءة القران الكريم
2/ مراقبة النفس ومحاسبتها قبل الإقدام لأي عمل ما واليقين التام بان الله يرانا وأن ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد
3/عدم المساعدة على نشر الكلام والتقليل من استهلاك التقنيه لهذا الغرض
4/وقوف الوعاظ مع المجتمع بعمل ندوات ومحاضرات تتحدث عن العواقب الوخيمه لنقل الكلام
5/ التأكد من صحه الخبر من أصحاب الأمر بنفس. والتكتم حتى في حالة ثبوت صحة الخبر.
وفي الأخير يجب أن نتذكر ونكون على يقين بانه “من نقل لك، نقل عنك”
الحديث متفرع وطويل عن هذه الظاهره ولكننا نكتفي ببعض منها لنذكر أنفسنا وأنفسكم بأن هنالك يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون ، آت لا محال له
نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ولنحافظ على قيمنا الإسلامية فلا يوجد أغلى منها وصل الله وسلم على سيدنا محمد….