الإسلام دين الرحمة والعدل والمساواة ،
وإن من الأمور الواجب التنبه لها والحرص عليها ،
وهي من الدين بالضرورة
كفالة اليتيم ومايترتب عليها من الأجر والثواب العظيم
الذي تكفل الله به لكافل اليتيم
وهو من الأمور التي حث عليها الشارع الحكيم
وجعلها من الأدوية التي تعالج بعض ما يعانيه الأيتام ويقاسونه في حياتهم
خاصة بعد فقدمهم لمن يعولهم
وهنا تتجلى عظمة الإسلام في تكوين اللحمة الواحدة والجسد الواحد ،
وهذا هو المفهوم الحقيقي للتكافل الاجتماعي
الذي أمرنا الله به يوم أن يتفقد كل منا حال اليتيم ،
وينظر لمتطلباته دون الحاجة أن يمد يده لأحد
كما أنه يجدر بنا التركيز فليست الكفالة تقتصر
على الجانب المادي فحسب بل هي تعني القيام بشئون اليتيم
من التربية والتعليم والتوجيه والنصح والإرشاد ،
والقيام بكل ما يحتاجه من حاجات تتعلق بحياته الشخصية ،
كالمأكل والمشرب والملبس، والمسكن ،والعلاج وكل ما يحتاجه ،
كفرد من أفراد المجتمع ..
ولقد وردت آيات عديدة في القرآن ما يقارب
الثلاث وعشرون آية ، كلها تتحدث عن اليتيم وفضل كفالتة
وما لها من الثواب العظيم حيث أنها باب من أبواب الخير
التي قال الله تعالى عنها :
﴿يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فلل والدين
والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل
و ماتفعلو امن خير فإن الله به عليم﴾
البقرة الآية 215
وقال تعالى﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِالْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ
وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ
كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾
وقال تعالى:
﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ
وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾
وقال الله تعالى
﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ﴾ الضحى آية 8
وقال جل في علاه :
﴿ويطعمون الطعام على حبه
مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لانريد
منكم جزاءً ولاشكوراً﴾
الإنسان 8-9
كافل اليتيم يجد بركة في رزقه وأهله ،
وماله وولده وهذا فضل أختص الله به من يقوم بكفالة
هذه الفئة الغالية .
وقد وردت أحاديث كثيرة فيفضل كفالة اليتيم والإحسان إليه منها
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم
«أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا»،
وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما.. رواه البخاري
ومنها ما ذكر عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه قال:
«أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم
وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك» رواه الطبراني .
ومنها ماروي عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قسوة قلبه فقال
« أمسح رأس اليتيم ، وأطعم المسكين » رواه أحمد
أما كفالة اليتيم فتكون كالأتي :
كفالة اليتيم تكون بضم اليتيم إلى أسرة من يكفله،
فينفق عليه، ويقوم على تربيته، وتأديبه حتى يبلغ؛
لأنه لا يتم بعدالاحتلام والبلوغ،
واليتم في اللغة : هوالإنفراد واليتيم : هو من فقد أباه قبل البلوغ .
لذلك كانت هذه الكفالة هي أعلى درجات كفالة اليتيم
حيث إن الكافل يعامل اليتيم معاملة أولاده في الإنفاق والإحسان والتربية وغير ذلك ،
فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يضمون الأيتام إلى أسرهم.
كفالة اليتيم المالية:
وهذه تقدر حسب مستوى المعيشة في بلد اليتيم المكفول ،
بحيث تشمل حاجات اليتيم الأساسية دون الكمالية،
فينبغي أن يتوفر لليتيم المأكل، والمشرب، والملبس، والمسكن، والتعليم
بحيث يعيش اليتيم حياة كريمة،
ولا يشعر بفرق بينه، وبين أقرانه ممن ليسوا بأيتام .
ولايوجد شروط لهذه الكفالة إلا العدل والإحسان وتجنب ظلم اليتيم وقهره
وهذه الكفالة مرتبطة باليتم ، واليتيم هو الذي مات أبوه ولم يبلغ مبلغ الرجال ،
فإذا بلغ الصبي الرشد لم يعد يتيما ،
إلا إذا كان في عقله سفه أوجنون ؛
فيظل في حكم اليتيم
وتستمر كفالته ،
والبنت تظل في الكفالة حتى تتزوج،
لقوله تعالى
وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ﴾