الجهل أشبه بمرض خطير يسري في الأجساد، ومن ثم يقضي عليها شيئًا فشيئًا، فالوضع يحتم علينا أن نعرف مدى خطورة الجهل بالنسبة للمرأة المسلمة، ومدى تأثر المجتمع بهذا الداء الخطير.
ومن المعلوم إذا نالت المرأة المسلمة قسطًا من التعليم يكفل لها معرفة النصوص الإسلامية، وفهمها على نحوٍ أفضل، ستكون المرأة واعية بواجباتها، وأيضًا بحقوقها، كما ستكون أكثر قدرة على الدفاع عن تلك الحقوق، فالرجوع إلى أصول الدين الإسلامي يذكرنا بأن تأسيس مجتمع عادل يقتضي أن تستعيد المرأة كرامتها والمكانة التي يقرها لها الدين، فالرجوع إلى الإسلام يعني أن تقوم المرأة تدريجيا بإعادة بناء ضرورية لهويتها، وذلك من خلال مشاركتها في اتخاذ القرارات، وممارستها لحقها في التعليم، تمشيًا مع قول نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم-: ) طلب العلم فريضــة على كل مسـلم ومسـلمة (.
مخاطر الجهل وسلبياته على المرأة والمجتمع:
للجهل آثاره السلبية، ومخاطره على الفرد والمجتمع، ويتضح ذلك فيما يلي:
1. فمن حيث آثاره على نقص الوعي بمفهومه الشامل، ما يجعل الفرد جاهلًا بتكوين وتوجيه حاجاته الإنسانية، من حيث الحاجة للبقاء والنماء، والمشاركة والانتماء، والكرامة والارتقاء.
2. وللجهل آثاره على نقص الإنتاج والدخل القومي والفردي، فقد أثبتت الدراسات أن العامل الذي تلقى تعليمه سنة واحدة، يكسب طوال حياته بنسبة 15% زيادة عن زميله الأمي أو الجاهل.
3. وللجهل آثاره على زيادة الهدر والفقد، ونسب الإصابات في العمل والحياة. ولنا أن نتصور عاملًا جاهلًا وقد وقف يعمل على آلة حديثة لأول مرة، ترى هل يستطيع إدارتها والعمل عليها بنجاح؟ وإن تدرب فكم من الوقت يتطلب تدريبه؟ وإن أفلح في التدريب فهل إنتاجه على الآلة يعادل إنتاج زميله المتعلم؟.
4. أمـا آثـاره عـلى الأمـن، فالجاهل ســـهـل الـوقوع فـريسة التــعـصّب، وتجنـيده للمـشاركة فـي أعـمال هدامة تضر بأمن الوطن والمواطنين؛ مما يكلف الدولة الكثير من الجهد والمال في التصدي لهؤلاء المتعصبين.
5. كما أن للجهل آثاره السلبية على شخصية الفرد، ويتمثل ذلك في:
أ) آثاره السلبية على الإبداع والابتكار وحسن استثمار قدرات الأفــراد.
ب) آثاره السلبية على حسن استثمار وقت الفراغ.
ج) أثره السلبي على تربية الأولاد الناتجة عن زيادة حجم الأسرة وقلة مواردها ودخلها، مما ينعكس أثره على مستوى الحياة الاقتصادية والاجتماعية الذي تعيشه أسرة من الأسر الجاهلة.
لماذا نحارب الجهل؟
لأن الجهل حرمان للفرد من تفهم حضارة أمته ومشاركته أمانيه، فالجهل يمنع من الاطلاع على التراث الحضاري الذي نفخر به، ويعوق الفتاة غير المتعلمة عن متابعة تقدم بلادها وتطورها، وبالتالي تكون غير محددة الشخصية أو الهوية، وتنكمش داخل مجتمعها الأسري الضيق، وربما داخل ذاتها فقط.
وعلى العكس من ذلك: نجد أن التعليم يسهم في تدعيم شخصية الفتاة أو المرأة، ويمنحها الثقة بالنفس، ويجعلها أكثر وعيًا وإدراكًا للأمور، وأكثر قدرة على التعامل مع الآخرين دفاعًا عن حقوقها الشخصية والأسرية.
إن السلوك العام للمرأة المسلمة يشهد تناقضات شتى، أدت إلى اهتمامها بالشكليات دون الجوهر؛ فأهملت تجميل عقلها بالعلوم والمعارف، في مقابل الاهتمام المفرط بالمظاهر، والتكاثر في المسائل الدنيوية.
إن واقع حياة المرأة المسلمة في كيفية التعامل مع العالم من حولها، لا يمثل في قليل أو كثير الفهم الإسلامي الراقي والمتألق لدور المرأة، والذي عبر عن نفسه بكل وضوح في الرعيل الأول من النساء المسلمات؛ فإن ما يدمي القلب أن يكون هذا الدين العظيم الذي طالما حارب الجهل والتخلف، وقدم لأجل ذلك جهودًا لا يستهان بها، بينما يعاني أغلب أتباعه -رجالًا ونساءً- اليوم من انخفاض المستوى العلمي والثقافي بشكل جلي.
الجهل بالحقوق والمسؤوليات الزوجية والبعد عن الدين أهم الأسباب لظاهرة الطلاق!!
الرياض - «الجزيرة»:
من الظواهر اللافتة للنظر خلال السنوات الماضية -في المجتمعات الإسلامية عمومًا، والمجتمع السعودي خصوصًا- تفشي ظاهرة الطلاق، حيث تؤكد الدراسات البحثية أن نسب الطلاق داخل المجتمع في ارتفاع مستمر؛ نتيجة لعدد من الأسباب، ويأتي في مقدمتها الجهل بالحقوق والواجبات الشرعية لكلا الزوجين، والبعد عن الدين وتعاليمه.