بثينة الزعبي المراقب العام المميز
تاريخ التسجيل : 18/02/2012 العمر : 68 البلد /المدينة : النمسا / فيينا
| موضوع: القلق لدى الفنان التشكيلي و علاقته بالإبداع.. 7/12/2014, 01:38 | |
| القلق لدى الفنان التشكيلي و علاقته بالإبداع.. يكتنف شخصية الفنان التشكيلي الكثير من الغموض ، وأمام هذا الغموض ذهب الباحثون لتفسير هذه الشخصية بما هو أعمق عندما افترضوا وجود قوى ما تتصل بشخصية الفنان وتساندها... وذاع بين العرب منذ الجاهلية أن لكل شاعر شيطاناً يلهمه الشعر. ومن هنا جاء وصف الشاعر بالجنون لا على أنه مريض عقلياً ولكن على انه يتمتع بقدرة فذة ليست لبشر. أفلاطون يصف الإبداع بالإلهام والإلهام كما يصفه (دلاكروا) صدمه كالانفعال ينتقل فيها الفنان إلى حالة وجدانية ينساب في الذهن معها سيل فجائي من الأفكار والصور...ويصفه فيلكس كلاي بأنه لحظات تنتاب الفنان مصحوبة بأزمات انفعالية بعيدة عن العمليات العادية للعقل والشعور وحكم الإرادة. وسيطرتها تأتي غير متوقعة كالنوم والأحلام...وقال بلدوين (الإلهام هو الإشراق الذهني والتنبه الذي ينظر إليه كأنه آت مما وراء الطبيعة) وعلى هذا الأساس تكون علمية الإبداع كالحلم، ويكون الفنان فيها متلقياً مسلوب الإرادة. وعادت فكرة جنون الفنان أو الشاعر من جديد في القرن التاسع عشر الميلادي ولكن على أنه جنون حقيقي، أي حالة مرضية ، فاستعمال الخيال عند أصحاب هذا الرأي ضرب من الجنون، وقد ذهب إلى أن أول ما تتصف به حياة الفنان أنه عصبي وحساس ومنطوي ولذلك كان في محتوى عملية الفن عصبياً أي أنه لا ترتبط بالواقع ارتباط صحيحاً... أما الباحثون النفسيين في تفسير عملية الإبداع الفني يقولون أن باستطاعة الدراسات السيكولوجية أن تفسر طريقة تكون العمل الفني وأن تكشف عن العوامل التي تجعل من شخص ما فناناً مبدعاً... يفسر (فرويد) الإبداع بقوله بالتسامي أو التعويض التصعيدي على أساس نظرية الكبت ... التي ابتدعها وحاول على ضوئها تعيين الأسباب الأسطورية للسلوك... فالحرمان يذكي الخيال والارتواء يضعفه , والخيال الذي لا بد فيه الإبداع الفني لا يمكن أن يتغذى إلا من الحرمان والواقع.(أحلام اليقظة) يعتبر فرويد الحياة العاطفية بمنزلة الصدارة في كل نشاط فني وما الشعر والموسيقى والتصوير والنحت والرسم كما يراها إلا أشكال مثالية للحب الذي هو المخصب الفذ للإبداع الفني . ويرى فرويد... أن نفس الفنان تموج بالعقد ... وأعماله الفنية هي تعبير عن هذه العقد, ولا تخف درجة القلق لدى الفنان إلا إذا وصل إلى هدفه.
أما (يونج) أحد أقطاب مدرسة التحليل النفسي ، يقول أن الفنان يسقط حيويته وأحاسيسه على مشاهد الطبيعة ويسقط مضامين اللاشعور الجمعي في رموز تعبر عنه والإسقاط عنده يعتمد على الحدس.ويختلف يونج عن فرويد في إدراكه للاشعور... فبينما يرى فرويد أن الحالات اللاشعور تشمل النزعات والرغبات التي يكبتها الإنسانلا يعترف يونج بعملية الكبت بل يرى أن سلوك الإنسان في حياته إنما يخضع لأسلوب الحياة العادية الذي يضطر الإنسان إلى أن يعمل جانباً من أفكاره وذكرياته ليهتم بالجانب الاخر وما يهمل الافكار والذكريات هو ما يسمى باللاشعور وهو يرى أن اللاشعور يشتمل على نزعات وخبرات موروثة من الاجيال السابقة من قيم وعادات وتقاليد موروثة، وقد أطلق عليها اسم (اللاشعور الجمعي) وهو مصدر الإبداع في روائع الفن الذي يعتمد على الأزمات الاجتماعية الجادة وتحرك اللاشعور الجمعي لإعادة الاتزان واللاشعور الجمعي المسبب للقلق؛ متحد لدى الناس جميعاً مهما اختلفت حساسيتهم، و لذا كانت الروائع الفنية لا وطن لها لأنها تنبع من اللاشعور الجمعي. فإذا غاص الفنان في هذه الأعماق فقد بلغ قلب الإنسان، وليس للأعصاب عند يونج أثر في الإبداع الفني. فالفنان حتى يبدع.
إن حياة الفنان مليئة بظروف الصراع. ففي نفسه قوتان متحاربتان نزوعه والعارم إلى الإبداع الذي قد يبلغ من استبداده به أن يظهر كل رغباته الشخصية.
إذا كانت حياة بعض الفنانين حافلة بشتى مظاهر الخيبة والفشل وعدم الرضا فإن ذلك يرجع إلى نقص الجانب الشخصي في حياتهم العادية وهذا هو التمييز الذي يدفعه الفنان لموهبته الفنية التي تسطير على جهازه النفسي كله وتحتكره لنفسها يمتص شتى الحوافز البشرية مما يجعل الفنان مضطرباً قلقاً عصبياً فجهد الإبداع الفني هو علة الإرهاق العصبي لدى الفنان وليس العكس صحيحاً وتدفع إلى العمل الفني عن يونج الأسباب ذاتها التي تدفع إلى الحلم وهو يحقق من الرغبات المكبوتة في اللاشعور ما يحققه الحلم ويتخذ من الرموز والصور ما ينفس عن هذه الرغبات وهذا التنفس هو الذي يستولي على الفنان ويجعله منه أداة له وليس الفنان شخصياً ذا أرادة حرة يسعى إلى رغباته الخاصة وإنما هو شخص يسمح للفن أن يحقق أهدافه من خلاله وهذا يتفق مع مذهبه في الإسقاط الذي تعتمد عنده على الحدس ويقترب ته من القائلين بالإلهام.
لفت نظري المقال .. فأردت طرحه عليكم المقال منقول من موقع مجلة التشكيلي للكاتب سعيد الغامدي | |
|
فؤاد حسني الزعبي المراقب العام المميز
تاريخ التسجيل : 22/10/2011 العمر : 81 البلد /المدينة : فيينا - النمسا
| موضوع: رد: القلق لدى الفنان التشكيلي و علاقته بالإبداع.. 7/12/2014, 12:40 | |
| شكرا لك لإبداء هذه الآراء المختلفة منذ العصور الجاهلية وكل من علماء النفس أبدى رايه الخاص ربما حسب مزاجيته كمزاجية الفنانين وما يوصفون به | |
|
دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| |