الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

إنشائية الفعل الزمنى في العمل التشكيلي عند الفنان  نيلس إيدو  %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

إنشائية الفعل الزمنى في العمل التشكيلي عند الفنان  نيلس إيدو  %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهندسة والفنون

 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل    دخولدخول        إنشائية الفعل الزمنى في العمل التشكيلي عند الفنان  نيلس إيدو  I_icon_mini_login  

 

 إنشائية الفعل الزمنى في العمل التشكيلي عند الفنان نيلس إيدو

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بثينة الزعبي
المراقب العام المميز
المراقب العام المميز
بثينة الزعبي


الميزان
تاريخ التسجيل : 18/02/2012
العمر : 68
البلد /المدينة : النمسا / فيينا

إنشائية الفعل الزمنى في العمل التشكيلي عند الفنان  نيلس إيدو  Empty
مُساهمةموضوع: إنشائية الفعل الزمنى في العمل التشكيلي عند الفنان نيلس إيدو    إنشائية الفعل الزمنى في العمل التشكيلي عند الفنان  نيلس إيدو  Empty3/7/2015, 18:31

 إنشائية الفعل الزمنى في العمل التشكيلي عند الفنان  نيلس إيدو 
” ثنائية المراوحة بين الولادة و الزوال     “
.     بقلم الباحثة الجامعية ألفة خليفي  من تونس

      عاش العالم ثورة جديدة  فمنذ بدايات القـــ20ـــرن حدثت إنجازات عديدة و تحولات هامة في تاريخ الفن تمثلت على نحو خاص في ميلاد الفن المعاصر بين الستينات و السبعينات , حيث كان لهذه الثورة خلفيات عديدة  ساعدت الفنان المعاصر على الخروج من الفضاء المنغلق ومقاطعة اللوحة والولوج إلى الشارع عبر  الفضاء المفتوح ومن خلال هذه التحولات الاقتصادية و السياسية و الثقافية ظهرت فضاءات جديدة ومواد جديدة للعمل لم تكن معروفة و لم يعمل الفنان الكلاسيكي و الحديث على طرحها من قبل و عبر هذا الخضم و التحول الذي طرأ على الساحة الفنية ظهر “فن الأرض”  بما هو فن زائل و متحول و ذلك بالتطرق  إليه و الكشف عن  التساؤلات و الإشكاليات التي يمكن أن تؤسس عملا فنيا مادته زائلة.
حيث تجلت في تجربة نيلس إيدو كفنان من فناني الأرض عبر توظف تقنيات و قراءات فنية جديدة للإستنارة بمكونات الطبيعة بما هي أثر فني مفتوح يعبر عن قراءات فنية نابعة من البيئة و راجعة إليها في الآن ذاتها خصوصا و أن الفنان عرف بفرادة تجربته و بمميزاتها الفنية و التشكيلية .
حيث يمثل مفهومي الزوال و الولادة أساسيين في تجربة إيدو  لأنهما  يختلفان عن الأبعاد الأساسية  التي تتعلق  بالعالم الأرضي  لتصل إلى العالم التشكيلي من خلال الكشف عن علاقة  الصورة التشكيلية النابعة من الطبيعة كمنبع رئيسى يساهم في التعرف على هذه السيرورة التي تتجدد بفعل تجدد الحياة و ذلك بتحليل مجموعة من اللوحات  كذلك سيتم الكشف عن إنشائية الحدث و مدى  تأثيره في العمل التشكيلي عبر الغوص في الأثر الفني ليكون بذلك الإنفتاح الخيالي بما هو المساهم في تصوير العالم الطبيعي  عبر غائية الحدث الذي يجعل  من الصور التشكيلية  تتراسلان في تداول و تمايز.
ساهمت الطبيعة بما هي فضاء مناسب للتشكيل الى الخروج من سطح اللوحة عبر الصفة الملمسية وصولا الى تاثيث العمل الفني وتخطي فكرة اللوحة المعلقة على الجدار ليتحول العمل الفني الى حضور حقيقي يستولي على ابعاد جديدة للمكان والزمان فكان لها  حضورا تداخلت فيه ثنائية الفن والطبيعة , فأصبحنا نلاحظ ممارسة مكانها واحد، كذلك تدخل مكتنز بالعديد من الرؤى التي تذهب بك بعيد عن أسس الممارسة وتمدّك بنوع من التأمل والتدقيق في تلك الصيرورة التي أصبح يعيشها الإنتاج الفني في محيطه، وبالتالي يمكن القول إن الطبيعة أصبح لها تناول جديد أي أنها تصبح لأول مرة ملهمة وحاضنة لنوع من الممارسة، ومن التشكيل، لا تجملها فقط بل تزيدها اتساعا وشساعة لتعطينا نظرة جديدة للقراءة في كل تغير  و هذا ما تأكد في تجربة  “نيلس إيدو”  عبر الفضاء المفتوح و طريقة  العرض فيه فلم يكن إعتباطيا بقدر ما هو تعبير عن رؤية فنية ,ظهرت في الستينات و إمتدت حتى اليوم و الذي إستغل فيه تشكيليوا “فن الأرض”  توظيف المساحات العمومية و الطبيعة بغاباتها و بحارها و هضابها و جبالها محولين مكوناتها و موادها العضوية الزائلة إلى أعمال فنية ،تجلت عبر حريته في الإبداع مما خلق ثورة عن طريق جيل جديد من الفنانين بلوروا إتجاهات رئيسية في الفن التشكيلي عبر البحث عن إستقلال قرارهم في التعبير على  رؤاهم الفنية بعدما تحولت الطبيعة إلى محمل لأعمالهم حتى يصبح الفن أكثر ديمقراطية و يلمس كل شرائح المجتمع التي لم تعتد على زيارة المتاحف و المعارض الفنية ، فأصبح المشاهد بهذه الطريقة أقرب إلى هذه العروض و أصبح المكان الجديد إطار يوحد بين الفن و العرض. 
فالفضاء الطبيعي يمثل إطار متغيرا يعبر عن التواشج بين مختلف مكوناته حيث يراوح بين التفاعل  عبر الأشكال خصوصا  و أنها تمثل  أداة تبحث في غائية الفضاء وتكشف عن  أثر فاعلية  العمل التشكيلي في الذات و في المبدع في آن واحد. 
حيث مثلت معظم التجارب التشكيلية أداة لتعبر عن هواجس الفنانين و تمثل وسيلة تستنطق المعاني كأداة لبناء علاقات بين الكيانات وفق إنتاجات رمزية فنية تبوح بأسرارها و تكشف عن خفاياها,لذلك كانت تجربة “نيلس” وسيلة تشكيلية لإنتاج رمزية فنية تحمل خطابا تشكيليا يبوح بأسرار الطبيعة و يكشف عن دلالتها الصورية و التشكيلية في مسار فني يتعامل فيه وفق زاوية ادراكية تتقمص منهجا فكريا يتجاوز 
الإيقاعات الإبداعية و يعبر عن غايات ادراكية و دلالالت فنية للطبيعة.
“فنيلس ايدو”جعل من الأثر الفني رمزا تشكيليا يدرك عبره الغايات الفنية و فاعلية الأثر في الطبيعة و ما يحمله من  ابداعات و رموز تمتزج فيها المزايا الفنية المنفلتة من المكان و الغائصة في فضاء فني يجعل الطبيعة وسيلة سفر و كشف عن خيال خطابي يأثث فضاء الأثر و يفتحه في مسار ابداعي دلالي يذهب الى افق تشكيلي ينفتح على الخصوصية الطبيعية و يشكل ابداعية فنية تأثر في المتفرج و يكشف عن رؤية جمالية معبرة عن مدلولات ايحائية يكون فيها الدور الأساسى للفنان و هو ما يعطيها استقلالية تميزها عن غيرها من المواد و العمل ليكون بذلك الأثر فاعلا في الأعمال الفنية و مؤثر عبر وسائل و تقنيات تجسد الفعل التشكيلي ضمن رؤية جديدة تأسست مع الفن الزائل و هذا ما يجعل من العمل أداة تواصلية تكون فيها الأبداعات الفنية هي سيدة العمل  فالفنان هنا لا يتوقف عن نقل افكاره و أحلامه بل انه يحمل عبر الأثر بعدا رمزيا و دلاليا يكون فيه الدور للأثر الفني وهو ما يتأكد عبر أعمال “نيلس” حيث يصبح الشكل الفني في علاقة  جدلية و تواصلية تكشف عن رؤية الفنان لواقعه و تفاصيل عمله التي يقدمها و ليكون ذلك الأثر الفني دافعا نحو البحث عن المنشود و قراءته ونقده و لعل هذا ما يتأكد عبر هذه الأعمال المصاحبة  .
 
إنشائية الفعل الزمنى في العمل التشكيلي عند الفنان  نيلس إيدو  Image003
 
 
” بدون عنوان” 500*474                                  
 
إنشائية الفعل الزمنى في العمل التشكيلي عند الفنان  نيلس إيدو  Image005
 
” منحوتة الجذور” 600*600
                                                                                          1995
                           
لقد تميزت مجموعة أعمال ” نيلس إيدو ” بالتجديد و التنوع من حيث صياغتها التقنية وعبر تأثيراتها الفنية وفق اعتماداتها لخامات نسيجية طبيعية متنوعة تستخدم بأشكال حرة و قيم فنية وجمالية تجعل من الأثر الفني نقطة تحول تبحث عبر صفحات تشكيلية تعطيها بناءا فنيا يراوح بين الأحائية و الرمزية و هو ما يعبر عن مفردات تشكيلية تمكنها من بناء عوامل مجازية مشفرة تقدم مغامرة تشكيلية تجعل من الذات المبدعة هي المساهمة في تجاوز كل ماهو مرئي و هذا ما يؤكد عليه “ايدو” في أعماله التي تمثل نافذة تواصلية مع الطبيعة و عبرها لتتجه بذلك في مسار ابداعي يستهدف منظورات فنية تكشف عن مسار فني يحاكي منظومة الحياة الطبيعية وفق منظومات تتجلى عبر أنفاق ابداعية تتألف و تتداخل في مابينها. فالفنان هنا قد حرر طريقة التعامل مع الخامات و أدرج طبيعتها في تعبيرية العمل,و ذلك بفضل تنشيط الحوار بين جسده و جسم المادة, مما فتح أفاق جديدة أمام مصادر الإستلهام و أحي الصلة الحميمية و الإستمتاعية بينه و بين العالم الحسي حيث يمثل العمل رؤية فنية نابعة من الطبيعة مما ساهم في فتحها أمام عدة تأويلات تجعل المتقبل يتجاوز الواقع للخيال و بذلك تراوح بين الإستعارية و الرمزية لتصبح بذلك أعماله التشكيلية “عمل فني مثل كتاب مفتوحا يكون من واجبنا تحديد لغته , كشف إعرابه دراسة قواعده و إيجاد نظمه”   فهنا أفكار الفنان تتجسد عبر حدسه الإبداعي و ذلك بما يقدمه من تشكيل فريد للطبيعة فهو جعل من هذه الطبيعة وسيلة منفتحة على العالم الفني ضمن  » فن الأرض«   عبر رؤية تشكيلية  يبحث عن قيمتها و عن وجودها عبر اللون و الشكل داخل فضاء يتجاوز المنظور التقليدي للطبيعة ضمن رؤية جديدة معاصرة  تجعل الواقع الفني يجسد الطبيعة كمبدأ أساسي داخل العمل الفني.
    إن تجربة”نيلس” تمثل مسيرة تشكيلية تجسدت في تجربة فنية متميزة تتجاوز كل ماهو كلاسيكي و تؤثث لمفاهيم تخلق قراءة مفردة و نابعة من الطبيعة حيث أنها تعتبر قراءة تتماشى و الغاية الفية التي يرتئيها فن الأرض لما له من رؤية تشكيلية استيتطيقية جمالية تتجاوز الموجود باتجاه المنشود،و لتكون بذلك مساهمة في غائية حدثية نابعة من الطبيعة و من المكان كفضاء تشكيلي في حد ذاته و هو ما يجعل من نشاط الفن و نشاط المتقبل يتجلى في الأساليب و المفاهيم الموظفة في العمل الفني و لعل مجموع هذه الرؤى هي التى تخلق قراءة تشكيلية تجعل من الفن ينتهي و يزول بانتهاء الحدث و الفصل  حيث وظف إيدو الفصول و الأمكنة كوسيلة تعبر عن قراءات متعددة و معاني لتكون بذلك عبارة عن خطاب انساني يتفاعل مع الموضوعات و المواد وفق علاقات جمالية تحضر عبر العمل الفني و هو ما أكد عليه “كارل””الفن هو ما نريد و الثقافة التى نقوم بصناعتها” .  لتكون  بذلك الأعمال التشكيلية تأويلا و استمرارا للعمل باعتباره يمثل رؤية غائية تحمل خطابات و دلالات تتجلى عبر الأساليب و المفاهيم الموظفة .
فبالبحث في غائية الشيء وجدناها تحمل كل ما هو متحول و هي تعبر عن ظاهرة فينومولوجية تتحول فيها الأشياء الى نار من المعاني الظاهرة و الخفية في آن واحد و هي تحمل بذلك معاني و رموز تصل الى المتقبل عبر مجموع الأعمال التي ينتجها الفنان و لعل هذا ما يتأكد في عمله المصاحب
 
إنشائية الفعل الزمنى في العمل التشكيلي عند الفنان  نيلس إيدو  Image007
 
“أوراق الزان” 308*300
1985

حيث يمثل هذا العمل تجسيدا لغائية الحدث وفق مسار الفصول و تدخل الفنان في الطبيعة و فعله عبر الأعمال لتكون بذلك مؤثرة في الخطاب التشكيلي وفق رؤية فنية و فلسفية تستلهم كل الصيغ و الرؤى التشكيلية لمنح الظواهر الطبيعية أبعاد دلالية و هو ما يجعل إيدو يكشف عن أسرارها وفق إبستيمولوجية تشكيلية تساهم في كشف أسرارها المادة و التقنيات الطبيعية , فالمواد و الخامات و إن كانت “جامدة” كما يقول تايباس “إلا أنها تصبح قادرة على أن تتكلم وفق قوة تعبيرية من الصعوبة أن نجد لها معادلا تفسيريا”  و بالتالي فإن الفن يظهر وفق العمل الفني كخطاب يهدف إلى  بلوغ أفق شاسع يكون فيه الدور للذات الإنسانية المبدعة.
لقد مثلت غائية الحدث بالنسبة  ل”إيدو”  فاعلا أساسيا ووسيلة في التعبير عن فعل الحياة في الذات الإنسانية حيث تمثل جل هذه الأعمال التشكيلية فضاء مفتوحا يحاول عبره الفنان بلوغ الطبيعة و سيرورتها الحياتية المشابهة لسيرورة حياة الإنسان في تسلسلها عبر موته وفناءه لذلك تمثل هذه التجربة مسارا يعبر عن سيرورة حياة     الإنسان و يؤثر فيها كتأثير الطبيعة في العمل الفني و هو ما يجعل من هذه السيرورة تدور في حلقة واحدة تبدأ بالولادة و تنتهي بالموت و بالتالي تصبح واقعا لا يمكن تجاوزه و إنما الإنخراط في منظومته وفق عمليات دائمة تكون فيها الذات منفتحة على رحلة تجمع بين الموت و الحياة أي بين الحاضر و المستقبل وهو ما يجعل من أسلوبه الفني يأخذ منحى دلالي يؤثث الفضاء الفني عبر تناقضات دلالية تتواصل وفق مسار تشكيلي منفتح على إمكانيات إبداعية وهذا ما تأكد في القول التالي ” خطاب إنساني يجمح إلى منح الظواهر الطبيعية أبعاد دلالية تتجاوز الأبعاد المادية الوظيفية” 
فجرأة نيلس في تناول الطبيعة كحامل كفيلة بجعل اللامرئي مرئي أو بالأحرى إخضاع الحامل العادي إلى عملية تقديم إبداعية, يتحول بمقتضاها إلى تغيير ما لا يتغير و إنفتاح المغلق على عملية الكشف, من ثمة إخراج الحامل من شكله إلى تشكيليته أو من مجرد حاو للموضوع أو أداة إلى مساهمته في بناء الموضوع إن لم يكن هو نفسه الموضوع, بذلك فالتفكير الفني الإبداعي يتناول و يتعامل مع الطبيعة وفق خصوصيات جديدة مبنية على عملية الكشف و التحول.
ولم تعد غاية الفنان تتمحور في ما سوف يصل إليه أي نتيجة عمله  بإعتباره ليس أمام عمليات حسابية مضبوطة و إنما أمام عمل إبداعي يتفاعل مع كل ما هو غريب يدعو للتساؤل و الحيرة من ذلك الفكرة أثر المادة المستعملة, الإنفعالات الذاتية, المواد والتقنيات المستعملة و أثرها بإعتبارها ستتظافر و تتفاعل لتفرز ذلك الأثر الفني فنيلس يسعى إلى الكشف عن  عدة أشياء تختلج في الذات الفاعلة و في الممارسة من أفكار و أفعال  لنجد فيها جملة من الدلالات. 
أعمال الفنان “نيلس إيدو” الذي إبتكر بنية فنية جعلت الطبيعة محور أساسي في خلق الإبداع الفني ليقدم بذلك رؤية فنية جديدة تراوح بين المخفي و المعلن بين ما نراه على واقع الأرض و ما يهدف إليه الفنان عبر  التطورات التي تحدث على مر العصور والأزمنة  و هذا ما يتأكد في هذا العمل المصاحب
 
 فالفنان وظف خامات طبيعية تنبع من الغابة و البحر حيث أنها تجمع بين المياه و الأوراق  الذي يتجلى عبر  إنعكاس الضوء المتجسد عبر الماء  و التي تشكلت فيها أوراق الأشجار بجمالية فنية تعبر عن رؤية تشكيلية نابعة من القراءة  الفنية  التي إعتمدها الفنان  للتعبير عن  عملية الخلق و الإبداع   حيث نشاهد إطار حديدي يظم أوراق أشجار و مياه  و تنتشر في أسفله أوراق متساقطة تمثل تعبيرا عن حركة الحياة في تجددها  و كأننا هنا نشاهد هذا العمل بمثابت رؤية جديدة للواقع الطبيعي حيث  تعتبر أعماله  استمرارا للطبيعة  يؤكدها و يجددها خاصة و أنه  يعيش من روحها ،فهي تمثل ثقافته و إدراكاته التي  يسجل من خلالها واقعا يعيشه و يتقاطع معه عبر الحلم  وهذا ما أكد عليه “غاستون باشلار” »الفن لا ينزاح عن المعنى  بل يقيم فيه و يتقاطع معه إذ لا يمكن أن نرى العالم كما يجب لطالما لم نحوله إلى حلم«   فهنا نيلس إيدو جعل  من الطبيعة تأخذ بعدا خاصا لتخلق أشكال توحي بإيقاعات فنية و تأثيرات تشكيلية تندمج في عالم الطبيعة و تستلهم علاقات مزاوجة بين الفضاء الطبيعي و التشكيلي فهي تحمل خطابات فنية تتجاوز الزمن و الفضاء و تنفتح على الإمكانيات الإبداعية و الوظيفية التي يؤولها الفنان ضمن ممارسة إبداعية تلج في عالم الأثر لتعبر عن ما هو ذهني لذلك يمثل فعل الزوال بعدا أساسيا تقوم على أساسه الحياة الطبيعية المتجددة و المتغيرة بشكل دائم وهو يمثل نهاية تقترن ببداية حياة أخرى و هذا الشيء الزائل يكون دوما على إثر تدخل عامل طبيعي إما بفعل التحطيم أو الموت و الفناء لذلك مثل هذا المفهوم أساس قيام أعمال “نيلس إيدو” حيث أنه جعل من الزوال يكون مكملا لأعماله التشكيلية فهي أعمال تنتهي بفعل تغيرات طبيعية تبعث فناء أو نهاية.
فالزوال كمفهوم تشكيلي إهتم به العديد من الفنانين خاصة منهم “نيكي دي سانفال”التي تقوم بتدمير أعمالها وجعل لوحاتها تحترق ليبعث فيها ولادة فنية جديدة يكون الزوال بدايتها و لتكون بذلك الحركة القاتلة هي حركة باعثة لولادة جديدة حيث تقول في ما يخص هذا الفعل>  أتصور اللوحة وهي تنزف تصير جريحة كالإنسان, بالنسبة لي فإن اللوحة تصبح إنسانا له مشاعر و أحاسيس< . وهنا يظهر التجديد في الفن عبر توظيف مفاهيم جديدة تتوجه به إلى أفق تشكيلي يكتنز العديد من المفاهيم الناتجة عن بحث عميق في ممارسة الفن المعاصر وهو ما جعلها تكتسب جرأة في تفعيل المفاهيم و تداول قراءات إنشائية تشكيلية تجعل من العمل كاسرا للقواعد الكلاسيكية و متعديا حدود المادة فهنا “نيلس إيدو” قام بتوظيف الطبيعة توظيفا فنيا يكشف عن تأثيراتها التشكيلية المساهمة في إنتاج إبداعات و إستنطاق الأعمال , وقد تأسست هذه التجربة على مفهوم الزوال كرؤية إختصارية تنشأ في الطبيعة بما هي الرحم الأول الذي يتخاطب فيه العمل الفني مع الطبيعة و يكسبه بذلك غاية تشكيلية و إبداعية تكون بمثابة النص المرئي المذكر بخصوصيات الطبيعة وهذا ما يؤكد عليه خاصة “هيغل” في قوله > أهمية الفن الأساسية في أن ما يمكنه الفكر البشري من تصورات موضوعية و أصلية و من أفكار كونية إنما تعرض أمام أنظارنا.  <فعبر هذه الرؤية يتم تجاوز كل ما هو تقليدي للكشف عن صياغة تشكيلية مستمدة من المفردات و الرموز الطبيعية حيث أنها تمثل عنصرا ملائما لتحقيق المراد فهي لغة تجاوز بين الطبيعي و التشكيلي و تعبر عن أشكال و معطيات إبداعية تبني ملامح الفن الزائل و هذا ما  يتأكد خاصة في هذا العمل
  
إنشائية الفعل الزمنى في العمل التشكيلي عند الفنان  نيلس إيدو  Image009

تمثل الطبيعة عنصرا أساسيا  للحياة التي تمر بمراحل متنوعة تتمازج فيه المعطيات لتعطي لمحة فنية تكون فيها المضامين مستوفية لمبادىء تشكيلية تؤسس لعناصر تفاعلية ينتجها تفاعل الموضوع مع المواد و مدى علاقتها بإنتاج عمل فني يكون في إستقلالية على ما سبقه فهي رؤية منحها سيرورة تظهر خاصة عند لقاء المتقبل مع العمل فهي شيء متحول و زائل يتغير بفعل تدخل عناصر طبيعية عليه وهذا ما يدعم تجربة “نيلس إيدو” بما هي قراءة فنية تتناسب مع رؤيته و قدراته الإبداعية, فقد إتسمت أعماله بصيغ جديدة تلتقي فيها مع خصائص الفن المعاصر وذلك ليتمكن من حذق الإبداع  بفضل فكره وتقنيته, فتوظيف الخامات و العناصر الطبيعية يمثل جوهر الأعمال الفنية


إنشائية الفعل الزمنى في العمل التشكيلي عند الفنان  نيلس إيدو  Image011
           
إن الفن  يعتبر معرفة للعالم، وهي معرفة مبنية على العلاقة بين الفنان وواقعه التي أرست مساره و كينونته في حريته التي  تسمو بذاتيته و بمفاهيم الفن المختلفة حيث مثلت تجربة “نيلس إيدو” رؤية فنية تجاوزت التجارب التشكيلية للنهوض بالوظيفة الإبداعية الفنية بماهي رؤية علاماتية تكشف عن مبانيها و مقاصدها ضمن وظيفة تشكيلية تساهم في الخلق الإبداعي من الطبيعة بالنسبة للفنان “نيلس إيدو” التي تروي قصته مع الطبيعة بما هي الأم التي خرج من بطنها و عاش في كنفها متأملا في موجوداتها و حاملا محبته لها مؤكدا ذلك في قوله » لقد سنحت لي الفرصة لقضاء طفولتي في قلعة على حافة الغابات و بالتالي أقضي معظم و قتي في الطبيعة و منذ ذلك كانت مصدر إلهام بالنسبة لي «  فهو نشأ فيها منذ صغره و ترعرع بين أحضانها لتكون أساس حياته في المستقبل و جعل من كل حواسه أداة لملامسة الطبيعة و الكشف عن خباياها فالحاسة هي أساس الإكتشاف  وهي وسيلته في التواصل والتفاعل مع العالم الخارجي بشكل عام و أساس ماهية الفن و عبرها يتم إدراك التصورات , وعند توظيف هذه الحواس يتمكن الفنان من استيعاب وفهم كل ما يدور حوله وهي وسيلته في التعبير عما يجول في داخله  ويعبر عما يعايشه حيث حمًل نيلس العمل قيمة تتجاوز البعد البصري و الملمسي المادي بإتجاه أن يكون طريقا إلى الحكمة وبهذا كأنه يريد أن يغير نظرة الناس إلى العالم, ففي عالم تطبعه السرعة يشعر الإنسان بأنه تغلب على الطبيعة و طوعها لنزواته الإستهلاكية يتوقف نيلس لتذكيرنا من خلال أعماله التشكيلية عن رؤية الزمن و أثره على الأشياء ،فهو يجسد ممارسة فنية تصور الطابع الهش للحياة و الوجود  بصفة عامة لأنها مصنوعة من المواد المتلاشية التي تذكر الإنسان بشرط و جوده الأول و الأخير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إنشائية الفعل الزمنى في العمل التشكيلي عند الفنان نيلس إيدو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القلق لدى الفنان التشكيلي و علاقته بالإبداع..
» علامات الفعل ..
» الفعل المصرّف - الحاضر
» الفعل في اللغة الفرنسية
» ما هو الفن التشكيلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهندسة والفنون :: الفنون :: --الفنون-
انتقل الى: