رائع ما تفضلت به يا سيدتي فالمتنبي لم يزل عبقرية قل ان يجود الزمان بمثلها مهما تحامل عليه حساده ومبغضيه .. فهو لم يكن يوما شاعر بلاط .. بل كان يسعى لمجد في ان ينال سلطة ولم يسعفه الحظ ولا الزمن ...!ويكاد يجمع اكثر النقاد على ان عبقرية المتنبي بلغت ذروتها في بلاط كافور بتلك المدائح المميزة اذ كان يمدحه مدح مستهزئ ... ّ لا مدح محب كقصائده بمدح سيف الدولة او ابن عمار .. ولم يتغير اسلوبه مع جميع من مدحهم بافخر بنفسه اولا ثم سوق الحكم قبل ذكره للممدوح .. ولعل قمةالعبقرية تجلت في قصيدة :كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا .. وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا
فمن يقرأ هذه القصيدة بتروٍ سكتشف انها قصيدة سخرية في اطار مديح باسلوب الاستهزاء لكثرة ما استخدم من كلمات التورية تحميل الكلمات المصودة اكثر من معنى ظاهر لمعنى باطن وهذا مثال بسيط بهذا المقطع الاخبر من القصيدة ..!مَدًى بَلَّغَ الأُستاذَ أَقصاهُ رَبُّهُ .. وَنَفسٌ لَهُ لَم تَرضَ إِلاَّ التَناهِيا
دَعَتهُ فَلَبّاها إِلى المَجدِ وَالعُلا .. وَقَد خالَفَ الناسُ النُفوسَ الدَواعِيا
فَأَصبَحَ فَوقَ العالَمينَ يَرَونَهُ .. وَإِن كانَ يُدنيهِ التَكَرُّمُ نائِيا
هذا ما يتسع المجال له باختصار شديد
وتفضلي بقبول فائق المحبة والاحترام